المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417499
يتصفح الموقع حاليا : 228

البحث

البحث

عرض المادة

ما يتصل بعقيدة الإمامة

ما يتصل بعقيدة الإمامة

1 ـ الرجعة :

      القمي يرى أشياء تتصل بعقيدته في الإمامة ، ولذا يضمنها تفسيره .فهو مثلا يؤمن بالرجعة ، أي رجعة الأئمة قبل يوم القيامة ، ورجعة من غصبوهم حقهم ـ على حد زعمه ـ ليقتص الأئمة من أعدائهم . وعلى هذا جعل من الأمور الأساسية التي اشتمل عليها القرآن الكريم الرد على من أنكروا الرجعة .

       واستدل بقوله تعالى : ] وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا  [  فقال : " أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويدع الباقين " ؟ ثم قال : ومثله كثير نذكره في مواضعه ([1][211]) .

 ومن هذا الذي ذكره قوله تعالى ] إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ ([2][212]) . قال : يعنى الرجعة . يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين والأئمة  ([3][213]) .

      وفى سورة " ق " ( الآية 41 ) يقول :  ] وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمــنَادِ  [   باسم القائم واسم أبيه .. والصيحة ـ صيحة القائم من السماء ..والخروج الرجعة ([4][214]) .

      وفى سورة النحل ( الآية 22 )  ]   فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ   [  قال القمي : يعنى أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق ] قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ [     يعنى أنها كافرة      ] وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ   [  يعنى أنهم عن ولاية على مستكبرون ([5][215]) .

 ويستمر في تفسيره للسورة الكريمة فيقول : ] فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ   [  من العذاب في الرجعة ..  ] وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ   [  قال القمي : الكفار كانوا لا يحلفون بالله ، وإنما أنزلت في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا أنهم لا يرجعون ([6][216]) .

2 ـ نزول الوحى على الأئمة :

      والقمى ممن ذهب إلى أن الوحى لم ينقطع بانتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى ، لأن الإمام يقوم مقامه ! فعند تفسيره لسورة القدر يقول : معنى ليلة القدر أن الله يقدر فيها الآجال والأرزاق ، وكل ما يحدث من موت أو حياة ، أو خصب أو جدب ، أو خير أو شر ، كما قال الله فيها ] فِيهَا يُفــرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ    [  إلى سنة .

      وقال تعالى : ] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا  [   تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان ، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور([7][217]) .

      ونسب للإمام أبى جعفر أنه سئل : " تعرفون ليلة القدر ؟ فقال : وكيف لا نعرف ليلة القدر والملائكة يطوفون بنا فيها " ([8][218]) .

3 ـ الأئمة يعلمون الغيب :

   وهـو يرى أن الأئمة يعلمون الغيب ، ولهذا نراه عند تفسير قوله  تعالى :  ] عَالِمُ الْغَيـبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [([9][219]) . يقول : يعنى علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منه ([10][220]) .

      فعلم الغيب ليس خاصاً بالله تعالى والمصطفين من الرسل الكرام ، وإنما هوـ حسب افترائه ـ خاص بالإمام على مع الله عز وجل !

      وحتى يظهر أن علم الأئمة يحيط بكل شىء يأتى بأشياء لا سبيل إلى العلم بها في ذلك الوقت ، وإن اكتشف بعضها في عصر الكشوف العلمية للكون ومظاهره .

      وإذا كان كثير من الكشف العلمى يأتى بوجوه جديدة من وجوه الإعجاز القرآنى ، ويستحيل التناقض بين نظرية علمية صحيحة وبين القرآن الكريم ، إلا أن هذه الكشوف كشفت عن كذب القمي ومفترياته .

      فهو ينسب للإمام على أنه قال : " الأرض مسيرة خمسمائة عام ، والشمس ستون فرسخاً في ستين فرسخاً ، والقمر أربعون فرسخاً في أربعين فرسخاً ، بطونهما يضيئان لأهل السماء ، وظهورهما يضيئان لأهل الأرض ، والكواكب كأعظم جبل على الأرض " ([11][221]) !

      ويزعم أن الإمام على بن الحسين بين علة كسوف الشمسين بوجود بحر بين السماء والأرض ، إذا كثرت ذنوب العباد ، وأراد الله أن يستعتبهم بآية ، أمر الملائكة الموكلين فجعلوا الشمس أو القمر في ذاك البحر ([12][222]) .

      وفى موضع آخر ينسب للأئمة أن الأرض على الحوت ، والحوت على الماء، والماء على الصخرة ، والصخرة على قرن ثور أملس ، والثور على   الثرى ([13][223]).

      وفى أول سورة الشورى ] حم عسق  [  يقول : " قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر ، فخضرة السماء من ذلك الجبل " ([14][224]) .

4 ـ نفى العلم عمن اشتهروا به من غيرهم :

      والقمى لا يكتفى بمثل هذه المفتريات ليبين إحاطة الأئمة بكل شىء علماً ، ولكن تحدث عن غيرهم ممن لهم مكانتهم العلمية لينفى عنهم ما اشتهروا به من العلم ، حتى لا يبقى في المجال العلمى إلا أئمة الجعفرية !

