المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417499
يتصفح الموقع حاليا : 211

البحث

البحث

عرض المادة

القرآن كتاب تاريخ اثنى عشرى !!

القرآن كتاب تاريخ اثنى عشرى !!

      عندما آلت الخلافة إلى الإمام على كرم الله وجهه ـ لم تسلم له ، وخاض عدة معارك ، ولاقى الشيعة بعد ذلك ما لاقوا في ظل الحكم الأموى . وقد تحدثت كتب التاريخ عن ذلك مفصلاً ، ولكن القمي يحاول أن يغير من طبيعة القرآن الكريم ليصله بكتب التاريخ عند الجعفرية ، فتسمع عن البصرة والجمل وبنى أمية من وجهة النظر الجعفرى ، ولنضرب لذلك الأمثال .

1 ـ أصحاب الجمل والبصرة :

    في سورة الأعراف ( الآية 40 ) :] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبــواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ     [     ولن يلج الجمل في سم الخياط ، فالكفار إذن لن يدخلوا الجنة ، ولكن القمي إذا به يقول " نزلت هذه الآية في طلحة والزبير والجمل جملهم " ([1][248]) !

      ويقول أيضا : إن أصحاب الجمل نزلت فيهم ( الآية : 12 ) من سورة التوبة ] وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ     [  الآية ([2][249]) .

      وفى سورة النجم يقول بأن المؤتفكة هي البصرة ، وقال : ائتفكت بأهلها مرتين ، وعلى الله تمام الثالثة ، وتمام الثالثة في الرجعة ([3][250]) .

      وفى سورة الحاقة يقول بأن البصرة أيضاً هي المؤتفكات ([4][251]) .

2 ـ بنو أمية :

      أما بنو أمية فإنا نصادفهم كثيراً ونحن نقرأ هذا التفسير العجيب ، وما دام ثلث القرآن في أعداء الجعفرية ـ كما زعموا ـ فلابد إذن أن يكون للأمويين نصيب كبير ! انظر مثلا تفسيره لقوله تعالى : ] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ   [  ([5][252]) .

      يقول : نزلت في بنى أمية ، فهم أشر خلق الله ، هم الذين كفروا في باطن القرآن ، فهم لا يؤمنون ([6][253]) .

      ولهذا نجد كثيرا من الآيات التي تتناول الكفار يجعلها لبنى أمية ([7][254]) .

3 ـ بنو السباع :

      والقمى عاش في العصر العباسى الأول ، والعلويون رأوا الحكم يذهب لغيرهم ، ثم لم يسلموا من ظلم ذوى القربى ، فالعباسيون ـ من وجهة النظر الجعفرية ـ لا يفترقون كثيراً عن الأمويين ، ولكن القمي لا يستطيع أن يصرح بهم عند الحديث عن كفرهم فيسميهم بنى السباع بدلاً من بنى العباس ([8][255]) .

4 ـ الاتفاق على قتل على !

    وعندما تناول بعض الأحداث التاريخية الأخرى وضع قصصاً خيالية غريبة ، فمثلا عند قوله تعالى : ] فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ    [  ([9][256]) نراه يتحدث عن ذلك في خمس صفحات ، ويأتى بقصيدة يقول بأن السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله تعالى عنها ـ احتجت بها على الصديق ، وكذلك احتج الإمام على ، وخاف الصديق من ضياع الحكم نتيجة هذا الموقف ، فبعث إلى الفاروق الذي أشار بقتل على ! وأمر خالد بن الوليد بقتله فوافق خالد ، إلى آخر تلك الخرافة ([10][257]) .

5 ـ كفر أصحاب بيعة الرضوان :

      وعندما تحدث عن صلح الحديبية قال " فلما . أجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلح أنكر عامة أصحابه ، وأشد ما كان إنكاراً فلان ، فقال يا رسول الله ، ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ فقال : بلى ! قال : فنعطى الذلة في ديننا ؟        قال : إن الله وعدنى ولن يخلفنى . قال لو أن معى أربعين رجلاً لخالفته " ([11][258]).

