العهد القديم ينص على أن اليهود شعب الله المختار، وأن غير اليهود مُسَخرون لهم، كما هو حال الحيوانات والدواب - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442009
يتصفح الموقع حاليا : 87

البحث

البحث

عرض المادة

العهد القديم ينص على أن اليهود شعب الله المختار، وأن غير اليهود مُسَخرون لهم، كما هو حال الحيوانات والدواب

كما ينص التلمود على أن عنصر خِلقة اليهود من عنصر الله،
وأن حُرمتهم كحُرمة الله.

كما يحثُّ التلمودُ اليهودَ على العدوان (الإرهاب) على من ليسوا يهودًا، واغتصاب أموالهم!

فهل يُعقل أن يكون هذا كلام الله؟!

زعم اليهود فيما افتروه في كتبهم على الله أن عنصر اليهود من عنصر الله! وأنهم شعب الله المختار! وأن الله قال في التوراة: إن غير اليهود كالحمير لليهود، وأنهم ليس لهم احترام، وأن أموالهم ونسائهم وأراضيهم حلال لليهود أن ينتزعوها منهم ويمتلكوها، تعالى الله عن ذلك.

ففي كتاب التلمود الذي هو من وضع أحبار اليهود (إن الأُمميين هم الحمِير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار، فإذا نَفَق منهم حمار، ركبنا منهم حمارًا). معنى نَفَق أي مات.

وأيضًا يوجد نص في التلمود يقول: (نحن شعب الله في الأرض، سخر لنا الحيوان الإنساني، وهو كل الأمم والأجناس، سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان، نوع أعجم كالدواب والأنعام والطير، ونوع كسائر الأمم من أهل الشرق والغرب، إن اليهود من عنصر الله، كالولد من عنصر أبيه، ومن يصفع اليهودي كمن صفع الله، يباح لإسرائيل اغتصاب مال أي كان. وإن أملاك غير اليهودي كالمال المتروك، يحق لليهودي أن يمتلكه).

هذان النصَّان يتضمنان أمورًا عشرة:

  • تبين هذه النصوص مبرر دعوى اليهود أنهم (شعب الله المختار).
  • تشبيه غير اليهود من بني الإنسان بالدواب والطيور، والحمير على وجه الخصوص.
  • تفضيل اليهود على سائر البشر.
  • دعوى أن الإنسان اليهودي مقدَّس ومعظَّم.
  • دعوى أن باقي الأجناس من البشر محتقَرون ولا أهمية لوجودهم على هذه الحياة.
  • دعوى أن عنصر اليهودي من عنصر الله، يعني أن ذات اليهودي مثل ذات الله في ماهيتها، تعالى الله عن ذلك.
  • دعوى أن اليهودي يحق له اغتصاب مال غيره من غير اليهود.

 

  • هذه النصوص تفسر شعور الكبر والغرور عند اليهود.
  • كما تبين هذه النصوص الشيطانية مبرر احتلال اليهود لأرض فلسطين، ونهب ثرواتهم، واغتصاب أراضيهم، وإشعال الفتن والقلاقل في فلسطين وغيرها من بلاد العالم.
  • كما تبين هذه النصوص شدة حب اليهود للمال والسيطرة على الغير.

ومن هذه النصوص التلمودية وأشباهها يتبين مكانة حقوق الإنسان عند اليهود، فالإنسان عندهم هو اليهودي، أما غيرهم فإنهم مسخرون لهم، كما سخر الله الحمير للإنسان.

وللعلم فالتلمود له مكانة عظيمة عند اليهود، وهو مقدَّس عندهم وهامٌّ، يتضح ذلك في النقاط الثمان التالية:

  • التلمود هو النص المركزي الثاني لليهودية الحاخامية بعد التوراة.
  • التلمود هو المصدر الأساسي للشريعة الدينية اليهودية.
  • التلمود هو اللاهوت اليهودي والكتاب المحوري للحياة الثقافية في كل المجتمعات اليهودية.
  • التلمود هو المؤسس لكل الفكر والأمل الذي يهتدي به اليهود.
  • التلمود هو الهادي في الحياة اليومية لليهود.
  • التلمود فيه تعاليم لآلاف الحاخامات في مواضيع شتى، منها الشريعة والأخلاق والفلسفة والأعراف والتاريخ والفلكلور ومواضيع كثيرة أخرى.
  • التلمود هو الأساس لكل الهيئات في الشريعة اليهودية.
  • يُستدل بنصوص التلمود كثيرًا في أدبيات الحاخامات والأعراف الأساسية الهامة للمجتمع اليهودي بأكمله.

