المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417674
يتصفح الموقع حاليا : 267

البحث

البحث

عرض المادة

صلب أم لعن بالصلب

عجز اللغة :

كل كلمة إنما هي صورة مجمدة (ثبتت) للصورة التي تمثلها. لو أخذنا كلمة وتأملناها سنكون قادرين دون ريب أن نري (الشيء الذي تمثله) أو أن تجعله مرئيا في أذهاننا. جرب : "سفينة"، ستري سفينة في ذهنك. "حقيبة يد"، ستري حقيبة يد في ذهنك. "سيجارة" ، ستجد سيجارة في ذهنك. لكننا نتكلم بسرعة كبيرة جدا لدرجة أننا نتمثل في أذهاننا الكلمات كأفكار وتصورات ذهنية. والكلمات هي الأدوات التي من خلالها (بواسطتها) نوصل رسائلنا. وكلما زادت مفردات لغتنا، كلما كانت وسائل اتصالنا (بالآخرين) أوضح وأسهل. لكن الكلمات الخاطئة (المضللة التي تستخدم خطأ بقصد أو بغير قصد) يمكن أن تفسد الأفكار.


ذخائر اللغة :

اللغة العربية غنية جدا في التعبير عن الأفكار الروحية والتصورات، لكن اللغة الإنجليزية أغني في مجال العلم والتقنية. لكن اللغة الانجليزية تخذلني. يبدو أنه ليس فيها أفعال للأحداث التي لم تتم أو للأحداث التي بدأت المحاولة في القيام بها. وكمثال لذلك :
(1) رجل اقتيد إلي المشنقة ووضع الحبل حول عنقه، وتم شد الحبل ليموت ولكن تدخل القدر ولم يمت. وبعد عشرين عاما مات نفس الرجل غرقا. نريد كلمة إنجليزية واحدة تقول لنا ما إذا كان الرجل قد شنق أم لا؟ نريد فعلا واحدا أي كلمة واحدة.
(2) وكذلك الحال بالنسبة لرجل وضع علي كرسي كهربي ليموت صعقا بالكهرباء. يوضع علي الكرسي، ويتم توصيل الدائرة الكهربية، ومع ذلك لا يموت الرجل. وقبل غلق الدائرة مرة أخري يصدر عنه عفو، ويموت نفس الرجل بعد ذلك في حادث سيارة. هل كهرب الرجل أو لا في كلمة واحدة؟
(3) يسجل المؤرخ اليهودي يوسيفوس في كتابه "مأثورات قديمة" فيما يتعلق بحوادث الصلب التي حضرها بنفسه أن الرجال المحكوم عليهم بالموت صلبا تم إنزالهم عن الصليب. وظل واحد منهم علي قيد الحياة ! ماذا حدث لهذا الرجل علي الصليب؟ وهل صلب؟ مطلوب كلمة واحدة.


فيض من ألاعيب الصليب :

من الجائز أن يقال إن (الحالات الثلاث التي أوردناها) إنما هي حالات افتراضية. لكننا أمام تاريخ يصاغ. أنظر إلي ص 36 لتطلع علي ما أعدنا طباعته عن "ويك أند وورلد" بتاريخ 3 أغسطس 1969 لتشهد السيد : بيتر فان ديربرج، وهو عامل بحانة للخمور، "مصلوبا" يتلقى "الركلات" لمجرد الاستمتاع بالإثارة أو كما قال بنفسه لمجرد أن يثبت أن الإنسان يستطيع أن تكون له السيطرة علي جسده. صعد علي الصليب. ومضي يمارس كل ما في عملية الصلب. ولكي يتحمل كل ما حدث في جلجوثا (المكان الذي صلب فيه يسوع) تم إدخال ثلاثة مسامير طول كل منها 18 بوصة في إليتيه وهذا "البارمان" لا يزال حيا. هل صلب؟ نريد "فعلا" لا يوجد مثل هذا الفعل في اللغة الإنجليزية.
وعندما صاح اليهود مرددين صياحهم أمام بيلاطس "أصلبه ! أصلبه !" (لوقا 32 : 21 ويوحنا 19 : 6) فإنهم كانوا يقصدون : "اقتله علي الصليب. اقتله صلبا. ولم يقصدوا خذه في نزهة إلي الصليب. ثم إنه لو كان استعراض الصلب ذاك كاستعراض صلب السيد : فان دير برج، فإنه الرجل لم يمت من جراء الصلب. فماذا تقول عن ذلك الذي حدث؟ وأي فعل ذلك الذي ستستخدمه إن لم يكن موجودا في لغتك؟


صور من عجز اللغة ؟

انجليزي بجنوب إفريقيا وشريك له من أمريكا  يعترفان أنه "لو كانت كلمة يصلب تعني : يقتل علي الصليب، فإننا لا نجد كلمة تصور مجرد الصعود علي الصليب دون موت عليه." عار عليهم. إنهم يحاولون السخرية مني والعيب في لغتهم وفي عجزهم أن يجدوا الكلمة المناسبة.
ومع كل إيمانهم "بحلول الروح القدس" فيهم، فإن العالم المسيحي قد أخفق في أن يصك كلمة تكون لفظا لفعل ليصف "مجرد التثبيت علي الصليب". ولسوف انتشلهم من محنتهم إن شاء الله ! قبل أن ينتهي هذا الفصل من الكتاب، ولو كانت "يصلب" تعني فقط "يقتل" فهل يمكن لهم أن يقولوا لنا ماذا تعنيه أيضا الكلمة" إن قاموس أكسفورد يعطي للكلمة معني هو : "يقتل بالتثبيت علي الصليب". والمبشرون مؤلفو كتاب "الإسلام يحاور أو يعمد إلي المناظرات" لا يستطيعون أن يجدوا حلا للمشكلة. ولذلك سأقدم لهم الحل.

