فكسونا العظام لحما - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442530
يتصفح الموقع حاليا : 103

البحث

البحث

عرض المادة

فكسونا العظام لحما

عمل البروفيسور كيث مور Keith Moore عميدا لكلية الطب في جامعة تورنتو في كندا، وعمل بروفيسورا في علم الأجنة لعشرين سنة في جامعة مينوتوبا، وعمل رئيسا لقسم الأجنة فيها لإحدى عشرة سنة، وألّف سبعة كتب جامعية، أربعة منها عن الأجنة. وهو عضو في الأكاديمية العالمية لعلم النفس، وكان رئيسا للجمعية الأمريكية للجراحة الإكلينيكية.

وقد ألف كتابا هو أشهر كتب الأجنة المقررة دراسيا في جامعات العالم، وأضاف إليه ملحقا عن أطوار الأجنة في القرآن والسنة، وهو يصرح أنه ليس مسلما وإنما يتطرق لذلك من أجل الحقيقة.

والمقطع التالي للبروفيسور مور وهو يتحدث عن الإعجاز القرآني في ذكر مراحل الجنين في الرحم:

إشكالية العظم واللحم

لما انتشر كتاب البروفيسور مور وانتشرت محاضراته حول هذا الإعجاز، ثار الملاحدة والنصارى ضده، وبحثوا وكتبوا وهاجموا ولكنهم لا يستطيعون تغيير الحقائق، فهم في مجال علوم الأجنة أقزام أمام هذا المتخصص الذي أفنى عمره فيها، ووجدوا ما ظنوه ثغرة في هذا الإعجاز القرآني حول وصف أطوار الجنين، وهي مرحلة تكون العظام واللحم، وهذا نص الآية 14 من سورة المؤمنون:

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون- 14.

فهم يقولون إن اللحم لم يبدأ بعد أن تكونت العظام! لكنهم لم يدققوا بنص الآية.. وهو ما سنتناوله بعد أن نحدد بعض المفاهيم.

تعريفات مهمة

دعونا أولا نتعرف على الألفاظ التي تهمنا هنا:

العظام bones: هي أنسجة يبدأ تكونها من الغضاريف حيث تقسو وتتصلب تدريجيا وتتحول إلى عظام، ويستمر نمو العظام حتى يبلغ الإنسان 20 عاما. وهي التي تشكل الهيكل العظمي.

اللّحم flesh: هو الجزء العضلي الرَّخو بين الجلد والعظم. وهناك من يعتبر الجلد أيضا من أنواع اللحم كما في قاموس وبستر. وقد يذهب البعض على اعتبار اللحم الوارد في الآية هو الجلد، لكن سواء اعتبرناه العضلات أو العضلات مع الجلد فلا بأس.

العَضَلات muscles: هي أنسجة ليفية قابلة للانقباض والانبساط وظيفتها تأمين حركة الكائن الحي، ويهمنا هنا نوع واحد من العضلات هو "العضلات الهيكلية" skeletal muscles، وهي عضلات مركبة من ألياف طويلة تتصل بشكل مباشر مع الهيكل العظمي بواسطة الأوتار. وهي التي تغلف الكثير من العظام وخصوصا العظام الهيكلية، فالوصف الوارد في الآية ينطبق عليها.

الأَوتَارtendons : شريط متين من الأنسجة الليفية يربط عضلة معينة إلى عظم معين ويمتاز بقدرته على تحمل الضغط. الجلد: هو الغلاف الخارجي للجسم ويتكوّن من طبقتين: البشرة والأَدَمة.

كَسَى: مصدر اللفظة القرآنية "فكسونا"، وهي تعني ألبس وستر وغطى. (لاحظ أنها لا تعني "خَلَقَ" أو "أوجد").

أيهما أولا، العظام أم اللحم؟

لو دققنا في الآية جيدا سنرى أن المراحل الأولى هي مراحل تحول وخلق من خلق؛ فالنطفة خُلقت منها علقة، والعلقة خُلقت منها مضغة، والمضغة خُلقت منها عظاما.. ولكن الله سبحانه لم يقل "وخلقنا العظام لحما" أو "وخلقنا من العظام لحما"، وإنما قال: "فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا". أي أنه ذكر كسوة العظام باللحم ولم يحدد متى خُلق اللحم!

