باسم الإسلام ظهرت جماعة في جبال أفغانستان في القرن السادس عشر أطلقت على نفسها اسم (( الروشانية، وهي كلمة تعني (( النورانيين، ليست ترجمة وإنما معنى تقصده الجماعة لتغطية أهدافها السرية المخفية، فالنورانية واجهة بهودية أخذتها جماعة أخرى ظهرت في بافاريا (( ألمانيا، بعد ذلك، وقد تكلمنا عنها في إصدارات سابقة (1) 

مؤسس الجماعة (بايزيد الأنصاري الأفغاني) الذي تدعى أسرته أنهم من سلالة الأنصار وهم أنصار النبي سكان المدينة المنورة، إلا أنه تحول عن مذهب عائلته السنية واعتنق المذهب الباطني الإسماعيلى الهدام 

وهددت تلك الجماعة السرية التي اتخذت لها قواعد عسكرية في الجبال الأفغانية الحكام المغول والأفغان وبلاد فارس. 

أسس بايزيد جماعة النورانيين ذات الثوب الإسلامي على هيئة صوفية تعتمد على الخلوة التي ينتظر فيها المريد أن يظهر له النور الذي يستطع به حكم الآخرين. 

والطريقة درجات مثل الماسونية اليهودية فهى قائمة على درجة السالك المبتدئ يتبعها المريد ثم الفقير ثم درجة العارف ثم الخواجة أو السيد ثم درجة الأمير ثم الإمام ثم الملك. 

(1) انظر كتابنا العالم رقعة شطرنج - دار الكتاب العربي

ا- درجة السالك. 2 - درجة المريد. 3 - درجة الفقير. 4 - درجة العارف. 5 - درجة الخواجة أو السيد. أ- درجة الأمير 7 - درجة الإمام. 8 - درجة الملك.

الدرجات الثلاث الأولى يعتمد المنتسب للجماعة على دوام الذكر بترديد كلمات محددة تحمل القوة وهي (يا رب يا بارئ، حي، حفيظ، قوي) وكلها صفات وأسماء الله سبحانه وتعالى تصور للمبتدئ الإله والخالق وإحدى صفاته وهي دوام الحياة والرابعة للحماية والخامسة للقوة 

فمن داوم على هذا الذكر واستشعر معناه أثناء الشعائر توصل إلى القدرة الخارقة حسب مفهومهم لاتباعهم، وفي هذا يقولون: بأن العارف يمكن أن يقوم بأفعال خارقة سحرية تؤثر على العالم المادي ويستطيع أن يعرف الأسرار الخاصة بالآخرين، وتعطى هذه الدرجة بموافقة سيده الذي يأتمنه على كل أمور حياته الخاصة. | 

ثم تأتي درجة السيد الأمير والإمام والملك وهي الدرجات العليا، ويعتقدون أن أرواح العارفين السابقين الذين ماتوا، فهي حسب اعتقادهم الفاسد تعاونهم في الوصول. 

انشا زعيم الجماعة بايزيد داخل الجبال الوعرة قواعد محصنة وجه منها حملات عسكرية وإجرامية لإخضاع الممالك حوله، وقد انتشرت دعوته بين بعض التجار الذين شاركوا في نفقات بايزيد ونظامه العسكري والسياسي، 

وأصبحت الجماعة ذات تأثير خطير وتتطرف أصاب ما حولها من الدول الإسلامية 

وانتقلت الجماعة من الصوفية إلى الإلحاد فأصبح بايزيد يبشر بأنه لا يوجد بعث بعد الحياة ولا حساب ونشور كما يؤمن ويعتقد المسلمون وأنه بالتالي لا حساب ولا عقاب، ولا جنة ونار وإنما هي حالة روحانية في الحياة الدنيا مثله مثل الفرق الباطنية الأخرى الماسونية. 

وأعلن بايزيد مبدأ الاستحلال وهو قائم على أن كل الناس كفرة أموالهم حلال لأعضاء فرقته الضالة وهو مبدأ تشترك فيه كل الفرق التكفيرية وهو أيضا مبدأ اليهود الذين قالوا ليس علينا في الأميين سبيل. 

