في موضوع سابق في أحد الأعداد تحدثنا عن الحركة الماسونية وأصولها العنصرية الحاقدة وارتباطها الوثيق بالحركة الصهيونية المعادية، وقد باتت لدينا القناعة أن هذه الحركة المشبوهة والحاقدة هي تنظيم سري مغلق، لم يتسرب عن أسرارها وممارساتها سوى النزر اليسير والحجم القليل ثم ألفينا كيف تلقي التشجيع والدعم من قبل الدول الاستعمارية (الصليبية) والكيان الصهيوني المصطنع، لكن الذي يهمنا ويعنينا نحن المسلمين أن ننتبه إلى هذا الخطر الخفي والعدو الماكر المخادع، وسنتعرف على كيفية دخوله البلاد العربية والإسلامية وبصورة خاصة المشرق العربي القلب النابض ومهد الإسلام الأول وقاعدته الأمنية.
ولئن فسر علماء الإسلام السابقون قول الله عز وجل في سورة الأنفال:
{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }
(الأنفال: 60) عن هؤلاء (وآخرين من دونهم) بأنهم المنافقون، الذين يلبسون ثوباً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، إلا أنه ينطوي بلغة العصر الحالي على كل القوى المضادة التي تحقد على الأمة وتنفث سمومها في الخفاء وتروج الاشاعات وتثير الفتنة وتغري بالسلبية والفساد تقتل الارادة والإيجابية.
فلقد وجدت القوى الصليبية (الاستعمارية) الحاقدة على الإسلام في الماسونية أداة مفيدة لخدمة أطماعها التوسعية العدوانية.
أولا: الحركة الماسونية في خدمة القوى الصليبية الاستعمارية