شيوع لعبة الصلب :

هنالك دائما شيء جديد قادم من الشرق. والآن من الشرق الأقصى، هاهم أولاء الفليبينيون وقد طوروا بدعة جديدة هي أن "يصلبوا". يريدون أن يحذوا حذو يسوع – (أنظر ص 85) لتجد صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة "سبع داي نيوز" الصادرة في دار السلام بتاريخ 3 مايو 1981، إذ نشرت عما يسمي مضاعفات الصلب في الفلبين. وذكرت الصحيفة أن "سبع حالات صلب علي الأقل" تم النشر عنها في الصحف المحلية. ومن الممكن أن تكون عمليات صلب أخري قد تمت في الأقاليم ولم ينشر عنها شيء. من بين هذه العمليات عمليات أجرتها سيدة تدعي "لوشيانا ريز" التي وصفت بأنها أول امرأة يعرف أنها مارست "طقوس الصلب" ! وكإضافة جديدة لعناصر عملية الصلب هي دق مسامير في يدي المتقدمين للصلب بالصليب الخشبي.


أصلب مميت أم مسرحية عن الصليب ؟

لم يمت أي شخص بالصلب. وأغمي علي أحدهم. ونزل أحد المصلوبين ليدخن سيجارة بعد ربط يديه بضمادات شاش. وتمت عملية الصلب لأحدهم خمس مرات وكان قد نذر أن يصلب عشر مرات. تبدو المسألة كما لو كانت قصة خرافية. ولكن كان هنالك أكثر من 25,000 مشاهد لأربع عمليات صلب في مدينة واحدة. وبعضها تمت إذاعته مباشرة بالتليفزيون علي الهواء.
(وعلي الصفحة الخامسة والثمانين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته مجلة "سن داي نيوز" الصادرة بدار السلام بعنوان : محاكاة يسوع).
(المترجم)
***



وللعالم المسيحي سمعة سيئة في استغلال يسوع لجمع المال. وكان كل فيلم من الأفلام عنه كصندوق لجمع المال يحطم الأرقام القياسية. لهم مسرحياتهم القومية والعاطفية، فلم لا يكون لهم مسرح الصليب.
ولقد حل ريج جراتون مراسل صحيفة "السن داي نيوز" المشكلة (أنظر ص 85 مرة ثانية) بجعل كلمات "الصلب" بين شولات مقلوبة (تلك التي تستخدم كعلامتي التنصيص الموضحتين لبدء ونهاية كلام شخص ما). ولقد استخدم في مقالته هذه الكلمة خمس مرات، وفي كل مرة تظهر هذه الكلمة كان يضعها داخل علامتي التنصيص. وبمعني آخر فإنه يقول : "الصلب المزعوم". أما وقد لصقت هذه الكلمة كلمة "صلب" كفعل و "الصلب" كمفعول مطلق، أما وقد لصقت هذه الكلمة  في ألسنة المبشرين أو ليس من الأفضل أن نستبدلها بتعبير "الصلب المزعوم؟ ".


الصلب أم الصلب المزعوم ؟

نستطيع الآن أن نقول دون أي حرج ذهني أن بيتر فان دير برج تحمل عملية الصلب بكل تفاصيلها ولم يمت. بمعني أنه ثبت علي الصليب (لتمثيل الصلب، لا ليموت صلبا).
وأكثر من ذلك نستطيع القول بأن المسيحيين في الفلبين لا يمارسون "الموت صلبا" ولكن يمارسون "لعبة الصلب" بكل إخلاص (يمكن تصوره للعبة). وممارستهم تلك ليس فيها خدع سينمائية، كما يفعلون في الأفلام. إنها الشيء الحقيقى، لكنه فقط بدون وفاة. ومن ثم فإن أي عرض من العروض علي الصليب حيث يحاول الضحية أن يقلد تجربة يسوع المزعومة لكنه لا يموت فعلا تلك "الميتة الفظيعة الملعونة" علي الصليب، يجعل لنا الحق كل الحق في أن تطلق عليها الاسم الصحيح.
(ثم يقترح المؤلف كلمات جديدة مثل "يلعب لعبة الصليب" بدلا من "يموت علي الصليب". "وموضوع علي الصليب" بدلا من "ميت علي الصليب" و "لعبة الصلب" بدلا من "الموت صلبا").
وهذا الاستخدام الصحيح للكلمات سوف يحطم "صليب" المسيحية الذي يجد نفسه في "مفترق الطرق" لا يعرف أي طريق يسلك. ولو استخدمنا الكلمات المشار إليها جيدا فإننا سنجدها قريبا في معاجم الانجليزية.
وبانتهاء هذه السطور نكون قد نشرنا مائة ألف نسخة أعدت للنشر مجانا كطبعة أولي. اقرأها عزيزي القارئ، وتبادلها مع أصدقائك أو مع خصومك لتمجيد الحق.
آمين (1).

 ***

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وعلي بقية الصفحة يورد المؤلف رسما تخطيطيا لعملية صلب المسيح اقتبسه عن أحد الناشرين).
(المترجم)
(1)    مكتوبة بالحروف الإفرنجية كما ينطقها المسلمون العرب وليس كما ينطقها أصحاب اللغات الأخرى (أمن – (المترجم).

  • الجمعة PM 07:02
    2015-08-07
  • 3970
Powered by: GateGold