ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
أكذوبة "لعن الله من تخلف عن جيش أسامة
أكذوبة "لعن الله من تخلف عن جيش أسامة"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(لعن الله من تخلف عن جيش أسامة) الحديث منكر، أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة، وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلاً، وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه، لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن حتى المنافقين المتخلفين عن الغزوات. والآيات واضحة في أنه كان يستغفر لهم.
قال تعالى له صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [التوبة:80]، صلى الله عليه وسلم، وكان يقبل أعذارهم حين يأتون يعتذرون إليه ويستغفر لهم، ويوكل سرائرهم إلى الله.
تناقض الرافضة
يستنكر الرافضة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: «اللهم إنما أنا بشر؛ فمن لاعنته أو سابتته فاجعلها رحمة له»، فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي صلى الله عليه سلم أنه كان يلعن؟!
لكنهم الآن شديدو الحاجة إلى رواية تثبت لعن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه حتى يقرروا مذهبهم المبني على شتم أصحاب الرسول؛ فتعلقوا بهذا الحديث، ولكنهم تناقضوا.
وهم ما احتجوا بهذا الحديث إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين، فقد قالوا: "وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة".
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون، وكان ذلك في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأخير، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في إمرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار! فحمد الله، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس! أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وإنه لخليق بالإمارة، وإن كان أبوه لخليقاً لها».
فأسرع الناس في جهازهم، وخرج أسامة والجيش، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة، وأمر بإنفاذ جيش أسامة، وقال: "ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله"، وخرج ماشياً ليودع الجيش بينما أسامة راكباً، فقال له "يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن، فرد أبو بكر: والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة"، ثم استأذنه في أن يبقى إلى جانبه عمر بن الخطاب قائلاً له إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل". ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم، وعاد الجيش بلا ضحايا، وقال المسلمون عنه: "ما رأينا جيشاً أسلم من جيش أسامة".
وهذا ليس بعجيب من مذهب القوم المبني على سب أصحاب رسول الله الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتحوا بعده العالم كله، وأخضعوه لإمارة الإسلام.
ولتمرير عقيدة الطعن في الصحابة التي سن سنتها وغرس جذورها عبد الله بن سبأ: ادعوا ظلم الصحابة لأهل البيت، ولولا ذلك لم يقبل الناس عقيدة سب الصحابة. وهذا أيضاً من أكاذيبهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمَّر على الناس أبا بكر للصلاة بهم نيابة عنه، ولما مات استأذن أبو بكر أسامة في أن يبقي عنده عمر لمشاورته ومؤازرته فأذن له أسامة.
وهل يلعنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما أعظم المهاجرين؟ كيف يعقل أن يلعن رسول الله خواص أصحابه أبا بكر وعمر اللذين هما أبرز وأعظم المهاجرين؛ بل كيف يلعن أحداً من المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن؟ آلله يثني عليهم والرسول يلعنهم؟!
ومن تلبيسات عبد الحسين الموسوي: أنه يصف الحديث غير المسند بأنه مرسل (إرسال المسلمات) مع أن الشهرستاني قد ذكر الرواية بغير سند، ومتى عرف عن الشهرستاني المعرفة بالحديث وهو الذي اعترف بالحيرة لكثرة لزومه علم الجدل والفلسفة، حتى استشهد في كتابه المسمى بنهاية الإقدام (ص3) بهذين البيتين
لقد طفت في تلك المعاهد كلها *** وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر *** على ذقنٍ أو قارعاً سن نادم
فالاستشهاد برجل كالشهرستاني عند أهل الحديث هو من المضحكات، لا سيما وأن الكذاب يدعي أنه أرسله إرسال المسلمات، وهذا من أعظم مكر وكذب هذا العابد للحسين الملقب بالموسوي [فإن الجمهور على أن هذه المراسيل لا تقوم بها حجة، ولا يجوز معارضة الثابت القطعي بها، وهو مذهب النووي في التقريب. ونسبه لأكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونُقّاد الآثار، وهو قول مسلم كما في صحيحه 130، ومنهم من قبله بشروط كالشافعي، وقال الحافظ في النكت نقلاً عن الإسفراييني إذا قال التابعي: "قال رسول الله". فلا يُعَدّ شيئًا، ولا يقع به ترجيح فضلاً عن الاحتجاج به (النكَت 2545)] لا سيما إذا أراد مبطل مخالفة القرآن بها.