       فمثلا ابن عباس اشتهر بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن ، انظر إلى هذا القمي وهو يتحدث عن ابن عباس ، بل عن أبيه عم الرسول صلى الله عليه وسلم  :

      نسب للإمام أبى جعفر الباقر أنه قال : جاء رجل إلى أبى على بن الحسين فقال : إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت ، وفيمن نزلت ، فقال أبى : سله فيمن نزلت ، ] وَمَن كَانَ فِي هـــذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً  [  ([15][225]) وفيمن نزلت : ] وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ  [ ([16][226]) وتستمر الرواية لتذكر بأن الرجل ذهب إلى ابن عباس فسأله ، فلم يجبه ، بل أورد أسئلة أخرى ، فبين الإمام سبب   النزول بقوله : بأن الآية الأولى نزلت في ابن عباس وفى أبيه ،  والثانية نزلت في أبيه ([17][227])! !

5 ـ أحكامهم الفقهية كالمتعة والخمس :

      ثم لا ينسى القمي ما ارتبط بعقيدته من الأحكام الفقهية ، فيعرضها بطريقة يأباها كتاب الله تعالى ، ففى سورة مريم " الآية 83 " : ] أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا    [  قال : نزلت في مانعى الخمس والزكاة ([18][228]).

      وفى سورة ق " الآية 26 " : ] الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ   [  قال : "هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس " ([19][229]) .

      وفى سورة النساء يحرف الآية الرابعة والعشرين فيقول ]   فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ  إلى أجل مسمى  فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [  ويعقب بقوله : فهذه الآية دليل على المتعة ([20][230]) .

 

  ([1][211])  الموضع السابق ص 24 .

      والآية هي رقم 83 : النمل ومعناها أنهم يحشرون فوجاً ، أي زمراً ، فلا يبقى أحد ، ونحن مأمورون بالإيمان بيوم القيامة ، لا بيومين : يوم لأئمة الجعفرية ويوم للقيامة .

    (انظر مناقشة هذه العقيدة وبيان بطلانها بالأدلة العقلية والنقلية في مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 200 : 203 ) .

  ([2][212])  85 : القصص .

  ([3][213])  2 / 147 .

  ([4][214])  2 / 327 .

  ([5][215])  1 / 383 .

  ([6][216])  1 / 385 .

  ([7][217])  انظر 2 / 431 . والآية الكريمة التي استدل بها هي الرابعة من سورة الدخان . ونصها ] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [   وليس فيها " إلى سنة " كما ذكرها .

  ([8][218]) 2 / 432 .

  ([9][219])  26 / 27 : الجن .

  ([10][220])  2 / 390 .

   ([11][221])  2 / 17 .

   ([12][222])  انظر 2 / 14 ـ 15 .

   ([13][223])  انظر 2 / 58 ـ 59 .

   ([14][224]) 2 / 268 ، وفى سورة " ق " قال " ق : جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج "  ( 2 / 323 ) .

   ومما يضحك ـ ومن شر البلية ما يضحك ـ أن نجد في عصرنا من يؤمن بهذه الخرافات والأكاذيب ، بل يتخذ منها دليلاً على علم الأئمة وعصمتهم !! " انظر مثلاً ج 2 حاشية            ص 15 ـ 16 ، 58 ـ 59 " والروايات لو ثبتت لأثبتت لأهل البيت وحاشاهم ـ الجهل والافتراء ! ولكن ما أكثر المتظاهرين بحب آل البيت وآل البيت منهم براء ! 

  ([15][225])  72 : الإسراء .

  ([16][226])  34 : هود .

  ([17][227])  انظر 2 / 23 .

    وأظن أن هنا كذلك سبباً دفيناً ، فالتاريخ يذكر لنا تنازعاً حدث بين العباس وابن أخيه على ـ رضي الله تعالى عنهما ، ويذكر لنا أيضاً أن ابن عباس تولى إمارة البصرة في خلافة ابن عمه الإمام على ، ثم ترك البصرة مغاضباً ، وتبادل مع ابن عمه رسائل اتهامات : فلعل القمي سمع بهذا فرأى أن يأتى بهذه الفرية ليهاجم من تجرأ على المعصوم أبى الأئمة !

      ] انظر متنازع العباس وابن أخيه في صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد والسير باب حكم الفئ . وانظر الكتب المتبادلة بين الإمام على وابن عمه في أنساب الأشراف للبلاذرى                     1 / 192 ـ 194، وفى " على وبنوه " لطه حسين ص 125 ـ 128 ، وانظر أحد كتب الإمام هذه في نهج البلاغة ص 323 ـ 324 [ .

  ([18][228])  2 / 53 .

  ([19][229])  2 / 326 .

   ([20][230])  1 / 136 ، ونص الآية الكريمة ]   فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً    [ .

  • الاثنين PM 05:50
    2021-04-26
  • 816
Powered by: GateGold