المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417463
يتصفح الموقع حاليا : 235

البحث

البحث

عرض المادة

هل الطعن في الصحابة يعد طعنا في الرسول والقرآن

لكي نثبت هذا الامر لابد لنا من اللجوء الى بعض الامثلة من واقع الحياة ، نبدؤها ببعض الاسئلة:

  1. عندما نترجم لعالم من العلماء لماذا نحرص على ذكر اسماء مشايخه ؟ مادور المشايخ في حياة العلماء حتى يُولى ذكر اسمائهم كل هذا الاهتمام ؟ أليس لأن لنوعية المشايخ تأثيراً على التلاميذ ، وكلما كان الاستاذ اعلم كان تعليمه افضل ومستوى تلميذه احسن؟؟
  2. هل للقادة الدينيين والسياسيين والتربويين دور في حياة متبوعيهم ام لا؟ إن لم يكن لهم دور لماذا إذن يُذكرون عند دراسة احوال الشعوب؟ ولماذا يشاد بدورهم ؟
  3. لماذا يحرص الناس على الدراسة في الجامعات المعتبرة ويفتخرون بالتتلمذ على أيدي الاساتذة الكبار ؟ أليس لأن مناهجهم افضل واساتذتهم أكفأ وبالتالي شهاداتهم افضل ؟
  4. لماذا تحرص المراكز العلمية على الاعتماد على كتب العلماء الكبار وتسعى لاختيار احسن المناهج وافضل الكتب لاقرارها كمنهج للدراسة ؟ هل للمنهاهج دور في تحديد مستوى التلاميذ ؟
  5. لماذا تُنتقد الجامعات التي يكون مستوى خريجيها هابطا وتحمل مسؤولية ذلك الهبوط ؟

 لو ان جامعة من الجامعات او مدرسة من المدارس رسب خمسة وتسعون بالمائة من تلاميذها ماذا يقول الناس عن هذه الجامعة او هذه المدرسة ؟ ألا يحملونها مسؤولية ذلك الرسوب ؟

ولو أن جامعة من الجامعات كان مستوى خريجيها هابطا لسنوات متتالية ، هل تحمل تلك الجامعة مسؤولية ذلك المستوى الهابط ؟ وهل يتم اعادة النظر في مناهجها وكادرها التدريسي؟

ان للمناهج والمشايخ والاساتذة والقادة الدينيين والسياسيين والتربويين اهمية بالغة لا يماري فيها احد ويقر بها جميع اصحاب العقول وهي محل اجماع جميع الناس ، ولا أحد يشك في دور الاستاذ أو المربي أو المنهج  في تكوين الانسان العلمي والعملي، فهل الرسول محمد r بدعٌ من هؤلاء القادة والمربين والمعلمين ولا ينطبق عليه ما ينطبق على غيره من القادة والمربين والمعلمين؟ وهل المدرسة النبوية بدعا من المدارس فلا ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من المدارس والمراكز التربوية؟

لو قلنا ان هذه القاعدة لا تنطبق عليه وعلى مدرسته من جهة نجاح جميع تلامذته بتفوق وامتياز لاصبنا الحقيقة لتميزه هو كمربٍ وتميز  كتابه كمنهج ، اما إذا قلنا ان هذه القاعدة لا تنطبق عليه بالاتجاه الآخر أي رسوب الغالبية العظمى من تلامذته فهذا طعن كبير فيه هو وفي منهجه وكتابه، فإن جامعته كانت تحوي قرابة المائة ألف تلميذ لم ينجح منها سوى أقل من عشرة ، أي أن نسبة النجاح كانت واحدا في الالف ، فلو حصل هذا مع اية جامعة من جامعات الدنيا لأغلق بابها في اليوم الثاني !