وكانت لهذه الفرقة علاماتهم السرية التي يتعارفون بها وهي وضع يد على الجبهة وراحة اليد إلى الداخل وعكسها أن تمسك الأذن بالأصابع أو أن تسند الكوع باليد الأخرى شبه المفتوحة 

أسس بايزيد مدرسة صغيرة لتعليم أتباعه المعرفة النورانية العلوية التي يزعم معرفته بها المعتمدة على الخلوة والعزلة حتى ينزل على الصفوة من الرجال والنساء النور من الكائن العلوي کي يواجهوا العالم. 

وبقيت المعلومات عن تلك العلوم التي يدرسها هؤلاء الطلاب سرية إلا القليل منها وهذا شأن طبيعى لتلك الجماعات السرية، ولقب بايزيد نفسه دبيري روشان أي احكيم النور )) ، وأسس مدينة في (هاشتنجار) جعلها عاصمة له، وقسم الناس فيها وهم أتباعه إلى مهن. 

وجعل المهنة الأساسية صناعة المصابيح والبعض الآخر يقوم ببيعها فقد اتخذوا مهنة صناعة المصابيح كما اتخذ الماسون مهنة البناء إشارة إلى منظمنهم فقد عرف أتباع بايزيد بالمصابيح 

انتشر خطر بايزيد وأتباعه في بلاد الأفغان وما حولها مما جعل محسن خان حاکم کابول أن يعتقل بايزيد ويضع الأغلال في يديه وأتباعه ويعرضهم 

للناس في الشوارع على أنه شخص عادي وليس كما يعتقدون شخصأ نورانيا، ولا توجد أشخاص نورانية تساعده وتحرسه كما كان يقال عنه، وحلق نصف الحيته ونصف شعر رأسه. 

إلا أن الحاكم سمح لبايزيد بالهرب بعد أن أقنعه مستشاره الديني الشيخ العطاري الذي كان مؤيدا لأفكار بايزيد بالاكتفاء بطرده من البلاد 

وقد أدى ذلك إلى ازدهار جماعة بايزيد، فقد تجمع أتباعه حوله في منطقة قبائل تيرا حيث أسس جماعة عسكرية هناك، وأعلن أن الهند وفارس يمكن هزيمتها بقوة السلاح. 

وبالفعل قام بغزو تلك البلاد فتصدى له محسن خان حاکم کابول وقاتل جيش بايزيد وهزمه وقتل في المعركة بايزيد، وتولى قيادة الجيش ابنه عمر الأنصاري ولكنه قتل أيضا، وتولى القيادة بعده ابنه عبد الواحد الذي قتل وهو يدافع عن حصنه ضد قوات المغول. 

وضعفت الفرقة بعد ذلك رغم استمرار نسل بايزيد في حكم تلك الجماعة، بعد أن انقسمت إلى فرقتين إحداهما عسكرية والأخرى دينية، ولم يبق منها إلا الفرقة الدينية شبه الصوفية تمارس طقوسها في الأراضي الأفغانية (1) 

(1) انظر الجمعيات السرية - أركون دارول.

(ظهور منظمة الاليوميناتي) 

أو المستنيرين 

في القرن الثامن عشر کشف النقاب عن جماعة أطلقت على نفسها اسم المستنيرين، أو (( النورانيين، (الالبوميناتي) (the illuminati) (ظهرت في بافاريا (ألمانيا) عام 1779 م وكانت أساسا للماسونية اليهودية، وقد وضع أفكارها آدم وايزهاوبت الذي كان أستاذا في التشريع الكنسي اليسوعي في جامعة انجولشتات الألمانية وخرج من تعاليم الكنيسة وبعد أن كان كاهنة يسوعيا أصبح شيطانة ماسونيا وانفصل عن الكنيسة 

أطلق وايزهاوبت اسم منظمة الإليوميناتي أو النورانيين من اسم منظمة إسبانية صغيرة تسمى (الومبرادوز) والتي تعني أيضا (المستنيرين) التي تدعى أن الروح الإنسانية تستطيع الحصول على المعرفة الإلهية مباشرة عن الله، وانتهى بها الأمر بالمحاكمة أمام محاكم التفتيش. 

