المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416215
يتصفح الموقع حاليا : 361

البحث

البحث

عرض المادة

الحياة من الله

تأمل قول الله تعالى في سورة الشعراء: ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين (  الشعراء.

وإذا أردنا أن نتأمل ما جاء في هذه الآيات ونستعرض الإعجاز فيها بإيجاز نجد أن قضية الخلق

محسومة لله سبحانه وتعالى، فهو وحده الخالق، والكل عاجز، ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه يقدر على خلق شيء ولكن قضية الموت فيها جدل فإذا قرأت قوله تعالى:

(  إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت) البقرة 258

والآية تروي قصة الحوار بين من آتاه الله الملك وإبراهيم عليه السلام، فلما قال إبراهيم: ربي

يحي ويميت، أخذت من أتاه الله الملك العزة فقال: أنا أحيي وأميت، وجاء يرجل من رعيته، فحكم عليه بالإعدام وقال: هو ميت، ثم عفا عنه وقال: أحييته!! .

نقول : إن الناس لا تنتبه للفرق بين القتل والموت، فالقتل هو إفساد لجسد الإنسان يجعل الجسد

غير صالح لبقاء الروح فيه فتغادره، ولكن الموت هو إخراج الروح من الجسد دون هدم أو إفساد للجسد، ولذلك فر ق الله بين الاثنين في القرآن الكريم فقال:

(  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )آل عمران.144

 

وقال جل جلاله: ( ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون)  آل عمران 158.

إذن الموت لله وحده، وهو الذي يميت، ولكن القتل وهو غير الموت يمكن أن يتم على يد عباد 

ولأن الله هو الذي يميت، فلا أحد ينجو من الموت أبدا، لأن أمر الله نافذ على خلقه، ولأن الإنسان يمكن أن يتم على يده القتل، فهناك من ينجو من القتل مرة ومرات لأن أمر الإنسان غير نافذ في الكون، ثم تقول الآية الكريمة: ( والذي هو يطعمني ويسقين) .

ويلاحظ في الآية الأولى أن الحق سبحانه وتعالى لم يستخدم أسلوب التأكيد فقال: ( الذي خلقني فهو يهدين)  ولم يقل هو الذي خلقني لأنه لا احد ينازع الله في الخلق ولكن الطعام والشراب جعلهما الله أسبابا للإنسان، فجاء التأكيد هنا ليلفتنا إلى أن هذه الأسباب ليست هي الأصل، وإنما كل شيء من الله، فالحبة في أي نبات خلقها الله سبحانه وتعالى ووضع فيها خصائصها، وخزن فيها الغذاء الذي يلزمها حتى تستطيع جذورها أن تضرب في الأرض لتأخذ منها عناصر الحياة وهو الذي أعطاها خصائصها، وخلق لها الأرض التي تزرع فيها، وأنت تضع الحبة في الأرض فتظل تتغذى على المخزون فيها من الغذاء الذي وجد فيها بقدرة الله، ثم بعد ذلك تمتص من عناصر الأرض ما يلزمها فقط تترك الباقي ثم تظل تنمو وتنمو حتى تثمر بقدرة الله وليس بجهد البشر، فكأن الطعام كله من الله سبحانه وتعالى.

 

والشراب أيضا من الله

 

 

فإذا جئنا للشراب نجد أن كل ما يشربه الإنسان هو من الله سبحانه وتعالى، فالماء ينزل من

السماء عذبا سائغا بقدرة الله، واللبن نأخذه من الحيوان وهو مخلوق بقدرة الله.

ولقد حاول العلم أن يصنع البن فجاء باللبن الطبيعي وحلله إلى عناصره، ثم جاء بهذه العناصر

وخلطها مع بعضها البعض بنفس النسب الموجودة في اللبن الطبيعي، ثم جاء بعشرين فأرا سقى

عشرة منها اللبن الطبيعي والعشرة الباقية سقاها اللبن المصنوع من نفس العناصر، فنمت الفئران التي سقيت اللبن الطبيعي وماتت الفئران التي سقيت اللبن الصناعي.

ومازال العلم حتى الآن عاجزا عن أن يصنع نقطة لبن واحدة، بل إن بعض دول العالم التي

تعاني نقصا شديدا في اللبن لا تستطيع أن تحل الأزمة، فتحرم اللبن على الكبار ليكون متوفرا

للصغار، ومنها الاتحاد السوفيتي والصين وكوريا الجنوبية وغيرها من دول العالم، ومن الإعجاز الإلهي إن هذا اللبن تعطيه لنا حيوانات يجري في عروقها الدم، فلا يختلط الدم واللبن أبدا، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:

(  وان لكم في الأنعام لعبرة تسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين)  النحل 66.

على أن العلم البشري كله عاجز حتى الآن عن أن يسقي الناس الماء أو اللبن، فالإنسان الذي

وصل إلى القمر عاجز عن أن يصنع ترعة صغيرة، أو كوبا من اللبن، أما باقي الأشياء التي

يشربها الإنسان فهي ما أوجدها فيها من ثمر يضاف إليها الماء أو لا يضاف.

 

 

  • الثلاثاء AM 09:57
    2016-02-16
  • 3136
Powered by: GateGold