     والمعروف أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ صاحب الجزء الأول من هذه المناقشة ، فافترى القمي هذه الزيادة المنكرة " لو أن معى أربعين رجلا لخالفته " ، وقال بأن عامة أصحابه الذين أنكروا الصلح أكثروا القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم . ويزيد فريته بأنهم حاربوا فعلاً، وهزموا هزيمة قبيحة ، إلى أن قام على بسيفه فتراجعت قريش ([12][259]) .

      ثم يستمر ليقول بأن عامة الصحابة هؤلاء هم الذين عناهم الله تعالى بقوله : ] وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ  [ ([13][260]) .

      وهكذا يستمر هذا القمي ليجعل عامة أصحاب بيعة الرضوان من أصحاب النار ، وهم الذين رضي الله عنهم بنص القرآن الكريم ، ويطعن في ترتيب آيات سورة الفتح ليصل إلى ضلاله ([14][261]) !

6 ـ الفرق الأخرى :

      ونراه كذلك يخضع القرآن الكريم للحديث عن الفرق الأخرى ، فمثلا عند قوله تعالى ] وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُسْوَدَّوهــهُم مُّةٌ [ ([15][262])  يقول : " من ادعى أنه إمام وليس بإمام يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة …. وإن كان علوياً فاطمياً " ([16][263]) .

7 ـ القائم وجيش السفيانى :

      وكثير من فرق الشيعة قالت بعودة بعض الأئمة قبل يوم القيامة ، ومنهم من وقف عند إمام معين ، وقال بأنه لم يمت وإنما أظهر موته تقية ، إلى غير ذلك مما تذكره كتب التاريخ . وكان من صدى هذا أن بعض الأمويين قالوا بعودة رجل منهم أسموه السفيانى : فزاد بعض الجعفرية خرافة أخرى وهى أن المهدى عندما يرجع سيقابل جيش السفيانى ويهزمه ! وإذا بنا نجد هذا في تفسير القمي !

      فعند قوله تعالى ] وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ [ ([17][264]) قال : هم والله أصحـاب القائم ، يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة ، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفيانى ، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم ، وهو قولــه  ] وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ   [ ([18][265]) يعنى  بالقائم([19][266]) .

      وفى قوله تعالى : ]   أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا[    ([20][267])  قال يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفيانى ([21][268]) .

      وبهذا يصبح تفسير القمي مرجعاً من مراجع التاريخ لغلاة الجعفرية !

 

  ([1][248])  1 / 230 .

  ([2][249])  انظر 1 / 283 ، وتكملة الآية الكريمة ]   وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ [     .

  ([3][250])  انظر 2 / 340 ـ 341 .

  ([4][251])  انظر 2 / 384 .

  ([5][252])  الأنفال : الآية  55  .

  ([6][253])  1 / 279 .

  ([7][254])  انظر مثلاً : ج 1 ص 156 ، 196 ، 211 ، 371 ، و ج 2 ص 68 ، 80 ، 123 ، 242 ، 243 ، 255 ، 384 .

  ([8][255])  انظر 2 / 242 .

  ([9][256])  سورة الروم الآية 38 .

  ([10][257])  انظر 2 / 155 : 159 .

  ([11][258])  2 / 311 ـ 312 . وفى الأصل : فقال نعم !

  ([12][259])  انظر 2 / 312 .

  ([13][260])  انظر 2 / 315 ، والآية الكريمة ـ هي السادسة من سورة الفتح .

  ([14][261])  انظر 2 / 315 .

  ([15][262]) 60 : الزمر .

  ([16][263])  2 / 251 .

  ([17][264])  8 : هود .

  ([18][265])  سبأ : 51 / 52 .

  ([19][266])  2 / 205 .

  ([20][267])  113 : طه .

  ([21][268])  2 / 65 .

  • الاثنين PM 05:57
    2021-04-26
  • 706
Powered by: GateGold