ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
الرد على إخراج الشيعة لزوجات النبي عليه الصلاة والسلام من أهل بيته
أولا: من ناحية اللغة.
(الأهل للبيت سُكّانه ومن ذلك أهل القُرَى: سُكَّانها الأهل للمذهب: مَن يدين به ويعتقده. من المجاز الأهل للرجل زوجته ويدخل فيه الأولاد، وبه فسر قوله تعالى: ﴿وَسَارَ بِأَهْلِهِ)[1] أي: زوجته وأولاده، كأهْلَته بالتاء. والأهْلُ للنَّبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وبناته، وصهره علي رضي الله عنه، أو نساؤه. وقيل: أهله : الرجال الذين هم آله، ويدخل فيه الأحفاد والذُّرِّيَّات، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَأَصْطَبِرْ عَلَيْهَا )[2] ، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)[3]، وقوله تعالى: (رَحَمْتُ اللَّهِ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُم حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)[4]. والأهل لكلِّ نَبِيِّ: أُمته، وأهل مِلَّته. ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ)[5]. وقال الرَّاغِب[6]، وتبعه المُناوي[7]: أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين، أو ما يَجْرِي تَجراهما من صناعة وبيت وبَلَد، فأَهْلُ الرَّجل في الأصل: من يجمعه وإيَّاهم مسكن واحد، ثم تجوز به، فقيل: أهل بيته: مَن يَجْمعُه وإِيَّاهم نَسَب أو ما ذُكِر، وتُعُورِف في أُسرة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا)[8].
من هذه التعريفات اللغوية نتوصل إلى أنَّ الزوجات يدخلن في مفهوم أهل البيت دخولا ضروريا بلا خلاف، وقد يُتوسع في المفهوم فيُستعمل في الأولاد والأقارب أيضًا.
ثانيا : من القرآن الكريم
ومما يُؤكد على دخول الزوجات في مفهوم (الأهل) ما جاء في القرآن الكريم من قصة خليل الله عليه الصَّلاة والسَّلام، لما جاءت رسل الله إبراهيم بالبشرى، فقال الله سبحانه وتعالى في سياق الكلام (وَأَمْرَأَتُهُ، قَابِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ *** قَالَتْ يَوَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخا ً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ *** قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)[9] . فاستعمل الله عزّ وجلَّ هذه اللفظة بلسان ملائكته في زوجة إبراهيم عليه السلام لا غير. وقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها؛ كالطبرسي[10] في (مجمع البيان)، والكاشفي في (منهج الصادقين).
وكذلك في قصة موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ عَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ أَمْكُثُوا إِلَى ءَانَسْتُ نَارًا (۳). فالمراد من أهل موسى عليه السلام ،زوجته، وهذا ما ذهب إليه مفسرو الشيعة، كما قال الطبرسي في سورة النمل في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ ): (أي: امرأته، وهي بنت شعیب علیه السلام) (٥) (1) .
وعلى نفس الأسلوب والمعنى وردت لفظة أهل البيت) عندما تحدثت عن بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب، في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾[11]. فهي تتحدَّث عن أزواج رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام، فما قبلها من آيات وما بعدها تتحدث عن أزواج الرسول عليه الصَّلاة والسلام خاصة، فهي تبدأ بقوله تعالى: ﴿يَتأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ . وإلى قوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..... ثمَّ يكرر يَنِسَاءَ النَّبِي . ثمَّ يقول مخاطبًا إِيَّاهن: ﴿وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ .... ثمَّ يخاطبهنَّ سبحانه يَنِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ..... وبعدها: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ الزَّكَوةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَةً إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُظْهِرَكُمْ تَطْهِيرًا. ثمَّ يُعاود سبحانه مخاطبة نساء الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام بقوله: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ...)[12]
وعلى هذا فإنَّ من يقرأ هذه الآيات يعلم أنها نزلت في أزواج الرسول عليه الصَّلاة والسلام؛ لأنها لم تذكر غيرهنَّ.