ولكننا اثبتنا من قبل بأدلة التاريخ والعقل والنقل ان النبـي r كان ذا شخصية قوية وان البشرية لم تر ولن ترى مثله ،  ولو ان احدا امتلك عشر معشار ماكان يملكه من الصفات القيادية لساس العالم كله خير سياسة  وانه r مع مؤهلاته تلك كان مؤيَّدا بالوحي يوجهه أينما سار ويعزز مكانته بين اصحابه ، وانه مكث في قومه بعد النبوة ثلاثة وعشرين عاما نجح خلالها في انشاء دولة قوية تهيمن على الجزيرة العربية بأكملها وانه كان الوحيد الى ذلك اليوم من شكّل مثل تلك الدولة الموحدة في هذه الارض التي لم تعرف الدولة الموحدة من قبل ، فلننظر: هل يعقل أن ينجح هذا الرسول في تحقيق كل هذه المنجزات السياسية  ويحدث كل هذه التغييرات الفكرية والعقائدية والاخلاقية والاجتماعية ثم يفشل في تربية اصحابه الذين اتبعوه وحقق بهم كل تلك المنجزات؟ هل يعقل ان يحقق الرسول كل هذه الامور بأُناس منافقين خونة؟

أليس رسوب اكثر من تسعةٍ وتسعين بالمائة من تلاميذ النبـي مدعاة لمراجعة جدوى وصحة المنهج وقدرة وكفاءة المربي؟

هل يقبل الشيعة أن يقال عن أصحاب علي أن تسعة وتسعين بالمائة منهم كانوا منافقين وفساقا وكافرين ؟ ام هل يقبلون أن يقال ذلك بحق تلاميذ الباقر والصادق؟ لابل لا يرضون أن يقال ذلك في حق تلاميذ آية الله الخميني؟

لماذا يفتخر بعضهم انه كان من تلامذة آية الله الخميني بل حتى الذين كانوا يخدمونه يفتخرون بذلك؟ أفكل اولئك كانوا أكفأ من النبـي المتصف بتلك الصفات التي ذكرناها آنفا والمؤيد بالوحي؟

هل يعقل ان يفشل النبـي فيما نجح فيه بعض أفراد امته من تربية اتباعهم والتأثير عليهم وتزكيتهم؟

ألم يقل الله عن النبـي انه أرسله ليعلم الناس الكتاب والحكمة ويزكيهم ؟ فهل نجح في مهمته ام لا ؟ ان كان قد نجح فما هي نسبة نجاحه؟ هل يعد ذلك من النجاح اذا قلنا ان تسعة وتسعين من اصحابه الذين عاشوا بعده قد ارتدوا إلا بعض صحابته وبعض اهل بيته؟

بناءا عليه نقول أنه لاشك في ان الطعن في الصحابة هو طعن في الرسول، طعن فيه من كل النواحي : من ناحية اختياره لاصحابه و وزرائه وأزواجه ، ومن ناحية تربيتهم والتأثير عليهم ، ومن ناحية السيطرة عليهم ، فلا عرف كيف يختار اصحابه وكيف يربيهم وكيف يسوسهم ويسيطر عليهم ، فكان محاطا برؤوس المنافقين ، وكان مغلوبا على امره ومسلوب الارادة امامهم ! هذا هو مقتضى كلام الشيعة في الصحابة وليس له معنى ولا مقتضى آخر.

ان الله سبحانه وتعالى أكثر من ذكر بني اسرائيل ومخالفاتهم لأنبـيائهم ، فهل استفاد الرسول من هذه الدروس أم لا؟

ألا يُتخذ من الامور الحسيّة ميزانا ومعيارا على الامور المعنويّة ؟ ألا يدل انتصار جيش في معارك عديدة على ان قائد الجيش عسكري كفوء وناجح وان جنده مطيعون لأوامره ؟ ألا يدل نجاح نسبة كبيرة جدا من تلاميذ مدرسة ما بمعدلات عالية على كفاءة اساتذة تلك المدرسة وحسن ادارة مديرها ؟ عليه نقول: ألا يدل بناء دولة موحدة في عموم الجزيرة العربية التي لم تعرف الدولة الموحدة من قبل خلال عقدين من الزمن على كفاءة باني هذه الدولة ونجاحه في عمله؟ ألا يدل قيام الصحابة برد المرتدين ونشر الاسلام وجمع القرآن والسنة على اخلاص الصحابة لهذا الدين؟

فالطعن في الصحابة إذاً طعن في الرسول بصفته مربيا واستاذا ومرشدا وقائدا ، وهو طعن في القرآن أيضا لكونه المنهج الذي اعتمده الرسول في تربية ذلك الجيل ، بل هو تكذيب له  حيث مدح هؤلاء الصحابة  في قريب من ثلاثين موضعا! 

  • الاحد PM 12:09
    2021-05-23
  • 983
Powered by: GateGold