 

 $ 

 

 

تنبيه مفيد:
العهدين القديم والجديد يبشران بمحمد، رسول دين الإسلام

العدل مطلوب، فكما أننا أثبتنا في هذا الكتاب أن العهد القديم والجديد ليسا كلام الله، وأنهما كلام بشر، وأنها تتضمن أخبارًا منها الصواب ومنها الخطأ؛ فهذا يستوجب -للأمانة العلمية- التنبيه إلى أن العهد القديم والجديد يتضمنان إشارات كثيرة إلى نبوة محمد H، ووجوب الدخول في دينه على الناس كافة، وأنه متمم لدين الأنبياء قبله، وأنه ليس مناقضًا لها، وأنه -أي الإسلام- هو خاتم الأديان السماوية، وأن محمدًا هو خاتم الأنبياء، وأن القرآن هو خاتم الكتب.

وهذه بعض الشواهد على ما ذكرنا من وجود الشواهد على نبوة محمد، نبدؤها من الأناجيل:

1- جاء في إنجيل متَّى (21/42-43): «قال لهم يسوع: أمَا قرأتم قطُّ في الكتب: الحجَر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قِبَلِ الربِّ. كان هذا عجيبًا في أعيننا. لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم، ويُعطى لأمةٍ تعمل أثماره».

والحجَر الذي رفضه البناءون هو محمد H، رفض البناءون وضعه في عهد موسى وعيسى، لأن النبوة لم تكتمل بهما، فلما جاء محمد H اكتمل البناء بوضع هذا الحجر.

وقد ذكر النبي H ما يطابق هذه البشارة تمامًا فقال: «إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجلٍ بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنَةٍ من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويَعجبون له ويقولون: هلَّا وُضِعت هذه اللبِنَة؟

قال رسول الله H: فأنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين».([1])

فسبحان من جعل كلام هذين النبيين العظيمين (عيسى ومحمد) يخرج من مشكاة واحدة ومصدر واحد.

أمَّا قوله: «إن ملكوت الله ينزع منكم، ويُعطى لأمة تعمل أثماره» فإنه إشارة إلى انتقال النبوة من أبناء إسحاق إلى أبناء إسماعيل R، والأمة هي أمة محمد H.

2- جاء في إنجيل يوحنا (4/19-21): «قالت المرأة (أي: السامرية) له (أي: للمسيح): يا سيد، أرى أنك نبي. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون: إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه.

فقال لها يسوع: يا امرأة، صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب».

وهذه دلالة واضحة على تحول القبلة من بيت المقدس (أورشليم) إلى الكعبة المشرفة التي في مكة، وقد كان النبي H يصلي متجهًا إلى بيت المقدس، فكانت بيت المقدس هو الموضع الذي يتجه إليه في الصلاة، واستمر على ذلك بضعة عشر شهرًا، حتى نزل قوله تعالى: ﴿ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ﴾([2])، فعند ذلك تغير الموضع الذي يتجه له في صلاته كما في هذا الخبر عن المسيح، واتجه إلى الكعبة التي في مكة اتباعًا لأمر ربه.

3- جاء في إنجيل يوحنا (14/30): قال المسيح: «لن أخاطبكم بعدُ طويلًا، لأن سيدَ هذا العالم سيجيء».

ومَن هو سيد العالم غير محمد H؟!

فقد ختم الله به النبوة، وأعطاه الشريعة الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان، وجعل أمته أسياد العالم عندما كانوا مستمسكين بشريعته، وسترجع إليهم إذا حقَّقوا التمسك بشريعته كما وعدَهم الله بذلك في القرآن.

4- في يوحنا (14/16): قال يسوع المسيح: «ابن البشر ذاهب، والفارقليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويفسر لكم كلَّ شيء، وهو يشهد لي كما شهدتُ له، فإني أجيئكم بالأمثال، وهو يأتيكم بالتأويل».