ثالثًا: من السنة
في الصحيح: ((أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم دخل إلى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله فقالت: وعليك السلام ورحمة الله ))[13].
حديث الكساء: عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة: ((خرج النَّبي صلَّى الله عليه وسلم غداة، وعليه مِرْطٌ مُرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثمَّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمَّ جاء على فأدخله، ثمَّ قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[14]))[15] .
وعن عمر بن أبي سلمة، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لما نزلت هذه الآية على النَّبي صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا في بيت أُم سلمة، فدعا فاطمة وحسنًا وحسينًا، فجللهم بكساء، وعلي خلف ظهره، فجلَّلهم بكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: وأنا معهم يا بيني، نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنتِ على خير))[16].
وعن أُمّ سلمة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم جلَّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنَّك إلى خير ))[17].
قال المباركفوري: (قالت أُمُّ سلمة: (وأنا معهم يا نبي الله؟) بتقدير حرف الاستفهام. ((أنت على مكانك، وأنت على خير يحتمل أن يكون معناه أنت [على] خير وعلى مكانك، من كونك من أهل بيتي، ولا حاجة لك في الدخول تحت الكساء، كأنه منعها عن ذلك لمكان عليّ))[18].
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )[19]: (وقد تلقف الشيعة حديث الكساء فغصبوا وصف أهل البيت، وقصروه على فاطمة وزوجها، وابنيهما، عليهم الرضوان، وزعموا أنَّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل البيت، وهذه مصادمة للقرآن، بجعل هذه الآية حشوا بين ما خوطب به أزواج النبي. وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء؛ إذ ليس في قوله: ((هؤلاء أهل بيتي)). صيغة قصر، وهو كقوله تعالى: إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي)[20]. ليس معناه ليس لي ضيف غيرهم، وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها.
وأما ما وقع من قول عمر بن أبي سلمة، أنَّ أم سلمة قالت: ((وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال: أنتِ على مكانك، وأنت على خير))؛ فقد وهم فيه الشيعة، فظنُّوا أنه منعها من أن تكون من أهل بيته، وهذه جهالة؛ لأنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم إنما أراد ما سألته من الحاصل؛ لأنَّ الآية نزلت فيها وفي ضرائرها، فليست هي بحاجة إلى إلحاقها بهم، فالدعاء لها بأن يذهب الله عنها الرجس ويطهرها، دعاء بتحصيل أمر حصل، وهو مناف لآداب الدعاء، كما حرَّره شهاب الدين القرافي في الفرق بين الدعاء المأذون فيه والدعاء الممنوع منه، فكان جواب النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم تعليمها لها.
وقد وقع في بعض الروايات أنه قال لأم سلمة: ((إِنَّكِ من أزواج النبي))[21]
وهذا أوضح في المراد بقوله: ((إنَّك على خير))[22].
وقد ادعى الشيعة أنَّ الآيات التي قبل آية التطهير جاءت بصيغة المؤنث، والتي بعد آية التطهير جاءت بصيغة المؤنث كذلك، أما آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكّر، إذا المقصود هم علي وفاطمة والحسن والحسين؛ لأنهم ذكور.
الجواب:
أولا: إنَّ ما زعمه الشيعة الاثنا عشرية من كون التذكير في (عنكم)، و(ويطهركم) في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[23]. يمنع من دخول أُمَّهات المؤمنين في جملة أهل البيت: باطل، ويردُّه أنَّه إذا اجتمع المذكر والمؤنث في جملة غُلب المذكَّر، والآية عامة في جميع أهل البيت كما تقدم، فناسب أن يُعبّر عنهم بصيغة المذكَّر[24]
وقد جاءت أمثال هذه الصيغة في القرآن الكريم في قصة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فالملائكة كانت تخاطب زوجة سيدنا إبراهيم سارة بقولها: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَابِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَهَا بِإِسْحَلَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَوَيْلَقَى عَالِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٍ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتَ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)[25].
