المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417486
يتصفح الموقع حاليا : 228

البحث

البحث

عرض المادة

هل كان الرسول ضعيفا أوجاهلا بمجتمعه وبأصحابه ؟

فيما يخص الرسول : هل كان الرسول ضعيفا أوجاهلا بمجتمعه وبأصحابه ؟

قلنا ان القول بوجود نص على علي ووجود بيعة في اعناق الناس له ثم عدول الصحابة عنه الى ابي بكر  يدل على ضعف الرسول وعدم هيمنته على مجتمعه وفشله في تكوين مجتمع صالح منفذ لتعاليمه ويدل ايضا على جهله بمن حوله من الصحابة . وكل واحد من هذه الامور يعد طعنا كبيرا في رسول الله وانتقاصا شديدا له وهذا مما لايجوز لمسلم ان يعتقده او يتفوه به. وهذا يحتاج الى تفصيل اكثر لأنه يترتب عليه نتائج خطيرة جدا مما قد يلقي بصاحبه الى خارج دائرة الاسلام.

 لقد اوصى كثير من الخلفاء والحكام والسلاطين لمن بعدهم ونفذت وصاياهم ، ومنهم من أوصى لأكثر من واحد ونفذت وصاياه ، الاّ رسول الله فانه قد اوصى لعلي في زعم الشيعة ولم تنفذ وصيته!  فهل كان رسول الله ضعيفا الى هذا الحد ؟ وهل كان جاهلا بمجتمعه الى هذا الحد؟ وهل كان كل هؤلاء الخلفاء اقوى واعظم منه .

لقد اوصى ابو بكر بالخلافة لعمر في مرض موته ونفذت وصيته، واوصى عمر بعد طعنه من قبل ابي لؤلؤة بالخلافة  لاحد الستة الذين رشحهم  وان لا يطول النقاش اكثر من  ثلاثة ايام  . وقد نفذت وصيته واُبرم الامر قبل انتهاء اليوم الثالث وبويع لعثمان بالخلافة .

وقد امر سليمان بن عبد الملك حاجبه رجاء بن حيوة ان يأخذ البيعة من بني امية لمن نص عليه في الكتاب الذي كتبه لهم قبل أن يُطلعهم على اسمه ، فبايعوا ولم يعارضوا وحين رأوا ان المنصوص عليه هو عمر بن عبد العزيز وليس واحدا من أبناء عبد الملك رضخوا للامر ولم يُحدثوا شيئا رغم معارضتهم لاستخلاف عمر ومعارضتهم لاخراج الخلافة من آل عبد الملك ورغم علمهم بان سليمان قد توفي . ولنا ان نسأل: مابال كل هذه الوصايا تنفذ ووصية رسول الله لعلي لاتنفذ؟ اكان كل هؤلاء الخلفاء اقوى من الرسول واكثر نفوذا في مجتمعاتهم ام ان هناك امرا آخر ؟

ولكي نثبت بأنه لا يمكن بحال من الاحوال نقض بيعة ابرمها رسول الله نـأتي ونـُجري مقارنة بين الرسول وابي بكر اولا وبين عمر وعلي ثانيا، اي بين طرفي المعادلة من  هاتين الوصيتين لنرى سبب تنفيذ وصية ابي بكر لعمر وعدم تنفيذ وصية الرسول لعلي و لنر هل كان السبب في الرسول ام في علي ام فيهما معا ، ام انه لا توجد وصية وبيعة اصلا ؟

اولا: مقارنة بين الرسول وابي بكر :

 وفي هذا المضمارنسأل:

ايهما اقوى شخصية : الرسول ام ابو بكر؟

ايهما اكثر عصبة : الرسول ام ابو بكر؟

ايهما اكثر هيمنة على الناس : الرسول ام ابو بكر؟

ايهما اكثر مهابة ومنزلة في قلوب الناس : الرسول ام ابوبكر؟

وباختصار: هل كان ابو بكر يفوق الرسول في اي صفة من الصفات؟

لا اظن احدا  سيرجح كفة ابي بكر على الرسول في اي مزية من المزايا بل لا يوجد هناك وجه للمقارنة بينهما ، ولايستطيع احد ان يقول ذلك ولو قاله لأصبح به كافرا لانتقاصه شخصية الرسول ،  وليس المسلم وحده بل كل من يدرس حياة كل من الرسول وابي بكر لا يقول بذلك. اذن كيف يوصي الرسول لشخص بالخلافة ولا تنفذ وصيته؟

