المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417506
يتصفح الموقع حاليا : 223

البحث

البحث

عرض المادة

صكوك الغفران

صكوك الغفران :

      وحتى يغرر بضعاف العقول ، وجهلة القوم ، ليؤمنوا بهذه الخرافات ، ويسيروا في ظلمات هذا الضلال ، يصدر صكوك الغفران ! وقد بين أن جهنم اعدت للكافرين بولاية على ، المنافقين في اظهار الرضا عن البيعة كما أشرنا من قبل . ثم يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون للصك قيمته حتى يمكن التأثير على هذا الصنف من الناس . اقرأ مثلاً ما كتب عن قوله تعـــالى :

] أُوْلَـئِكَ الذِينَ اشْتَرُوُاْ الضلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ    [          " 16 : البقرة " ، فإنك تجد الحديث عن البيعة ، والافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال : " أما إن من شيعة على لمن يأتى يوم القيامة وقد وضع له في كفة ميزانه من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسى ، والبحار الثبار ، يقول الخلائق : هلك هذا العبد ، فلا يشكون أنه من الهالكين ، وفى عذاب الله من الخالدين . فيأتيه         النداء من قبل الله عزوجل : يأيها العبد الخاطى الخانى هذه الذنوب الموبقات ، فهل بإذائها حسنات تكافيها فتدخل جنة الله برحمة الله ، أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله؟ يقول العبد : لا أدرى ، فيقول منادى ربنا عزوجل : فإن ربى يقول ناد إلى عرضات القيامة : ألا إني فلان بن فلان ، من أهل بلد كذا وكذا ، وقرية كذا وكذا، قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار ، ولا حسنات لي بإزائها ، فأى أهل هذا المكان لي عنده يد أو عارفة فينعتنى بمجازاتى عنها ، فهذا أوان أشد حاجتى إليها . فينادى الرجل بذلك ، فأول من يجيبه على بن أبى طالب : لبيك لبيك ، أيها الممتحن في محبتى ، المظلوم بعداوتى ، ثم يأتى هو ومعه عدد كثير وجمع غفير ، وإن كانوا أقل عدداً من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات ،فيقول ذلك العدد : يا أمير المؤمنين ، نحن إخوانه المؤمنون ، كان بنا باراً ولنا مكرماً ، وفى معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعاً ، وقد بذلنا له جميع طاعاتنا ، وبذلناها له . فيقول على : فبماذا تدخلون جنة ربكم ؟ فيقولون : برحمته الواسعة التي لا يعدمها من والاك يا أخا رسول الله ، فيأتى النداء من قبل الله عزوجل : يا أخا رسول الله ، هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له ، فأنت ماذا تبذل له ؟ فإنى أنا الحاكم ما بينى وبينه من الذنوب ، قد غفرتها له بموالاته إياك ، وما بينه وبين عبادى من الظلامات فلابد من فصل الحكم بينه وبينهم . فيقول على : يا رب أفعل ما تأمرنى . فيقول الله عزوجل : يا على ، اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله ، فيضمن لهم على ذلك ، ويقول لهم : اقترحوا على ما شئتم اعطيكموه عوضاً عن ظلاماتكم قبله . فيقولون : يا أخا رسول الله تجعل لنا … ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيوتك على فراش محمد رسول الله . فيقول على : قد وهبت ذلك لكم . فيقول الله عزوجل : فانظروا يا عبادى الآن إلى ما نلتموه من على بن أبى طالب فدى لصاحبه من ظلاماته ، ويظهر لكم ثواب نفس واحد في الجنان من عجايب قصورها وخيراتها : ثم قال رسول الله : أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم المعدة لمخالفى أخى ووصيي على بن أبى طالب " ([1][179]) .

      بعد هذا العرض أظن أن القارئ قد تأكد بنفسه مما قلته من أن هذا الكتاب ليس تفسيراً بالمعنى الصحيح ، وإنما هو كتاب من كتب الفرق الضالة التي رزئ بها الإسلام ، وأنه أثر من آثار الغلو في عقيدة الإمامة .

لمن هذا الكتاب ؟

       يبقى هنا أن نتساءل : لمن هذا الكتاب ؟ أهو فعلاً للإمام الحسن العسكرى ؟ أظن لا ، بل أكاد أقطع بهذا ؛ فهذا الرجل الطاهر الصالح ليس كافراً وليس ضالاً ، وإنما كفر وضل أولئك الذين غالوا فيه ، وفى آبائه الكرام البررة .

      ومن الشيعة أنفسهم من يرى عدم صحة نسبة الكتاب للإمام ، ويطعن في السند ، ويرى أنه مشتمل على المناكير . وأشار إلى هذا صاحب كتاب الذريعة عند حديثه عن هذا التفسير ، غير أنه أطال في محاولة إثبات أن هذا الكتاب من إملاء الإمام ، وسود بهذا تسع صفحات في الجزء الرابع " ص 285 : 293 " ، وقال عن المناكير التي ذكرنا شيئاً منها : ليس فيه إلا بعض غرائب المعجزات مما لا يوجد في غيره !

      والكتب التي اطلعت عليها لغير غلاة الشيعة لا تشير إلى هذا التفسير ، ولا تنقل عنه ، فلو كان عندهم كتاب إمام يرونه القرآن الناطق ، لالتزموا بما جاء فيه. ولكن هذا في رأيي لا يكفى ، فكان الواجب الإشارة إلى الكتاب وما به من كفر وضلال .

      ويبقى أن بعض شيعة الأمس واليوم من المتطرفين الغلاة يعتقدون صحة نسبة هذا التفسير للإمام العسكرى ، وبعض مفسريهم نقله كاملاً .

*****

 

  ([1][179])  ص : 48 ـ 49 .

  • الاثنين PM 05:43
    2021-04-26
  • 776
Powered by: GateGold