المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416256
يتصفح الموقع حاليا : 236

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 339 من كذبات الميرزا: الافتراء على الحديث الصحيح وفبركة رواية معرفة الإمام

يقول الميرزا:

ثبت من الحديث الصحيح أنّ مَن لم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية. وكفى بهذا الحديث دليلا هاديًا لقلب أي تقي حتى يبحث عن إمام الوقت. (ضرورة الإمام، ص 1)

قلتُ: كذب الميرزا، فلم يثبت هذا النصّ في أيّ حديث صحيح، بل ورد هذا الحديث في مصادر الإمامية، وهم الذين يؤمنون أنه لا بدّ أن يكون هناك إمام؛ ظاهر أو مستور، وأنّ مَن لم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية.

ويؤمن الإمامية أنّ الأرض لا تخلو من إمام، ولو لحظة واحدة، لأنها إذا خلَت منه ساخت. وهذا لم يرِد في الحديث الصحيح كما زعم الميرزا، كما أنّ الواقع يكذّبه، إلا عند الشيعة؛ الاثني عشرية والإسماعيلية، لأنهم يؤمنون باستمرارية الإمامة، والتي يمثلها عند الاثني عشرية الإمامُ الغائب منذ 1200 سنة، وهم يؤمنون أنهم لن يموتوا ميتة جاهلية، لأنهم يعرفون إمامهم الغائب. ويمثّلها عند الإسماعيلية إمامهم الحالي التاسع والأربعون. فالحديث الذي استدلّ به الميرزا يتفق مع أصولهم، لذا سيُعثر عليه في مصادرهم، والتي لم يقصدها الميرزا، لأنه لا يؤمن بأئمتهم، كما هو حال عامة المسلمين الذين لم يؤمنوا بالإمامة لحظةً. وحيث إنّ الميرزا ينسب هذا الحديث إلى عامة المسلمين، الذين يُطلَق عليهم أهل السنة، ومنهم أهل الحديث، لأنّ هذا هو معنى قوله "ثبت في الحديث الصحيح"، لذا فقد ثبت تعمّده الكذب.

ويكرر الميرزا كذبته ويلحّ عليها قائلا: "لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوضح ضرورة وجود إمام الزمان في كل قرن، وقال بوضوح: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ويحشر أعمى". (ضرورة الإمام، ص 8)

والحقيقةُ أنّه ليس هنالك أيّ حديث بهذا المعنى، لكنّ الميرزا خلط متعمّدا بين حديث [إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا] وبين الإمام الذي يعني السلطان أو الحاكم.

وفيما يلي روايات تحمل بعض الكلمات القريبة من كلمات الحديث الذي افتراه الميرزا، لكنّها مختلفة تماما عنه، لأنها تتحدّث عن الخليفة أي عن السلطان الظاهر الذي يعرفه الناس جميعا، وتُجرّم مَن يخرج عليه، وإنْ كانت تسمّيه إماما أحيانا. فالعبرة بالمضمون، لا باللفظ:

1: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (البخاري)

2: مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (مسلم)

3: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (مسلم)

4: مَنْ مَاتَ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ طَاعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً فَإِنْ خَلَعَهَا مِنْ بَعْدِ عَقْدِهَا فِي عُنُقِهِ لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَيْسَتْ لَهُ حُجَّةٌ. (أحمد)

5: مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (أحمد، الطبراني الكبير) [فالإمام هنا هو السلطان، كما هو واضح في الروايات السابقة]

6: مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا أَخْرَجَ مِنْ عُنُقِهِ رِبْقَةَ الإِسْلامِ... وَمَنْ مَاتَ مِنْ غَيْرِ إِمَامِ جَمَاعَةٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (الطبراني الكبير)

7: مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً. (الطبراني الكبير) [البيعة هنا للحاكم، كما ظلّ المسلمون يفهمون هذا الحديث من أول يوم، والحاكم اسمه الخليفة أو السلطان، كما كان السلطان العثماني]

8: وَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ، وَمَنْ مَاتَ لَيْسَ لإِمَامِ جَمَاعَةٍ عَلَيْهِ طَاعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً". (الطبراني الكبير)

9: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية. (الطبراني الأوسط). [الإمام هنا السلطان، كما هو واضح في الروايات السابقة، وإلا فالناس ظلوا يموتون من دون أن يعرفوا غير بيعة الحاكم، سواء كان خليفة أم سلطانا].

فهذه الروايات لا تتحدث عن معرفة الإمام، بل تتحدث عن طاعة السلطان [الإمام]، وتجرّم التمرد عليه.

قد يظنّ من لا يتمعّن في الروايات أنّ ما قاله الميرزا له أساس، وأنّ الخلاف لفظي، فأقول: كلا، بل الخلاف جوهري، وأنه ليس هنالك أي علاقة بين هذه الروايات وبين ما افتراه، فالروايات تتحدث عن بيعة الحاكم الظاهر، سواء كان أمير المؤمنين، أم خليفة المسلمين، أم سلطانهم أو حاكمهم، أم الوالي.. لكنها لا تتحدث عن بيعة إمام ديني -ظاهر أو مستور- يبايعه المسلمون عن آخرهم، ويكون مختلفا عن الخليفة أو الحاكم وأنّ له ميزات دينية خاصة. وإلا، من هو الإمام الذي سبق الميرزا وكان واجبا على الناس –والميرزا أيضا- أن يبايعوه؟

الخلاصة أنّ الميرزا تعمّد الكذب حتى يعثر على مبرر آخر يضغط به على الناس ليؤمنوا به. مع أنه كان يكفيه أن يقول إنه مصداق روايات نزول المسيح.. لكنه لا يريد أن يكتفي بذلك، بل يريد ألا يترك شيئا من دون استغلاله، مهما شوّهه ومهما افترى عليه.

خلاصة الخلاصة: الأحاديث توجب مبايعة خليفة المسلمين الذي هو حاكمهم. والميرزا فبرك حديثا يأمر بالبحث عن الإمام لمعرفته والإيمان به.

  • الثلاثاء PM 02:21
    2022-10-25
  • 578
Powered by: GateGold