وفي يوحنا (16/5): «الفارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، وإذا جاء وبَّخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه، ولكنه يسمع ويكلمكم ويَسُوسُكم([3]) بالحق، ويخبركم بالحوادث والغيوب».

وهذه البشارة واضحة الدلالة كوضوح الشمس على نبوة محمد H بعد المسيح، لِمَن شرح الله صدره للحق، وتَقَبَّل الحقيقة، أما من أعمى الله بصيرته، فلو اندكَّت من حوله الجبال لم يؤمن، وبيان ذلك الوضوح من ثمانية وجوه:

أ- فكلمة (الفارقليط) تدل على معاني الحمد والحَمَّاد والمحمود، وكلها تدل على اسم النبي محمد H.

ب- مَن الذي تضمنت شريعته كل شيء غير شريعة محمد H؟! قال الله تعالى: ﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾.([4])

ت- ومَن الذي جاء بعد عيسى S غير محمد H؟!

ث- ومَن الذي وبَّخ العالم على الخطايا بعد المسيح غير محمد H؟!

ج- ومَن الذي لا يتكلم من تلقاء نفسه بل بما يوحَى إليه غير محمد H، كما قال تعالى: ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾([5])؟!

ح- ومَن الذي ساس الناس بالحق والعدل غير محمد H الذي قال: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيمُ الله([6])، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها»([7])؟!

خ- ومَن الذي أخبر بالحوادث والغيوب، وما كان وما سيكون (وذلك عن طريق الوحي من الله) غير محمد H؟!

د- ومَن الذي شهد للمسيح بالنبوة والرسالة والعصمة غير محمد H؟!

أما البِشارات بنبوة محمد H في العهد القديم فعديدة، منها:

1- في سفر التثنية (33/1): «تجلى الله من سيناء، وأشرَقَ من ساعير([8])، واستَعْلَنَ من جبال فاران([9])».

فهذه البشارة متضمنة للنبوات الثلاث: نبوة موسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلَّم عليهم أجمعين.

فمجيء الله تعالى من طور سيناء إشارة إلى وحيه الذي أنزله على موسى S، وإشراقه من ساعير هو نزول وحيه على عيسى S ومجيئه بالإنجيل، وأما المراد بالاستعلان من جبال فاران فهو إنزال القرآن على محمد H وإعلانها منها، لأن جِبال فاران هي جبال مكة باتفاق المسلمين واليهود والنصارى.

وقد ذُكر في القرآن ما يصدِّق هذه البشارة في قوله تعالى: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾، فذكر الله أمكنة هؤلاء الأنبياء الثلاثة التي خرجوا منها، فقوله: ﴿ﭑ ﭒ﴾ المراد مَنبَتهما وأرضهما وهي الأرض المقدسة التي ظهر فيها المسيح S، وقوله: ﴿ﭔ ﭕ﴾ الجبل الذي كلَّم الله عليه موسى S، وهو مكان ظهور نبوته، وقوله: ﴿ﭗ ﭘ ﭙ﴾ هي مكة، منطلق نبوة محمد H.

2- في سفر أعمال الرسل (3/22): «فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إلهُكم مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ».

فهذا النبي ليس عيسى S؛ لأنه قال: «من إخوتكم»، وإخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل، ولم يُرسل نبي من بني إسماعيل إلا محمد H.

ومما يَدُل على أن هذا النبي هو محمد H قول موسى: «نبيًّا مثلي»، ولا يوجد نبي ينطبق عليه أنه مثل موسى غير محمد H، فكلاهما اتصف بالقوة والشجاعة، وكلاهما قاتل أعداء الله، وكلاهما بُعِث برسالة مستقلة.

أما عيسى S فلم يقاتل ولم يُبعث برسالة مستقلة عن رسالة موسى، بل الإنجيل تابع للتوراة، فيه تحليل لبعض ما حُرِّم فيه، وفيه مواعظ، فهو متمم للتوراة، وأيضًا فإنه كان مقهورًا ولم ينتصر على أعدائه، فلما أحاط به أعداؤه اليهود وأرادوا قتله لم يقاتلهم بل رفعه الله إليه في السماء.

3- في سفر التكوين (21/18) أن ملاك الله قال لهاجر زوجة إبراهيم: «قومي احملي الغلام وشُدِّي يدك به، لأني سأجعله لأمة عظيمة».

