المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409151
يتصفح الموقع حاليا : 305

البحث

البحث

عرض المادة

ثناء متبادل

الكاتب/ توفيق محمد مصيري

ومما يحكى من المواقف التي تبين مدى الترابط الوثيق والصلة العميقة بين آل البيت والصحابة الكرام ما يلي:

اولا ً: القرابة يحبون الصحابة:

صحب موسى .. وأصحاب محمد:

لأجل مكانة الصحابة السامقة، تمنى نبي الله موسى عليه السلام ان يرى اولئك النفر الذي حازوا كل هذا الفضل العظيم.

فعن الرضا عليه السلام قال: "لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا ً وفلق له البحر ونجى بني اسرائيل واعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عز وجل، فقال موسى: يارب فإن كان آل محمد كذلك فهل في اصحاب الانبياء اكرم عندك من صحابتي؟ قال الله عز وجل: يا موسى اما علمت ان فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين، وكفضل محمد على جميع النبيين، فقال موسى: يا رب ليتني كنت اراهم، فأوحي الله اليه: يا موسى انك لن تراهم، فليس هذا اوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات -جنات عدن والفردوس- بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون" [بحار الانوار 13340، تفسير الامام العسكري، ص31، تأويل الايات: ص411].

صحبة .. وبلاء ونصرة:

وهذا زين العابدين رحمه الله يقول في احد ادعيته: "اللهم واصحاب محمد خاصة الذين احسنوا الصحبة والذي أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه وأسرعوا الى وفادته، وسابقوا الى دعوته، واستجابوا له، حيث اسمعهم حجة رسالاته وفارقوا الازواج، والاولاد في اظهار كلمته، وقاتلوا الاباء والابناء في تثبيت نبوته وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وقيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك اليك واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش الى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل الى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ " الحشر: 10.

خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم في بصيرهم، ولم يختلجهم شك في قفوا آثارهم والائتمام لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا اليهم. [الصحيفة السجادية الكاملة/ الامام زين العابدين ص39].

عبادات وابتهالات:

3- وعن الباقر رحمه الله انه قال: "صلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى، ثم قال: اما والله لقد عهدت اقواما ً على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهم ليصبحون ويمسون شعثا ً غبرا ً خمصا ً بين أعينهم کرکب المعزی، پپیتون لربهم سجدا وقياما، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم، ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون" [اعلام الدين في صفات المؤمنين للدبلمي ص111].

وعن زین العابدین رحمه الله قال: صلى أمير المؤمنين الفجر ثم لم يزل في موضعه حتی صارت الشمس على قيد رمح، وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله لقد أدركت أقواما پیتون لربهم سجدا وقياما، يخالفون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا کما يميد الشجر. [اعلام الدين في صفات المؤمنين للدبلمي ص111].

حد المفتري.. لشانى أصحابي :

وكان الإمام علي رضي الله عنه مرارا وتكرارا يقول عملی منبر الكوفة: «لا أوتی برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري» [ بحار الانوار للمجلسي 10/417 ، 49/192 ، 109/127].

 

 

ثانيا : الصحابة يثنون على القرابة :

أذية علي.. أذية للنبي:|

وهذا عمر رأى رجلا يقع في على، فقال: «ويحك! أتعرف عليا ً هذا ابن عمه وأشار إلى قبره، والله ما آذيت إلا هذا في قبره.

وفي رواية: «فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره» [ تاريخ دمشق 42/519].

 أول الناس قرابة:

وعن الشعبي قال: "مر علي بن ابي طالب على ابي بكرة ومعه اصحابه رضي الله عنهم فسلم عليهم ومضى، فقال ابو بكر رضي الله عنه: من سره ان ينظر الى اول الناس في الاسلام سبقا ً وأقرب الناس برسول الله قرابة، فلينظر الى علي بن ابي طالب". [موسوعة الامام علي بن ابي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري 8/302].

المودة في القربى:

وعن ابي بكر رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: "  " انه قال: ارقبوا محمدا ً صلى الله عليه وسلم في اهل بيته" [الامام علي في آراء الخلفاء لمهدي فقيه ايماني ص46].

بأبي شبيه بالنبي:

وجاء ان ابا بكر رضي الله عنه صلى العصر ثم خرج يمشي ومعه علي رضي الله عنه فرأى الحسن يلعب بين الصبيان، فحمله ابو بكر رضي الله عنه على عاتقه، وقال: بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها ً بعلي، وعلي رضي الله عنه يضحك. [بحار الانوار للمجلسي 43/287 ،301].

الشيخان .. يقبلان رأس علي:

ولما قتل علي رضي الله عنه عمرو بن ود، قام ابو بكر رضي الله عنه وقبل رأسه.

وفي رواية: ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. [بحار الانوار للمجلسي 20/206 ، 258 ، 39/4 ، 41/91].

