ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
شبهة: أنَّ عائشة وجميع زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَسْنَ من آل البيت
الشبهة الأولى: أنَّ عائشة وجميع زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَسْنَ من آل البيت[1]
يدعي الشيعة أنَّ زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن من أهل بيته صلَّى الله عليه وآله وسلم. وحصروا أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين، ومن أبناء الحسين من الذكور الاثني عشر فقط، وأخرجوا منهم كلَّ من سواهم، حتَّى من كان من ذرِّيَّة علي وفاطمة من الأولاد الآخرين.
ومن ثم لا يعتبرون بقيَّة أبناء علي من أهل البيت؛ كمحمد ابن الحنفية، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، والعباس، وجعفر، وعبد الله، وعبيد الله، ويحيى، ولا أولادهم من الذكور الاثني عشر ، ولا من البنات الثماني عشرة وقيل: تسع عشرة ابنة. على اختلاف الروايات، كما أخرجوا بنات فاطمة رضي الله عنها؛ كزينب، وأم كلثوم، وأولادهما من أهل البيت، وكذلك أخرجوا أولاد الحسن بن علي رضي الله عنهم جميعا من أهل البيت، بل إنّهم افتروا على الكثيرين من أولاد الحسين الكذب، والفجور، والفسوق، وحتى الكفر والردة، وكذلك كفّروا وشتموا أبناء أعمام الرسول، وعماته، وأولادهم، حتّى أولاد أبي طالب غير علي رضي الله عنهم. وكذلك أخرجوا بنات النبي عليه الصلاة والسلام الثلاثة غير فاطمة، وأزواجهنَّ، وأولادهن، من أهل البيت[2].
والقول الصحيح في المراد بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم مَنْ تحرم عليهم الصدقة، وهم أزواجه وذرِّيَّته، وكلُّ مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب، وهم بنو هاشم بن عبد مناف، ويدلُّ لدخول بني أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم[3]، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أنه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُوليهما على الصدقة؛ ليصيبا من المال ما يتزوجان به فقال لهما صلَّى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخ الناس)). ثم أمر بتزويجها وإصداقهما من الخمس.
وقد ألحق بعض أهل العلم منهم الشافعي وأحمد- بني المطلب بن عبد مناف ببني هاشم في تحريم الصدقة عليهم؛ لمشاركتهم إياهم في إعطائهم من خمس الخمس؛ وذلك للحديث الذي رواه البخاري[4] عن جبير بن مُطْعِمٍ، الَّذِي فِيهِ أَنَّ إعطاء النَّبي صلى الله عليه وسلم لبني هاشم وبني المطلب دون إخوانهم من بني عبد شمس ونوفل؛ لكون بني هاشم وبني المطلب شيئًا واحدا.
فأما دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آله صلى الله عليه وسلم، فيدلُّ لذلك قول الله عز وجل: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلوةَ وَءَاتِينَ الزَّكَوةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَةً إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)[5] . فإنَّ هذه الآية تدل على دخولهنَّ حتما؛ لأنَّ سياق الآيات قبلها وبعدها خطاب
لهنَّ، ولا ينافي ذلك ما جاء في (صحيح مسلم)[6] عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ((خرج النَّبي صلَّى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثمَّ قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )[7]))؛ لأنَّ الآية دالة على دخولهنَّ؛ لكون الخطاب في الآيات لهنَّ، ودخول علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في الآية دلت عليه السنة في هذا الحديث، وتخصيص النَّبي صلَّى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث، لا يدلُّ على قصر أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنما يدلُّ على أنهم من أخص أقاربه.
ونظير دلالة هذه الآية على دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آله ودلالة حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم على دخول علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في آله، نظير ذلك دلالة قول الله عزَّ وجلَّ: (لَمَسْجِدٌ أُتِسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)[8] على أنَّ المراد به مسجد قباء ، ودلالة السنة في الحديث الذي رواه مسلم في (صحيحه)[9] على أنَّ المراد بالمسجد الذي أُسس على التقوى مسجده صلَّى الله عليه وسلم، وقد ذكر هذا التنظير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[10].
وزوجاته صلى الله عليه وسلم داخلاتٌ تحت لفظ (الآل)؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)). ويدلُّ لذلك أَنَّهُنَّ يُعطَيْن من الخمس، وأيضًا ما رواه ابن أبي مليكة: (أنَّ خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة، فردتها، وقالت: إنَّا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة)[11]. ويا الله العجب ! كيف يدخل أزواجه في قوله صلَّى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قُوتا))[12]. وقوله في الأضحية: ((اللهم هذا عن محمد وآل محمد))[13].
وفي قول عائشة رضي الله عنها: ((ما شبع آل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بُرّ))[14]. وفي قول المصلي: ((اللهمَّ صلّ على محمد وعلى آل محمد))[15]. ولا يدخلن في قوله: ((إنَّ الصَّدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد))[16]. مع كونها من أوساخ الناس، فأزواج رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أولى بالصيانة عنها، والبعد منها[17].
[1] (موقف الشيعة الاثنى عشرية من الصحابة رضي الله عنهم) لعبدالقادر محمد عطا صوفي، ص: 1234 – 1240
[2] يراجع في هذا كتبهم المعتبرة مثل: (فرق الشيعة) لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي ص:40، و(أعيان الشيعة) للسيد محمد الامين (1/11) البحث الاول، وكذلك (الشيعة في عقائدهم وأحكامهم) للسيد امير محمد الكاظمي القزويني ص: 16.
[3] صحيح مسلم (1072)
[4] صحيح البخاري 3140
[5] الاحزاب: 32
[6] تقدم تخريجه ص: 331
[7] الاحزاب: 33
[8] التوبة: 108
[9] صحيح مسلم: 1398
[10] انظر رسالة (فضل اهل البيت وحقوقهم) لابن تيمية ص:20
[11] رواه ابن ابي شيبة (3/214)، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (8/38) من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه.
[12] رواه البخاري (6460) ومسلم (1055)، من حديث ابي هريرة رضي الله عنه
[13] رواه احمد (6/391) (27234)، والبزار (9/319) (3867) والطبراني (1/311) (920) والحاكم (2/425) والبيهقي (9/259) (19482)، من حديث ابي رافع رضي الله عنه.
قال الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وحسّن اسناده الهيثمي في (مجمع الزوائد) (4/24) وقال الالباني في سلسلة الاحاديث الضعيفة 6461: منكر بهذا التمام.
[14] رواه البخاري (5423)، ومسلم (2970)
[15] رواه البخاري (3370)، ومسلم (406) من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.
[16] رواه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (8/38) من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه.
[17] انظر: جلاء الافهام لابن القيم ص: 218، وكتاب (فضل اهل البيت وعلو مكانتهم عند اهل السنة والجماعة) لعبد المحسن بن حمد العباد البدر ص:6-12
-
الاثنين PM 12:02
2023-05-08 - 1075