فالآيات تخاطب زوجة سيدنا إبراهيم بصيغة (فَبَشَّرْنَهَا) وبــ(قالت يَوَيْلَتى)َ و(أَتَعْجَبينَ) ثم تتحول الآيات للمخاطبة بصيغة المذكر بقوله تعالى: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).
إذا نرى نفس الصيغة التي جاءت في نساء النبي عليه الصلاة والسَّلام، وهي التحول من المؤنَّث إلى المذكَّر هي التي جاءت في زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ثانيا: ولو قلنا: إنَّ التَّحوُّل من صيغة المؤنَّث إلى المذكَّر في نساء النبي عليه الصَّلاة والسلام في آية التطهير، تمنع دخول نساء الرسول عليه الصَّلاة والسلام كما يقول الشيعة فيها، فمعنى ذلك أن تمنع دخول السيدة فاطمة رضي الله عنها في النص، وهذا ما لا يقول به الشيعة، فهي الأساس عندهم، فهذا رد قوي على ادعاءاتهم الباطلة.
ولولا إضافة الرسول لعلي، وفاطمة، وأولادهما، رضي الله عنهم، لبقيت الآية مقتصرة على زوجات الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام فقط، كما هو الحال مع زوجة نبي الله إبراهيم عليه السَّلام، وزوجة موسى عليه السَّلام، فالقرآن بيَّن أن زوجات الرسول عليه الصلاة والسَّلام هنَّ أهل بيته والرسول عليه السلام أضاف إليهنَّ عليا، وفاطمة، والحسن والحسين، وهذا ينسجم مع معاجم اللغة العربية. ومع ما تعارف عليه الناس، وهذا بعكس ما ادعاه الشيعة.
ثالثًا: لماذا التحول من صيغة المؤنَّث إلى المذكَّر في بيت رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام، وبيت سيدنا إبراهيم عليه السلام؟
الجواب: لأنَّ البيت هو بيت النبي عليه الصَّلاة والسلام. فإذا حصل فيه سوء، فهو إساءة لصاحب البيت نفسه قبل غيره من سكان البيت؛ لأنَّ الَّذي سيُطعن في شرفه هو النبي، فزوجاته هنَّ أهل بيته، وأهل البيت لا بد من أن يكن مطهرات من كل رجس ومطهرات تطهيرا.
إذا أصبح المخاطب هنا الرسول عليه الصلاة والسلام مع أزواجه، مضافا إليه علي وفاطمة والحسن والحسين بدلالة الحديث، وهذه الصيغة من صيغ اللغة العربية، والتي تخاطب الذكور، ويُقصد بهذه الصيغة الذكور والإناث معا، وهي صيغة تغليبية، وهي كثيرة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَتأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا)[26] فتشمل المؤمنين والمؤمنات أيضًا، وهكذا[27].
الشبهة الثانية: قولهم إنَّ الفتنة خرجت من بيت عائشة
يزعم الشيعة الرافضة الاثنا عشرية أنَّ عائشة رضي الله عنها هي مصدر الفتنة وسببها، وقد استدلُّوا على زعمهم هذا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه عنه ابن عمر رضي الله عنهما، وقد ورد هذا الحديث في كتب أهل السنة بروايتين:
الأولى: في (صحيح البخاري)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة - ثلاثا - من حيث يطلع قرن الشيطان))[28]
والثانية: رواية لمسلم: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان. يعني المشرق))[29].
وقد استدلُّوا على زعمهم هذا بعبارة: ((فأشار نحو مسكن عائشة))، في الرواية الأولى، وبعبارة: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا)). في الرواية الثانية؛ ليستنتجوا من ذلك أنَّ مقصد النَّبي صلَّى الله عليه وسلم بهذه الكلمات: أنَّ الفتنة تخرج من بيت عائشة رضي الله عنها، فهي - على زعمهم - مصدر الفتنة ومنبعها[30].
