المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417660
يتصفح الموقع حاليا : 245

البحث

البحث

عرض المادة

نماذج من التحريفات التي في التوراة والإنجيل

وفي التوراة التي بأيديهم من التحريف والتبديل وما لا يجوز نسبته إلى الأنبياء ما لا يشك فيه ذوو بصيرة ، والتوراة التي أنزلها الله على موسى بريئة من ذلك ، ففيها عن لوط رسول الله أنه خرج من المدينة وسكن في كهف الجبل ، ومعه ابنتاه ، فقالت الصغرى لكبرى : قد شاخ أبونا فارقدي بنا معه لنأخ منه نسلاً، فرقدت معه الكبرى ثم الصغرى، فم فعلتا ذلك في الليلة الثانية وحملتا منه بولدين موآب وعمون.
فهل يحسن أن يكون نبي رسول كريم على الله يوقعه الله سبحانه في مثل هذه الفاحشة العظيمة في آخر عمره ، ثم يذيعها عنه ويحكيها للأمم؟ وفيها : أن الله تجلى لموسى في طور سيناء وقال له بعد كلام كثير أدخل يدك في حجرك وأخرجا مبروصة كالثلج.
وهذا من النمط الأول ، والله سبحانه لم يتجل لموسى وإنما أمره أن يدخل يده في جيبه وأخبره بأنها تخرج بيضاء من غير سوء أي من غير برص.
وفيها أن هارون هو الذي صاغ لهم العجل ، وهذا إن لم يكن من زياداتهم وافترائهم فهرون اسم السامري الذي صاغه ليس هو بهارون أخي موسى.
وفيها: أن الله قال لإبراهيم : اذبح ابنك بكرك أسحاق ، وهذا من بهتهم وزيادتهم في كلام الله، فقد جمعوا بين النقيضين ، فإن بكره هو اسماعيل فإنه بكر أولاده ، واسحاق انما بشر به على الكبر بعد قصة الذبح.
وفيها: ورأى الله أن قد كثر فساد الآرميين في الأرض فندم على خلقهم ، وقال سأذهب الآدمي الذي خلقت على الأرض والخشاش وطيور السماء لأني نادم على خلقها جداً.
تعلى الله عن إفك المفترين وعما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وفيها : ان الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً تصارع مع يعقوب فضرب به يعقوب الأرض.
وفيها : أن يهوذا بن يعقوب النبي زوج ولده الأكبر من امرأة يقال لها ثامار، فكان يأتيها مستديراً فغضب الله من فعله فأماته ، فزوج يهوذا ولده الآخر بها فكان إذا دخل بها أمنى على الأرض علماً بأنه إن أولدها كان أول الأولاد مدعواً باسم أخيه ومنسوبا إلى أخيه ، فكره الله ذلك من فعله فأماته ، فأمرها يهوذا باللحاق ببيت أبيها إلى أن يكبر ولده شيلا ويتم عقلة ، ثم ماتت زوجة يهوذا وذهب إلى منزله ليجز غنمه ، فلما أخبرت ثامار لبست زي الزواني وجلس على طريقه ، فلما مر بها خالها زانية فراودها فطالبته بالأجرة فوعدها بجدي ورمى عندها عصاه وخاتمه فدخل بها فعلقت منه بولدين.
ومن ولد منهما كان داود النبي، فقد جعلوه ولد زنا كما جعلوا المسيح ولد زنا ، ولم كفهم ذلك حتى نسبوا ذلك إلى التوراة، وكما جعلوا ولدي لوط ولدي زنا ثم نسبوا داود وغيره من أنبيائهم إلى ذنيك الولدين.
وأما فريتهم على الله ورسله وأنبيائه ورميهم لرب العلامين ورسله بالعظائم فكثير جداً ، كقولهم: إن الله استراح في اليوم السابع من خلق السموات والأرض ، فأنزل الله عز وجل على رسوله تكذيبهم بقوله : ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ، وقولهم: إن الله فقير ونحن أغنياء ، وقولهم : إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وقولهم : لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة .
وقولهم :إن الله تعالى بكى على الطوفان حتى رمدت عيناه وعادته الملائكة.
وقولهم الذي حكيناه آنفاً: إن الله ندم على خلق بني آدم وأدخلوا هذه الفرية في التوراة وقولهم عن لوط: أنه وطئ ابنتيه وأولدهما ولدين نسبوا إليهما جماعة من الأنبياء ، وقولهم في بعض دعاء صلواتهم : انتبه كم تنام يا رب؟ استيقظ من رقدتك؟.
فتجرؤوا على رب العالمين بهذه المناجاة القبيحة ، كأنهم ينخونه بذلك لينتخي لهم ويحتمي ، كأنهم يخبرونه أنه قد اختار الخمول لنفسه وأحبا به فيهزونه بهذا الخطاب للنباهة واشتهار الصيت.