وجعل وايزهاوبت لجماعته درجات مثل جماعة بايزيد وأسماء سرية الأعضائها، فقد أطلق على نفسه اسم (سبارتاكوس) تكريما للعبد الذي قاد ثورة العبيد ضد الرومان عام 73 قبل الميلاد. 

وكان من وراء إنشاء منظمة النورانيين الألمانية جماعة المرابين أصحاب المال اليهود، وقيل إنها تأسست ضمن جماعة (الحشاشين) الإسماعلية التي كانت على صلة وثيقة بنظام فرسان الهيكل أثناء تواجدهم في بلاد الشرق، وزعم البعض أن وايزهاوبت قد درس الإسماعلية على يد زعيم الطائفة وتناول 

المخدرات معهم (1) . 

واتخذت جماعة أو منظمة وايزهاوبت السرية لضمان استمرار منظمتهم وكسب الأعضاء والأنصار، ولم يمض وقت طويل حتى توغلت هذه المنظمة في كل حكومات أوربا وسيطرت عليها، وكان شعارها لأتباعها من الحكام والزعماء أن الغاية تبرر الوسيلة 

فقد كتب وايزهاوبت في رسائله لأتباعه: انظروا إلى سرنا، وتذكروا أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن على الحكماء أن يتخذوا الوسائل جميعها ليفعلوا الخير، وكذلك الوسائل جميعها التي يتخذها الأشرار ليفعلوا الشر، وهكذا بالنسبة للمستنيرين فإن أية وسيلة للفوز بأهدافهم هي مقبولة سواء أكانت هذه الوسائل الكذب أو الخداع أو اللصوصية أو الاغتيال أو الحرب (2) . 

وهذه المبادئ الهدامة أخذها كل زعماء الماسونية الكبار مثل هتلر وموسوليني أو الزعماء الجدد مثل بوش الأب والابن والزعماء الأمريكان والبريطان أيضأ ومن يعاونهم من حكام آخرين في بلدان العالم المختلفة الأعراف والديانات. 

إنها مؤامرة ماسونية على العالم كله بعد أن انخرطت جماعة النورانيين في جماعة الماسونية الرمزية وحولتها إلى الماسونية العملية اليهودية لتحقيق أهداف الصهيونية العالمية، وهذا ما أشار إليه جون روبيسون الأستاذ في جامعة أدبنرة في كتابه عن منظمة الإليوميناتي (المستنيرين) بعد ما دعى للانضمام إليها وتعرف على أهدافها في القرن التاسع عشر فكتب تحت عنوان: البراهين على المؤامرة ضد جميع الأديان والحكومات الأوربية تنفذ في الاجتماعات السرية للماسونيين الأحرار والإلوميناتي ومنظمات القراءة (التلاوة) . 

(1) اقرا كتابنا والعالم رقية شطرئع، للتعرف عن أفكار جماعة (الحشاشون والثورائيون) الألمانية

الماسونية وفرسان الهيكل، الناشر دار الكتاب العربي 

(2) انظر الحكم بشكل سري - مصدر سابق،

واقتبس من رسالة وايزهاوبت إلى أتباعه في عام 1794 قوله: 

تكمن القوة العظيمة لنظامنا في كتمانه، فلا ندعوه يظهر في أي مكان باسمه الخاص به ولكن اجعلوه دائما مغطى باسم أخر، وهمة أخرى، ولا أحد أكثر ملاءمة من الدرجات الماسونية الثلاث السفلى لهذه المهمة ذلك أن الجمهور من ألف معها ماعدا القليل منهم ولذلك فإنه لا يلاحظهم إلا قليلا ثم إن المجتمع المتعلم أو المثقف. منظمة ثود هي أفضل ما يلائم أهدافنا، وذلك من خلال تأسيس منظمات قراءة ومكتبات اشتراك، ويمكننا تحويل العقل الشعبي الجماهيري الذي سنحوله بكل تأكيد، وبالطريقة ذاتها يجب أن نحاول أن نحصل على تأثير ونفوذ في جميع المناصب التي يكون لها أي أثر، إما في الصياغة والتشكيل أو في الإدارة أو حتى في توجيه العقل البشري. 

