المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417322
يتصفح الموقع حاليا : 228

البحث

البحث

عرض المادة

معنى الكفر بالطاغوت وحقيقته

معنى الكفر بالطاغوت هو  اعتقاد بطلان عبادة غير الله وأن تكفر أهلها وتعاديهم فلا يستقيم الإيمان بالله عز وجل إلا إذا صفا القلب وخلص من كل شائبة شرك وكفر.
أما حصر الكفر بالطاغوت بالحاكم بالقوانين الوضعية المخالفة لدين رب البرية  فقط فهذا قول غريب لايعرف إلا من أهل الغلو فى  التكفير ,وتقيد وحصر للطاغوت على الحاكم غلط كبير وغلو شنيع وإهمال للطواغيت الأخرى فى كل زمان

إن الله فرض على جميع خلقه أن يكفروا بالطاغوت ويعتقدوا اعتقاداً جازماً أن عبادته باطلة وأن من عبده كافر بالله العظيم.

قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}  فهذه الآية فيها الإخبار بأنه ـ تعالى ـ أمر جميع خلقه باجتناب عبادة الطاغوت مطلقاً سواءاً كان إنساً أو جناً، أو شجراً، أو حجراً، أو هوى، أو شهوة، أو مالاً، أو جاهاً، أو وظيفة، وأن يعبدوه ـ سبحانه ـ وحده دون سواه.

وقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت والدليل هذه الآية"

وضابط الكفر بالطاغوت ومعناه :

 أن يعتقد الإنسان اعتقاداً جازماً بطلان عبادة غير الله وتركها والبغض لأهلها ومعاداتهم.

وضابط الإيمان بالله: الإعتقاد الجازم بأن الرب ـ سبحانه ـ هو الإله المعبود وحده دون سواه وإخلاص جميع أنواع العبادة كلها له وحده لا شريك له ونفيها عن كل معبود سواه.

حقيقة الكفر بالطاغوت

معلوم أن المرء إما مسلم وإما كافر وأن من لم يكن مسلماً كان كافراً لأي سببٍ كان عدم إسلامه.
فمن المعلوم أن المرء لا يكون عبداً لله مسلماً مؤمناً إلا إذا دخل في شريعة الله معتنقاً دينه،ولا يكون داخلاً في شريعة الله معتنقاً دينه حتى يستمسك من شريعة الله ودينه بالعروة الوثقى لا إله إلا الله،ولا يكون مستمسكاً بها حتى يأتي بأمرين وهو مسلم وجهه إلى الله وهو محسن:
أحدهما أن يكفر بالطاغوت ويجتنبه ويتبرأ منه ويبغضه ويعاديه ويعتزله ويهجره ويقاتله ابتداءً إن تعين عليه، والطاغوت اسم علم وجنس مشتق من الطغيان ونسبة إليه، وهو مجاوزة الحد،والطاغوت المتجاوز حده هو من يناقض لا إله إلا الله،بعدم نفي ما تنفيه وإثبات ما تثبته.
والثاني: بعدما تخلى عن الكفر وأهله،يتحلى بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره،وتسمية الله بأسمائه الحسنى ووصفه بصفاته العلى وإخلاص الدين كله له سبحانه وتحكيم شرعه.
فإذا تحقق منه ذلك كان قد استمسك من شريعة الله ودينه بالعروة الوثقى لا إله إلا الله فيكون باستمساكه بها قد دخل في شريعة الله معتنقاً دينه من الباب. لا دخول الأدعياء المنتسبين.
ولا يمكن أن يكون قد حصل منه ذلك إلا بعلم ويقين وإخلاص وصدق ومحبة وانقياد وقبول.
وإذا نطق المرء أمامنا بشهادة أن لا إله إلا الله ولم يظهر منه ما يناقضها،فإننا نعتبره أنه لم ينطق بهذه الشهادة إلا عن استمساك. فإن بان لنا بعد ذلك أنه يناقض لا إله إلا الله فإنه يكون بمناقضته قد كفر بالله وبالإيمان من بعد الإيمان مرتداً على دبره عن دينه ناكصاً منقلباً على عقبيه فإن أحكام الدنيا تُبنى على الظاهر من إسلام وكفر(كما سبق بيانه)

وحقيقة الكفر بالطاغوت بأن يعتقد بكفره وبأنه عدو لله ولدينه وأن الله فرض عليه ذلك

 لقوله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا)

ولقوله تعالى) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ)،

 فعلم أن الكفر بالطاغوت هو بالنسبة للتوحيد كالوضوء بالنسبة للصلاة، فكما أن لا صلاة بغير وضوء، فكذلك لا توحيد دون الكفر بالطاغوت.

التبرؤ من أعوان الطاغوت وأنصاره

إذا كان الطاغوت سلطانا كافرا، فإن اعتقاد المسلم بكفر جنوده فرض عين كالصلاة، وشروط تأدية هذا الفرض أن يتبرأ من كل جندي من جنود الطاغوت حتى وإن كان ولده، وأن لا يزوجه ولا يتزوج منه ولا يصلي خلفه، وأن يظهر له العداوة والبغضاء

 لقوله تعالى)قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ(، وإذا هلك لا يترحم عليه، ولا يحضر جنازته لا بتغسيل ولا بصلاة ولا بمشي ولا بدفن ولا بوقوف على حفرته.
وجندي الطاغوت هو كل من أمد الطاغوت بأي شكل من أشكال القوة والتمكين والمنعة، سواءً أكانت قوة مادية أم معنوية، وأقلها،  مجرد أنه لا يعتقد في قلبه بكفره. فكما أنه لا صلاة بغير وضوء، فكذلك لا توحيد- بعد البيان وإقامة الحجة وإزالة الشبهة - دون الكفر بجنود الطاغوت.الذين يوالونه وينصرونه على المسلمين ويساعدونه على محاربة الإسلام والمسلمين ويقفون تحت راية الكفر واليهود والنصارى أهل الصليب ضد أهل الإسلام والتوحيد.

