المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416813
يتصفح الموقع حاليا : 295

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1629120512434.jpg

الإرادة الحرة وأصالتها فى الذات الإنسانية

أجمع أوائل الصوفية على أن الإنسان حر مختار لأفعاله ليس بمستكره عليها وأنها من خلق الله وتقديره قال الكلاباذى : ( وأجمعوا على أن حركة المرتعش خلق الله فكذلك حركة غيره ، غير أن الله خلق لهذا حركة واختيارا وخلق للأخر حركة ولم يخلق له اختيارا ) (1) .

    ويستدل الكلاباذى على حرية الإرادة الإنسانية بالسلوك الخلقى الذى يكتسب الإنسان به الإيمان والكفر والطاعة والمعصية وهذا السلوك يستحيل الجبر فيه فيقول :

  ( والله خلق لهم الاختيار والاستحسان والإرادة للإيمان والبغض والكراهيـة والاستقباح للكفــر ، قال تعالى : { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } ) (2) .

     فموضوع الاختيار البشرى هو الأفعال الخلقية التى يحاسب عليها الإنسان فى الدنيا بإقامة الحدود وفى الآخرة بالجزاء ، فهذا الاختيار هو أساس المسؤلية عند الصوفية وأساس الكسب فى أفعال الإنسان .

ــــــــــــــــــــــــ

1- التعرف لمذهب أهل التصوف ص 62 .   

2- الحجرات / 7  .

     ويذكر الكلاباذى أنهم أثبتوا للإنسان أفعالا اختيارية وأخرى جبرية وأن كل ما يحاسب عليه الإنسان هو اختيارى ، لأن الإجبار عندهم هو أن يستكره الفاعل على إتيان ما يكرهه ويترك الذى يحبه وهذه الصفة ليست فى اكتسابهم الإيمان والكفر والطاعة والمعصية ، بل اختار المؤمن الإيمان وأحبه واستحسنه وآثره على ضده  وكره الكفر وأبغضه واستقبحه ولم يرده وآثر عليه ضده (1) .

    كما ينقل إجماعهم على ذلك بقوله : ( وأجمعوا أنهم مختارون لأكسابهم مريدون لها ، ليسوا بمحمولين عليها ولا مجبرين فيها ولا مستكرهين عليها ، فمعنى قولنا مختارون : أن الله خلق لنا اختيارا  فانتفى الإكراه وليس ذلك على التفويض ) (2) .

    ومن ثم فإننا نستطيع القول بأن الركيزة الأساسية التى قام عليها الاختيار فى الذات الإنسانية عند الصوفية هى الإرادة الحرة ، فالإرادة لها شأن كبير فى تراث أوائل الصوفية وكتاباتهم تدل على اعتقادهم أصالتها فى الذات الإنسانية ، فهم أهل إرادة لله تارة ، وأهل تجرد عن الإرادة لما سواه تارة أخرى ، وما آداب المريدين إلا توجيه لتلك الإرادة فى العمل على مرضاه الله .

ــــــــــــــــــــــــ

1- السابق 65 .

2- السابق 66 .

    يقول الحكيم الترمذى فى وصف الصوفية : أهل الإرادة على ضربين :

   1- منهم من سار فى طريقه إلى ثواب الله يؤدى فرائضه ويتجنب نواهيه ومحارمه ثم يتطوع من أنواع البر ما تهيأ له .

   2- ومنهم من سار إلى الله ليعبده فيؤدى فرائضه ويتجنب محارمه ثم يتحرر من آفات الدنيا وحبها بقطع العلائق من باطنه (1) .   

    ويستدل القشيرى بقوله تعالى : { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه  } (2) .

   على أن الصــوفية أثبتوا للمـريدين اختيارا به ساروا فى طريق القــرب إلـى اللـه (3) .

   والإرادة عندهم سابقة على الفعل بحيث يمكن اعتبارها علته والـدافع لـوقوعـه يقول القشيرى :

    ( إنما سميت هذه الصفة إرادة ، لأن الإرادة مقدمة على الفعل وعلى كل أمر ، فما لم يرد العبد شيئا لم يفعله ) (4) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- آداب المـريدين للحكيـــم التـرمــذى تحقيــق الـدكتـور عبــد الفتـاح عبــد اللـه بركه ص 33 : 34 .

