التغريب هو التيار الذي أسس لوجود الماسونية في العالم الإسلامي، فهو ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية تشمل كل نواحي الحياة، لكن على النمط الغربي الأوربي الحديث، أي السير باتجاه الغرب ومن الغرب أخذت الكلمة وأيضا من الغربة، فالغربة والغرب هم أساس التيار التغريبي.
فالفتنة التي أصابت المجتمع والعالم الإسلامي في عصر التخلف إثر الاحتلال العثماني وثم الاستعمار الأوربي جعلت الأمة الإسلامية في ذيل الأمم، مما جعل البعض من مفكريها وقاداتها يعتقدون أن الحل هو الاتجاه غربا نحو الحضارة الأوربية المادية الملحدة التي تؤمن بالعلمانية
وبالفعل اتجه العالم الإسلامي نحو الغرب منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وكان من أهم التغيرات التي طرأت على المسلمين في عهد السلطان محمود الثاني العثماني الذي أمر باتخاذ الزى الأوربي وفرضه على العسكريين والشعب عام 1829 م.
ثم انفتحت الدولة العثمانية على أوربا من خلال استقدامها الخبراء من السويد وإنجلترا وفرنسا وإنشاء المدارس الحربية والبحرية.
ووضح الاتجاه نحو الغرب في عصر محمد على باشا بعد رحيل الحملة العسكرية الفرنسية عن مصر وتولى محمد على الحكم عام 1800 م فقام ببناء جيش على النظام الأوربي وأرسل البعثات إلى الدول الأوربية لنقل الحضارة إلى مصر الحديثة.