المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 435899
يتصفح الموقع حاليا : 270

البحث

البحث

عرض المادة

(العلمانية) إحدى الحركات الماسونية الحديثة

كلمة شاع استخدامها بين السياسيين والمثقفين حتى صارت وثنأ يعبد وإلها يقصد، وشعار يرفع العلمانية هي الحل .. 

فما أساسها؟ وما أهدافها المعلنة؟ 

العلمانية تعني اللا دينية والدنيوية وهي ترجمة كلمة (SECULARISM) بالانجليزية، وهي لها معني سياسي واجتماعي وهو الدعوة إلى إقامة حياة البشر في الدولة على غير الدين بواسطة العقل فقط والبعد عن كل الغيبيات (1) . وهي لا صلة لها بكلمة 

العلم SCIENCE، أو المذهب العلمي (SCIENTISM) وإن كان أنصار وأتباع العلمانية يحاولون إلصاق مفهوم أن العلمانية هي اعتناق المذهب العلمي في الحياة. 

لقد أراد أصحاب المذهب العلماني تحرر العقل من كل ما يعدونه قيودا وضعها الدين عليه، فدعوا إلى تحرر العقل وجعل صفات الإله على الطبيعة کي يتحكم فيها العقل كيف شاء يؤمن بما يعتقد ويعتقد بما يوافق عقله. 

ظهرت العلمانية بقوة نتيجة الصراع بين رجال الكنيسة وقادة الثورة الفرنسية، وأدى هذا الصراع الذي كانت تقف من ورائه الماسونية اليهودية إلى 

(1) ويسمونها حاليا بالدولة المدنية وهي مطلب أساسي لغير المسلمين الذين يعيشون في بلاد

المسلمين ويرفضون تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد 

 

ولادة أول حكومة علمانية في فرنسا عام 1789 م تحكم باسم الشعب وتلفي الدين وتؤمن بالعقل، وتقضى على الملكية المناصرة لحكم الكنيسة 

وكان من الكتاب والفلاسفة الذين مهدوا لظهور العلمانية وسطوتها على الثورة الفرنسية جان جاك روسو وكتابه العقد الاجتماعي الذي يعد دستور الثورة الفرنسية، (( وفولتير، صاحب كتاب القانون الطبيعي، ووليم جودين صاحب کتاب (( العدالة السياسية، التي دعا فيه إلى تطبيق العلمانية صراحة وهناك مونتسكيو الذي أصدر كتابه (( روح القوانين، واليهودي سبينوزا الذي كتب رسالة في اللاهوت والسياسة. 

وهناك من رواد التنوير (( كانت )) الذي صدر له كتابه والدين في حدود العقل وحده )) عام 1804 م وهناك فيلسوف الثورة (( ميرابو، الذي لاقت خطبه الاستحسان والقبول لدى العامة 

ولا شك في أن الماسونية استغلت ثورة الشعب الفرنسي الذي خرج مطالبة بالخبز والقضاء على ظلم طبقة النبلاء والأمراء، فتحول شعار الخبز إلى الحرية والمساواة والإخاء وهو شعار الماسونية ليصبح شعار الثورة الفرنسية وتحولت الثورة من ثورة للقضاء على الظلم الناشئ من سيطرة طبقة النبلاء ورجال الدين على ثروات الشعب إلى ثورة على الدين فقط. 

حتى إن المفصلة التي عصفت وقطعت الكثير من رؤوس أعداء الثورة تحولت إلى أداة إرهاب لكل من يقف أمام المد العلماني الماسوني حتى من رجال الثورة أنفسهم، الذين اكتشفوا في النهاية أنهم كانوا أداة في رقعة الشطرنج تحركهم الماسونية العالمية، فقطعت المقصلة رؤوس قادة الثورة أنفسهم كما حصدت رأس الملك والملكة والنبلاء والأمراء، 

قامت العلمانية على أساس إظهار العداء بين العلم والدين حتى إن (( الفرد هوايت هيو، وهو أحد العلمانيين أصحاب التنوير يقول: (( ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين )) . 