2- الأنعام / 52 .

3- الرسالة القشيرية حـ 2 ص 433 . 

4- السابق حـ 2 ص 433 .

ولعلهم كانوا يقصدون بالنية توجيه الإرادة للعمل إلى هدف واحد مع اختلاف الأعمال والعبادات ، هذا الهدف هو إرضاء الله ومحبته ولذلك قالوا :

     ( إن النية هى روح العمل وقلب المؤمن ، فالنية أو القصد إنما يجئ تمام الأعمال على شبيه أول القصد منه ) (1) .

* الفرق بين النية وحديث النفس :

    ويسمى الحارث المحاسبى الإرادة وعملها قبل ظهور الفعل على الجوارح : اعتقاد القلب ، ويفرق بينه وبين حديث النفس مستدلا بقوله تعالى :

   { لا يؤاخـذكم الله باللغو فى أيـمـانكم ولكن يؤاخـذكـم بـما كـسبـت قلـوبكـم } (2) .

فكسب القلب هو ماعقده داخله بفعل الإرادة ، ويأتى العمل فى الجوارح تبعا لها فإن تخلف العمل فى الجوارح مع قيام الإرادة ، فإنها عقد القلب وهو مؤاخذ بها ، ويذكر المحاسبى الدليل على ذلك وهو ماورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

   ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار قيل :

ــــــــــــــــــــــــ

1- قوت القلوب حـ 1 ص 175 .  

2- البقرة / 225 .

    يارسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال : لأنه أراد قتل صاحبه ) (1) .

    يقول المحاسبى معقبا : ( ألا ترى أنه بإرادة قلبه قتل صاحبه شهد له النبى صلى الله عليه وسلم بالنار ولم يقتـل وقـد نــوى ، واللـه عـز وجـل يؤاخـذه بباطنه وبعقد قلبه إذا كان مقيما على الفعل مصرا على ذلك ) (2) .

    فالإرادة عند المحاسبى محلها القلب وهى التى تكسب العمل معنى الخير والشر والصلاح والفساد وهذا الاعتقاد هو مادل عليه قوله تعالى :

    { كل نفس بما كسبت رهينة  } (3) .

 وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ

ــــــــــــــــــــــــ

1- أخرجه البخارى فى كتاب الإيمان ، باب وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا برقم (31) ومسلم فى كتاب الفتن ، باب إذا توجه المسلمان بسيفيهما برقم (2888) والنسائى فى كتاب تحريم الدم ، باب تحريم القتل حـ 7 ص 125 ، والبيهقى حـ 8 ص 190 وأحمد حـ 5 ص 48وابن ماجه برقم (3965) . 

2- القصد والرجوع إلى الله ، للحارث بن أسد المحاسبى ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ص 92 : 93 ، وانظر قوت القلوب حـ 2 ص 161 .

3- المدثر / 38 .

 ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله  ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امــرأة ينكحهــا فهجـرته لما هاجر إليه ) (1) .

   فالنية هى فعل القلب واعتقاده وهى فى باطن الإنسان وجذور القلب وهى موضع النظر والعمل فى متابعة الملائكة لأفعالها ففى الحديث :

      ( إذا أراد عبدى أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وأن تركها من أجلى فاكتبوها له حسنه  وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإذا عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ) (2) .

     فالحديث دل على أن الأعمال مبنية على فعل الإرادة ، وفعل الإرادة

ــــــــــــــــــــــــ

1- أخرجه البخارى فى كتاب الإيمان ، باب من هاجر فله ما نوى برقم (54) ومسلم فى كتاب الإمارة ، باب إنما الأعمال بالنية برقم (1907) وأبو داود فى كتاب الطلاق ، باب فيما عنى به الطلاق والنيات برقم (2201) والنسائى فى كتاب الطهارة ، باب النية فى الوضوء برقم (58) وابن ماجه فى كتاب الزهد   بـاب النيـة برقم (4227) وابن الجارود فى المنتقى برقم (64) والدارقطنى فى سننه حـ 1 ص 50 .