منزلة السمع والبصر والفؤاد :

عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني علي بن محمد بن علي الرضـا عـن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أبا بكـر منـي بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد. قال: فلا كـان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليه ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فقلت له: يا أبت! سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولاً، فما هو ؟ فقال : نعم، ثـم أشـار بـيـده إليهم، فقال: هم السمع والبصر والفؤاد» [البرهان: 4/564 ، 565].

هـول المصاب :

قال الإمام علي رضي الله عنه مثنياً على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما : «ولعمري إن مكانها في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بها لجرح في الإسلام شديد، رحمها الله وجزاهما بأحسن ما عملا» [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 15/79].

الشورى .. للمهاجرين والأنصار:

وقال علي رضي الله عنه مثنياً على خلافة الثلاثة، وعلى من اختارهم: «إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كـان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباع سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى» [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/719].

وهذا الأثر فيه أن إمامة على لو كانت منصوصا عليها من الله و لما جاز لعلي رضي الله عنه تحت أي ظرف من الظروف أن يقول مثل هذا الكلام الصريح البين الذي لا لبس فيه ولا خفاء إلا على من أزاغ الله قلبه عن الحق.

كما يستدل الإمام على مخالفة على صحة خلافته وانعقاد بیعته بصحة بيعة من سبقه، وهذا يعني بوضوح أن عليا رضي الله عنه كان يعتقد بشرعية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، کا يذكر في هذا النص الواضح في معناه والذي كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، بأن الإمامة والخلافة تنعقد باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص، وخاصة في العصر الأول باجتماع الأنصار والمهاجرين فإنهم اجتمعوا على أبي بكر وعمر، فلم يبق للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد.

وهنا بعض الملحوظات:

١- قوله: (إنه بايعني القوم) وقد تتساءل أخي القارئ! لماذا قال الإمام: إن هؤلاء القوم الذين بايعوا الخلفاء السابقين هم من بايعني؟ ولماذا يحدد هؤلاء الناس في البيعتين؟ أوليس هناك أمر مهم جدا يريد الإمام توضيحه؟ فأولئك المبايعون لم يخرج أحد منهم على الخلفاء بطعن أو بدعة، ولا شيء آخر؛ فهكذا أنا بویعت!

۲- ثم لو افترضنا أن عليا إنما يريد أن يلزم خصمه بالحجة، فيقول: إن هؤلاء بایعوني کما بایعوا السابقين، فتلزمك الحجة بالمبايعة، لو سلمنا جدلا بصحة هذا الادعاء، فأين نذهب بكلمة: (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار)؟

والامام يتكلم بلغة العرب، ونحن نعرف ماذا تؤدي: (انما) التي تفيد القصر والحصر فالمعنى: اي لا تكون الشورى في البيعة والاختيار الا للمهاجرين والانصار فهذا مدح لهم، اولا ً، لانهم اهل لهذه الشورى عن امة محمد صلى الله عليه وسلم.

٣- وقوله: (فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا..) فهؤلاء إذا اجتمعوا على رجل خليفة لهم سيكون ذلك رضا لله تعالى، أي مدح أكبر من ذلك لهم ؟!

أصاب خيرها.. عمر:

وقال الإمام علي رضي الله عنه مثنيا ً على عمر بن الخطاب: الله بلاء فلان! فلقد قوّم الأود، وداوي العمد، وأقام الشئة، وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه" [نهج البلاغة: ص350].

وقال أيضا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في حياته حين شاوره في الخروج إلى غزو الروم: «إنك متی تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة -ستر ووقاية- دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلا مجربة واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين" [نهج البلاغة: ص192، بحار الانوار: 31/135].

علي.. وفدك:

وقال الإمام علي رضي الله عنه حين سئل في رد فدك -وكان حينئذ الخليفة-: «إني لأستحي من الله أن أرد شيئا منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر" [شرح نهج البلاغة: 16/252].

أخي الكريم!

کیف لا يكون الإمام علي على هذا القدر الكبير من الوفاء والحب لأصحاب حبيبه رسول صلى الله عليه وسلم ؟!

كيف لا يكون وهو احد خريجي مدرسة الحب الصادق؟

كيف لا يكون كذلك وهو احد ثمرات البستان الذي اشرف على زرعه وتنقيته حبيب الله عليه الصلاة والسلام؟

ان مثل هذه المواقف لا تصدر الا من رجل علم من حال اصحاب رسول الله كل خير وادرك انهم على قدر كبير من الاخلاص لهذا الدين العظيم..

هؤلاء هم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم اقرب الناس عهدا ً بالشيخين، ولم يفتهم ما عملا ولا غاب عنهم ما فعلا، ألا تكفينا شهادتهم ورأيهم في اولئك النفر، ام نريد هديا ً ودليلا ً وقولا ً غير هديهم وقولهم عليهم السلام ؟؟

  • الاثنين PM 01:51
    2022-11-14
  • 871
Powered by: GateGold