ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
معتقدات الشيوعية وآراؤها
تقوم الشيوعية الماركسية على معتقدات باطلة، وأصول واهية، وآراء زائفة، لا يقرها عقل صريح، ولا فطرة سليمة، فضلا عن النقل الصحيح، هذا وقد مر بنا فيما مضى شئ من آرائهم ومعتقداتهم؛ومما يراه الشيوعيون ويعتقدونه زيادة على ما مضىما يلي: (1)
1 – الإيمان بالمادة وإنكار الغيب: فهم ينكرون الغيب، ولا ي}منون إلا بالمادة وحدها، فيرون أن المادة هي أساس كل شئ..
ومن شعاراتهم قولهم: نؤمن بثلاثة: ماركس، ولينين، وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الفردية.
ومن مقولاتهم: لا إله والحياة مادة، والدين أفيون الشعوب.
كما أنهم يعدون أمور الغيب خرافة من صنع رجال الدين؛ ليأكلوا أموال الناس بالباطل.
وعلى هذا فهم يكفرون بالله، وبالبعث والحساب والجنة والنار،
(1) انظر حكم الاشتراكية في الإسلام ص 68. _الموسوعة الميسرة ص 310 _ ومذاهب فكرية معاصرة ص 285 – 286 والمذاهب المعاصرة ص 166 – 167 والشيوعية ومواقف القرآن ص 13 – 18 .
وما إلى ذلك من أمور الغيب.
يقول لينين: "ليس صحيحا أن الله هو الذي ينظم الأكوان، وإنما الصحيح هو أن الله فكرة خرافية، اختلقها الإنسان؛ ليبرر عجز نفسه؛ ولهذا فإن كل شخص يدافع عن فكرة الله إنما هو شخص جاهل وعاجز".(1)
وقد اتخذوا ما يسمونه بـ: (المادية الجدلية) ذريعة لتسويغ أفكار ما يسمى بالاشتراكية العلمية، أو الشيوعية.
و(المادية الجدلية) نظرية عقائدية جذرية يؤمن بها الشيوعيون.
وسميت (مادية) لأن نظرتها مادية بحتة.
وسميت (جدلية) لأنها تنظر إلى الحوادث الكونية والتاريخ الإنساني وكأنه صراع بين خصمين متجادلين، متناظرين(2) .
وسيأتي مزيد بيان لهذه الفكرة في الفقرة التالية، وما بعدها من صفحات.
2 – التفسير المادي للتاريخ: وهذا ناتج عن إنكارهم للغيب، فهم يرون بأن الصراع بين الطبقات في المجتمع يؤثر على المجتمع وعلى المعتقدات والنظم، فإذا تولت طبقة فإنها لا تدوم؛ بل تظهر طبقة أخرى فتصارعها، ويستمر الصراع بينهما؛ فالذي يؤثر في أحداث التاريخ إنما هو الصراع بين الطبقات _ بزعمهم _ فهم يفسرون التاريخ من زاوية واحدة دونما
(1) الشيوعية ومواقف القرآن ص 17 .
(2) انظر تفصيل هذه النظرية وسقوطها في الكيد الأحمر ص351-394.
نظر إلى بقية المؤثرات، كالدين وغيره. (1)
ولذلك فهم يقسمون التاريخ البشري إلى خمسة أطوار رئيسية هي:
1 – المشاعية الابتدائية
2 – عصر الرق
3 – عصر الإقطاع
4 – الرأسمالية
5 – الاشتراكية الممهدة للشيوعية
ويرون أن الصراع لن ينتهي، وأن الراحة لن تتحقق إلا عندما يتحقق الحلم الشيوعي بقيام مجتمع خال من الطبقات، ومن التملك، والمصالح الخاصة وهو المجتمع الشيوعي.
وهم بذلك أبرزا القيم المادية الاقتصادية للتاريخ، وأهملوا ما عداها من القيم الإنسانية والأخلاقية، والدينية، لا لأنها غير موجودة، بل لأن الشيوعية تفتقدها؛ لكونها جاهلية.
ولهذا عجز الشيوعيون عن تفسير الإسلام، ولماذا ظهر؟ وكيف ظهر في هذه الصورة المخالفة للبيئة في أكثر سماتها، والمخالفة لكل حتميات التاريخ المزعومة؟
فليفسروا هذه الظاهرة العجيبة ظاهرة الإسلام وبعثة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ والدعوة إلى نبذ الآلهة وغيرها من الظواهر، كتحرير الناس، وتربيتهم على الفضائل، وإبراز قيمة الأفراد والمجتمعات.
أنى للشيوعيين أن يفسروا ذلك؟
(1) انظر الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام لعباس محمود العقاد ص 11 .
3 – محاربة الدين: فالشيوعية تقوم على محاربة الدين، وتعلن الحرب بلا هوادة على الدين وما يمت إليه بصلة.
يقول ستالين: "لا يستطيع الحزب أن يقف من الدين موقف الحياد؛ إن الحزب يشن حملة ضد أي انحياز للدين؛ لأن الحزب يؤمن بالعلم؛ بينما العلم يتعارض مع الانحياز للدين؛ لأن الدين كل شئ مناوئ للعلم". (1)
ولا ريب أن هذا الكلام ناتج عن جهل قائله، وإلا فالدين الحق لا يحارب العلم بل يدعو إليه.