قال بعض أكابهم بعد إسلامه: فترى أحدهم إذا تلى هذه الكلمات في الصلاة يقشعر جلده ، ولا يشك أن كلامه يقع عند الله بموقع عظيم ، وإنه يؤثر في ربه ويحركه ويهزه وينخيه.
وعندهم في توراتهم: إن موسى صعد الجبل مع مشايخ أمته فأبصروا الله جهرة وتحت رجليه كرسي منظره كمنظر البلور ، وهذا من كذبهم وافترائهم علىالله وعلى التوراة وعندهم في : إن الله سبحانه لما رأى فساد قوم نوح وإن شرهم قد عظم ندم على خلق البشر في الأرض وشق عليه.
وعندهم في توراتهم أيضاً : إن الله ندم على تمليكه شاؤل على إسرائيل.
وعندهم فيها: أن نوحاً لما خرج من السفينة بنى بيتاً مذبحاً وقرب عليه قرابين ، واستنشق الله رائحة القتار ، فقال في ذاته لن أعاود لعنة الأرض بسبب الناس لأن خاطر البشر مبوع على الرداءة ، ولن أهلك جميع الحيوان كما صنعت.
(أصل التوراة التي بيد اليهود الآن) قال بعض علمائهم الراسخين في العلم ممن هداه الله إلى الأسلام : لسنا نرى أن هذه الفريات كانت في التوراة المنزل على موسى ، ولا نقول أيضاً أن اليهود قصدوا تغييرها وإفسادها ، بل الحق أولى ما اتبع ، قال : ونحن نذكر حقيقة سبب تبديل التوراة.
فإن علماء القوم وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم لا يعتقد أحد من علمائهم وأخبارهم أنها عين التوراة المنزلة على موسى بن عمران البتة لأن موسى صان التوراة عن بني إسرائيل ولم يبثها فيهم خوفاً من اختلافهم من بعده في تأويل التوراة المؤدي إلى انقسامهم أحزاباً ، وإنما سلمها إلى عشيرته أولاد لاوي ، قال : ودليل ذلك قول التوراة ما هذه ترجمته : وكتب موسى هذه التوراة ودفعها إلى أئمة بني لاوى.
وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم ، لأن الإمامة وخدة القرابين والبيت المقدس كانت فيهم، ولم يبد موسى لبني إسرائيل من التوراة إلا نصف سورة ، وقال الله لموسى عن هذه السورة : تكون لي هذه لسورة شاهدة على إسرائيل ولا تنسى هذه السورة من أفواه أولادهم.
وأما بقية التوراة فدفعها إلى أوىد هارون نجعلها فيهم وصانها عمن سواهم ، فالأئمة الهارونيون هم الذين كانوا يعرفون التوراة ويحفظون أكثرها فقتلهم بختصر على دم واحد ، وأحرق هيكلهم يوم استولى على بيت المقدس ، ولم تكن التوراة محفوظة على ألسنتهم ، بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلاً من التوراة.
فلما رأى عزيز أن القوم قد أحرق هيكلهم وزالت دولتهم وتفرق جمعهم ورفع كتابهم ، جمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم ، ولذلك بالغوا في تعظيم عزير غاية المبالغة ، وقالوا فيه ما حكاه الله عنهم في كتابه ، وزعموا أن النور على الأرض إلى الآن يظهر على قبره عند بطائح العراق ، لأنه عمل لهم كتاباً يحفظ دينهم.
فهذه التوراة التي بأيديهم على الحقيقة كتاب عزير وإن كان فيها أو أكثرها من التوراة التي أنزلها الله على موسى ، قال وهذا يدل علىأن الذي جمع هذه الفصول التي بأيديهم رجل جاهل بصفات الرب تعالى وما ينبغي له وما لا يجوز عليه ، فلذلك نسب إلى الرب تعالى ما يتقدس وتنزه عنه ، وهذا الرجل يعرف عند اليهود والنصارى بعزرا الوراق.
ويظن بعض الناس أنه الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه .
ويقول إنه نبي ولا دليل على هاتين المقدمتين ، ويجب التثبت في ذلك نفياً وإثباتاً ، فإن كان هذا نبياً واسمه عزير فقد وافق صاحب التوراة في الاسم .
وبالجملة فنحن وكل عاقل نقطع ببراءة التوراة التي أنزلها الله على كليمه موسى من هذه الأكاذيب والمستحيلات والترهات ، كما نقطع ببراءة صلاة موسى وبني إسرائيل معه من هذا الذي يقولونه في صلاتهم اليوم ، فإنهم في العشر الول من المحرم في كل سنة يقولون في صلاتهم ما تترجمته : يا أبانا أملك على جميع أهل الارض ليقول كل ذي نسمة الله إله إسرائيل قد ملك ومملكته متسلطة.

  • الثلاثاء PM 10:50
    2015-06-09
  • 6491
Powered by: GateGold