ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
الكذبة 301-302.. الافتراء على قبيلة بني تغلب وعلى شاعرها العظيم عمرو بن كلثوم
يتابع الميرزا قائلا:
"وعن السلوك السيئ للمسيحية في ذلك الزمن هناك قصيدة أخرى وهي لعمرو بن كلثوم التغلبي... ولا يخفى على أي عالم تاريخ أن بني تغلب كانوا نصارى، وهم الذين عُدّوا أكثر العرب فسقا وفجورا وظلما واعتداء". (نور القرآن، ص 27)
قلتُ: كذَبَ الميرزا، فليس معروفا عن هذه القبيلة أنها أكثر العرب فسقا وفجورا وظلما وعدوانا، بل حالها حال القبائل العربية الأخرى التي كانت تتناحر على أتفه الأسباب. وقتلُ عمرِو بنِ كلثوم عمرَو بنَ هندٍ في لحظة غضب لا يعني أنّ هذه القبيلة هي الأكثر إجراما، ولا يعني أنّ هذا القول متّفق عليه بين علماء التاريخ!! بل هذا كذب ميرزائي متراكم لمجرد أن يشتم المسيحيين فجورا في خصومته المعهودة.
ثم يستشهد الميرزا بمطلع معلّقة عمرو بن كلثوم، ألا هُبّي بصَحْنك فاصبِحينا.... ولا تبقي خمور الأنـدرينا
فيقول:
"فهذه القصيدة تدلي بشهادة وافية على سلوك بني تغلب لأنهم كانوا سفاكين من الطراز الأول ومحاربين وحاقدين وفساقا ومدمني خمر ومنفقين على إشباع الشهوات النفسانية بإسراف، ومتباهين علنا بفسقهم وفجورهم". (نور القرآن، ص 27)
قلتُ: كذبَ الميرزا، فهذه مجرد مقدّمة خمرية، كما هناك مقدمات طللية للقصائد. وهذه المقدمات تقليدية تعبّر عن روح التفاخر عندهم، ولا يُستنبط منها البتة أنّ قبيلة الشاعر مجرمة ولا أنها تُفاخر بفجورها، ولا أنّ الشاعر ينادي بالجريمة والعدوان.
وقد "عُرِف الشعر الخمري عندالشعراء الجاهلييّن؛ وقليل منهم مَن لم يعرض للخمر في شعره... ومِن أهّم الشعراء الجاهليين الّذين تناولوا الخمرة في قصائدهم وتكلّفوا بها: طرفة بن العبد، وعدي بن زيد العبادي، وعمروبن كلثوم، وعنترة بن شدّاد، والمنخّل اليشكري، ولا سيما الأعشى الأكبر.... وأمّا مِن الذيّن كانوا يفخرون بشربها كافتخارهم بالبطولة والشجاعة، فهو عنترة بن شدّاد حيث يقول:
ولقد شربتُ من المدامة بعدما ............. ركد الهواجرُ بالمشوف المعلم
بزجاجة صفراءَ، ذات أسِرّة.................. قُرِنتْ بأزهَرَ في الشّمالِ مفدّمِ
وبعد ذلك ينتقل إلى بطشه وشجاعته في المعارك....
وللبيد بن ربيعة أبياتٌ يفاخر فيها بشرب الخمرة.... ولِأبى عبّاد عمر وبن كلثوم التغلبي معلقة يستهلّها بنسيب خمري دوَن النسيب الطللي الشائع عند الشعراء الجاهليين. فله فضلٌ في هذا الإبداع الذي ما رأيناه عند الشعراء الآخرين قبله وعند من عاصروه. حيث يقول:
ألا هُبّي بصحنك فاصبحينا.......................ولا تُبقي خمورَ الأندَرينا
وبعد ذلك ينتقل إلى الغرض الأصلي وهو الفخر....
وأمّا الأعشى الأكبر فعنده للخمرة منزلة كبيرة، ولهذا أكثر مِن وصف الخمر وأطال وأجادَ وصْفَها كوصف عاشق لمشعوق. وتبسطّ فى الحديث عنها بحيث كادت الصورة الخمرية تكتمل فيه وكادت جميع المعاني الخمرية الموجودة في الجاهيلة تجتمع فيه بصورة كاملة. (دراسة الشعر الخمري عند العرب قبل أبي نواس، د. يوسف هادي بور)
ثم يتابع الميرزا شارحا هذا البيت فيكذب كذبا مستطيرا قائلا:
"أي قُومي يا عشيقتي (وكانت عشيقتُه هذه في الحقيقة والدتَه) بكأس الخمر واسقيني كل ما تُعَدّ من الخمور في بلدة الأندرين، ولا تبقي شيئا من ذخائر الخمر". (نور القرآن، ص 27)
قلتُ: كذَبَ الميرزا، فالعشيقة ليست أمه، بل يخاطب خادمة اسمها أم عمرو، وما كان العرب؛ وثنيين أم مسيحيين يقبلون أن تكون الأم عشيقة، أو يمرّون على ذلك مرور الكرام.
-
الثلاثاء PM 03:20
2022-10-25 - 947