المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416538
يتصفح الموقع حاليا : 270

البحث

البحث

عرض المادة

الزّعْمُ أنّ استعمال القرآن لِلَفظ المكث في تعذيب الكُفّار يدلُّ على فناء النّارِ؛ لأن المكث لا يدل على اللانهاية للحدث.

قال بعضُهم: "مكث: تدل على توقف وانتظار"؛ وزعم أنّ كلمةَ {ماكثون} في قوله تعالى: {وَنَادَوۡا۟ یَـٰمَـٰلِكُ لِیَقۡضِ عَلَیۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} [الزخرف: 77]، لا تدل لساناً [أي: لُغةً] على اللانهاية للحدث؛ وهذا دليلٌ عنده على فناء النّارِ!

 

ويُرَدُّ على هذه الشُّبْهَةِ، بما يأتي:

 

أوّلاً: لا يوجد أيُّ دليلٍ في اللسان العربي يَمْنعُ من استعمال كلمة (مكث) لِلدّلالة على اللانهاية للحدث أو الأبدية.

 

جاء في قاموس «لسان العرب» لابن منظور (711 ھ) في مادة "مكث": والمُكْثُ: الإِقامةُ مَعَ الِانْتِظَارِ والتَّلَبُّث فِي الْمَكَانِ.

 

ثانيا: قال الزمخشري (538 ھ) عند تفسيره للآية السابقة في «الكشاف»: "فإن قلت: كيف قال {وَنادَوْا يا مالِكُ} بعد ما وصفهم بالإبلاس؟ قلت: تلك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة، فتختلف بهم الأحوال فيسكتون أوقاتا لغلبة اليأس عليهم، وعِلْمِهم أنه لا فرج لهم، ويغوّثون أوقاتا لشدّة ما بهم. {ماكِثُونَ} لابثون؛ وفيه استهزاء. والمراد: خالدون."

 

فقولُ مالك -خازن جهنّمَ- لأصحاب النّارِ: {إنّكم ماكثون} تعني هنا الإِقامةُ الأبدية؛ لأنّهم كانوا يعلمون أنّهم مُخلّدون في النّارِ، وهم لم يطلبوا أنْ يُقضى عليهم إلاّ لشدّة ما بهم -كما قال الزمخشري-؛ ولذلك أوّلَ جمهور المفسرين لفظ {ماكِثُونَ} بالخلود في عذابِ جهنّمَ. جاء -مثلاً- في تفسير الجلالين، للمحلّي (864 ھ) والسيوطي (911 ھ): "{ماكِثُونَ} مُقِيمُونَ فِي العَذاب دائِمًا."

 

وقال أبو السعود (982 ھ) في تفسيره «إرشاد العقل السليم»: "{قالَ إنَّكم ماكِثُونَ} أيْ: في العَذابِ أبَدًا، لا خَلاصَ لَكم مِنهُ، بِمَوْتٍ ولا بِغَيْرِهِ."

  • الاربعاء PM 05:57
    2020-11-04
  • 1027
Powered by: GateGold