البلشفية بالروسية تعني (( الأغلبية، وتقابلها كلمة المنشفيكي وتعني (( الأقلية وهي ليست دعوة ثورية مستقلة ولكنها مظهر من مظاهر الاشتراكية الثورية والشيوعية والنهليزم فهي صورة من صور الثورة العالمية. 

وجاءت التسمية أي البلشفية عام 1903 م حين عقد مؤتمر حزب العمال الاشتراكي الروسي ونوقشت فيه مبادئ الحزب واقتراح أحد أعلام الحزب وهو 

مارتوف تعريفة للعضو فجاء في التعريف أنه العضو الذي يؤمن بمبادئ الحزب ويساعده بماله ويكون تحت تصرفه. 

وشهد هذا المؤتمر (( لينين )) فاقترح تعديلا لما قال به (( مارتوف، وهو إضافة إلى إقرار العضو إيمانه بمبادئ الحزب ومساعدته بالمال يجب عليه أن يقوم بدور فعال في إحدى جماعاته، وتم الموافقة على هذا التعديل للتعريف بأغلبية ثلاثة أعضاء. 

فأطلق على الأغلبية كلمة البلشفيكي وعلى الأقلية المنشفيکي. 

وأصبح البلاشفة هم الذين التفوا حول الينين، قائد الثورة الروسية الشيوعية وسميت الثورة بالثورة البلشفية. 

وقد مهدت حركة النهليزم للثورة البلشفية الشيوعية في وصولها للحكم والقضاء على الإمبراطورية القيصرية الروسية منذ أواخر القرن التاسع عشر من النضال المسلح والاغتيالات (1) . 

(1) افرا کتابنا والعالم رفعة شطرنج. ففيه المزيد عن حركة النهليزم او النهيست، الناشر دار الكتاب العربي.

ورغم مقاومة السلطات القيصرية لتلك الحركات الثورية في محاولة للقضاء عليها. 

لكن الحركات الثورية الشيوعية تحت ضربات السلطة الحاكمة لها اضطرت إلى نقل مركز الحركة الثورية إلى خارج الحدود الروسية، واختاروا مدينة جنيف مقرا لهم 

وحدث الخلاف بين البلشفيكي والمنشفيكي أي الأغلبية والأقلية الشيوعية فقد كان رأي البلاشفة أن الحرب إنما أثارها أصحاب الأموال في جميع الدول سعيا لكسب مغانم وأراض جديدة وبالتالي فهي حرب رأسمالية، وهم يقصدون الحرب العالمية الأولى التي اشتعلت في أوربا وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تم للبلاشفة ما أرادوا من السيطرة على مجريات الأمور والسلطة في روسيا القيصرية وخلق روسيا السوفيتية 

وبعد سيطرة الثوار الشيوعيون على السلطة وعزل القيصر وإسقاط حكومته وقيام حكومة بلشفية في أكتوبر عام 1917 م عاد الثوار من المنفى إلى روسيا وكانت تلك الحكومة الأولى برئاسة اكرلسکي )) ، 

وكان من أشهر الزعماء البلشفيين العائدين هو (( لينين )) ، والذي أصبح أول رئيس الجمهورية السوفيت وتروتسکي، قائد الجيش الأحمر وتسينوفييف الذي أصبح رئيس الدولة الشيوعية 

وكان قدوم هؤلاء الزعماء عن طريق المانيا في قطار حربي وقيل إن الحكومة القيصرية الألمانية ساعدتهم بالمال بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا وذلك بعد مفاوضات تمت بين الحكومة الألمانية ومكتب العمل الدولي في جنيف على أساس عقد صلح بين روسيا وألمانيا صلح منفرد بمكنها من الضغط على الحلفاء في الحرب 

وكانت الثورة التي قامت للإطاحة بالقيصر بسبب اشتراكه في الحرب العالمية الأولى، ولم تستطع الحكومة المؤقتة تحقيق مطالب الشعب، واستمرت 

في القتال ومنيت بالهزيمة في يوليو سنة 1917 م. 

ولم يعقد الصلح مع ألمانيا، واشتدت الدعوة في الجيش على الحكومة المؤقتة وتفاقم الاضطراب في كل أنحاء البلاد، وانهارت حكومة (( كرلسکي )) في أكتوبر سنة 1997 م 

واستولى البنين، وأتباعه البلاشفة على السلطة في البلاد وتم تطبيق النظام الشيوعي الماركسي في الدولة الروسية الجديد المسماة بالاتحاد السوفيني. 

وسارع النظام الشيوعي البلشفى الجديدة في روسيا بقيادة البنين، بعقد معاهدة برست لينوفسك، مع ألمانيا وإنقاذ روسيا من شبح الفقر والمجاعة الذي هدد الشعب من جراء الحرب. 