الرد على هذه الشبهة:
أولا: مقصود النَّبي صلى الله عليه وسلم من الحديث أنَّ منشأ الفتن من جهة المشرق لا من بيت عائشة، فإنَّ روايات هذا الحديث كلها متفقة على أنَّ جهة الفتنة هي جهة المشرق بالنسبة لمقام النبي صلَّى الله عليه وسلم بالمدينة، ولا عبرة لذكر المكان الذي قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فيه هذا الحديث؛ سواء كان قاله على منبره، أو أمام بيت زوجه حفصة، أو عند خروجه من بيت زوجه عائشة، أو وهو مشرف على أُطُم[31] من آطام المدينة، أو غير ذلك، كما ذكرت ذلك الروايات الصحيحة.
ووجود بيت عائشة رضي الله عنها بينه وبين المشرق في بعض الروايات - لا يعني أنها رضي الله عنها المقصودة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((هاهنا الفتنة)).
وذكر المكان أو الزمان لا يُؤثر على فهم الحديث، ولا يُوجد فيه تعارضًا أو تضاربا؛ لأنه ليس هو المقصود بيانه في الحديث، وإنَّما المقصود بيان أن جهة الفتنة إنما هي جهة المشرق، وعلى هذا اتفاق كافة أهل العلم بالحديث))[32].
وقد جاء ما يؤكد ذلك في رواياتٍ كثيرة متوافرة متكاثرة عن ابن عمر رضي الله عنهما، بعضها يذكر الشرق، وبعضها يُوضّح أنَّ المراد بذلك العراق، وسنقتصر على بعض هذه الروايات، واللبيب تكفيه الإشارة.
1 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير إلى المشرق، فقال: ها إنَّ الفتنة هاهنا، إنَّ الفتنة هاهنا: من حيث يطلع قرن الشيطان))[33].
٢- وفي رواية أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه كان قائما عند باب عائشة فأشار بيده نحو المشرق، فقال: الفتنة هاهنا، حيث يطلع قرن الشيطان))[34].
٣- وفي رواية أخرى عنه أيضًا: قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق: ها، إنَّ الفتنة هاهنا، ها، إنَّ الفتنة هاهنا- ثلاث مرات- من حيث يطلع قرن الشيطان))[35].
4- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا. فأظنُّه قال الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان))[36].
وفي لفظ عند مسلم في (صحيحه)، عن سالم بن عبد الله بن عمر[37]، أنه كان يقول: ((يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي؛ عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرنا الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض)) .
٥- وعن أبي مسعودٍ رضي الله عنه[38]، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الإيمان هاهنا وأشار بيده إلى اليمن والجفاء وغِلَظ القلوب في الفَدَّادين))[39].
عند أصول أذناب الإبل، من حيث يطلع قرنا الشيطان، ربيعة، ومُضَر))[40]. وهذا بيان لا يلتبس أنَّ الصِّدِّيقة رضي الله عنها ليست مقصودةً بشيء من هذا البيان النبوي قط.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر، فأخبر صلَّى الله عليه وسلم أنَّ الفتنة تكون من تلك الناحية، فكان كما أخبر.
وأوَّل الفتن كان من قبل المشرق، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
وقال الخطابي[41]: نَجْد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة.
وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور؛ فإنَّه ما انخفض منها، وتهامة كلُّها من الغور، ومكة من تهامة. انتهى[42].
وقال أيضًا عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأس الكفر نحو المشرق))[43]: (وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس؛ لأنَّ مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر، حتَّى مُزَّقٍ مَلِكُهم كتابَ النَّبي صلى الله عليه وسلم)[44].
ثانيا: قول الرافضة: أشار إلى بيت عائشة ، فهذا كذب وزور وبهتان، لم يرد في شيء من طرق هذا الحديث، وإنَّما ورد أنه أشار نحو بيت عائشة:
وقد تولى كبر هذا التلبيس رجلان من الرافضة: أحدهما: عبد الحسين في كتاب (المراجعات)[45]، والثاني: التيجاني السماوي[46] في كتابه (فاسألوا أهل الذكر).