وجاءت التعليمات الرسمية للحزب الشيوعي إلى جميع المعلمين في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي ما نصه:
"إن المعلم الذي يؤتمن على تعليم النشئ لا يمكنه، ولا يجب أن يكون محايدا في موقفه من الدين، إن عليه ألا يتخلص من الإيمان فسحب، بل عليه أن يقوم بدور إيجابي في الدعوة إلى عدم الإيما بوجود إله، أن يكون داعية متحمسا للإلحاد" . (2)
ومن حربهم للدين هدمهم للمساجد، وتحويلها إلى دور ترفيه ومراكز للحرب.
ومن ذلك منع المسلم من إظهار شعائر دينه،وهجومهم على القرآن، وطعنهم فيه، وزعمهم أنه وضع خلال حكم عثمان _ رضي
(1) الشيوعية وموقف القرآن ص 18 .
(2) الشيوعية وموقف القرآن ص18 .
الله عنه _ وأنه طرأت عليه عدة تغييرات حتى القرن الثامن.
ولهذا فمن وجدوا معه مصحفا عاقبوه بالسجن سنة كاملة.
أما محاربتهم للمسلمين وإبادتهم لهم فذلك أشهر من أن يذكر؛ فلقد أقاموا لهم المجازر والمذابح، وتفننوا بتعذيبهم بما لم يسبق له مثيل في التاريخ، وسيأتي _ إن شاء الله _ بيان لشئ من ذلك.
4 – محاربة الملكية الفردية: فهم لا يرون الملكية الفردية؛ إذ يزعمون أنها استبداد يجب القضاء عليه؛ لكي لا ينشأ بين البشرية تنافس؛ فالشيوعية المحضة، وإلغاء التملك والتوارث كفيل بالقضاء على الملكية.
فلا يجوز لأحد _ على حد زعمهم _ أن يمتلك متاعا أكثر من الضروريات،ولا أن يكون له دار يغلقها، وكل ما يتقاضاه الحكام من أجر يجب ألا يزيد عن مبلغ محدود يكفي لسد حاجتهم طوال العام.
ويرون أنه ينبغي أن يشترك الناس جميعا في موائد عامة للطعام، ويعيشوا عيشة الجند في معسكراتهم.
إن الشيوعية تعد الدولة هي المالك الحقيقي للمال، ولكل مقدرات الحياة، وليس للإنسان أن يمتلك فيها إلا ما يقوم بحياته الضرورية من الأمور الاستهلاكية.
أما ما عدا ذلك من الطاقات والمواهب فإنه ملك للدولة في نظر الشيوعية.
وبذلك ندرك أن النظام الشيوعي يقوم على النظرية القائلة: بأن وسائل الإنتاج كلها مشتركة بين أفراد المجتمع، ولا حق للأفراد بصفتهم الفردية أن يمتلكوها ويتصرفوا فيها حسب ما يرون.
وهذا النظام الاقتصادي لا وجود فيه للملكية الشخصية، فضلا عن أن يكون لأحد متسع أن يجمع المال، ثم يوظفه بنفسه كيفما يشاء في وجوه الإنتاج والاستثمار.
وهي بذلك تحارب الفطرة الإنسانية المجبولة على حب التملك، كما أنها تقضي على روح الإبداع، وتسلب الناس حريتهم وتتركهم كالآلات سواء بسواء.
5 – محاربة نظام الأسرة والقول بشيوعية النساء: فمن منطلق محاربة الملكية الفردية حاربت الشيوعية نظام الأسرة، وقالت بشيوعية النساء؛ فلا مكان لأسرة؛ فالشيوعية لا تستريح كثيرا لنظام الأسرة، بل وتعده دعامة من دعامات المجتمع (البرجوازي) وترى أن الحب الطليق ينبغي أن يحل محل الزواج، فكل مجموعة من الرجال يخصص لها مجموعة من النساء، يتصل الواحد منهم بمن شاء منهن؛ ولهذا قررت الشيوعية عند قيامها مباشرة بتيسير الطلاق للراغبين فيه من المتزوجين.
ثم إانها تأبى أن يقوم الوالدان بتربية أولادهما؛ لأن الفرد ليس ملكا لنفسه، ولكنه ملك للجماعة، فالأولاد يوضعون في أماكن خاصة بهم، ويقوم على شؤونهم مختصون في تربيتهم، وتأتي الأمهات فيقمن بالإرضاع دون أن تعلم الواحدة منهن ولدها.
يقول إنجلز: "إن الأسرة هي وضع من أوضاع مجتمع لا نضج فيه ولا جدوى منه.
ولا محل لاستبقاء هذا الوضع وتأييده إلا بالقدر الذي يلائم مصلحة الدولة" (1) .
وتستند الماركسية في موقفها إلى أن الأسرة تدعم النزعة الفردية، والرغبة في التملك والملكية _ كما مر _.
وهذا يعني القضاء على الأسرة بمنع رباطها وهو الزواج، وإقامة الحظائر لتربية أبناء الدولة، ومنع الأبوين من القيام بدور التربية؛ لأن ذلك يعطل الإنتاج.
كما يعني ذلك إطلاق المشايعة الجنسية بين رجال الدولة ونسائها، أو الزواج الاختياري كما يسمونه.
(1) المذاهب المعاصرة ص 167
-
الجمعة PM 06:02
2021-02-12 - 1724