2- أخرجه البخارى فى كتاب التوحيد ، باب يريدون أن يبدلوا كلام الله برقم (7501) وأخرجه مسلم فى كتاب الإيمان ، باب إذا هم العبد برقم (128) وأخرجه أحمد فى المسند  حـ 2 ص 242 .

   هو أساس صلاح القلب أو فساده كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

     ( ألا إن فى الحسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) (1) .

    وأما حديث النفس عند المحاسبى فهو مختلف عن الإرادة ، حيث ينشأ عن الخواطر التى تدور فى القلب وغالبا ما تكون من الفكر والروية ، وقد مثل له بحديث بن مظعون حيث قال :

يارسول الله نفسى تحدثنى أن أطلق خوله .

فقال : مهلا ، فإن من سنتى النكاح .

قـال : نفسى تحدثنى أن أجب نفسى .

قـال : مهلا ، إن خصاء أمتى دؤب الصيام .

قـال : نفسى تحدثنى أن أترهب بنفسى .

قـال : مهلا ، رهبانية أمتى الحج والجهاد .

قـال : نفسى تحدثنى أن أترك اللحم .

قـال : مهلا ، فإنـى أحبته ولــو أصبتـه لأكلتـه ولـو سألتـه ربـى

ــــــــــــــــــــــــ

1- أخرجه البخارى فى كتاب البيوع ،  باب الحلال بين والحرام بين برقم (2051) وأبو داود فى كتاب البيوع ، باب اجتناب الشبهات برقم  (3329) والنسائى فى كتاب البيوع باب اجتناب الشبهــات حـ 7 ص 241  ،  وأحمد حـ 4 ص 270 .

لأطعمنى ) (1) . 

    يقول المحاسبى : ألا ترى أن قول النبى صلى الله عليه وسلم : مهلا حيث يقول عثمان : نفسى تحدثنى فحديث النفس إنما هو تروّيه  والدليل على أنه تروّيه أنه لم يفعل ولم يمض فيما حـدث به نفسه ، إذ لم يستوطن اعتقاد الفعل بقلبه ولم تسكن النفس إلى ذلك وإنمـا يحـل بقلبـه خطرات بغير استيطان (2) .

     ويذكر المحاسبى أن هذه الإرادة لها وجهة واحدة بين طريقين معروضين أمامها فإذا توجهت إلى أحدهما ، ستفارق الآخر حتما ومحال أن يجمع بين نيتين ، فلا يكون قلب مصرا على معصية الله ومستعملا بكمال طاعته ، والدليل على ذلك عنده هو قوله الله تعالى : { ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه   } (3) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- حديث عثمان بن مظعون ورد بألفاظ أخرى وهو حسن لغيره ، انظر الإحسان فى تقريب صحيح ابن حبان حـ 1 ص 185 ومصنف عبد الرزاق برقم (10375) ورواه البزار بإسناد صحيح برقم (1458) وأحمد فى المسند  حـ 6 ص 268 والبيـهقى فى مجمع الزوائد حـ 4 ص 301 وأخرجه ابن سعد فى الطبقا ت حـ 3 ص 394 .

2- القصد والرجوع إلى  الله ص 95 .

3- الأحزاب / 4 .

    فإذا كان القلب مشتغلا بالإصرار عمى عن البصيرة ، ولا يرى حسنا تتوق إليه النفس رغبة فى ربه ، ولا قبحا يتجنبه رهبة منه ، فتجره أسباب الفتنة إلى مصارع الهلكة (1) .

   والنية عند أوائل الصوفية ركن من أركان الإيمان وهى عقد القلب كما سبق ويلزم فيها الإخلاص لقبول العمل يقول أبو سعيد الخراز :

     ( إن الإخلاص الذى أمر به الله عز وجل فى قوله تعالى :

  { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } (2) .

   هو أن يكون العبد يريد الله عز وجل بجميع أعماله وأفعاله وحركاته كلها ظاهرها وباطنها لا يريد بها إلا الله وحده ) (3) .