وقد تصدى أهل السنة لصنيعهما الباطل، فأما الأول عبد الحسين فقد ردَّ عليه الشيخ الألباني بقوله: (عقد عبد الحسين الشيعي المتعصب في كتابه (المراجعات) فصولا عدة في الطعن فيها، وتكذيبها في حديثها، ورميها بكل واقعة، بكل جرأة وقلة حياء، مستندًا في ذلك إلى الأحاديث الضعيفة والموضوعة... مع تحريفه للأحاديث الصحيحة، وتحميلها من المعاني ما لا تحتمل، كهذا الحديث الصحيح، فإنَّه حمله – فُضَّ فوه، وشلت يداه - على السيدة عائشة رضي الله عنها، زاعما أنَّها هي الفتنة المذكورة في الحديث ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبا))[47]، معتمدًا في ذلك على الروايتين المتقدمتين:
الأولى: رواية البخاري: ((فأشار نحو مسكن عائشة))، والأخرى: رواية مسلم: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا))، فأوهم صاحب (المراجعات) بأنَّ الإشارة الكريمة إنَّما هي إلى مسكن عائشة ذاته، وأن المقصود بالفتنة هي : عائشة نفسها !
والجواب:
أنَّ هذا هو صنيع اليهود الذين يُحرفون الكلم من بعد مواضعه، فإنَّ قوله في الرواية الأولى: ((فأشار نحو مسكن عائشة))، قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ: (فأشار إلى مسكن عائشة)! فقوله: (نحو) دون (إلى) نص قاطع في إبطال مقصوده الباطل، ولا سيما أنَّ أكثر الروايات صرَّحت بأنه أشار إلى المشرق، وفي بعضها العراق، والواقع التاريخي يشهد لذلك.
وأما رواية عكرمة فهي شاذة كما سبق، ولو قيل بصحتها، فهي مختصرة جدا اختصارًا مخلا، استغله الشيعي استغلالا مرا، كما يدلُّ عليه مجموع روايات الحديث، فالمعنى: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها، فصلى الفجر، ثم قام خطيبًا إلى جنب المنبر، وفي رواية: ((عند باب عائشة )) فاستقبل مطلع الشمس، فأشار بيده نحو المشرق، وفي رواية للبخاري: ((فأشار نحو مسكن عائشة))، وفي أخرى لأحمد: ((يشير بيده يؤم العراق)).
فإذا أمعن المنصف المتجرّد عن الهوى في هذا المجموع، قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنه، عامله الله بما يستحق[48].
وفي الرواية الصحيحة الثابتة في البخاري والتي ذكرناها آنفًا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة - ثلاثًا - من حيث يطلع قرن الشيطان))[49].
وأما الثاني: وهو التيجاني السماوي، فقد ردَّ عليه الرحيلي، فقال: (قول الراوي: ((فأشار نحو مسكن عائشة على أنَّ الإشارة كانت لبيت عائشة، وأنها سبب الفتنة، والحديث لا يدلُّ على هذا بأي وجه من الوجوه، وهذه العبارة لا تحتمل هذا الفهم عند من له أدنى معرفة بمقاصد الكلام. فإنَّ الراوي قال: ((أشار نحو مسكن عائشة)) أي جهة مسكن عائشة، ومسكن عائشة رضي الله عنها يقع شرقي مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم، فالإشارة إلى جهة المسكن وهو (المشرق) لا إلى المسكن، ولو كانت الإشارة إلى المسكن لقال: أشار إلى مسكن عائشة)، ولم يقل : ( إلى جهة مسكن عائشة) والفرق بين التعبيرين واضح وجلي[50].