وفي سفر التكوين أيضًا (16/8): «إن المَلَك ظهر لهاجر أم إسماعيل فقال: يا هاجر، من أين أقبلتِ وإلى أين تريدين؟ فلما شرحت له الحال قال: ارجعي، فإني سأُكثِّر ذريتك وزرعَك، حتى لا يُحصون كثرة، وها أنت تحبِلين وتلدين ابنًا أُسَمِّيهِ إسماعيل، لأن الله سمع تذلُّلَكِ وخضوعكِ، وَوَلدُكِ يكون وحشًا للناس([10])، وتكون يده على الكُل، ويدُ الكلِّ مبسوطة إليه بالخضوع».

فمَن هذه الأمة العظيمة التي تنتسب إلى إسماعيل S غير أمة محمد H؟!

ومَن هو الذي ستكون يده على الكلِّ ويد الكلِّ مبسوطة إليه بالخشوع غير محمد H؟!

فإسماعيل S لم تكن يده فوق يد إسحاق، بل كانت يد إسحاق فوق يده، لأن النبوة والمُلك كانا في يد إسرائيل والعِيص([11])، وهما ابنا إسحاق، فلم يبق إلا محمد H، فأمته أعظم الأمم وآخرها.

وكذلك قوله: «ولدُك يكون وحشًا للناس» يدل على أن المقصود هو النبي محمد H، فقد قال O: «نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر»([12])، أي أن الله تعالى كان يُلقي الرعب في صدور أعدائه منه وهو يَبعد عنهم مسيرة شهر، فهو الذي ينطبق عليه قول التوراة: «ولدُك يكون وحشًا للناس».

قال الحافظ المؤرخ ابن كثير V في «البداية والنهاية»([13]): «وهذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد (صلوات الله وسلامه عليه)، فإنه الذي سادت به العرب، وملكت جميع البلاد شرقًا وغربًا، وآتاها الله من العلم النافع والعمل الصالح ما لم تؤتَ أمة من الأمم قبلهم، وما ذاك إلا بشرف رسولها على سائر الرسل، وبركة رسالته، ويُمْن بشارته، وكماله فيما جاء به، وعموم بعثته لجميع أهل الأرض».

وبناء على ما تقدم فإن المسيح عيسى ابن مريم S بشَّر أتباعه بالنبي محمد H وأمر بالانقياد لشريعته (الإسلام)، فاتِّباع شريعة الإسلام يعتبر تتميمًا لدين المسيح، وطاعة للمسيح، وليس نكوصًا عليه أو كفرًا به.

وقد يسَّر الله جمع تلك البشائر الإنجيلية بنبوة محمد (رسول الإسلام) في كتاب:

The amazing prophecies of Muhammad in the Bible([14])

وبناء عليه فالإيمان متلازم بين عيسى ومحمد، فالمسيحي الصادق في اتِّباعه لعيسى لابد أن يؤمن بمحمد H ويتبع شريعته، وإلا كان عاصيًا لنبيه عيسى S.

والذي يؤمن بمحمد H لا بد أن يؤمن بعيسى، وإلا كان كافرًا بمحمد H، لأن الإيمان بعيسى وبجميع الأنبياء قد أمر به القرآن، فمن لم يؤمن بالمسيح يكون كافرًا بالقرآن، قال الله في القرآن: ﴿ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾.

ومعنى ﴿ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾، أي: لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، بل نؤمن بالجميع.

وقد ورد ذكر اسم عيسى في القرآن 25 مرة، وورد ذكره بوصفه (المسيح) 9 مرات، كما ورد ذكر اسم أمه مريم 31 مرة، كلها في مقام الاحترام والتعظيم والتبجيل اللائق بأمثالهما من البشر، دون اعتقاد أن لهما شيئًا من صفات الربوبية أو الألوهية، بل هما بشر مثلنا، يعبدان الله كما نعبده نحن، ويرجوانه الجنةَ والنجاة من النار كما نرجوه نحن.

ليس هذا فحسب، بل قد جاء وصف عيسى بأنه من أولي العزم من الرسل، والعزم أي الصبر والحزم.

وأولي العزم من الرسل هم أعظم الرسل، وهم خمسة: (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد)، صلوات الله عليهم جميعًا.