ومعلوم بالضرورة أنك عندما تكسو شيئا فإن مادة الكساء يجب أن تكون موجودة، وعندما تكسو غلاما ثوبا فأنت بالتأكيد لا تقوم بصناعة الثوب أثناء كسوته، وإنما يكون الثوب موجودا من قبل.

وعلى ذلك فإن مقتضى لفظة "فكسونا" هو أن اللحم موجود قبل أن يكسو الله العظام به، وإنما الحاصل هو تغطية العظام باللحم. وهذه العملية موجودة في إحدى مراحل تكون الجنين، حيث يجري تثبيت العضلات على العظام بواسطة الأوتار tendons. ومن العجيب أن معنى الستر يتحقق في نفس الوقت، فيغلظ الجلد ويعتم بعد أن كان شفافا يكشف ما وراءه، وبذلك تحصل عمليتا تغطية العظام باللحم وسترها بإعتام الجلد متزامنتان في وقت واحد، عبر عنهما القرآن بتعبير واحد يدل عليهما هي "فكسونا العظام". فتختفي العظام خلف العضلات وخلف الجلد المعتم ويتحقق المعنى المقصود بالكسوة.

إنما المهم هنا هو أن القرآن لم يتحدث نهائيا عن وقت خلق اللحم، سواء كان المقصود به العضلات الهيكلية أو الجلد.

المراحل حسب علم الأجنة

سأعتمد هنا على موقع "الوقف من أجل التنمية البشرية" وهو موقع غير ربحي، وموثوق، فهو يذكر المرجع لكل معلومة يوردها بحيث يمكنك التحقق من صحتها. وهو من أفضل المواقع التي تناولت مراحل تكون الجنين بتفصيل وإيضاحات وصور وفيديوهات.

وسوف نتعرض فقط للمراحل التي تهمنا من عمر الجنين في هذا الموضوع، وسأنقل الترجمة الحرفية للنصوص التي تهمنا دون أن أضيف شيئا من عندي. ويمكن فتح الرابط والاطلاع على التفاصيل.

مرحلة 3-4 أسابيع

تبدأ الخلايا المتخصصة في ظهر الجنين بتكوين أدمة الجلد والعضلات الهيكلية المستخدمة في الحركات الإرادية.

مرحلة 4-5 أسابيع

في هذه المرحلة يكون سمك جلد الجنين خلية واحدة فقط، فيكون شفافا يسمح برؤية الأعضاء الداخلية أثناء مراحل نموها المبكرة.

مرحلة 6-7 أسابيع

يبدأ تكون العظام بين الأسبوعين السادس والسابع، وأول ما ينشأ من العظام عظم الترقوة والفكين، وتسمى هذه العملية "التعظّم".

وعند ستة أسابيع ونصف يتضح المرفقان ويبدأ الجنين بتحريك يديه. وكذلك تنمو المفاصل، وتظهر بداية تكون الألياف العضلية الأولية مؤكدة نمو العضلات.

مرحلة 7-8 أسابيع

يوما بعد يوم تنمو عظام الجنين. والأضلاع الآن على هيئة غضاريف، بينما العظام الطويلة للأطراف (الذراعين والساقين) تتصلبان.

ومن الأسبوع السابع إلى السابع والنصف تربط الأوتار عضلات القدمين بالعظام، ويظهر مفصل الركبة واضحا، وفي الأسبوع السابع والنصف يمكن للجنين تقريب اليدين لبعضهما وكذلك القدمين.

وعند الأسبوع الثامن فإن أعضاء الجنين الداخلية التي كان يمكن رؤيتها بسهولة تصبح نسبيا مختفية حيث تصبح البشرة مكونة من غشاء ذي طبقتين.

الخلاصة

نخلص من ذلك إلى أن الآية لم تتحدث عن وقت تكون اللحم، سواء العضلات الهيكلية أو الجلد، وإنما تحدثت عن كسوة العظام باللحم، واتضح لنا علميا من مراحل تكون الجنين أن كساء العظام باللحم يتم بعد خلق العظام، حيث يجري خلال الأسبوعين السابع والثامن من الحمل تثبيت العضلات الهيكلية على العظام وفي نفس الوقت بناء البشرة وتعتيمها بعد أن كانت شفافة لتخفي ما خلفها من أعضاء وعظام، فيتحقق معنى الكسوة الوارد في الآية (التغطية والستر) بعد تكون العظام.

 

 

  • الاحد AM 01:24
    2021-12-12
  • 2099
Powered by: GateGold