لقد كان الرسول يفوق ابا بكر وعمر وكل الخلفاء والسلاطين الذين جاؤوا بعده بمئات بل بآلاف المرات من حيث قوة شخصيته ، وهيبته ، وهيمنته على القلوب، وقدرته الادارية والتربوية والعسكرية والنفسية  ، وقد اُوتي من الصفات القيادية ما لم يُؤتَهُ احد من البشر ، وقد اصطفاه الله من بين جميع البشر ليكون خاتم الانبـياء والرسل وهو قبل ذلك وبعده مؤيد بالوحي  وبروح القدس يوجهه في كل حركاته وسكناته !.

ان جميع القادة الذين اشتهروا في التاريخ وخضع لهم الناس واحبوهم واطاعوهم لم يُؤتَوا عُشر معشار ما اُوتيَه رسول الله من الصفات القيادية ، ولو ان احدا كان يملك جزءا من المائة من صفات الرسول لدانت له رقاب الناس فكيف برسول الله وهو يفوق جميع البشر في جميع صفاته وانه اجتمعت واكتملت فيه جميع الصفات القيادية بالاضافة الى كونه مؤيدا بالوحي يوجهه ويعزز موقعه بين الناس ، وكان الوحي يلقن الصحابة آداب التعامل مع رسول الله وشواهد القرآن كثيرة فسورة الحجرات كلها وسور اخرى كثيرة كالاحزاب والنور كلها توجيه للصحابة في كيفية التعامل مع الرسول وترسيخ مكانته بينهم .

لو لم يكن للرسول شيء من مقومات التأثير على الناس لكان الوحي كافيا لإيجاد ذلك التاثير فكيف وهو يمتلك جميع مقومات التاثير على الناس وبأعلى مراتبها ثم يسانده القرآن ويؤيده ويثبت موقعه .اقرأ معي هذه الآية: " ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير". فكيف يضعف او يفشل من كان الله مولاه وجبريل والملائكة وصالح المؤمنين؟

ان دراسة مجتمع الرسول من خلال القرآن وكتب السيرة تعطيك صورة واضحة عن مدى هيمنة الرسول لا على اجساد الناس فحسب بل وحتى على قلوبهم وعقولهم وعواطفهم ، وعن مدى خضوع الناس له ومحبتهم له وتوقيرهم اياه ، وقد سجلت كتب السيرة شهادة كثير من خصوم النبـي عن طاعة الصحابة للرسول وتوقيرهم له وقد مر معنا شهادة وفد قريش له في صلح الحديبية وشهادة ابي سفيان امام هرقل. واذا اردت ان تعرف مدى هيمنة الرسول على مجتمعه فما عليك الا ان ترجع الى قراءة قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك : كعب بن مالك وصاحبيه فان فيها ابلغ الادلة على هذه الحقيقة.

وعد ان شئت الى قراءة موقف الصحابي ثابت بن قيس حين نزلت آية" يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبـي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون" . لقد ظل هذا الصحابي ملازما لبيته يبكي ثلاثة ايام مخافة ان يكون قد عُنيَ بهذه الآية ولم يخرج من بيته الاّ بعد ان طمئنه الرسول بانه ليس هو المعني بها وانه ليس من هؤلاء فطابت نفسه وهدأ باله وخرج الى الناس.

والادلة على حب الصحابة للرسول وخضوعهم له وطاعتهم لأوامره وتوقيرهم اياه اكثر من ان تحصى وان هذا الحب وهذا الخضوع  وهذه الطاعة والتوقير لم يقتصر على حياته كما اسلفنا وانما جاوزها الى ما بعد موته . فحب المسلمين للرسول وصلاتهم عليه كلما ذكر اسمه وحرصهم على اتباع سنته وحبهم وتوقيرهم لأهل بيته كلها ادلة واضحة على مكانة الرسول في قلوب المسلمين .

