المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417498
يتصفح الموقع حاليا : 213

البحث

البحث

عرض المادة

مظاهر الغلو والضلال

مظاهر الغلو والضلال

      أثر عقيدة الإمامة في الكتاب يظهر فيما يأتى :

أولاً : القول بتحريف القرآن الكريم :

      ما ذكرناه آنفاً من القول بالتحريف ، وبينا من قبل أن عقيدة أولئك الغلاة هي التي دفعتهم إلى ما ذهبوا إليه ([1][187]) ونزيد ذلك بياناً بقليل من الأمثلة التي ما أكثرها في هذا التفسير!!

      نسب للإمام ابى جعفر أنه قال : ]وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ يا على  فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًاً[  هكذا نزلت .            ثم قال : ] فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فــيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ    [  ([2][188]).

      وفى سورة الزخرف قال تعالى : ] وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ [ ([3][189]) . وواضح ان الآيات تتحدث عن المسيح  ، ولكنه يذكر الآية الأخيرة هكذا " إن على إلا عبد … " ثم يقول : " فمحى اسمه من هذا الموضع " ([4][190]) .

      وفى سورة محمد يروى أن اسم على أسقط في موضعين ذكرهما في كتابه([5][191]).

ثانياً : الطعن في الصحابة :

      نتيجة لما ذكرته من التلازم بين القول بالتحريف والطعن في خير أمة أخرجت للناس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تحملوا معه أعباء الرسالة ونشرها ، والدفاع عنها والتضحية من أجلها بالنفس والأهل والمال والوطن ، نتيجة هذا التلازم نرى القمي يقدم على هذا الجرم ، فيطعن في الصحابة الأكرمين ، ويتهمهم بالكفر والنفاق والإشراك ليصل إلى القول بالتحريف ، وإسقاط أسماء الأئمة ، واغتصاب الخلافة ! ولنذكر بعض الأمثلة :

      في سورة المائدة " الآية السابعة " : ] وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ    [  يقول القمي : " لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الميثاق عليهم بالولايه قالوا سمعنا وأطعنا ، ثم نقضوا ميثاقهم " .

      ثم يقول عن قوله تعالى : ]  فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ  [([6][192]) يعنى نقض عهد أمير المؤمنين ([7][193]) .

      وسورة القصص :  ]  طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ   [ ([8][194]) وهذه الآيات الكريمة بالنص تتحدث عن موسى وفرعون ] نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ   [  ولكن القمي يقول عن فرعون وهامان وجنودهما : " هم الذين غصبوا آل محمد حقهم وقوله " منهم " أي من آل محمد " ما كانوا يحذرون " أي من القتل والعذاب ، ولو كانت هذه الآية . نزلت في موسى وفرعون لقال : ونرى فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون أي من موسى ، ولم يقل منهم " ([9][195]) .

      وفى سورة الزمر : ]   وَقَالَ لَهــمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ  [ ([10][196]) يقول : " أي طابت مواليدكم لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب المولد : قال أمير المؤمنين : إن فلاناً وفلاناً غصبوا حقنا واشتروا به الإماء ، وتزوجوا به النساء ، ألا وإن قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم " ([11][197]) .

      وفى سورة الزخرف يقول : نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله تعـإلى :

] حَتَّى إِذَا جَاءنَا   [  - يعنى فلاناً وفلاناً ـ  يقول أحدهما لصاحبه  حين يراه -  ]   يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ [  فقال الله لنبيه : قل لفلان وفلان واتباعهما ] وَلَن  يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ  آل محمد حقهم  أَنَّكــمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ [  ثم قال الله لنبيه: ] أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ[، ] فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ [  يعنى من فلان وفلان ، ثم أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم :  ] فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ  في على إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [  يعنى إنك على ولاية على ، وعلى هو الصراط المستقيم([12][198]) .

          وسورة محمد كلها تقريباً تدور حول الطعن والتحريف فأولها :  ] الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعمَالَهُمْ  [  يقول القمي : " نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغصبوا أهل بيته حقهم ، وصدوا عن أمير المؤمنين وعن ولاية الأئمة ، أضل أعمالهم : أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهاد والنصرة " ([13][199]) .

      ثم يقول :  ] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ في على  وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [، هكذا نزلت . " ثم يقول : نزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الآية هكذا  ] وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ في على  فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ   [  .([14][200])                      وهكذا يستمر في ضلاله .

      وسورة الرحمن كلها تقريباً تسير على هذا النمط ، وإن ركز فيها على اتهام الشيخين بالكفر ودخول النار ([15][201]) .

      هذه نماذج كافية لبيان ما أردنا حتى لا يطول بنا الحديث ، نذكره مضطرين، ونسأله تعالى أن  يحفظ العقل والدين .

 

  ([1][187])  راجع ص 153 من هذا الفصل .

  ([2][188])  1 / 142 ، والآيتان من سورة النساء " 64 ـ 65 " ، والخطاب فيهما للرسول الكريم ، فجعله القمي للإمام على فزاد " يا على " مرتين ، أي أن هذه الزيادة حذفت من القرآن الكريم ، وهذا يذكرنا بالفرقة الغرابية ـ من غلاة الشيعة ـ التي قالت بأن الرسالة كانت لعلى فأخطأ جبريل ونزل على محمد !!

  ([3][189])  الآيات 57 ـ 59 .

  ([4][190])  2 / 286 .

  ([5][191])  انظر 2 / 301 ـ 302 .

  ([6][192])  المائدة : الآية : 13 والآية السابقة لها هي ، ] وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ … [   فجعلها القمي لولاية الإمام على ، وجعل اللعن للصحابة الأبرار بأنهم نقضوا عهد أمير المؤمنين .

  ([7][193])  1 / 163 .

  ([8][194])  من أول السورة إلى الآية السادسة .

  ([9][195])  2 / 133 ، ومعلوم أن ضمير الجمع كضمائر الجمع السابقة تعود على قوم موسى لا عليه هو .

  ([10][196])  الآية 73 .

  ([11][197])  2 / 254 ، والمراد بفلان وفلان الشيخان الصديق والفاروق حيث اعتبر خلافتهما غصباً، وهذا الافتراء طعن للإمام نفسه ، فقد زوج ابنته سيدنا عمر .

   ([12][198])  2 / 286 ، وما ذكره هنا فيه جمع بين الطعن في الشيخين والصحابة وذكر للتحريف ، ونص الآيات الكريمة هو :  ] حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [  " 38 : 43 " .

  ([13][199])  2 / 300 .

  ([14][200])  2 / 302 .

  ([15][201])  انظر 2 / 344 ، 346 ، وهو هنا يستخدم أكثر من رمز من الرموز التي يبدو أنها كانت متداولة بين حزبه السرى في هذا الوقت ، فالدولة العباسية التي حكمت عصر القمي ما كانت لتسمح للعلويين بالظهور والمجاهرة بآرائهم . ولعل ظلم الأمويين للشيعة وما لاقوه على أيدى أبناء عمومتهم العباسيين ، ساعد على هذا التطرف والضلال ،  ولكنه لا يبرره .

  • الاثنين PM 05:47
    2021-04-26
  • 875
Powered by: GateGold