    فإرادة العبد لمرضاة الله تنفى الشرك ، ولذلك جعل المحاسبى الإخلاص فرض فى جميع الأعمال ، فعندما سئل عن كونه فرضا أو فضيلة ؟

قال : الإخلاص لله عز وجل فرض لازم لجميع الأعمال لأن الله عز وجل يقول :

ــــــــــــــــــــــــ

1- السابق ص 95 .

2- الكهف / 110 .

3- كتاب الصدق لأبى سعيد الخراز ص 17 .

 { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } (1) .

     فكل من داخله إعجاب أو رياء أو حب محمدة أو كراهية مذممة فى اسقاط المنزلة ، فليس بمخلص فى عمله لأن الله عز وجل لا يقبل إلا ماكان خالصا لوجهه ) (2) .

   ويضيف المحاسبى فى كتابه الرعاية تفصيلا دقيقا فى بيان الإخلاص ونفى الرياء وأن إرادة العبد هى الفيصل فى ذلك ، فالرياء عنده ينافى إرادة العبد لمرضاة الله ، وصلاح النية يكمن فى إرادته للحق ، فالنية هى الممثلة لقيمة العمل وأصلها الإرادة ، والعمل مع فساد النية مردود على صاحبه ويجازى المرء عن نيته إذا تخلف عمل الجوارح بحصول العجز وفقد الاستطاعة كمن أتم العمل سواء بسواء .

    ويضرب المحاسبى لذلك مثلا برجل عزم من الليل أن يقتل النفس التى حرم الله ، أو يفعل فاحشة بحرمة مسلم ، أو يكفر بالله إذا هو أصبح ونوى ذلك بقلبه وعزم بإرادته ثم مات على تلك النية وذلك الإصرار حشره الله على ما عقده عليه ونوى ، فإذا حل الإصرار عن القلب وعزم على عدم الفعل وندم على ما كان منه فهو تائب إلى الله عز وجل مأجور .

ــــــــــــــــــــــــ

1- البينة / 5 .

2- القصد والرجوع إلى الله ص 93 ، 94 وانظر الرعاية لحقوق الله ص 132 .

    ودليله فى ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم :

     ( يغزو جيش الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ، قالت عائشة : كيف يخسف بأولهم وآخرهم ، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ، قال : يخسف بأولهم وآخرهم ثم     يبعثون على نياتهم ) (1) .

    وقـد تعارف مشايخ الصوفية فى أواخر القـرن الثالث الهجـرى على مصطلـح ( القصود ) ومعناه عندهم صدق الإرادات والنيات المقـرونة بالنهـوض إلى الله (2) .

   قال أحمد بن أبى الحوارى (3) : ( من قصد فى قصوده ـــــــــــــــــــــــ

1- أخرجه البخارى فى كتاب الحج ، باب هدم الكعبة برقم (1595) وأخرجه مسلم فى كتاب الفتن ، باب اقتراب الفتن برقم (2882) وأبو داود فى كتاب المهدى برقم (4289) وانظر الرعاية لحقوق الله ص 127 والقصد والرجوع إلى الله ص 94 .

2- اللمع ص 446 ، 447 وكشف المحجوب ص 472 ، 473 .

3- هو أحمد بن ميمون المكنى بأبى الحسن من أهل دمشق ، قال عنه الجنيد : ريحانة الشام ، طلب العلم ثلاثين سنة ثم حمل كتبه إلى البحر فأغرقها ، وكان من الزاهدين الورعين ، مات سنة 230 هـ انظر الرسالة القشيرية حـ 1 ص 105 ، حلية الأولياء حـ 1 ص 32 ، صفة الصفوة حـ 4 ص21 ، طبقات الشعرانى ص 96 ، مرآة الجنان حـ 2 ص 153 ، تهذيب التهذيب حـ 1 ص 49 .

قلت : من أغرق كتب العلم فى البحر فكيف يكون ريحانه .

غير الحق فقد عظمت استهانته بالحق ) (1)

     فالإنسان  مثاب فى المقام الأول على إرادته وما ينشأ عنها من قصود ورغبات ونيات ، أما الحركات والسكنات التى تحدث فى أعمال الجوارح وتنشأ عنها الأفعال ، فهى عندهم فعل الله وخلقه سواءا كانت طاعة أو معصية وهى تابعة لإرادة العبد ونيته ، والنية هى التى تكسب العمل النسبة إلى معانى الخير أو الشر .

