المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412336
يتصفح الموقع حاليا : 316

البحث

البحث

عرض المادة

عائشة: خلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما أتى الله مريم بنت عمران

 

أما الحديث الخامس فهوما نسب إلى عائشة أنها قالت: (خلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما أتى الله مريم بنت عمران، نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله بكرا لم يشركه فيّ أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه، ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبريل ولم يره من نسائه أحد غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك) وعزاه في الهامش (16/ 267) لابن أبي شيبة نقلا من (الكنز). قلت: هوفي _كنز العمال) (37779) لكن بأطول مما ساقه هذا الموسوي إذ قد حذف منه ولا أدري ما دفعه لذلك، وإليك لفظه بتمامه: (خلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما أتى الله مريم بنت عمران، [والله ما أقوله اني أفتخر على صواحبي]، نزل الملك بصورتي، [وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين]، وتزوجني بكرا لم يشركه فيّ أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه، ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نساءه غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك) هذا لفظ بتمامه وقد جعلنا ما حذفه بين معكوفين. وقد أخرجه ابن أبي شيبة - كما في (الكنز) - ومن طريقه الطبراني في (الكبير) (ج23) (رقم77) - وانظر (مجمع الزوائد) (9/ 241) - وأخرجه الحاكم أيضا (4/ 1) لكن لفظه (خلال لي تسع .. ) وهوالصواب كما يتضح عند عدّها مفصلة. وإسناده ضعيف لا يثبت، فيه عبد الرحمن بن أبي الضحاك , وهومجهول الحال لا يعرف، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر
فيه شيئا. وقد وقع في إسناد الحاكم (عبد الرحمن بن الضحاك) وأظنه وهم والصواب ابن أبي الضحاك كما هوعند الطبراني أولا، وكما يتضح أيضا من ترجمته في (الجرح والتعديل) ثانيا، أما ابن الضحاك هذا فليس في الرواة إلا ما ذكره ابن أبي حاتم وقال (روى عنهمالوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز ومروان بن معاوية وبقية بن الوليد ومبشر ابن إسماعيل). وروى عنه أبوحاتم، وهذا ما يبين عدم إمكان كونه نفس راوينا هنا، فإما أن يكون (ابن الضحاك) وهماً والصواب (ابن أبي الضحاك) كما قلنا، أوأن يكون راويا آخر مجهول غير معروف، وبكل حال فقد ثبت ضعف إسناده وعدم ثبوته، بخلاف دعوى الحاكم صحته وموافقته الذهبي له، رحمهما الله تعالى.
لكنا إنما نعني ضعف الإسناد فقط، أما معنى الحديث وما فيه من الفضائل التسع لعائشة رضي الله عنهما فهي كلها على الإطلاق صحيحة وثابتة لها من أحاديث أخرى في الصحيحين وغيرهما كما سنفصله إن شاء الله، فنستفيد منها إذن ثبوت هذه الفضائل التسع فقط، أما لفظ الحديث هذا فغير ثابت ولا صحيح، ومن ثم فلا حجة لهذا الموسوي علينا في تعقيبه في الهامش (17/ 267) بقوله: (ثم لا يخفى أن مريم عليها السلام لم يكن فيها شيء من الخلال السبع التي ذكرتها أم المؤمنين، فما الوجه في استثنائها إياها؟) فنحن نقول: إن هذا اللفظ للحديث غير ثابت، ولا صحيح فلا يلزمنا بشيء، لكن مافي الحديث من الفضائل كلها صحيحة ثابتة كما يأتي، ويمكن أن يكون تصحيح بعض الأئمة من الذين صححوا هذا الحديث مستندا إلى صحة ما فيه من الفضائل، نقول هذا ونحن نعلم بعده عن واقع الحال، لكن من باب التماس الأعذار لمن أخطأ من الأئمة في تصحيحه غفر الله لنا ولهم.
ولا يفوتني أن أقول أن لهذا الحديث ألفاظا أخرى قريبة من هذا اللفظ بأسانيد أخرى مثل ما عند الطبراني في (الكبير) (ج23) (رقم 74، 75)، وما عند أبي يعلى - (مجمع الزوائد) (9/ 241) - لكن كلها ضعيفة الإسناد لا تثبت كما بينّه الهيثمي في (المجمع) (9/ 241، 242) وأكثر ما ورد في ألفاظه من الفضائل هواللفظ الذي قدمناه سابقا، وها نحن نبين صحة ما فيه من الفضائل - بشكل منفرد - مع تقرير ضعف الحديث بذلك السياق:
الأولى .. قولها: (نزل الملك بصورتي) فقد أخرج الترمذي (3967) أن جبريل جاء بصورة عائشة في خرقة حرير خضراء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (هذه زوجتك في الدنيا والآخرة)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: وإنما لم يصححه مع أن رجاله ثقات للاختلاف في وصله وإرساله كما بينه. لكن الحديث صحيح إذ روى الإمام أحمد (6/ 41، 128، 161)، والبخاري (3895، 578، 5125، 711، 712)، ومسلم (2438) عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ُأريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه).
الثانية والثالثة .. قولها: (تزوجني رسول الله صلى الله ليه وسلم لسبع سنين وأهديت إليه لتسع سنين).
هذا ما ثبت فيما أخرجه البخاري (3894، 5133، 5134، 5156، 516)، ومسلم (1422)، وأبوداود (2121)، وابن ماجه (1876) بروايات متعددة، وقع في بعضها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج بعائشة وهي بنت ست سنين، وبعضها سبع، والجمع بينها انه كان لها ست وكسر، ففي رواية اقتصرت على السنين وفي رواية عدت الستة التي دخلت فيها، كما قاله النووي رحمه الله.
الرابعة .. قولها: (وتزوجني بكرا لم يشركه فيّ أحد من الناس)، أخرج البخاري (7/ 6) عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إذا نزلت واديا فيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجرة لم يأكل منها في أيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: (في التي لم يأكل منها)، تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها.
الخامسة .. قولها: (وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد). هذا ما تقدم ذكره في الرد على المراجعة (72) مما أخرجه الإمام أحمد (6/ 293)، والبخاري (5/ 37)، والترمذي (4/ 362 - 363)، والنسائي (7/ 68 - 69) من حديث أم سلمة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها)
السادسة .. قولها: (وكنت من أحب النساء إليه). وهذا ما ثبت فيما أخرجه الإمام أحمد (4/ 23)، والبخاري (5/ 6، 29 - 21)، ومسلم (4/ 1856) عن عمروبن العاص رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها)، قلت ثم من؟ قال: (عمر).
السابعة .. قولها: (ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن). وهذا من المشهور في نزول الآيات من سورة النور في تبرئتها رضي الله عنهما، رواه صحاب الصحاح والسنن والمسانيد والسير والأخبار، انظر مثلا صحيح البخاري (6/ 128 - 131)، وصحيح مسلم (4/ 2129 - 2136).
الثامنة .. قولها: (ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري). أخرج الإمام أحمد (6/ 28) بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل ليغتسل، وجاء جبريل فرأيته من خلل البيت قد عصّب رأسه الغبار، فقال: يا محمد أوضعتم أسلحتكم؟ ما وضعنا أسلحتنا بعد، إنهد إلى بني قريظة).
فهذا فيه قولها: (فرأيته من خلل البيت ... ).
التاسعة .. قولها: (وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك). هذا هوموضع الشاهد للكلام في هذه المراجعة، وهوثابت صحيح مقرر - كما بيناه في آخر الرد على المراجعة الماضية (76) - في الصحيح والمسند والسير والتاريخ والطبقات، وهوالمقرر عند أهل السنة لا يزعزعه مشاغبة عبد الحسين هذا وأشباهه فلم يُدلِ هوبأي حجة ولا برهان في نقضه.
وقوله في الهامش (17/ 267): (وقع الاتفاق على أنه صلى الله عليه وسلم مات وعلي حاضر لموته، وهوالذي كان يقلبه ويمرضه) دعوى لا دليل عليها سوى المكذوبات والواهيات من التي مر معنا الكلام عليها مفصلا خلال الرد على الفقرة الثالثة من المراجعة (76) (ص169 - 176) وتتمة كلامه في ذاك الهامش: (وكيف يصح أنه قبض ولم يله أحد غيرها وغير الملك، فأين كان علي والعباس؟ وأين كانت فاطمة وصفية؟ وأين كان أزواج النبي وبنوهاشم كافة؟ وكيف يتركونه كلهم لعائشة وحدها) قلنا: تركوه كلهم لها وحدها رضي الله عنهما لعلمهم بأنه صلى الله عليه وسلم يحب أن يموت في حجرها، وهذا من الأدلة الدامغة عليكم يا رافضة. ولكن الأمر ليس كما عرضه هذا الدجال عبد الحسين، بل يمكن أن يكون كثير من هؤلاء حاضرين ساعة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته - مثل نسائه وبناته - لكن من كان أقربهم إليه وقتئذ ليس إلا عائشة رضي الله عنهما كما تقدم. ونحن نسأل هذا الأحمق وزمرته: كيف تركه كل هؤلاء يمرّض في بيت عائشة أياما عديدة؟ وهوما لا يمكنهم إنكاره البتة، فالجواب إذن عليه هوالجواب على ما اخترعه عبد الحسين هذا من هذه الأسئلة السقيمة.

 

  • السبت PM 10:41
    2015-10-10
  • 3441
Powered by: GateGold