المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 481971
يتصفح الموقع حاليا : 139

البحث

البحث

عرض المادة

اعتقاد الشيعة الإمامية الاثني عشرية في الصحابة

عقيدة الشيعة في الصحابة من ناحية الإسلام

يرى الشيعة أن الصحابة كلهم مرتدون خارجون عن ملة الإسلام بعد موت النبي ﷺعدا نفر يسير، وهذا الكلام ليس افتراء عليهم، وإنما هو ما صرحت به أصح الكتب عندهم.

فقد أخرج الكليني بسنده إلى حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : « كان الناس أهل ردة بعد موت النبي ﷺ إلا ثلاثة، فقلت : ومن الثلاثة، فقال : المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم »[1].

وأخرج أيضًا بسنده إلى عبد الرحيم القصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن الناس يفزعون إذا قلنا : إن الناس ارتدوا، فقال : يا « عبد الرحيم! إن الناس عادوا بعدما قبض رسول الله ﷺأهل جاهلية، وإن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعدًا، وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية »[2].

وأخرج أيضًا عن أبي عبد السلام قال : « أهل الشام شر من أهل الروم، وأهل المدينة شر من أهل مكة، وأهل مكة يكفرون بالله جهرة »[3].

وأخرج أيضًا عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أهل الشام شر أو أهل الروم؟ فقال : « إن الروم كفروا ولم يعاندوا، وإن أهل الشام كفروا وعاندوا »[4].

إذًا المسألة ليست مسألة إيمان وكفر، وإنما هي : من معهم؟ ومن عليهم؟ فمن كان معهم كان مسلمًا مؤمنًا من المخبتين، ومن كان عليهم كان كافرًا فاسقًا منافقًا، أخبث أهل الأرض جميعًا إن هذا لشيء عجاب!!

فما سبق عقيدة لا ينفك عنها شيعي واحد من الاثني عشرية، وإن تظاهر أحدهم بإنكار ذلك، فليُعلم أنه يقولها (تقية) لأنها عقيدة لا تقبل المساومة عندهم، إذ لو صحح الشيعي إمامة الشيخين لوجب عليه أن يعترف ببطلان الولاية والإمامة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالبt وهذا كفر بإجماع الاثني عشرية، لأن الولاية ركن من أركان الإسلام عندهم كما مرّ ــ.

من أجل ذلك : فقد نال الشيخان أبو بكر وعمر الكم الأكبر من السب واللعن والإهانة فهماـ على رأي الإمامية قد سلبا الخلافة من أمير المؤمنين عليّt.

أخرج الكليني بسنده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن رسول الله ﷺ أقبل يقول لأبي بكر في الغار : « اسكن فإن الله معنا»، وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما رأى رسول الله ﷺ حاله، قال له : « تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون، وأريك جعفرًا وأصحابه في البحر يغوصون؟»، قال : نعم، فمسح رسول الله ﷺ بيده على وجهه، فنظر إلى الأنصار يتحدثون، ونظر إلى جعفر عليه السلام وأصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر[5].

سبحان الله! وعلى فرض صحة ادعائهم؛ فهل دخلوا في صدر أبي بكر حتى يطلعوا على ضميره، وخلجات صدره، ويدعوا ما ادعوا عليه من أنه اعتقد أنه ساحر؟! ﴿ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﴾ [النجم : 23].

ويقول الطبرسي في تفسيره : ﴿ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﴾ [التوبة : 40].

معناه : فقد نصره الله منفردًا من كل شيء إلا من أبي بكر[6].

وأخرج الكليني بسنده : إلى حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : ما كان ولد يعقوب بأنبياء؟ قال : « لا، ولكنهم كانوا أسباط، أولاد أنبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء، بوا وتذكروا ما صنعوا، وإن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين... ».

 لا حول ولا قوة إلا بالله، قد ضل الشيعة وما كانوا مهتدين!!.

وعن أبي جعفر : عليه السلام في قوله عز وجل : « ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ﴾ [التحريم : 3].

قال : أسر إليهما يقصد عائشة وحفصة أمر القبطية، وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين[7].

ليس هذا فقط ما قالوه عن الشيخين، بل إنهم ادعوا أن الشيخين لما علما ذلك من عائشة وحفصة استعجلا الأمر، وهمّا لسمّ النبي ﷺحتى يموت ولكن الله تعالى قد كشفهما.

يقول المجلسي : عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ﴿ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﴾ هي حفصة.

قال الصادق عليه السلام : كفرت في قولها : ﴿ ﮇ ﮈ ﮉ﴾، وقال الله فيها وفي أختها : ﴿ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ [التحريم : 4]، أي : زاغت، والزيغ كفر.

وفي رواية :أنه أعلم حفصة أن أباها وأبا بكر يليان الإمارة فأفشت إلى عائشة، فأفشت إلى أبيها، فأفشى إلى أصحابه، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سمًا : فلما أخبر الله بفعلهما هم بقتلهما، فحلفا له أنهما لم يفعلا فنزل : ﴿ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﴾ [التحريم : 7].

سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!! أي حقد هذا وأي كره هذا الذي يجعل هذا المفسر هو وأمثاله من مفسري الشيعة يحملون كل كلمة كفر أو نفاق أو فسق أوضلال أو شرك أوظلم، وكل ما يشتق من ذلك على كبار الصحابة وخاصة على أبي بكر وعمروعثمان وطلحة والزبير؟ وهل أن عمرtلما علم أنه سيلي الأمر بعد أبي بكرهل استعجله أيضًا وهم أن يسقيه سمًّا، ﴿ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﴾ !!

وأبو جعفر الصادق t الذي نقلوا عنه هذا الكلام : لسانه بريء من ذلك، فقد دافع عن أبي بكر وعمر في أكثر من حادثة.

فمن ذلك ما أخرجه أبو نعيم في الحلية بسنده إلى عروة بن عبد الله قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف؟ فقال : « لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق t سيفه»، قال : قلت : وتقول الصديق؟! قال : فوثب وثبة، واستقبل القبلة، ثم قال : « نعم، الصديق، فمن لم يقل الصديق، فلا صدق له قولاً في الدنيا والآخرة »[8].

وأخرج أيضًا بسنده : إلى شعبة الخياط مولى جابر الجعفي، قال : قال لي أبو جعفر بن علي لما ودعته : « أبلغ أهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمررضي الله عنهما وأرضاهما »[9] [10].

عقيدتهم في الصحابة من ناحية العدالة

يعتقد الشيعة أن الصحبة ليست ميزة حتى يحكموا على من تمتع بها بالعدالة، وإنما هذه الميزة، فقط تغني عن البحث عن إسلام من تمتع بها، فكل من اتصف بكونه صحابيًا يغنيهم ذلك عن البحث في إسلامه، أما العدالة فلم يحظ بها إلا نفر قليل جدًا، وهم الذين والوا آل البيت.

يقول المامقاني : « وحكم الصحابة في العدالة حكم غيرهم، فمجرد كون الرجل صحابيًا لا يدل على عدالته، بل لا بد من إحرازها، نعم ثبوت كونه صحابيًا مغني عن الفحص عن إسلامه، إلا أن يكون ممن ارتد بعد النبي ﷺ، فما عليه جمع من العامة من الحكم بعدالة الصحابة كلهم حتى من قاتل أمير المؤمنين عليه السلام عناد محض»[11].

ولقد قسم الإماميون الصحابة الأبرار y إلى ثلاثة أقسام :

1 معلوم العدالة.

2ـ معلوم الفسق والكذب.

3ـ مجهول الحال.

أما معلوم العدالة : كسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله، وبلال بن رباح، وهم الذين والوا آل البيت واتبعوهم.

وأما معلوم الفسق والكذب : فكل من مال عن آل البيت، وأظهر لهم البغض والعداوة والحرب، وهذا في زعمهم، وإلا فكل الصحابة محبون لآل البيت، لا يشك في ذلك إلا منافق.

ومن الأمثلة على هذا القسم من الصحابة : أبي هريرة، وأنس بن مالك، والسيدة عائشة والشيخين وغير ذلك.

أخرج الصدوق بسنده إلى جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، قال : « ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله ﷺ أبو هريرة وأنس وامرأة »[12].

وقد جاء في هامش بحار الأنوار : أن المقصود بالمرأة هي عائشة رضي الله عنها[13].

أما مجهول الحال : فلم يضربوا لنا مثالاً عليهم، وهؤلاء حكمهم أنهم يتوقفون في قبول مروياتهم.

 

[1] الكليني : الكافي، كتاب الروضة (ج8/ص167).

[2] السابق(ج8/ ص455).

[3] السابق : كتاب الإيمان والكفر، باب صنوف أهل الخلاف(ج2/ ص409).

[4] السابق(ج2/ ص410).

[5] الكليني : الكافي، كتاب الروضة(ج8/ ص178).

[6] الطبرسي : مجمع البيان (ج5/ ص48).

[7] المجلسي : بحار الأنوار(ج22/ ص346).

[8] أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني : حلية الأولياء(ج3/ ص185).

[9] المامقاني : مقباس الهداية في علم الدراية(ج3/ ص305).

[10] ابن بابوية القمي المعروف بالصدوق : الخصال(ص90، ت : على أكبر الغفاري، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط 1، 1410هـ = 1990م).

[11] المامقاني : مقباس الهداية في علم الدراية(ج3/ ص305).

[12] ابن بابوية القمي المعروف بالصدوق : الخصال، ص90، تحقيق على أكبر الغفاري، ط مؤسسة الأعلمي، بيروت، الأولى 1410هـ ـ1990م.

[13] المجلسي : بحار الأنوار، ج22، ص242 ط مؤسسة الوفاء، بيروت، الثانية 1403هـ - 1983م.

 

  • الاثنين AM 11:09
    2025-04-07
  • 249
Powered by: GateGold