     وهذا الفهم الصوفى لأوائل الصوفية يوفق بين كون الأفعال مخلوقة لله من جهة وكون العبد مسؤلا عن فعله مكتسبا له مجازى عليه من جهة أخرى ، فالأفعال مخلوقة لله وهى على حالة محايدة لا هى بالخير ولا هى بالشر ، فإذا تلبست بها إرادة العبد ظهر معنى لأفعال الحلال والحرام .

    ولبيان الفكرة من المنطق الصوفى لأوائل الصوفية نضرب مثلا بمباشرة الرجل للمرأة فهو فعل واحد ، ولكنه يكون حلالا يؤجر عليه المرء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

  ( وفى بضع أحدكم صدقة ) (2) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- اللمع ص 447 .

2- أخرجه الإمام مسلم فى كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد برقم (53) وأبو داود فى كتاب التطوع برقم (13) وأحمـدحـ5 ص167 .

     وتارة يكون زنا يعاقب عليه كما قال تعالى :

   { الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة                   جلــــدة } (1) والفاصل بين هاتين الحالتين نية العبد وموافقة       الفعل لمنهج الله .

   ويشترط الصوفية الأوائل شرطين لكى يكون العمل مقبولا يحمل معنى الخير وطاعة الله :

أحدهما : مطابقة العمل للشريعة وأحكام الدين .

والثانى : توجيه الإرادة وإخلاص القصد لله بحيث يكون مبتغاه من العمل مرضاة الله ولا شئ سوى مرضاة الله.

  ويحبط العمل عندهم إذا خلا من أحد هذين الشرطين (2)  .

   ويذكر الهجويرى فى كشف المحجوب أن أوائل الصوفية يرون اختيار الله لهم هو الذى يفصل فى معنى الخير والشر ، ويجب أن يتفوق مراد الله على مرادهم لأنفسهم ، فيرضون بكل ما اختاره لهم من خير أو بعد عن الشر  (3) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- النور /2 .

2- القصد والرجوع إلى الله ص 68 .

3- كشف المحجوب ص 470 .

     سئل أبو اليزيد البسطامى (1) عن الأمير فقال : ( هو من لا اختيار له ، ومن كان اختيار الله اختياره ) (2) .    

     فالإرادة التى يتم بها الفعل منسوبة إلى العبد أصالة وهى مناط الثواب والعقاب ، ويفرد الصوفية فصولا فى كتبهم عن الرياء واستجلاب رضا الناس والحكام وإرضاء النفس وغير ذلك ، كبدائل لابتغاء مرضاة الله أمام الاختيار الإنسانى ، وذلك كله يوضح اعتقادهم باختيار الانسان بين طاعة الله وبين معصيته ، أى بين الحلال والحرام وبين الخير والشر .

   ويكثر الصوفية الأوائل من الكلام عن مراحل النية كالهمة والإرادة والعزيمة والتفرقة بين الرياء والمداهنة والمجاملة والنفاق وخصوصا فى كتاب المحاسبى الرعاية لحقوق الله ، وهذا الكتاب فى جمتله دستور

ــــــــــــــــــــــــ

1- هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامى ، كان جده مجوسيا ، أسلم ومعه ثلاثة إخوه كلهم زهاد عباد ، وكان أجلهم حالا ، وهو من أهل بسطام ، ورد عنه كلام بديع فى اتباع السنة ، وورد عنه أيضا كلام شنيع كقوله : ما فى الجبة إلا الله   وغير ذلك والشأن فى صحته إليه ، انظر حلية الأولياء حـ 10 ص 33 ميزان الاعتدال حـ 1 ص 481 مرآة الجنان حـ 2 ص 173 والبداية والنهاية  حـ 11 ص 35 طبقــات الأوليـــاء لابن ملقــن ص 397 وإحياء علـــوم الدين لأبى حامــد الغزالى حـ 4 ص 356 ، 357 .

2- كشف المحجوب ص 470  .