وقلنا لايكفر أفراد الجيش والداخلية وكذلك من لم يكفرهم أوشك فى كفرهم  إلا بعد البيان وإزالة الشبهة لأن الكفر هنا ليس كفراً أصلياً كمن شك فى كفر اليهود والنصارى بل هو كفر ردة بعد إسلام فهؤلاء أفراد الجيش والداخلية الأصل فيهم الإسلام والتوحيد لأنهم من أفراد المجتمع المسلم  ولكن عندما دخلوا فى نصرة وتأييد الحاكم المبدل لدين الله وعانوهأأأأأأ أعانوه على محاربة المسلمين هم بذلك ارتكبوا ناقضاً من نواقض الإسلام ,فكفروا به ابتداءً واسم الشرك لازم لهم لكن لما كانت الشبهة قوية والمسألة خفية لالتباس حال الكافر المرتد عليهم خلافاً لحال الكافر الأصلي الظاهر الجلى ,والفرق واضح بينهما فى ظل الشريعة وغيابها زد على ذلك اختلاف أهل الإرجاء وأدعياء السلفية فى تكفيره فوجب البيان وإزالة الشبهة والتأويل قبل التكفير والقتل ,ومن هنا نشأ الخلاف فى أفراد الجيش والشرطة الذين يحمون الكفر ويحرسونه هل هم كفار على العموم أم على التعيين؟

والراجح عندي  بما ظهر لى من الأدلة أنهم كفار على العموم ولا يمنع وجود فيهم أفراد كنعيم بن مسعود رضى الله عنه يذب عن الإسلام ويخذل عن المسلمين وهذه من المسائل التى ضلت فيها أفهام وزلت فيها أقدام ولكن ينبغى معاملة هؤلاء مثل منكرى الصفات من أهل المقالات الخفية  والتأويل كالخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والأشعرية فلم يكفرهم السلف إلا بعد البيان وإزالة الشبهة بالدليل المعتبر من الكتاب والسنة وفهم الصحابة رضى الله عنهم ,ومن أصر بعد البيان فيكفر كفر عناد لا تأويل

أن يجتنبه كما أمره الله

قال الله تعالى {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد ,الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولائك الذين هداهم الله وأولئك هم ألوا الألباب} [الزمر: 17-

وحقيقة الاجتناب أن يكون فى جانب والطاغوت فى جانب آخر حتى يتميز المجتنب للطاغوت من المعين والناصر المخالط ,فإن أُكره فليبغضه بقلبه فإنه لاإكراه على القلب .

مالم يفهمه أهل الغلو من كلام النبى صلى الله عليه وسلم

وهذا الذى لم يفقهه أهل الغلو من حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى إنكار المنكر فاعتبر صلى الله عليه وسلم إنكار القلب وعدم الرضى إيمان  وليس وراء ذلك إلا الكفر,فوقع أهل الغلو فى تكفير المسلمين لأنهم لم يكفروا بالطاغوت على فهمهم السقيم,فهُم بنص القرآن:

 - لم ينيبوا إلى ربهم ويرجعوا عن غلوهم إلى فهم الصحابة

- وليس لهم البشرى ,فإن البشرى للذين اتبعوا الحق بدليله

- ولم يستمعوا لكلام الله المحكم  بل اتبعوا المتشابه منه ,وهذه من صفات أهل الزيغ والهوى

- فبذلك ضلوا عن الحق وما كانوا مهتدين بنور الله ورسوله

- وهذا يدل على جهلهم وضعف عقولهم  وخفتها فليسوا من ألوا الألباب الذين ذكرهم الله

فمعنى الاجتناب الذى يكون به تحقيق الكفر بالطاغوت هو أن تكون فى جانب والطاغوت فى جانب آخر –وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن أصول الخوارج ومذهبهم –إن شاء الله تعالى بحوله وقوته وإعانته وتوفيقه –

وجوب الكفر بالطاغوت

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء أي الطواغيت المعبودون من دون الله وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فمن يكفُر بالطاغُوت ويُؤمِن بالله فقَد استمسك بالعُروة الوثقى} (البقرة: 256) (2).

وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى: (فبيّن تعالى أن المُستمسك بالعروة الوثقى هو الذي يكفر بالطاغوت، وقدم الكفر به على الإيمان بالله، لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله وهو لا يجتنب الطاغوت وتكون دعواه كاذبة، وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كُل أُمةٍ رسولا أن اعبُدوا اللهَ واجتنبوا الطاغُوت} (النحل: 36) فأخبر أن جميع المرسلين قد بُعِثوا باجتناب الطاغوت، فمن لم يجتنبه فهو مخالف لجميع المرسلين) (2).

  • الاثنين AM 05:43
    2020-12-07
  • 4924
Powered by: GateGold