المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416214
يتصفح الموقع حاليا : 362

البحث

البحث

عرض المادة

الأصل الواحد للكون

ونحن نكتفي بهذا الجزء بالنسبة للإنسان، ذلك أننا نريد أن نتحدث عن آيات أخرى في الكون

بالنسبة لغير الإنسان، بالنسبة للكون نفسه، والأصل الواحد للكون.

يقول الله سبحانه وتعالى:

( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقتاهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي

أفلا يؤمنون ) الأنبياء 30

لقد عرض معنى هذه الآية في مؤتمر الإعجاز القرآني في السعودية على الدكتور ألفرد كرونر،

وهو من أشهر علماء العالم في الجيولوجيا، وعندما قرأ المعنى أخذ يصيح: مستحيل، مستحيل أن تكون هذه الحقائق قد ذكرت في أي كتاب منذ أربعة عشر قرنا. إننا لم نصل إلى هذه الحقيقة

العلمية إلا منذ سنوات، وباستخدام وسائل علمية متقدمة جدا وبعد دراسات معقدة طويلة خاصة

بعلم الطبيعة النووية، والأصل الواحد للكون لا يمكن أن يكون قد توصل إليه بشر منذ ألف

وأربعمائة سنة، ولكن الوسائل العلمية الحديثة الآن في وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ

ألف وأربعمائة سنة.

ولعلنا جميعا نذكر تجربة صعود الإنسان إلى القمر، وكيف كان العلماء يحلمون قبل إتمام هذه

التجربة بالعناصر النادرة التي سيجدونها على سطح القمر، وبالمواد التي سيحضرونها، وكيف أنه سيكون فيها مواد تشفي أمراضا لا يوجد لها دواء على الأرض ومواد إذا أضيفت لعناصر

الأرض نتجت عنها عناصر جديدة لم تعرفها البشرية وأخذت أحلامهم تزداد عما سيضيفونه إلى

الكرة الأرضية من عناصر غير موجودة، واشتد الخيال وامتلأت الرؤوس بالأحلام.

ثم ماذا حدث؟ صعد الإنسان إلى القمر ومشى فوق سطحه، وجاء بعينات من الصخور الموجودة تحت السطح وعادوا بها إلى الأرض. وإذا بهم يكتشفون أن سطح القمر مكون من نفس عناصر سطح الأرض، وأن صخور القمر في تركيباتها هي نفس صخور الأرض وأنهما من أصل واحد.

ألم يكن هذا كافيا كدليل مادي قوي لكي يؤمنوا؟ ألم يكن إثبات نظرية الأصل الواحد للسموات

والأرض، الذي أخبرنا الله به سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ومنذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة دليلا كافيا على وجود الله، وعلى أنه الخالق؟

إن العالم الذي قال: إن الوسائل العلمية الحديثة الآن في وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ ألف وأربعمائة سنة، وهو البروفيسور ألفريد كرونر، عالم مراوغ جدا، حتى انه كان يحاول أن يتهرب من الإجابة، لكيلا يشهد بان هذا العلم قد أنزل من الله سبحانه وتعالى، حتى انه في كل ما كان يقول: ( إن محمد قال)  فقالوا له: سنثبت لك أن محمد لم ينطق إلا بوحي من الله، وأنه في عدد من الأحاديث النبوية إعجاز نرجو أن تفسره لنا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة يقول في جزء منه: ( لا تقوم

الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا( ، أي مزارع وبساتين وأنهارا، ولما سئل الدكتور كرونر هل كانت ارض العرب بساتين وأنهار كما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فقيل له متى كان ذلك؟ قال: في العصر الجليدي الأول الذي مر به العالم في عصوره الأولى.

وسئل كرونر: ومن الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة؟ قال: ربما علم ذلك

من الرومان الذي كانوا متقدمين في هذه العلوم، فسألوه هل تعود بلاد العرب بساتين وأنهار مرة

أخرى؟ قال: نعم هذه حقيقة علمية، قالوا: كيف تقول على شيء سيقع في المستقبل أنه حقيقة

علمية، قال: لأن العصر الجليدي الثاني بدأ، ومن مقدماته ذلك الشتاء القارص والعواصف الثلجية التي بدأت تزحف على أوروبا في السنوات الأخيرة وكل شتاء يأتي سيكون أقسى من الذي قبله، فكتلة الجليد في القطب الشمالي بدأت تزحف ببطء نحو الجنوب، وهي في كل عام تقترب، ولكن ببطء جدا من المنطقة التي فيها بلاد العرب، عندما يزداد هذا الاقتراب بعد فترة طويلة من منطقة بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا.

وعندما سئل الدكتور كرونر: هل الرومان هم الذين أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن

بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا؟ قال: لا يمكن أن يحدث ذلك إلا بوحي من السماء.

إعجاز يتلوه إعجاز نعود إلى الآية الكريمة:

( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي

أفلا يؤمنون) الأنبياء 30

في هذه الآية أعطانا الله سرا من أسرار الحياة وهو الماء.

ولقد أصبح هذا حقيقة علمية يعترف بها العالم أجمع، فالصور الحديثة التي تلتقط بالأقمار

الصناعية وسفن الفضاء والكواكب القريبة من الأرض، يستطيع العلماء أن يتنبئوا إذا كان في هذه الكواكب حياة أم لا؟ رغم أن هذه الصور لا تأتي بالتفاصيل الدقيقة التي تبين إذا كانت هناك مخلوقات موجودة على سطح هذه الكوكب أم لا؟

ولكن مجرد علمهم بأن الصور لا تدل على وجود الماء على سطح الكواكب فإنهم يؤكدون أنه لا

حياة فيه، فإذا كان هناك ما يشير إلى أن الماء موجود تحدثوا عن احتمالات الحياة، وعملية وجود الماء هي من قدرة الله سبحانه وتعالى التي احتفظ بها لنفسه، وهي عندنا في الأرض تتم دون عمل من الإنسان، بل هي عطاء من الله، بخار الماء يتصاعد من البحار والمحيطات، ويتكثف في طبقات الجو العليا وينزل مطرا، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى:

( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ) 70الواقعة 68

 

إذن الماء هو رزق من السماء بقدرة الله، وكل من يدعي غير ذلك نطالبه أن ينشئ لنا نخرا

صغير وسط الصحراء، ويملأه بالماء إن كان يستطيع، ولن يستطيع، ولكن اعتراف العلم ويقينه

من أن وجود الماء معناه وجود الحياة، لم يلفتهم إلى ما ذكره القرآن الكريم منذ أربع عشر

قرنا، وكان يجب إن يلتفتوا إلى هذا الإعجاز، فيؤمنوا بالله خالقا وموجودا والها واحدا، ولذلك

يقول الحق جل جلاله: ( أفلا يؤمنون).

 

 

  • الاحد PM 04:45
    2015-07-12
  • 2967
Powered by: GateGold