ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
الزّعْمُ أنّ استعمال القرآن لِلَفظ المكث في تعذيب الكُفّار يدلُّ على فناء النّارِ؛ لأن المكث لا يدل على اللانهاية للحدث.
قال بعضُهم: "مكث: تدل على توقف وانتظار"؛ وزعم أنّ كلمةَ {ماكثون} في قوله تعالى: {وَنَادَوۡا۟ یَـٰمَـٰلِكُ لِیَقۡضِ عَلَیۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} [الزخرف: 77]، لا تدل لساناً [أي: لُغةً] على اللانهاية للحدث؛ وهذا دليلٌ عنده على فناء النّارِ!
ويُرَدُّ على هذه الشُّبْهَةِ، بما يأتي:
أوّلاً: لا يوجد أيُّ دليلٍ في اللسان العربي يَمْنعُ من استعمال كلمة (مكث) لِلدّلالة على اللانهاية للحدث أو الأبدية.
جاء في قاموس «لسان العرب» لابن منظور (711 ھ) في مادة "مكث": والمُكْثُ: الإِقامةُ مَعَ الِانْتِظَارِ والتَّلَبُّث فِي الْمَكَانِ.
ثانيا: قال الزمخشري (538 ھ) عند تفسيره للآية السابقة في «الكشاف»: "فإن قلت: كيف قال {وَنادَوْا يا مالِكُ} بعد ما وصفهم بالإبلاس؟ قلت: تلك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة، فتختلف بهم الأحوال فيسكتون أوقاتا لغلبة اليأس عليهم، وعِلْمِهم أنه لا فرج لهم، ويغوّثون أوقاتا لشدّة ما بهم. {ماكِثُونَ} لابثون؛ وفيه استهزاء. والمراد: خالدون."
فقولُ مالك -خازن جهنّمَ- لأصحاب النّارِ: {إنّكم ماكثون} تعني هنا الإِقامةُ الأبدية؛ لأنّهم كانوا يعلمون أنّهم مُخلّدون في النّارِ، وهم لم يطلبوا أنْ يُقضى عليهم إلاّ لشدّة ما بهم -كما قال الزمخشري-؛ ولذلك أوّلَ جمهور المفسرين لفظ {ماكِثُونَ} بالخلود في عذابِ جهنّمَ. جاء -مثلاً- في تفسير الجلالين، للمحلّي (864 ھ) والسيوطي (911 ھ): "{ماكِثُونَ} مُقِيمُونَ فِي العَذاب دائِمًا."
وقال أبو السعود (982 ھ) في تفسيره «إرشاد العقل السليم»: "{قالَ إنَّكم ماكِثُونَ} أيْ: في العَذابِ أبَدًا، لا خَلاصَ لَكم مِنهُ، بِمَوْتٍ ولا بِغَيْرِهِ."
-
الاربعاء PM 05:57
2020-11-04 - 1031