وكان هدف وايزهاوبت من إنشاء منظمته الشهيرة السعي إلى تأسيس حكومة عالمية ماسونية وتدار هذه الحكومة العالمية بواسطة الماسونية اليهودية وذلك واضح في قوله: تلاميذ الإليوميناتي مفتعون بأن نظامهم سوف بحكم العالم، ولذلك فإن كل عضو منهم سيصير حاكما 

وبعد ذلك ادمج وايزهاوبت الأفكار النورانية لمنظمته مع الماسونية وانضم إلى النظام الماسوني في محفل تيودور بميونخ، فالأهداف واحدة، وما أسست الإليوميناتي إلا لتكون خطوة في طريق الماسونية واجتذاب غير اليهود فيها. 

وكان من ثمار أفكار وايزهاوبت قيام الثورة الفرنسية العلمانية والثورة البلشفية والشيوعية والثورة الأمريكية، فقد أثنى الرئيس الأمريكي توماس 

جيفرسون وهو من المؤسسين القدماء وأحد كبار الماسونية العالمية فقال: يبدو أن (وايزهاوبت خير محب للإنسانية، ويعتقد أن نشر كمال الشخصية الإنسانية كان مهمة وهدف عيسى المسيح، إن مفاهيم وايزهاوبت هي حب الله وحب الجاره 

ورغم اكتشاف مخطط النورانيين من قبل الحكومة البافارية. الألمانية حاليا. وما اتخذته من إجراءات صارمة ضدهم عام 1784 وإعلانها أن 

المنظمة خارجة على القانون، لم تستطع القضاء عليها، فقد كان أمر اکتشاف مخططاتها السرية بعد أن تمكنت المنظمة من السيطرة على أغلب الحكومات الأوربية (1) . 

وقد وجدت السلطات البافارية أوراق الدائرة الداخلية للمنظمة وفيها اكتشف نظام المنظمة الهرمي حتى تكون القيادة آمنة، فلا يعرف أحد منهم أنه قد كان رأس الإليوميناتي وقد وصف وايزهاوبت منظمته قائلا: 

لدى اثنان تحتى مباشرة أنفخ فيهما روحي كاملة، وكل واحد من هذين الاثنين يوجد تحته أيضا اثنان آخران وهكذا، وبهذه الطريقة فإنه بإمكاني أن أحرك آلاف الرجال أو أشعل فيهم النار بأبسط هيئة، وبهذه الطريقة فإن على المرء أن يصدر الأوامر وأن يعمل في السياسة 

وهكذا تكون المنظمات السرية الناجمة عن العمل السري أيا كان هدفها المعلن وفي أي مكان في العالم، وهو السر في خطورة تلك المنظمات السرية فهي شبكات عنقودية في تنظيمها عنكبوتية في عملها لا تستطيع الحكومات الإمساك بها أو ملاحقتها 

(1) كانت بافاريا أكبر الدول الجرمانية حتى عام 1870 م ثم انضمت إلى الاتحاد الذي اسسه