وتم تأليف جيش لحماية الثورة فوق أنقاض الجيش القيصري، وهو الذي عرف بالجيش الأحمر والذي كان له الفضل في إنشائه وتنظيمه (( تروتسکي )) ، وقد سحق هذا الجيش كل الخارجين على الثورة البلشفية 

وتحقق ما كان بحلم به الشيوعيون من أفكار أصبحت حقيقة على أرض الواقع. 

فتم إلغاء الملكية الفردية والضباع الخاصة ونقل ملكية جميع الضياع والأراضي الخاصة والإمبراطورية والكنيسة بما عليها من عقار وماشية وجميع الأبنية العامة والخاصة إلى اللجان والمجالس المحلية السوفينية، وتم نزعها جميعا بلا تعويض لصالح الأمة ولمصلحة الفلاحين الذين يتولون زراعتها واستثمارها إما أفراد أو جماعت طبقا لما يقرره المجلس الأعلى السوفيتي. 

وأما في الجانب الصناعي فقد تم نزع المصانع من أيدي أصحابها وتسليمها للعمال لإدارتها واستثمارها ووضعها تحت إدارة مجلس اقتصادي أعلى، وتقرير ساعات العمل إلى ثمان ساعات وتقرير الأجور طبقا لما يحتاجه العامل وتأمين العمال ضد المرض والحوادث، 

ونقل جميع البنوك إلى ملكية الدولة 

وفصل الدين عن الدولة فصلا تاما، وجعل التعليم بالمجان وإلغاء التوراث. 

وإلغاء جميع الفوارق الاجتماعية بين الطبقات، وجميع الألقاب والرتب المدنية، وكلها من تعاليم مارکس 

وأصبح ما قاله مارکس وأنجلز حقيقة على أرض الواقع وانتقلت النظرية إلى الجانب العملي الفعلي على يد الينين، الماسوني الماركسي أكبر تلاميذ المدرسة الماركسية والثورة العالمية وأول رئيس للاتحاد السوفيتى وصنيعة المرابين العالميين الذين يحكمون دول العالم الكبرى والصغرى ومازالوا أهم أعضاء في الحكومة الخفية أيضا. 

وقد دعا البنين، وتلامذته الشيوعيون إلى الدولية الشيوعية وهي قوة خفية، يقوم بها دعاة للشيوعية کي يجتاحوا العالم تشهد أعمالهم ولا تراهم وتهيمن أشباحهم على كل اضطرابات أو ثورة في العالم. 

وكانت فكرة الدولية الشيوعية ماركسية الأصل، ولكنه لم يستطع أن يجعلها على محك التنفيذ حيث طاردته الحكومات ومزق الفكرة أيضا الخلاف الذي دب بين الشيوعيين أيام مارکس وبذلك انتهت الدولية الشيوعية التي أسسها مارکس عام 1864 حتى عام 1872 م. 

ثم عادت مرة أخرى في عام 1889 م واستمرت تعقد مؤتمراتها حتى عام 1914 م قبل بداية الحرب العالمية الأولى فغلبت النزعة القومية على الأحزاب الاشتراكية 

ثم عادت الدولية الشيوعية إلى الظهور مرة ثالثة في أوائل عام 1918 م واجتمع مؤتمرها الأول في مارس من نفس السنة وتولى قيادتها الينين وسميت بالدولية الشيوعية كي تتميز عن الدولية الشيوعية في مرحلتها الأولى والثانية وظلت تعمل كما ذكرنا في الخفاء وقد ترأس مجلسها التنفيذي أكبر دعاة الثورة العالمية وسو تسينوفييف رفيق (( لينين، وساعده الأيمن والذي عاد معه من المنفى كما ذكرناه 

وأصبحت الدولية الشيوعية جمعية سرية خطيرة الشأن تهدف إلى هدم 

جميع النظم السياسية والاجتماعية في العالم والقضاء على جميع الأديان والمبادئ الأخلاقية بالثورة والعنف، وأن تقيم مكان الحكومات الموجودة في الدول حكومات شيوعية تكون السيادة فيها للقوى العاملة أي طبقة البروليتارية 

وهكذا أصبحت الدولية الشيوعية أداة هدم في جميع أنحاء العالم، حيث دعمت الحركات الثورية بالنصح والأموال والسلاح وشهدت دول كثيرة قيام الثورة الشيوعية بها وطبقت النظم الشيوعية فيها مثل أوربا الشرقية وبعض الدول الإسلامية والعربية 

وأدى الصراع بين دول العالم الرأسمالية والدول الشيوعية إلى نشوب صراع خفى وحرب باردة بعد الحرب العالمية الثانية استمرت حتى هدمت الماسونية الكيان الشيوعي في الاتحاد السوفيتي كما أقامته معه قبل بعد أن أدى دوره المرحلي 

إلا أن الشيوعية العادية وليست الدولية مازالت موجودة على الخريطة السياسية الدولية ولكن بعد أن دخلت في نظام العولمة اليهودي الممهد لقيام الحكومة العالمية أو نظام اللا حكومية وهو الغاية التي ترجوها القوى الخفية