عميق يحمل الفهم الدقيق للخواطر النفسية والطريقة المثلى للإيمان العميق والاتصال الوثيق مع الله تعالى وعنوان الكتاب نفسه دليل على ذلك وكذلك كتاب الوصايا .

     وهذان الكتابان الى جانب ما خلفه التسترى والمكى وغيرهما من تراث يشير بصورة واضحة إلى أهمية العوامل والدوافع النفسية والوجدانية فى الحياة الصوفية عند الأوائل من ناحية وأهمية النظرة إلى الضروريات والأسباب الواقعه فى حياتهم فى تشكيل مفهوم الحرية الإنسانية من ناحية أخرى .

     يقول الدكتور كمال جعفر : وخلاصة الدراسات النفسية والأخلاقية فى هذا الميدان أن فى الإنسان مبدأين يتصارعان :

   [1- مبدأ يدعوا إلى التسفل وقد أمر الإنسان بمخالفته .

   [2- مبدأ يدعو إلى الترقى وقد أمر الإنسان بمعاضدتة .

والناجح فى الحياة الروحية من أعطى المبدأ الثانى اليد العليا (1) .

    ويربط أغلب الأوائل من مشايخ الصوفية ربطا محكما بين تطبيق الشرع والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبين مبدأ الترقى ، حين يصرون على أن النجاح لا يكون إلا بتطبيق شريعة الله عز وجل وعدم مخالفة الكتاب والسنة ، حيث أنه لايوجد مصدر ــــــــــــــــــــــــ

1- التصوف طريقا وتجربة ومذهبا ص 95 ، 96 .

للخير عندهم سوى طاعة الله وتطبيق شريعته .

     ومن ثم فالشر والعمل بخلاف ما أمر به الوحى ولغير وجه الله عز وجل هو شرك خفى أو شرك ظاهر أو كفر أو معصية ، ويغلب الشر على الفعل بمقدار غلبه الكفر والمعصية على الإيمان والطاعة فيه ، فليس للشر معنى عقلى مستقل فى الوجود بل هو ما حرمه الله وكـذلك الخير كل ما أمـر الله به .

   ولقد أحسن الجنيد حينما لخص ذلك فى عبارة واحدة فقال :

    ( الطرق كلها مسددة على الخلق إلا من اقتفى أثر النبى صلى الله عليه وسلم ، فإن طرق الخيرات مفتوحة عليه ) (1) .

    ومن ثم يرفض أوائل الصوفية القول بإيجاب المعارف العقلية وينفون قدرة العقل البشرى وحده على معرفة الخير والشر ، ومعرفة ما يؤدى إلى كل منهما من الأفعال ، حيث لا يوجد خير بالذات ولا يوجد شر بالذات ، بل أوامر الله خير ونواهيه شر ، ومن ثم وجب معرفة ذلك من الوحى وليس من العقل وحده .

     فمصدر الشر إذا عند مشايخ الصوفية هو اختيار العبد وإرادته من الفعل غير مرضاة الله أو مخالفته لأوامر الله التشريعية ، وحيث أن الإرادة الإنسانية أصيلة عند العبد وهو مسؤل عنها فإن أوائل الصوفية ــــــــــــــــــــــــ

1- سبق تخريجه انظر ص 78 .

    نزهوا الله بذلك عن فعل الشر أو إرادته له إرادة شرعية من حيث أنه نهى عنه وإن كان الفعل مخلوقا له .

    ومما تقدم فى المبحث الأول نجد أن أوائل الصوفية قرروا أن الفعل من حيث كونه مخلوقا لله عز وجل هو فعل محايد ليس شرا ولا خيرا وإنما الذى يصبغ عليه الصبغة الخلقية هو كسب العبد له حسب اختيار ونية معينة .

    فإن كان الكسب للفعل ابتغاء مرضاة الله وهو واقع حسب شرعه ومنهجه فإنه يصبح طاعة وخيرا ، فالذى جعله خيرا هو نية العبد وكسبه   وإن كان الكسب لفعل ابتغاء الدنيا وحسب الهوى ورغبة للنفس وفجورها مخالفا لحكم الله وأوامره التشريعية كان شرا .

