المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416139
يتصفح الموقع حاليا : 247

البحث

البحث

عرض المادة

اللغة تدل على الوجود

فاللغة أساس التفاهم بين البشر، واللغة ليست بيئة ولا حضارة ولا جنسا ولا لونا، ولكنها تعتمد

أساسا على السماع، فإذا سمع الإنسان تكلم، وإذا لم يسمع لا يتكلم، ولذلك تجد دائما أن الأصم

إلي لا يسمع أبكم لا ينطق، فيقال دائما: الصم والبكم، لأن أساس الكلام هو السماع.

ولكي نفهم هذه الحقيقة جيدا وهي أن اللغة لا علاقة لها إلا بالسمع، نقول: إننا إذا أتينا بطفل

عربي وأخذناه بعد ولادته إلى بريطانيا مثلا، بحيث لا يسمع إلا الانجليزية فإذا حاولت أن تتحدث معه باللغة العربية فانه لا يفهمك، مع أنه عربي الأصل، من أب وأم عربيين، ولكنه لا يستطيع أن ينطق حرفا واحدا من اللغة العربية لأنه لم يسمعها، فإذا جئنا بطفل انجليزي وأخذناه إلى بلاد العرب فانه سينشأ وهو يتكلم اللغة العربية، ولا يعرف حرفا من الانجليزية، مع أنه من أصل انجليزي، وإذا أتينا بطفل أفريقي وكررنا معه نفس المحاولة فسنحصل على نفس النتيجة، إذن فاللغة لا علاقة لها بالأصل ولا باللون ولا بأي شيء آخر غير السماع.

وآدم حين خلقه الله وخلق حواء، لا بد أنه كان بينهما طريقة للتفاهم وإلا كيف تفاهما؟

لا بد أنه كان بينهما لغة ما تفاهما بها، ثم جاء أولاد آدم فكان بين آدم وحواء وأولادهما لغة

للتفاهم سجلها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى:

( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين )المائدة 27.

إذن فالثابت يقينا من القرآن الكريم أنه كانت هناك وسيلة للكلام بين آدم وأولاده، وإذا كنا قد أثبتنا بالدليل المادي أن الإنسان لا يمكن أن يتكلم إلا إذا كان قد سمع، وأن اللغة أساسها السماع، فلا بد أن آدم قد سمع حتى يستطيع أن يتكلم، فإذا قال لنا الله سبحانه وتعالى:

( وعلم آدم الأسماء كلها ) البقرة 31

إذن فلا بد أن يكون آدم قد سمع الأسماء من الله سبحانه وتعالى، وبما أن السمع هو وسيلة النطق

بالكلام، فكأن سماع آدم للأسماء من الله هو الذي علمه الكلام بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال:

( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين

قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) البقرة 31 /33 .

أي أن آدم تكلم وأنبأ الملائكة بالسماء التي علمها الله له، وإذا كان آدم نطق وتكلم فلا بد أنه سمع

من الله سبحانه، وحواء سمعت من آدم فتكلمت، وأولاد أدم وحواء سمعوا منهما فتكلموا.

 

  • الاحد PM 06:35
    2015-07-12
  • 2739
Powered by: GateGold