وبهذا يكون لزامًا على المسيحي الصادق أن يؤمن بمحمد ويتبع شريعته (الإسلام) وإلا كان كافرًا بالرسولين عيسى ومحمد (صلى الله عليهما وسلم)، ومُعَرِّضًا نفسه لعقوبة الله يوم القيامة.

كذلك فإنه لزامًا على كل مسلم أن يؤمن بعيسى وجميع الأنبياء قبله، وإلا كان كافرًا بمحمد H.

وليس صحيحًا ما يظنه أكثر المسيحيين أن الإيمان بمحمد واتِّباع شريعته يتناقض مع الإيمان بعيسى، بل إن الإيمان بمحمد واتِّباع شريعته يستلزم الإيمان بعيسى، وليس في دين عيسى نص واحد يأمر بعدم الإيمان بمحمد أو ينافي الإيمان بمحمد H.

 

دين محمد (الإسلام)
جاء بحسنتين عظيمتين إلى دين المسيح

اعلم -رحمك الله- أن دين الإسلام جاء بحسنتين عظيمتين لأتباع دين المسيح عيسى ابن مريم، وهما:

الأولى: أنه صحَّح التحريفات التي وردت على دين المسيح، قال تعالى: ﴿ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾.

ومن هذه التحريفات ما هو واضح من التفرق والاختلاف بين طوائف النصارى، فطائفة تصفه بأنه الله، وطائفة تصفه بأنه ابن الله، وطائفة تصفه بأنه ثالث ثلاثة.

ومن هذه التحريفات أيضًا طعن اليهود في عيسى ابن مريم بوصفهم له بأنه ابن زنا، حاشاه من ذلك.

فتوسَّط دين الإسلام -الذي هو دين الوسطية والوضوح- بين هذين المسلكين، مسلك الغلو والإفراط في التعظيم، ومسلك الجفاء والازدراء، فبيَّن الحقيقة، وهي أن عيسى ابن مريم بشَر رسول، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.

قال تعالى: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ﴾.

وقال تعالى: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾.

وقال تعالى: ﴿ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ﴾.

وقال تعالى: ﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾.

وقال تعالى: ﴿ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾.

الحسنة الثانية: أن دين الإسلام أحيا تعاليم كان يؤديها النبي الكريم عيسى ابن مريم، فصار المسلمون يؤدُّونها، في حين أن المسيحيين أنفسهم لا يؤدُّونها، انظر للتفصيل كتاب:

Islam's Revival of Jesus' Teachings([15])

 

 $ 

 

 

 

([1]) رواه البخاري (3534)، ومسلم (2286) عن أبي هريرة I.

([2]) سورة البقرة: 144 .

([3]) يسوسكم: أي يتولى أمركم كما يفعل الأمراء بالرعية، والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه. انظر: «النهاية».

([4]) سورة الأنعام: 38 .

([5]) سورة النجم: 3 - 4 .

([6]) معنى (وأيْمُ الله) أي: (والله)، يُقصد بها الحلف بالله.

([7]) رواه البخاري (3475) ومسلم (1688) عن عائشة J.

([8]) ساعير في التوراة: اسم لجبال فلسطين. انظر: «معجم البلدان».

([9]) فاران: كلمة عبرانية مُعَرَّبَة، وهي من أسماء مكة، وقيل: إنها اسم لجبال مكة. انظر: «معجم البلدان».

([10]) سيأتي بعد قليل بيان معنى هذه العبارة: (وحشًا للناس).

([11]) قال ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية»: ذِكر إسحاق بن إبراهيم الكريم ابن الكريم عليهما الصلاة والسلام:

ذكَر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج «رفقا بنت بثوابيل» في حياة أبيه كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقرًا، فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين: أولهما سموه «عيصو»، وهو الذي تسميه العرب «العيص»، وهو والد الروم الثانية.

والثاني: خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسمَّوه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل. انتهى.

([12]) رواه البخاري (335)، ومسلم (521)، وفي الباب عن أبي هريرة، رواه مسلم (523).

([13]) انظر: ذِكر مولد إسماعيل S مِن هاجر.

([14]) هذا الكتاب منشور في شبكة المعلومات بهذا العنوان، وعدد البشارات المجموعة فيه 28 بشارة.

([15]) هذا الكتاب منشور في شبكة المعلومات بهذا العنوان.

 

  • السبت PM 03:13
    2023-09-23
  • 2572
Powered by: GateGold