ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
ما هو نصف حد زنا المحصنة؟
هناك شبهة يثيرها بعض الملاحدة حول حد الزنا لملك اليمين، وملخصها أنه إذا كان القرآن ينص على أن حد الزنا لملك اليمين هو نصف حد الزنا للمحصنة، وإذا كان حد المحصنة هو الرجم، فكيف يكون النصف؟ إما أن حد الرجم غير صحيح أو أن الآية غير صحيحة، لأن حد الرجم حتى الموت لا يمكن أن ينصف.
الآية 25 من سورة النساء تقول: "وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
والإشكالية في هذه الشبهة تقوم على الجهل بمعنى كلمة "المحصنات" الواردة في الآية. والصحيح هو أن الإحصان يأتي في الشرع على ثلاثة معان: الإسلام والزواج والحرية.
والمقصود بلفظة "المحصنات" الواردة في الآية هو "الحرائر" وليس "المتزوجات". ولكي ننطلق من النص القرآني نفسه لنثبت هذا الاستخدام، سنجد ذلك في بداية الآية نفسها: "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم". فلفظة "المحصنات" لا يمكن أن تعني "المتزوجات"، لأن المعنى لا يصح، وإلا كيف يكون الزواج من المتزوجات؟
والمقابلة في النص واضحة بين الحرائر وملك اليمين.. فإذا كان المعنى المقصود للمحصنات في بداية الآية هو "الحرائر" فلماذا يقوم هذا الملحد الذي يثير الشبهة ويلبس على الناس بتحريف معناها في آخر الآية إلى "المتزوجات"؟
بقي أن نعرف عقوبة الحرة التي يمكن أن تتنصف.. هل هي الجلد أم الرجم؟
الجواب: الجلد.. فتكون عقوبة الأمة الزانية سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة هي نصف عقوبة الجلد للحرة الزانية غير المتزوجة.
من جانب آخر، نلاحظ أن الآية تتحدث عن الحد بلفظة "العذاب"، وعقوبة العذاب تختلف عن عقوبة القتل، كما ورد في الآية 21 من سورة النمل: "لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ"، فإذا كان الرجم قتلا، فإن الجلد عذاب. والأية التي تثار حولها الشبهة تصف الحد بالعذاب.
القرآن نص متماسك يشرح بعضه بعضا، ويجب دائما للخروج من أية شبهة تثار حوله أن ندرس النص والسياق جيدا.
-
الاحد AM 12:35
2021-12-12 - 2873