   وهنا يظهر التوافق بين اعتقاد أهل السنة والجمــاعة ومشايخ الصوفية الأوائــل فى إبرازهم لحقيقة القرآن كما هى دون مخالفة فى هذا الباب ففى قــوله تعالـى :

    { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا } (1) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- الإسراء / 18 : 20 .

   فالاعتقاد الذى حملته هذه الآيات يشهد بسلامة الاعتقاد الصوفى للأوائل إذ أنها دلــت علـى عدة أمور :

  1- إثبات الإرادة الإنسانية حرة وأصيلة فى العبد يختار بها أحد الطريقين المعروضين أمامه ، طريق ممثل فى العاجلة أو الدنيا وآخر ممثل فى الآخرة .

  2- أن الله يخلق الفعل فى العبد بناءا على اختياره وإرادته حيث نسب تحقيق المراد للإنسان أو عدم تحقيقه إلى نفسه وحسب مشيئته فى الابتلاء فقال تعالى : { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } فليس كل ما يريده الإنسان ويتمناه يحققه الله بعد تمنيه مباشرة ، كالمثل الذى ضربه المحاسبى وذكر فيه إرادة القاتل القتل وموته قبل ذلك فحوسب على نيته .

3- أن الله سبحانه وتعالى يمد الكافر والمؤمن بالفعل على السواء فيعطى الكافر القدرة على أفعال الكفروالإيمان ويعطى المؤمن القدرة على أفعال الإيمان والكفر تحقيقا للابتلاء .

 * الصـــوفية وإسقــاط الإرادة :

     أخطأ بعض السالكين من أوائل الصوفية وظنوا أن الطريقة الكاملة للتصوف ألا يكون للعبد إرادة أصلا وليس هذا ما عناه مشايخ الصوفية لما نادوا بالتجـرد عـن الإرادة كقـول أبى يزيد البسطامى :

 

 ( أريــد ألا أريــد ، لمـا قيل له : مــاذا تريــد ؟ ) (1) .

   ويعلق ابن تيمية على العبارة السابقة بقوله :

 ( والواقع أن عبارة أبى يزيد البسطامى تبين أنه قد أراد ) (2) .

   ويقول : ( بعض الصوفية حملوا كلام المشايخ الذين يمتدحون بترك الإرادة على ترك الإرادة والاختيار مطلقا ، وهذا غلط منهم على الشيوخ المستقيمين إذ أنهم لا يسوغون للسالك ولو طار فى الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهى الشرعيين ) (3) .

    وتتضح هذه الفكرة إذا علمنا أن أوائل الصوفية يحاولون فى منهجهم السعى إلى مرضاة الله ومن ثم فإنه من المفترض أن يختاروا لأنفسهم ما اختاره الله لهم ودعاهم إليه فينبذوا الدنيا ويفضلوا الآخرة كما قال تعالى : { والآخرة خير وأبقى } (4) .

    ولشدة الالتزام المتوقع بهذا الطريق بدا عليهم وكأنهم مسلوبى الإرادة متجردين عنها تماما يحركهم الله كيف شاء شرعا وكونا ولذلك يقول القشيرى :

ـــــــــــــــــــــــ

1- التنوير فى إسقاط التديبر ص 110 .

2- كتاب السلوك لابن تيمية ص 494 .

3- السابق ص 516 .

4- الأعلى / 17 .

   ( المريد فى عرف هذه الطائفة من لا إرادة له فمن لم يتجرد عن إرادته لا يكون مريدا ) (1) .  

     وإن دل ذلك على شئ فإنما يدل على مدى إثبات الصوفية لأصالة الإرادة فى الذات الإنسانية يقول الواسطى : ( أول مقام المريد : إرادة الحق سبحانه وتعالى بإسقاط الإرادة ) (2) .

   فالذين نظروا إلى أن المشايخ فرغوا من الإرادة مطلقا ولم يبق لهم مراد إلا ما يقدره الرب ، وأن هذا المقـام هو أكمل المقامات التى أدت بالأوائــل إلى منزلتهــم الرفيعة جانبـوا الصـواب تماما ، لأنهم لا يعنون التحلل من أوامر الشرع بإسقاط الإرادة أو الاحتجاج بالقدر ، وإنما أرادوا كمال الانضباط .