فاذا كان هذا شأن الرسول بين اصحابه في حياته وبعد موته فكيف تُترك وصيته ولا تنفذ في حين ان وصية ابي بكر في عمر نفذت وقد تبين لك بما لايقبل الشك ان مكانة الرسول بين اصحابه كانت تفوق مكانة ابي بكر بكثير بل ولا يوجد وجه للمقارنة بينهما وما ادل على ذلك من ارتداد العرب بعد وفاة الرسول وامتناع الكثيرين عن اداء الزكاة لأبي بكر.

اذن لايوجد وجه للمقارنة بين رسول الله وابي بكر باي شكل من الاشكال والمنطق يقول بان مثل هكذا شخص لو اوصى لأضعف الناس لنفذت وصيته ولامتثل الناس لأمره وما خروج الناس تحت امرة اسامة البالغ حوالي سبعة عشر عاما الا دليل على ذلك وقد امتثل الناس للامر رغم اعتراضهم في البداية على شخص اسامة لصغر سنه وقلة خبرته وصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه ، ثم تنفيذ ابي بكر لذلك الجيش رغم ارتداد العرب وخطورة الموقف واقتراح اسامة وبقية الصحابة عليه بتأخير تلك البعثة الى ما بعد الانتهاء من فتنة المرتدين.

ثانيا: مقارنة بين عمر وعلي :

اذن، لقد رجحت كفة الرسول بكل الاعتبارات ، بقي ان نجري مقارنة بين  علي وعمر  في الجهة المقابلة ، اي بين الموصى اليهم ونسأل:

ايهما اقوى شخصية : علي ام عمر ؟

ايهما اكبر عشيرة واكثر عصبة : علي ام عمر ؟

ايهما اقوى واشجع : علي ام عمر ؟

ايهما اعلم واتقى : علي ام عمر ؟

ايهما اكثر بلاءً في الاسلام : علي ام عمر؟

لاشك ان الشيعة يرجحون كفة علي في كل هذه الجوانب ولا يمكن ان يقولوا بغيره لأن ذلك يخالف عقيدتهم  في علي ويعد خروجا على مذهب التشيع ، ونحن يهمنا هنا رأي الشيعة لأنه ألزم لهم في الحجة.

اذن ، هناك ( وصيتان) : الموصي والموصى اليه في الوصية الاولى أقوى من الموصي والموصى اليه في الوصية الثانية ! فما بال الوصية الثانية تنفذ والاولى لا تنفذ، علماً ان الوصية الاولى صحبتها نصوص قرآنية وبيعة الغدير كما يزعم الشيعة ! فوصية من ضعيف الى ضعيف تغلب وصية من قوي الى قوي ، وليس هذا فحسب وانما تغلب وصيةً يدعمها نص من الله ورسوله  وبيعةً عقدت في غدير خم ! اي عقل يستسيغ هذا؟

ما هو جواب الشيعة عن هذا السؤال؟  اعتقد انه لايوجد سوى جواب واحد،  هو انه لم تكن هناك لا وصية لعلي ولا بيعة في اعناق الناس له .

واذا تبجح الشيعة وقالوا ان عمر غلب عليا على امره فهذا يكذبه التاريخ وتكذبه عقيدة الشيعة في علي ، اذ لو صح ذلك لدل على ان عمر كان اقوى واشجع من علي او انه كان اكثر عصبة منه واكبر عشيرة، وهذا يخالف معتقد الشيعة ، ومخالف للواقع أيضا.

يبقى احتمال واحد : وهو القول بأن الناس كانوا يفضلون عمر على علي، او بعبارة اخرى ان عمر كان احب الى الناس من علي. وهذا ايضا غير صحيح لأن عمر كان معروفا بشدته وغلظته سواء في عهد الرسول او عهد ابي بكر ولا أدَلّ على ذلك من قول طلحة بن عبيد الله لأبي بكر حين استخلف عمر بعده : "ما أنت قائل لربك اذا سألك عن استخلافك عمر علينا ، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به اذا خلا بهم بعد لقائك ربك؟!" فغضب ابو بكر لما سمع ذلك و قال: " أبالله تخوفني ! خاب من تزود من امركم بظلم! أقول: اللهم استخلفت على أهلك خير أهلك!". ثم اتجه الى طلحة فقال له :" أبلغ عني ما قلت لك مَن وراءك".

