ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
المواد
لقد جعل العلماء من عناية الله تعالى بالكون دليلًا واضحًا على فساد القول بالصُدفة، فالكون المادي يسوده النظام، وهذا الدليل شائع ومنتشر، بين فلاسفة الإسلام، والمتكلمين على اختلاف فرقهم.
قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وأنزل مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ في الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأنّهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [ إبراهيم: 32 –33].
وكما هو معلوم علميًا ودينيًا، أنّ هذا الكون بما فيه من مادة، وطاقة، كل ما فيه بمقدار محدد، وتحكمه قوانين متنوعة ومتعاضد منذ نشأته، والفرق بين المؤمن، وبين القائل بالصُدفة يتمثل في: أن المؤمن يقول إنَّ الله هو الخالق والمدبر لتلك القوانين، والنظم الثابتة في الكون.
نقد القول بالصُدفة في الاتجاه العلمي قضية وجود الخالق، هذه القضية التي أصبحت مطروحة اليوم بمداخل جديدة تمامًا. فبعد أن كانت الاكتشافات العلمية هي سبب انتصار الفكر المادي في أوائل القرن العشرين، صارت هذه الاكتشافات ذاتها هي التي تثبت اليوم وجود إله خالق للكون.
يقول الدكتور ليكونت دي نوى:" نكرر القول بأنه لا توجد حقيقة واحدة، أو نظرية واحدة في يومنا هذا تقدم تفسيرًا قاطعًا لمولد الحياة وتطور الطبيعة، ولقد درسنا مسألة أصل الحياة، فوجدنا أننا مضطرون إلى أن نقبل فكرة تدخل قوة سامية يدعوها العلماء أيضًا " الله" وهي عكس الصُدفة"([11]).
ومما لا شك فيه، أنّ المذهب الإلحادي أراد أن يواكب في تطوره تطور العلوم والمعارف، وكان في كل حقبة يعكس المستوى المعرفي في الفكر الإنساني، وأراد أن يدعم مزاعمه بنظريات علمية.
صَادفت فلانًا أي لقيته، ووجدته ([1])، والصُدفة: من صَادف الشخص مُصادفة؛ أي: وجده، ولقِيه، ووافقه([2])، ومعنى وافقه؛ أي: لاقاه، ووجده من غير موعد، ولا قصد، وصَادف صديقه في الطريق: لقيه مصادفةً([3])، وتصادفا: تقابلا على غير وعد([4]).
فقد خلق الله الإنسان، وجعله خليفة له في الأرض، وبين سبحانه الغاية من خلق الإنسان وهي عبادته سبحانه وتفضل عليه بالفطرة السليمة وكرمه بالعقل ومن عليه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين، ليكون الإنسان بعد ذلك أهلاً للتكليف.
فاتن صبري لتجنب ذكر الخالق، تُعزى أنظمة مترابطة إلى الطبيعة العشوائية على الرغم من أنهم لم يعترفوا بذلك أبدًا، يشير العلماء من الملحدين إلى الخالق بأسماء أخرى (الطبيعة الأم، قوانين الكون، الانتخاب الطبيعي \"نظرية داروين\"، إلخ...)، في محاولات بائسة للهروب من مَنطق الدين والاعتقاد بوجود خالق.
فاتن صبري إذا كان العالم مؤمنًا فسيقول الخالق بلا شك، ولكن العالم الملحد سيقول: أن مهندسًا خارقًا، أو بكتيريا ذكية، أو الصدفة، أو مجموعة من العلماء أو مخلوقات فضائية من كوكب آخر قاموا بتجربة ما أدت إلى نشأة الكون!
فاتن صبري حيث كنت أقول إن الإسلام هو: الإيمان بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد، وأنه هو الخالق والرازق للكون كله وما يحتويه، لقد خلق الخالق المسيح بلا أب وخلق آدم من غير أب ولا أم، فهو يخلق ولا يلد، وعلينا عبادة الخالق مباشرة بدون قسيس ولا قديس ولا أي وسيط.
فاتن صبري لم نكن نعرف أن هناك دين على وجه الأرض يدعو أتباعه لعبادة الخالق مباشرة بدون قديس ولا قسيس ولا أي وسيط. وأنه الواحد الأحد الذي ليس له شريك في ملكه ولا ولد، وأنه تعالى لا يتجسد في صورة إنسان ولا حيوان ولا صنم.
فاتن صبري إن العلاقة بين الدين والدولة في القرون الوسطى (476 -1453م) كانت علاقة مصالح، يقوم فيها السياسي بالحصول على شرعية حكمه من رجل الدين، بينما يرخص السياسي سلطة رجل الدين الدينية والهيمنة على قلوب أتباعه، ويضمن استمرارية مؤسسته الدينية عبر الهبات والأموال.
فاتن صبري سألني سائل من المكسيك عن أهمية غطاء رأس المرأة المسلمة. قلت له: غطاء الرأس يشبه ما ترتديه راهبات كنائسكم. قال: لا، الوضع مختلف. الراهبات متدينات لا يتزوجن.
فاتن صبري في إطار الحديث عن ظلم اللغة للمرأة والمطالبات العالمية بتوحيد الجنس في مجال أسماء الإشارة للذكر والأنثى، قد أقر المسلمون بمساواة المرأة للرجل من الناحية الإنسانية والحقوق الفطرية التي يهدي إليها الدين، إلاّ أنهم كمسلمين وكبشر أيضًا يخالفونهم في المساواة الجسدية والمعنوية.
فاتن صبري كم تعجبت خلال تجوالي حول العالم من اهتمام الجميع بالمطالبة بحقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق المرأة، حتى انتهوا بحقوق المثليين والذين لا يملكون إلا ميول شاذة خارقة لقوانين الكون.
فاتن صبري منذ عهد آدم أبو البشر، كان الخالق يختار الأتقى في قومه كرسول لهم كلما حُرِّفت رسالة النبي السابق وحادوا عن الطريق المستقيم، واختلفوا فيما بينهم بعبادة غير خالقهم، ولتقديم أجوبة شافية لهم عن الأسئلة الوجودية التي تدور في خلدهم (مصدر وجودهم والهدف من وجودهم ومآلهم بعد الموت).
فاتن صبري يُعتبر\" الدالاي لاما\" بابا البوذيين، إذا جاز التعبير، مثلما أن \"فرنسيسك\" هو بابا النصارى. كلمته مسموعة ليس فقط في بلاد التيبت، وإنما في كل أرجاء العالم البوذي. فهو أحد حكماء العصر الراهن وأحد الشخصيات الروحية الكبرى التي تحظى بالاحترام لديهم.