المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417328
يتصفح الموقع حاليا : 237

البحث

البحث

عرض المادة

الماسونية وإشعال الثورات

الماسونية وإشعال الثورات

الثورة الفرنسية:

        نجح الماسون في تجاربهم العملية بإسقاط نظم حكم وتولية أخري، وذلك من خلال ثورتين هما الثورة الإنجليزية في القرن 17 والثورة الأمريكية في 1776، والأخيرة نجحت في إقامة أول دولة ماسونية كاملة في التاريخ. وكان معظم الآباء المؤسسين كما يحلوا للأمريكيين أن يطلقوا عليهم هم من الماسون. وتمكن الماسون من السيطرة على الولايات المتحدة الناشئة عبر تولي سلسلة من الرؤساء الماسون المباشرين وغير المباشرين، وكذلك نوابهم وأعضاء حكوماتهم.

        غير أن النجاح في إقامة دولة عن طريق طرد مستعمرها مثلما حدث في الثورة الأمريكية لم يكن هو الهدف المنشود. ولم تكن تجربة الثورة الإنجليزية التي كانت أقرب ما يكون لانقلاب القصر منها للثورة. لم تكن تجربة يطمئن لها فؤاد الماسون، وكذلك لعدم كونها ثورة شعبية.

        وهنا وضع الماسون فرنسا هدفا لهم وذلك لعدة اسباب. ففرنسا كانت تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية حرجة نتيجة لسياسات القصر الخاطئة، فضلا عن تدخل أيد الماسون خفية لإشعال الأمور. وقد عمل الماسون من خلال كتابهم فولتير وجان جاك روسو على إذكاء نيران الحقد الطبقي. كما تواجد في فرنسا في تلك الفترة رجال من أمثال كاليسترو (عضو الجمعيات السرية العديدة ومؤسس نظام مصراييم الماسوني)، وميرابو (الكاتب الماسوني وأحد قادة الثورة وعضو الجمعية الوطنية)، والماركيز دو لافايت (ماسوني عريق. أحد قادة الثورة الأمريكية وقائد الحرس الوطني فور بدا الثورة الفرنسية). وهكذا ألقت الماسونية بذخائر رجالها الفكرية والسياسية وراء التيار المطالب بإصلاحات للنظام الملكي. وعملت في نفس الوقت من خلال بعض أعضائها من العائلة المالكة على إشاعة أجواء الفساد والانحلال الخلقي بين الطبقة الحاكمة فازدادت ديون الدولة، مما دفع الطبقة الحاكمة إلى فرض ضرائب باهظة على الفلاحين والطبقة الوسطى بينما أعفي أعضاء الطبقة الحاكمة من تلك الضرائب. وتزامن ذلك مع شح في الأقوات نتيجة لتدهور الزراعة.

وفي ظل تلك الظروف مجتمعة قام الملك لويس السادس عشر بضغط من النبلاء بإقالة وزير المالية جاك نيكر الذي كان يقوم بإصلاحات مالية لم تتوائم مع مصالح النبلاء. وفور سماع المواطنين النبأ قاموا بالتوجه إلى سجن الباستيل وبعد أربع ساعات من المعارك التي انضمت خلالها بعض وحدات الجيش للثوار، تم الاستيلاء على الباستيل وأعدم قائده، كما أعدم عدد من النبلاء. وأجبر الملك على تقديم تنازلات كبيرة. وفي الوقت ذاته حاول بعض النبلاء تكوين تحالف من دول أوروبية ملكية للقضاء على الثوار، وحاول الملك الهرب فتم القبض عليه. وفي هذه الأثناء برزت على الساحة السياسية قوة جديدة هي نادي اليعاقبة الذي كان واحدا من ضمن مئات الأندية التي ظهرت في تلك الفترة ومن ضمنها أندية تناصر الملكية. وقد برز على رأس نادي اليعاقبة اثنان من الماسون هم ماكسيميليان روبسبيير ودانتون. وقد كان الأول من بين أعضاء لجنة الأمن العام التي سفكت دماء 1200 شخص بالمقصلة. بينما كان الثاني هو الدافع وراء سفك الدماء والتي تتفق مع الروح الماسونية التي تجلت فيما بعد في بروتوكولات حكماء صهيون. وكان من بين من أعدموا في تلك الفترة التي عرفت بعصر الإرهاب لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، ثم أعدم روبسبيير نفسه بعد ذلك بعد أن أصيب برصاصة في فكه لكي لا يفشي تورط الماسونية.

وقد استمرت الثورة بكافة مراحلها عشر سنوات من 1789 إلى 1799 حينما استولى نابليون على السلطة. وكانت الثورة الفرنسية بالنسبة للماسونية حقلا خصبا ممتدا للتجارب تمكنت خلاله من تجربة العديد من نظم السياسة والإرهاب. فمثلا تمت تجربة المجالس الوطنية، والثورات الشعبية، وتأثير الجوع على السياسة، وحكم اللجان، وتأثير الحكم الإرهابي، وتأثير الجماعات السياسية.