ثالثًا: أنَّ نفس الدليل الذي استدلُّوا به يمكن أن يقلبه عليهم أعداؤهم من النواصب:
قال الشيخ عبد القادر صوفي: (أما استدلال الشيعة بإشارته صلى الله عليه وسلم جهة بيت عائشة رضي الله عنها، مع قوله: ((الفتنة هاهنا)) على أنَّ عائشة رضي الله عنها مصدر الفتنة، فاستدلال باطل يردُّه أنه صلى الله عليه وسلم كان واقفًا على منبره الذي يقع غرب بيوت أزواجه رضي الله عنهنَّ، وغرب بيت ابنته فاطمة رضي الله عنها؛ حيث كانت البيوت كلُّها عن يمين المنبر في جهة الشرق، وهو أمر لا يقبل جدالًا أو مراء.
فكما سوّغ الرافضة لأنفسهم أن يُفسروا جهة المشرق ببيت عائشة رضي الله عنها، قد يُسوّغ النواصب أن يُفسروا الجهة ببيت فاطمة رضي الله عنها، وهذا حمق من الطائفتين[51].
رابعا: أن الطعن في بيت عائشة هو طعن في النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فبيت عائشة هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وبه دُفن.
وهذا الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار؛ لأنه متفق عليه بين السنة والشيعة؛ ولذلك لا يحتاج إلى تقرير :
وليس يصح في الأذهان شيءٌ إذا احتاج الـنَّـهـار إلى دليل ويلزم الرافضة أن يطعنوا في النَّبي صلَّى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الطعن في بيته ملازم للطعن فيه، فتأمل !.
ورحم الله الإمام أبا الوفا ابن عقيل الحنبلي رحمه الله؛ حيث يقول: (انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة، التي لا تكاد تخفى عن البهيم، فضلا عن الناطق[52] ؟
خامسا : كيف يُظَنُّ برجل يقف على المنبر ليسب، ويشتم زوجته على الملأ، وأمام الناس؟ والله إنَّها ليست من الرجولة، ولا الآداب، ولا الأخلاق في شيء، فعدتم بسبب فهمكم الساقط للطعن في جناب النَّبي صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله.
[1] القصص: 29
[2] طه: 132
[3] الاحزاب: 33
[4] هود: 73
[5] مريم: 55
[6] هو الحسين بن محمد بن المفضل، ابو القاسم الاصفهاني، المعروف بالراغب، العلامة الماهر، المحقق الباهر، كان من اذكياء المتكلمين اشتهر حتى كان يقرن بالامام الغزالي من مصنفاته: ( مفردات ألفاظ القرآن الكريم – الذريعة الى مكارم الشريعة )، توفى سنة 502 هــ.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (18/120)، و(الاعلام) الزركلي (2/255).
[7] هو عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي، المناوي، الحافظ الفقيه الشافعي، ولد سنة 952هــ، انزوى للبحث والتصنيف وكان قليل الطعام كثير السهر، من مصنفاته: ( فيض القدير شرح الجامع الصغير)، و(شرح الشمائل للترمذي)، توفى سنة 1031هـــ.
انظر: (الاعلام) للزركلي (6/204)، و(هديه العارفين) لإسماعيل باشا البغدادي (5/510).
[8] (تاج العروس) للزبيدي (28/41) وقال ابن منظور: (وأهل الرجل اخص الناس به، واهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: ازواجه، وبناته وصهره أعنى عليّا ً عليه السلام، وقيل: نساء النبي صلى الله عليه وسلم والرجال الذي هم آله) لسان العرب (11/29)
[9] هود: 71 – 72
[10] هو الفضل بن الحسن بن الفضل، ابو علي الطبرسي، مفسر لغوي من علماء الامامية، من مصنفاته: (مجمع البيان في تفسير القرآن والفرقان – ومختصر الكشاف )، توفى سنة 548 هــ.