 

وقد اتخذ بعض العلمانيين الإلحاد كمبدأ لهم فأنكروا وجود الله أصلا وإذا آمن بعضهم بوجود الله فإنهم يعتقدون أنه لا علاقة بين الله وبين حياة البشر، وإن الدين لا يخرج من دور العبادة إلى حياة الناس، فالدين جاء لتهذيب النفوس وليس لتنظيم حياتهم ورفعوا شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وانكروا أن يكون الدين وخاصة الإسلام هو الحل المشاكل الإنسان. 

ومن منطلق أن الحياة في مفهوم العلمانيين على أساس العلم المطلق وسلطان العقل أقام حاجزا سميكا بين عالم المادة وعالم الروح، فانتصر العلمانيون للمادة فانكروا الدين، وانتصر مبدأ (( ميكيافلى، الداعي إلى أن الغاية تبرر الوسيلة في الحكم والسياسة والأخلاق وكل شيء، فكان نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وهدم الكيان الأسرى نتيجة طبيعية في المجتمعات التي طبقت العلمانية، وإن كان ظاهرها التقدم التكنولوجي وبعض مظاهر الرقي والحضارة القائمة أساسا على مخالفات كل القيم الدينية 

ولما كان الإسلام كدين إلهي عقبة كؤدا أمام العلمانيين، فقد بدأ محاربته بالاستعمار السياسي والعسكري والاقتصادي کي لا بجد المسلمون أمامهم سوى العلمانية اليهودية حلا وسبيلا للخروج من عصور التخلف التي فرضها عليهم الاستعمار البريطاني والفرنسي والبرتغالى والأسباني والإيطالي 

ولذلك فقد مر العالم الإسلامي كما حدث في العالم الغربي بمرحلة التنوير التي قادها في الغرب جان جاك روسو ومونتسكيو وكانت وفولتير ونيتشة ودوركايم وسارتر وكاركس، فكان عصر التنويريين العرب والمسلمين منذ عهد محمد علي في مصر، وانبهار المسلمين بحضارة الغرب المادية، وإرسال البعثات إلى أوربا المدخل الرئيسي للعلمانية إلى العالم الإسلامي لتكرار ما حدث في أوربا من القضاء على الدين وإعلاء شأن العقل. 

حتى إن أحد الشيوخ الأزهريين حين زار أوربا ودرس فيها عاد إلى مصر ليقول مقولة كاذبة خادعة إنه رأي مسلمين بلا إسلام في أوربا وحين عاد 

 

البلاده رأي إسلاما بلا مسلمين. 

وظل البعض يرددها حتى الآن وهم يظنون أنهم يمجدون الإسلام وقد كذبوا وإن لم يعلموا الحقيقة، فما يحدث في الغرب العلماني لا يمت بصلة إلى الإسلام باي حال من الأحوال، فليس الانبهار بالعلم وبعض مظاهر الحضارة المادية هو الإسلام حتى ولو كان هناك بعض السلوك الحضاري من تلك الشعوب إلا الغوغائية والمبادئ الميكيافيلية أساس تعاملاتهم، وكذلك تطبيقهم المبادئ النفعية البراكماتيزمية على كل أمور حياتهم. 

وبعد عصر التنوير في العالم الإسلامي الذي أدى إلى دخول معظم رموزه في الماسونية اليهودية علانية، تم تطبيق العلمانية في مصر وتونس والجزائر والعراق وبلاد الشام وبلاد العالم الإسلامي على وجه العموم وانتشرت في تلك البلاد الأحزاب العلمانية والقومية 

ومن أهم دعاة العلمانية في العالم العربي والإسلامي محمد عبده والأفغاني وتلاميذهما مثل قاسم أمين وطه حسين وأحمد لطفي السيد. 

