المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417662
يتصفح الموقع حاليا : 239

البحث

البحث

عرض المادة

نصوص بعض النبوءات عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم من مزامير داود

قول داود في الزبور : سبحوا الله تسبيحاً جديداً ، وليفرح إسرائيل بخالقه ، وبنو صهيون من أجل أن الله اصطفى له أمة وأعطاهم النصر ، وسدد الصالحين بالكرامة يسبحون على مضاجعهم ويكبرون الله بأصوات مرتفعة ، بأيديهم سيوف ذات شفرتين ، لينتقم بهم من الأمم الذين لا يعبدونه يوثقون ملوكهم بالقيود ، وأشرافهم بالأغلال.

وهذه الصفات إنما تنطبق على محمد وأمته ، فهم الذين يكبرون الله بأصواتهم المرتفعة في أذانهم للصلوات الخمس وعلى الأماكن العالية ، قال جابر :كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا عبونا كيؤنا ، واذا هبطنا سبحنا ، فوضعت الصلاة على ذلك.

وهم يكبرون اله بأصوات عالية مرتفعة في الأذان ، وفي عبد الفطر ، وعيد النحر ، وفي عشر ذي الحجة ، وعقيب الصلوات في أيام منى ، وذكر البخاري عن عمر بن الخطاب أنه كان يكبر بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون بتكبيره ، فيسمعهم أهل الأسواق فيكبرون ، حتى ترتج منى تكبيراً وكان أبو هريرة وابن عمر يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

ويكبرون أيضاً على قرابينهم وضحاياهم ، وعند رمي الجمار ، وعلى الصفا والمروة ، وعند محاذاة الحجر الأسود ، وفي أدبار الصلوات الخمس.

وليس هذا لأحد من الأمم لا أهل الكتاب ولا غيرهم سواهم ، فإن اليهود يجمعون الناس بالبوق ، والنصارى بالناقوس.

وأما تكبير الله بأصوات مرتفعة فشعار محمد بن عبد الله وأمته .

وقوله بأيديهم سوف ذات شفرتين فهي السيوف العربية التي فتح الصحابة بها البلاد، وهي إلى اليوم معروفة لهم .

وقوله يسبحون على مضاجعهم هو نعت للمؤمنين الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم .

ومعلوم قطعاً أن هذه البشارة لا تنطبق على النصارى ولا تناسبهم ، فإنهم لا يكبرون الله بأصوات مرتفعة ، ولا بأيديهم سيوف ذات شفرتين ينتقم الله بهم من الأمم ، والنصارى تعيب من يقاتل الكفار بالسيف ، وفيهم من يجعل هذا من أسباب التنفير عن محمد صلى الله عليه وسلم ، ولجهلهم وضلالهم لا يعلمون أن موسى قاتل الكفار ، وبعده يوشع بن نون ، وبعده داود وسليمان وغيرهم من الأنبياء ، وقبلهم ابراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

(الوجه الثامن): قول داود: ومن أجل هذا بارك الله عليك إلى الأبد فتقلد أيها الجبار السيف ، لأن البهاء لوجهك ، والحمد الغالب عليك ، أركب كلمة الحق ، وسبحت التأله : فإن ناموسك وشرائعك مرونة بهيبة يمينك ، وسهامك مسنونة ، والأمم يخرون تحتك.

وليس متقلد السيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي خرت الأمم تحته ، وقرنت شرائعه بالهيبة ، إما القبول ، وإما الجزية ، وأما السيف .

وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر .

وقد أخبر داود أن له ناموساً وشرائعاً ، وحاطبه بلفظ الجبار إشارة إلى قوته وقهره لأعداء الله ، بخلاف المستضعف المقهور ، وهو صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، وامته أشداء على الكفار رحماء بينهم ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، بخلاف الأذلاء المقهورين المستكبرين ، الذي يذلون لأعداء الله ويتكبرون عن قبول الحق.

(الوجه التاسع): قول داود في مزمور آخر : إن الله سبحانه أظهر من صهيون إكليلاً محموداً ، وضرب الإكليل مثلاً للرياسة والإمامة ، ومحمود هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال في صفته ويحوز من البحر إلى البحر ، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض ، وإنه لتخر أهل الجزائر بين يديه لعى ركبهم ، وتلحس أعداؤه التراب ، تأتيه ملوك الفرس وتسجد له ، وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد ، ويخلص المضطهد البائس ممن هو أقوى منه ، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له ، ويرأف بالمساكين والضعفاء ، ويصلى عليه في كل وقت ويبارك.

ولا يشك عاقل تدبر أمور الممالك والنبوات وعرف سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أمته من بعده أن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا عليه وعلى أمته لا على المسيح ولا على نبي غيره، فإن حاز من البحر الرومي إلى البحر الفارسي ، ومن لدن الأنهار جيحون وسيحون والفرات إلى منقطع الأرض بالغرب، وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها .

وهو الذي يصلى عليه ويبارك في كل حين وفي كل صلاة من الصلوات الخمس وغيرها ، وهو الذي خرت أهل الجزائر بين يديه : أهل جزيرة العرب ، وأهل الجزيرة التي بين الفرات ودجلة ، وأهل جزيرة الأندلس ، وأهل جزيرة قبرص ، وخضعت له ملوك الفرس فلم يبق فيهم إلا من أسلم أو أدى الجزية عن يد وهم صاغرون ، بخلاف ملوك الروم فإن فيهم من لم يسلم ولم يؤد الجزية ، فلهذا ذكر في البشارة ملوك الفرس خاصة ، ودانت له الأمم التي سمعت به وبأمته ، فهم بين مؤمن به ومسالم له ومنافق معه وخائف منه ، وأنقذ الضعفاء من الجبارين ، وهذا بخلاف المسيح فإنه لم يتمكن في حباته ، ولا من أتبعه بعد رفعه إلى السماء ، ولا حازوا ما ذكر ، ولا يصلون عليه ويباركون في اليوم والليلة، فإن القوم يدعون إلا هيته سدس.

)الوجه العاشر): قوله في مزمور آخر لترتاح البوادي وقراها ولتصير أرض فيدار مروجاً ، ولتسبح سكان الكهوف ويهتفوا من قلل الجبال بحمد الرب ، ويذيعوا تسابيحه في الجو.

فمن أهم البوادي من الأمم سوى أمة محمد ؟! ومن قيدار غير ولد اسماعيل أحد أجداده صلى الله عليه وسلم؟! ومن سكان الكهوف وقلل الجبال سوى العرب؟! ومن هذا الذي دام ذكره إلى الأبد غيره؟!.

(الوجه الحادي عشر): قوله في مزمور آخر : إن ربنا عظم محموداً وفي مكان آخر إلهنا قدوس ومحمد قد عم الأرض كلها فرحاً فقد نص داود على اسم محمد وبلده وأن كلمته قد عمت الأرض.

(الوجه الثاني عشر): قوله في الزبور لداود: سيولد لك ولد أدعى له أباً ويدعي لي ابناً اللهم ابعث جاعل السنة كي يعلم الناس أنه بشر.

وهذه أخبار عن المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم قبل ظهورهما بزمن طويل ، يريد ابعث محمداً حتى يعلم الناس أن المسيح بشر ليس إلهاً ، وأنه ابن البشر لا ابن خالق البشر ، فبعث الله هادي الأمة وكاشف الغمة فبين للأمم حقيقة أمر المسيح وأنه عبد كريم ونبي مرسل ، لا كما ادعته فيه النصارى ولا كما رمته به اليهود .

 

  • الاثنين PM 05:02
    2015-06-08
  • 6451
Powered by: GateGold