انظر: ( الاعلام ) الزركلي (5/148)
[11] الاحزاب: 33
[12] الاحزاب: 28 - 34
[13] رواه البخاري (4793) ومسلم (1428)
[14] الاحزاب: 33
[15] تقدم تخريجه، ص: 331
[16] رواه الترمذي (3205) والطبراني (9/25) (8311)
قال الترمذي: غريب، وصححه الالباني في (صحيح سنن الترمذي)
[17] رواه الترمذي (3871)، واحمد (6/304) (26639) والطبراني (23/333) (768) وابو يعلى (12/451) (7021)، من حديث ام سلمة رضي الله عنها.
وحسنه الترمذي وقال: وهو احسن شيء، روي في هذا الباب، وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (2/297): له طرق وصححه لغيره الالباني في (صحيح سنن الترمذي) (3871).
ورواه من طريق آخر الحاكم (3/158)، والبيهقي (2/150) (2975)، والبغوي في (شرح السنة) (7/204) باختلاف يسير في بعض ألفاظه، من حديث ام سلمة رضي الله عنها.
وصحح سنده الحاكم كما في (السنن الكبرى) للبيهقي (2/150) وقال: ثقات رواته، والبغوي وقال الذهبي في (المهذب) (2/597): اسناد صالح وفيه نكارة، وقال الشوكاني في (فتح القدير) (4/392) يصلح للتمسك به وله طرق كثيرة.
[18] تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري (9/48)
[19] الاحزاب: 33
[20] الحجر: 68
[21] عن ابي سعيد الخدري، ان ام سلمة، حدثته: (ان هذه الاية نزلت في بيتها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الاية، قالت: ((وانا جالسة عند الباب، قالت: قلت: يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم ألست من أهل البيت؟ قال: انك الى خير، انك من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، وعليّ، وفاطمة، وحسن وحسين، رضي الله عنهم)) رواه ابو نعيم الاصبهاني في (معرفة الصحابة) (6/3222) رقم (7418)، وانظر: الطحاوي في (شرح مشكل الآثار) (2/238)
[22] التحرير والتنوير لابن عاشور (22/17)، وانظر: (بيان موقف شيخ الاسلام الامام الاكبر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي من الشيعة من خلال تفسيره التحرير والتنوير) لخالد بن احمد الشامي.
[23] الاحزاب: 33
[24] (موقف الشيعة الاثنى عشرية من الصحابة رضي الله عنهم) لعبدالقادر محمد عطا صوفي ص:1240، و(فضل آل البيت) للمقريزي ص: 32 – 35
[25] هود: 71 – 73
[26] البقرة: 104
[27] رسالة ((أمّنا عائشة ملكة العفاف)) لشحاتة محمد صقر (بحث لم ينشر)
[28] رواه البخاري 3104
[29] رواه مسلم (2905)
[30] انظر: من كتب الشيعة (الطرائف) لابن طاوس ص:297، و(الصراط المستقيم) للبياضي (3/142 ، 164)، و(الكشكول) لحيدر الآملي (ص: 177،178) ، و(إحقاق الحق) للتستري (ص: 306 ، 308 ، 310) ، و(المراجعات) للموسوي (ص: 268) ، و(كتاب السبعة من السلف) لمرتضى الحسيني (ص: 176) ، وكتاب (فاسألوا اهل الذكر) لمحمد التيجاني السماوي (ص: 105)
[31] الاطم -بالضم-: بناء مرتفع، كالحصون ونحوها، وجمعه آطام
انظر: (غريب الحديث) لأبي عبيد (2/73) و(غريب الحديث) لابن قتيبة (2/286)، و(النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الاثير (1/54).
[32] (الصاعقة في نسف أباطل الشيعة) لعبدالقادر محمد عطا صوفي ص: 147
[47] الكهف: 5
[48] سلسلة الاحاديث الصحيحة (5/656 ، 657)
[49] رواه البخاري (3104)
[50] (الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال) للرحيلي 321
[51] (الصاعقة) لعبدالقادر صوفي ص:151
[52] (الاجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) للزركشي ص:54
-
الاثنين PM 12:06
2023-05-08 - 1279