بسمارلك باسم ألمانيا وكان المخطط الذي وضه آدم وايزهاوبت إلى تدمير كل حكومات العالم والأديان ايضأ، عن طريق تقسيم الشعوب وتأسيس حكومة عالمية واحدة ومن التعليمات التي وضمها وايزهاوبت التحقيق الهدف الأسمى للنورانيين استعمال الرشوة بالمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشغلون المناصب العليا والحساسية في الدول، ثواجد النورانيين في الجامعات كاساتذة وطلاب بمعنى السيطرة على قطاع التعليم وقد توفي آدم وايزهاوبت عام 1830 م بعد أن تظاهر بعودته للكنيسة ويعد رسم الخطوط الرئيسية للمخطط العالمى السيطرة على العالم بواسطة النورانيين أتباع الشيطان الذي يرون أنه حامل النور. وحل الزعيم الإيطالي الثوري جيوسيبي مازيني بدلا من وايزهاوبت وظل زعيما للنورانيين حتى وفاته عام 1872 م، وخلفه زعيم إيطالي أخر بدعى (أديانوليمي) ثم خلفه لينين وثروتسکي وكان الذي قام بتمويل جماعة النورانيين هو الماسوني موشي مندلسون وهو الذي جلب أدم وايزهاوبت الذي كان مسيحيا ثم أعلن إلحاده واتباعه دبائة عبادة الشيطان لتنفيذ الخطط اللازمة للنورانيين على أساس بروتوكولات حكماء صهيون وتجديدها بشكل عصري، وقد اغرى الماسون اليهود وايزهاوبت بالمال حتى أصبح شيطانهم الأكبر ثم أسس محفل الشرق الأعظم للتورائيين، ومعنى النورانيين هم حملة الثور اتباع الشيطان!! | 

وإزاء محاربة الحكومة البافارية لتلك المنظمة تم حلها عام 1790 م باندماجها بمنظمة الماسونية الرمزية الأوربية، وهذا ما حاول بعض المؤرخين الماسون نفيه. 

لكن الحقيقة أن المستيرين قد اخترقوا المحافل الماسونية واندمجوا فيها بعد أن تم السيطرة عليها، وقد سجل المؤرخ الماسوني ويت أن جماعة المستنيرين قد شكلت تحالفة مع نظام المراقبة السرية (الماسوني) في فرانكفورت بألمانيا على أساس نظام جماعة روزيكروشية الأكثر قدما أسسها نظام الذهب والصليب الوردي، وكان (( ويت، بناي بالماسونية عن منظمة الإليوميناتي. 

وهكذا أصبحت الإليوميناتي - النورانيون - منظمة سرية داخل منظمة سرية أخرى هي الماسونية، هدفها إقامة ثورة عالمية لإقامة حكومة عالمية واحدة، واستطاعت جماعة النورانيين وضع شعارهم على ظهر العملة الأمريكية فئة الدولار الواحد كما أوضحنا في إصداراتنا السابقة، رغم أن البعض يؤكد أن هذا الشعار على الدولار الأمريكي فئة دولار واحد هو شعار المسيح الدجال، إلا أن الشعار هو نفسه شعار النورانيين تلك المنظمة التي وضع فلسفنها وايزهاوبت بإيعاز من المرابين اليهود الذين يتزعمهم المسيح الدجال من وراء الستار. 

وتعمل الماسونية والنورانية اليوم من خلال الإمبراطورية الأمريكية التي رفعت شعار النورانيين الماسون وهو إقامة حكومة عالمية بطرق مختلفة منها العولمة والمنظمات الاقتصادية المختلفة، بل السيطرة العسكرية على مصادر النفط والثروات الاقتصادية لبلدان العالم الثالث وكل هذا تقوم به الولايات المتحدة والمملكة المتحدة البريطانية 

ومنظمة الإليوميناتية رغم الإعلان عن حلها وإدماجها في الماسونية إلا أنها متواجدة في الساحة العالمية باسماء أخرى، وهذا ما يؤكده الكثيرون من الباحثين، وهي على وشك تحقيق أهدافها من إبطال الحكومات في دول العالم وإلغاء الملكية الخاصة والإرث والقومية ونظام العائلة والأسرة والزواج والدين. 

طريقة الطقوس المتبعة لتكريس عضو جديد في منظمة المستنيرين تتشابه مع كل الطقوس المتبعة في جمعيات ومنظمات الماسونية على اختلاف أسمائها وأشكالها. 