وبعد أن استطاعت العلمانية فصل الدين المسيحي عن الدولة في دول أوربا وغيرها من دول العالم الأخرى تسعى جاهدة في فصل الدين الإسلامي عن الحكم والسياسة في الدول الإسلامية وقد حققت نجاحا ملحوظا في بعض الدول الإسلامية وذلك عن طريق الطعن في إمكانية مجاراة الإسلام للواقع المعاصر وأن الإسلام قد استنفد أغراضه وأن هذا الزمان لا يصلح له وأنه ليس إلا طقوسا وشعائر ولا ينبغي له. أي الإسلام - أن يخرج خارج حدود المساجد، إضافة إلى بعض الدعوات الرنانة مثل دعوة تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي وإحياء النزعات القومية الخاصة بكل دولة، عن طريق إحياء الحضارات القديمة، وتطوير المناهج التعليمية بإلغاء مادة الدين أو تهميشها بأن تكون مادة غير أساسية في المناهج الدراسية مع نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية بين الشباب کي تتهدم الأسرة التي هي النواة الأولى في المجتمع المسلم 

 

لكن الواقع أثبت فشل العلمانية في دفع عجلة الحياة على وجه الكرة الأرضية، وزادت حدة الصراعات والنزاعات والنعرات القومية بين شعوب الدولة الواحدة، وهذا ما أراده دعاة العلمانية. 

ولم يبق في العالم سوي دولة واحدة تقوم على أساس العنصرية الدينية وتحتفظ بدينها كما أرادت وهي الدولة اليهودية التي أوجدت لها كيانا على أرض فلسطين. 

وقد أشار اللورد أكتون في كتابه (( محاضرات في الثورة الفرنسية، إلى ضلوع اليهود في تلك الثورة وأشار أنه لم يكن هناك ثورات فرنسية وروسية والمائية وإنما هي ثورات يهودية في تلك البلاد، وأوضح الدور الذي قام به اليهود عن طريق عملائهم في تلك البلاد مثل کاغليو سترو في باريس وراسبوتين في روسيا، وكيف أن الجمعية الفرنسية - البرلمان - كانت رهن إشارة الإمبراطور اليهودي السرى، وأن الهجوم على الكنيسة كان هدفا أساسيا لأن الثورة على حد قوله هي إحدى وسائل اليهود لتحطيم العالم المسيحي (1) . 

وأيضا أشار صاحب کتاب العالم على رقعة شطرنج (( وليم غاي کاره، من أن الثورة الفرنسية من تخطيط جماعة النورانيين اليهودية وكيف خطط روتشيلد اليهودي لها، وأن اليهود الماسون استقطبوا كل من ميرابو والدوق دورليمان ابن عم الملك الفرنسي لويس السادس عشر إلى جانبهم کي بجعلوه واجهة لتلك الثورة العلمانية المدمرة 

واستطاعت الماسونية بإشراف موسى مندلسوهن اليهودي من اختراق الماسونية الأوربية الحرة على يد آدم وايزهاوبت وقام اليهود بتشكيل لجان ثورية سرية داخل المحافل الماسونية وكانت وقتها الماسونية عبارة عن جمعيات للبنائين الأحرار وتعرف بالماسونية الزرقاء، ونجع المركيز ميرابو من حمل الدوق دورليان على دمج الماسونية الوطنية الفرنسية إلى محافل الشرق الأكبر النورانية 

(1) انظر كتاب حكومة العالم الخفية - شيريب سبير يدوفيش.

 

وقد وعد اليهود الدوق دورليان بأن يخلف ابن عمه الملك لويس السادس عشر في الحكم شريطة تنفيذ أوامرهم الشيطانية بإشعال الثورة وبعد نجاح مخططهم وسفك دم أكثر من 50 ألف ضحية فرنسية سيقو إلى المقصلة الشهيرة، لم ينل دورليان إلا غدر اليهود والقتل، وحين اكتشف ميرابو الخطة اليهودية بعد فوات الأوان حاول إنقاذ الملك وتهريبه فلم ينجح وعلم اليهود النورانيون بذلك فقتلوا ميرابو بالسم وادعو أنه انتحر. 

وتم التخلص من قادة الثورة الفرنسية بعد أداء مهمتهم واكتشافهم أنهم لعبة في أيدي اليهود الماسون، أمثال (( روبسبير، خطيب الثورة، وتلك عادة الماسون كما نص ذلك اليهود في بروتوكولات حكماء صهيون: سوف نعدم بعض الماسونيين بشكل لا يثير شكوك أحد ولا يعلم بحقيقته إلا الإخوان )) 

  • الاحد PM 12:36
    2021-06-27
  • 1740
Powered by: GateGold