اما ما يذهب اليه الشيعة من ان عليا لم يكن محبوباً من قبل الناس لأنه قتل كثيرا من المشركين في الحروب فهذا يكذبه العقل والمنطق والتاريخ و لا يستقيم بحال من الاحوال بل يعد قتاله للمشركين من مفاخره ومن دواعي تعلق الناس به لأنه ناتج عن شجاعته وحسن بلائه في الاسلام فلست ادري كيف تنقلب المنقبة الى مثلبة ؟!.

وهذا جهل بذلك المجتمع والناس الذين يمتدحهم علي في احدى خطبه بانهم كانوا يتسابقون في الجهاد ويقتلون آباءهم واخوانهم من اجل الاسلام [1] وأن للسبق والبلاء في مثل هذه المجتمعات دوراً كبيراً في رفع مكانة الناس ، ثم ان الذين اجتمعوا في السقيفة كانوا من الانصار الذين لم يقتل علي واحدا منهم بل يشاركونه في الموقف فكلاهما قتل رجالا من صناديد قريش ، ثم ان الذين تأخر اسلامهم الى ما بعد الفتح لم يكن لهم ثقل كبير في المجتمع بحكم تأخرهم في دخول الاسلام وطول محاربتهم للرسول .

 ويكذبه ايضا موقف ابي سفيان الذي اعترض على مبايعة ابي بكر وطلب من علي ان يعلن نفسه خليفة فرفض علي ذلك، فأبو سفيان الذي قاد الحروب ضد الاسلام وقتل علي كثيرا من أقاربه  هو الذي يقترح على علي أن يتولى الخلافة بدل ابي بكر ! فأين الثارات اذن وأين التأثيرات السلبية لبطولات علي وفتكه بأعداء الاسلام؟  أبو سفيان الذي كان من سادات قومه لايجد من يستمع اليه لأن اسلامه تأخر وكان للعبيد الذين سبقوه الى الاسلام مكانة أعظم في قلوب الناس. فموقف ابي سفيان هذا من علي وعدم اكتراث الناس به وبدعوته الى مبايعة علي رغم كونه من سادات قريش يدل على عدة امور :

اولا: أن قريشاً لم تكن كارهة لعلي بسبب قتله لصناديدهم[2] .

ثانيا : ان المعيار الاساس لتقويم الناس في ذلك المجتمع كان السبق الى الاسلام  وحسن البلاء فيه وليس القبيلة أو المكانة الاجتماعية .

 وكذلك خالد بن سعيد بن العاص الاموي واثنان من اخوته يرفضون مبايعة ابي بكر ويدعون الى مبايعة علي وهم من بني امية ومن أقارب عثمان وابي سفيان !

إذن لم تكن المسألة نعرات قبلية أو ثارات جاهلية وإنما كان الناس يحكمهم منطق الايمان والاخلاص للاسلام ، وأن الناس انقسموا ما بين مؤيد لعلي ومؤيد لأبي بكر لا على اساس قبلي وانما بناءً على قناعات شخصية وكان مؤيدو أبي بكر أكثر بكثير من مؤيدي علي ، وهذا ما يقر به الشيعة ضمنيا حين يقولون ان الناس كلهم ارتدوا بعد وفاة رسول الله الاّ  ثلاثة أو أربعة! أي ان الذين كانوا يؤيدون عليا لم يتجاوز عددهم العشرة وهذا العدد يُعَد لاشيء قياسا الى الآلاف المؤلفة الذين أيدوا أبا بكر، وأن السبب الرئيس وراء تعاطف الناس مع علي كان فاطمة ، لذلك حين توفيت استوحش علي وجوه الناس فبادر الى مبايعة ابي بكر.

ولو سلمنا جدلا ان عمر غلب عليا على امره فهل غلبه عثمان ايضا وهو الشيخ الكبير الحيي الطاعن في السن والذي اظهرت الايام لينه وتساهله؟!.