وكانت نتائج الثورة الفرنسية فضلا عن كونها فرضت سيطرة مطلقة للماسونية على فرنسا أنها مكنت الماسونية من إتقان فن الثورات، فقامت بالإجادة فيما بعد خلال الثورة الروسية والانقلاب العثماني وما تلاهما من انقلابات عسكرية في دول العالم المختلفة والتي ارتدت دائما نفس الثوب.


        " لابد من إشعال الحرب العالمية الأولى لكي نسمح للنورانيين بالإطاحة بحكم القياصرة في روسيا وتحويل ذلك البلد إلى قلعة للشيوعيين الملحدين.

        تمكنت الماسونية من القيام بتجاربها السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الثورة الفرنسية. وعملت على إحداث تحسينات في الأسس التي توصلت إليها خلال القرن التاسع عشر عن طريق ثورات أوروبية محدودة قام بها عدد من رجالها على رأسهم جاريبالدي. ثم شرعت في توطيد أقدامها في أوروبا من خلال عملائها الكبار أسرة روتشيلد ودزرائيلي وبسمارك.

        ويقول ألبرت بايك الكاهن الأعلى للماسونية في القرن التاسع عشر في رسالته بتاريخ 15 أغسطس 1871 إلى جوزيبي مازيني رئيس النورانيين وأعلى ماسوني أوروبا في زمانه:


الثورة الروسية:

        إن الخلافات التي سيحدثها عملاء النورانيين بين إمبراطوريتي بريطانيا وألمانيا ستستخدم كفتيل لتلك الحرب.

        وعند نهاية الحرب ستكون الشيوعية قد بنيت واستخدمت لتدمير الحكومات الأخرى ولإضعاف الأديان."

        وقد عمل الماسون على تنفيذ تعاليم ألبرت بايك وبروتوكولات حكماء صهيون من بعده بكل إخلاص. وبدأوا بتطبيق رغبة بايك في إحداث الثورات والحروب العالمية. ففي روسيا القيصرية كان نشاط العدميين (النهليست) والفوضويين (الأناركيست) في أوج ازدهاره، ولا يفوتنا في هذا السياق أن نذكر أن مؤسس الفريقين هو الماسوني ميخائيل باكونين. وكان أعضاء تلك الجماعات في معظمهم من اليهود والماسون.

        وكما كانت الماسونية وراء القائمين على الثورات، فهي من الناحية الأخرى كان لها أتباعها في بلاط القيصر ومنهم الراهب الشهير جريجوري راسبوتين. وقد عمل هؤلاء الأعضاء - كما سبق ورأينا قبيل أحداث الثورة الفرنسية- على إشاعة الفساد المالي والانحلال الأخلاقي وذلك لإضعاف نظام القيصر نيقولا الثاني. وكان لراسبوتين فضل كبير في ذلك ففضائحه الأخلاقية كانت أصداؤها تدوي في أنحاء روسيا. وقد عثر في حديقة منزله بعد هدمه في سبعينات القرن العشرين على صناديق بها قطع من شعر مئات العذراوات اللائي فض بكارتهن.

        وقد نشطت في تلك الفترة الحركة الشيوعية التي كان القائمون عليها من اليهود أو ذوي الأصول اليهودية. فهناك فلاديمير إليتش أوليانوف (لينين) وجده كان يهوديا وتنصر. وهناك ليف دافيدوفيتش برونشتاين (ليون تروتسكي)، وهو مؤسس الجيش السوفيتي الأحمر كما كان وزيرا للخارجية والدفاع للسوفيت إثر قيام دولتهم، وهو المسئول المباشر عن المذابح التي قام بها الجيش الأحمر، ومنها اغتيال القيصر وعائلته وإذابة جثثهم في أحماض وكان جزاؤه القتل على يد عملاء ستالين في المكسيك في عام 1940. ومنهم ليف روزنفلد (كامينيف) زوج اخت تروتسكي الذي أعدم مع زميله اليهودي الآخر أوفسيل أرونوف (جريجوري زينوفيف) على يد نظام ستالين في عام 1936. وكان الرجل الذي سيطر على مقاليد الأمور بعد ذلك وهو ستالين يهوديا جورجيا تحولت عائلته إلى الأرثوذوكسية رغبة في الترقي واسمه الأصلي (لوسيب جوهاشفيلي). وقد تربي في بلدته على يد يهودي كانت أمه تعمل لديه. وقد ذبح زملاءه اليهود الآخرين لكي ينفرد بالسلطة، وذبح على يده من الروس أكثر مما قتل الألمان منهم، فقد قام نظامه القمعي بإعدام عشرة ملايين روسي بطرق مباشرة أو غير مباشرة عبر معتقلات الكولاج السيبيرية الشهيرة. وترك هو شخصيا ابنه ياكوف ليلقى حتفه في أسر الألمان. وقد أدى الشيوعيون الهدف الذي وضعه ألبرت بايك فقضوا على حكومات ملكية عديدة وحاربوا الأديان. وعندما استنفذ الغرض منهم قام نوراني ماسوني هو جورباتشوف بإعلان نهاية الدولة السوفيتية الدموية تمهيدا للنظام العالمي الذي يحكمه الدجال.

 

  • الخميس PM 02:38
    2021-06-03
  • 1009
Powered by: GateGold