ففي يوم قبول انتساب العضو المختار من قبل المنظمة يؤخذ العضو الجديد إلى ممر طويل مظلم، وينتهي به الحال إلى صالة واسعة مغطاة بستائر سوداء يكون فيها قادرة على الرؤية من خلال ضوء شاحب خافت والمكان على شكل مقبرة، وهيكل قد تم بناؤه من جماجم البشر والأجساد في أكفانها ويوجد في وسط الصالة أشباح تتحرك وتترك خلفها رائحة كريهة 

ثم يظهر رجلان من بعيد پرنديان زي شبح، ومعهما حبل قرمزي مصبوغ بالدم ملفوف حول جبهته، ويوضع صليب خشبي في يده، ويعلق حبلا في عنقه وينم خلع ملابسه وتلقي على كومة من الخشب المحترق لحرق الجسد الميت. وترسم على جسده الصلبان وتربط أعضاؤه التناسلية بعد ذلك برباط 

ثم تقترب منه بعد ذلك أشباح مرعبة ملطخة بالدم، وتلقى بنفسها ساجدة تصلى، ثم يسمع صوت بكاء وتبدأ أخشاب حرق الميت في الاشتعال، وتحرق ملابسه التي ألقيت فيه 

ومن لهيب النار يخرج شكل ضخم شفاف، وتدخل أشباح خمسة الساجدة في تقلصات رهيبة، ثم يسمع صوت مسؤول الطقوس غير المرئي وهو يزمجر ويعلو 

صوته من أسفل، والكلمات عبارة عن قسم يردده العضو الجديد وراءه وهو: 

باسم المصلوب، أقسم بأنني سأقطع كل الروابط التي تربطني بالأم والأب والأخوات والزوجة والأقارب والأصدقاء والخليلات والملوك أو أي إنسان أخر عاهدته بالإخلاص أو الخدمة أو الطاعة. 

سأنسى المكان الذي ولدت فيه، فمن الآن فصاعدة أحيا في بعد أخر، لن أصل إليه حتى أتخلى عن كرة الشمس التي لعنتها السماء، ومن الآن فصاعدا سأكشف للرئيس الجديد كل ما أسمه وما أجده ولسوف أبحث وأراقب الأشياء التي ربما سهوت عنها، سأبجل الماء العذب فهو الوسط الضروري والسريع لإزالة هؤلاء الذين يعارضون الحقيقة الصادقة، ولهؤلاء الذين يحاولون انتزاعها من أيدينا، تخفيهم من الأرض بالموت أو بسلب عقولهم. 

سأتجنب إسبانيا ونابولي وكل الأرض الملعونة الأخرى، وسأتجنب أي إغراء الخيانة ما سمعنه الآن، النور لن يضرب بسرعة كما يشق الخنجر اللحم وسيصلني أينما كنت ولو خنت أمانتي. 

وبهذا ينتهى القسم، ويقوم العضو الجديد بحمل شمعدان وهو عبارة عن سبع شمعات سوداء، ويوضع أمام العضو المترشح، وأيضا بوضع إناء فيه دم بشرى لغسل نفسه به بل ويشرب كمية منه، ولا يزال الحبل أو الرباط على أعضائه الجنسية، ويوضع في حمام ليغتسل اغتسالا كاملا، وبعد ذلك يأكل وجبة من جذور الخضروات. 

وهكذا تتم طقوس التكريس للعضو المترشح لدخول المنظمة النورانية السرية، ويسلم العضو إلى رئيس له يعلمه ويدربه على أهداف المنظمة، ولا يدرك العضو أهداف المنظمة الحقيقة إلا بعد أن يكمل الطقس العاشر للتدرج والوصول إلى درجة الكاهن، وهي التي تشمل حقيقة المنظمة وأن النورانيين قد حطموا الأمراء والرهبان في أنحاء العالم وأن بلغوا شعور الشعوب بالقومية وانتماءاتهم الحزبية والدينية، ويتعلم العضو في هذه الدرجة کي يقوم بتنفيذ 

الطرق التي تؤدي إلى اختراق المواقع العليا في كل المجالات الهامة في دولته من الإعلام والتعليم والصحة والمجالس البرلمانية وغير ذلك. 

وهكذا تتلافي منظمة الإلوميناتية (النورانيين) مع غيرها من المنظمات الأخرى الماسونية كما ذكرنا. 

وهكذا تتضح الأهداف والسبل. فالطرق كلها تؤدى إلى روما كما يقولون