فهل يا ترى كان الناس اطوع لأبي بكر وعمر من الرسول حين نفذوا وصيتهما ولم ينفذوا وصية الرسول  ؟ كل من يقول ذلك فانه يتهم الرسولبالضعف والعجز والجهل وغيرها من الاوصاف التي لاتليق بأي قائد سياسي او عسكري او روحي ناجح ، ناهيك عن رسول الله الجامع لكل الصفات القيادية وبأعلى مراتبها والمؤيد فوق ذلك بالوحي وبروح القدس!.

هذا هو التاريخ عودوا اليه وانظروا هل هناك عهد من خليفة لم ينفذ ؟! بل واكثر من ذلك فان بعض الخلفاء كانوا يعهدون بالخلافة لأكثر من واحد وكلهم يتولى الامر ولم يملك احد نقض تلك العهود لاعتبارات عدة  اهمها العامل الديني .

إذاً ما معنى ان يكون عهد الرسول لعلي من العهود القليلة ، ان لم نقل الوحيدة، التي لم تنفذ؟ ألأن الرسول كان ضعيفا الى هذا الحد (حاشاه) ، أم كان علي ضعيفا الى حد انه لم يعبأ به احد؟

هذا الادعاء ( اي عدم تنفيذ وصية الرسول) يكذبه وينقضه الشرع والعقل والتاريخ . فإن البشرية لم تر شخصية قوية كرسول الله وهو مع قوة شخصيته وامتلاكه لكل مقومات القيادة الروحية والسياسية والعسكرية والادارية مؤيد كما قلنا بالوحي وبروح القدس يوجهه ويعزز موقعه ومكانته بين اصحابه . أي أننا أمام عهد صدر من اعظم واقوى شخصية عرفها التاريخ البشري الى شخصية قوية كعلي بن ابي طالب فمن ذا يجرؤ على ان يحدث نفسه بنقضه ناهيك عن الشروع فيه؟

ان يزيد بن معاوية المكروه والمنبوذ من اكثر الامة يعهد الى ولده المريض معاوية ، و مع ذلك تنفذ وصيته ويبايع الناس معاوية بالخلافة الاّ انه يتخلى عنها طواعية. وهشام بن عبد الملك ، رغم كونه احد خلفاء بني امية الاقوياء، لم يستطع وهو خليفة ان ينقض عهد يزيد بن عبد الملك لابنه الوليد بن يزيد ويزيحه عن ولاية العهد على الرغم مما أُشيع عن الوليد من الخلاعة والمـجون  !.

انني ادعو الشيعة ان يفكروا قليلا بالعقل والمنطق ويدَعوا عنهم التقليد الاعمى، واني لعلى يقين بأنهم سيصلون الى الحقيقة ويتيقنون بأن كل ما رواه رواة الشيعة  حول النص والبيعة مختلقة ومتعارضة مع العقل الصحيح والمنطق السليم ومع التاريخ وان مواقف علي واقواله اول من يكذبها .

والآن وقد رأينا كيف سقطت جميع الاحتمالات امام التاريخ والمنطق وتبين ان الرسول لم يكن  مطاعا ومحبوبا من قبل الصحابة  فحسب وانما امتد ذلك الى ما بعد موته والى يومنا هذا وسيظل هكذا الى قيام الساعة ، وتبين ان عليا لم يكن لا ضعيفا ولا مكروها، وانه لم تكن هناك مؤامرة عليه ، وان ذهاب ابي بكر وعمر لم يكن عن سابق تخطيط وانهما كانا عند جثمان الرسول حين جاءهم خبر اجتماع الانصار في السقيفة. إذن، ما الذي يمنعكم من التسليم لمنطق العقل ونبذ الروايات الواهية التي يكذبها التاريخ والمنطق ومواقف علي وابنائه من بعده ؟

 

[1] . سبق الاشارة الى خطبته تلك.

[2] . وقد اورد ابن حزم في كتابه الملل والنحل اسماء الذين قتلهم علي والذين قتلهم غيره من الصحابة كالزبير والانصار فلا تجد مصداق ما يقوله الشيعة عن كره الناس لعلي بسبب قتله صناديد قريش.

 

  • الخميس PM 01:59
    2021-05-20
  • 1078
Powered by: GateGold