وهذا من أعظم كذب وتدليس عبد الحسين وليس عبد الله، فهو يستعمل هذه العبارة في كتابه المراجعات ليجعل من مراسيلنا أسانيد صحيحة.
ولم يجد الرافضة الحديث مسنداً إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة، وهو دليل على عجزه وإفلاسه؛ فإنه لم يجد الحديث في مصدر من مصادر كتب أهل الحديث والسنة، فقد اضطر أن يقول أخرجه عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة، وهو مؤلف رافضي مثله مجهول الحال عند أصحاب مذهبه، وأبناء جلدته ليسوا حجة علينا، وهذا الأخير قد اختلق سنداً كله مجاهيل.
ولهذا يضطر بنو رفض إلى عزو الحديث إلى كتبهم ومصادرهم كقولهم: "رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة"[وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68]، فقط كما فعل المجلسي [بحار الأنوار30432] أو الشهرستاني الذي لم يذق طعم علم الحديث، وإنما قضى حياته في علم المنطق والفلسفة حتى اشتكى من مرض الحيرة والشك بسببها.
ترجمة أحمد بن عبد العزيز الجوهري:
وهنا فضيحة عظيمة للرافضة، فقد ذكر شارح نهج البلاغة أنه التزم الاحتجاج على أهل السنة من كتبهم، ثم زعم أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري هو عالم كبير ثقة من أهل الحديث، وأنه هو صاحب كتاب السقيفة.
وإليكم الفضحية: فقد تعقبه الخوئي قائلاً: "صريح كلام ابن أبي الحديد: أن الرجل من أهل السنة، ولكن ذِكر الشيخ له في الفهرست كاشف عن كونه شيعياً، وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته؛ إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد" [معجم رجال الحديث2142].
والذي قاله الخوئي يدل على جهالة الجوهري واحتجاجه بالطوسي صاحب الفهرست يؤكد ذلك حيث إن الطوسي قال: "له كتاب السقيفة"، ولم يزد على ذلك فدل على أنه غير معروف لدى الشيعة.
وهنا نذكر بأن كثيراً من السيناريوهات والأكاذيب الملفقة والحوارات الطويلة والمناظرات بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث أرض فدك هي من سلسلة أكاذيب هذا الجوهري، اختلقها ودونها في كتابه السقيفة، فالحمد لله الذي وفر علينا الجهد فجعل الحكم بجهالته وعدم وثاقته من جهة الشيعة أنفسهم.
والذي يؤكد ذلك قول الطوسي في مقدمة الفهرست [ص2]: "فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والجرح، وهل يعول على روايته أم لا؟".
والحمد لله فقد ثبت جهالة هذا الجوهري عندنا وعند الرافضة، بخلاف ما حاول هذا العابد للحسين في كتابه المراجعات من إيهام القراء بأن الجوهري من علماء أهل السنة. كما تجده في كتابه المراجعة رقم (91).
أما إسناد الجوهري فهو ضعيف أيضاً وفيه مجاهيل:
قال الجوهري: "حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن".
أحمد بن إسحاق بن صالح قال الألباني: "لم أجده".
رجال من هم هؤلاء الرجال؟ لا تدري لعل منهم عبد الله بن سبأ.
عبد الله بن عبد الرحمن يغلب على الظن أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وهو مجهول الحال كما أفاده ابن أبي حاتم [في الجرح والتعديل2884].
أما أن ترد هذه الرواية في كتب بني رفض فهذه من أكاذيبهم، ولا عبرة ولا حجة عندنا في أكاذيبهم، فقد افتروا ما هو أعظم منها، حتى زعموا أن الله ينزل إلى الأرض ليزور قبر الحسين، وأن الإله هو الإمام؛ فلا قيمة عندنا لما في كتبهم.
[انظر تفصيل الرد على الحديث من كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ح رقم4972].
والحمد لله رب العالمين..
-
السبت AM 06:29
2015-07-04 - 3550