   وخير دليل على ذلك مـن كلامهــم مـا ذكره أبو بكر الدقاق حيث قال : ( لا يكون المريد مريدا حتى لا يكتب عليه صاحب الشمال عشرين سنة ) (3) .

   ويقصد بذلك استقامة المريد العابد بإرادته واختياره على الطريق الذى اختاره الله له والمتمثل فى الالتزام بأحكام العبودية وكثرة التطوع ــــــــــــــــــــــــ

1- الرسالة ص 433 .

2- السابق ص 473 .

3- الرسالة حـ 2 ص 434 .

والتنفل إلى أن يبلغ درجة لا يجد الملك الموكل بكتابة السيئات شيئا يكتبه عليه مدة عشرين عاما على تقدير الدقاق ، وعلى هذا أيضا يحمل قول أبى يزيد السابق : ( أريد ألا أريد ) أى أريد الالتزام بالأمر والنهى فى طريق التكليف ولا أريد غير ذلك .

     فملازمته لطريق الله إنما يكون بقوة الإرادة وأصالة الاختيار فيه  وصـدق الباعث من الإخـلاص فى القصد بالهمة والعزيمة .

    ويفرد السراج الطوسى بابا فى كتابه اللمع يرد به على من غلط فى عين الجمع وظـن أن المقام هو مقام القول بالجبر حتى يصل إلى شهود أفعال الربـوبيـة فقـال :

    ( وجماعة غلطوا فى عين الجميع فلم يضيفوا إلى الخلق ما أضاف الله تعالى إليهم ولم يضيفوا أنفسهم بالحركة فيما تحركوا فيه وظنوا أن ذلك منهم احترازا حتى لا يكون مع الله شئ سوى الله ) (1) .  

    فبين أن ذلك أداهم إلى الخروج من الملة وترك حدود الشريعة لقولهم أنهم مجبرون على حركاتهم حتى اسقطوا اللائمة عن أنفسهم عند مجاوزة الحدود ومخالفة الإتباع (2) .

   ويذكر السراج أن من هؤلاء من أخرجه ذلك إلى الجسارة على ــــــــــــــــــــــــ

1- اللمع ص 549 .

2- السابق ص 549 .  

التعدى والبطالة وطمعته نفسه على أنه فيما هو عليه مجبور (1) .

   وقد يظن بعض الصوفية أن الوقوف مع إرادة الأمر والنهى يكون فى السلوك والبداية ، أما النهاية فلا تبقى إلا إرادة القدر وهذا ضلال بين وخروج عن الطاعة والعبادة مما يؤدى بهم إلى أن يكونوا من أعوان الفجار والكفار حيث شهدوا القدر معهم ولم يشهدوا الأمر والنهى الشرعيين (2) .

   وهؤلاء بعض الملاتية الذين يفعلون المعاصى والمنكرات ويقولون لا ملامة .

    وقد نقل الهجويرى كثيرا من أفعالهم وبين خطأهم فى ذلك (3) إلا أن الأصل فى إسقاط الإرادة عند المستقيمين من المشايخ يختلف عن المنحرفين فى فهمها وقد سئل سهل بن عبد الله عن رجل يقول : أنا مثل الباب لا أتحرك إلا أن يحركونى ؟

فقال سهل : ( هذا لا يقوله إلا أحد رجلين : إما رجل صديق وإما رجل زنديق ) (4) .

ــــــــــــــــــــــــ

1- السابق ص 549 .

2- كتاب السلوك ص 499 .

3- كشف المحجوب 260 : 265 وانظر الفتوحات لابن عربى حـ 3  ص 46 .

4- اللمع ص 549 .

فالأول عنده صديق لأنه اختار اختيار الله له فلا يتزحرج عنه ويرجع فى كل شئ إلى الله ، والتزم الأمر على ما ينبغى من المتابعة وحسن الطاعات والقيام بشرط الأدب وسلوك المنهج على حد الاستقامة .

والثانى عنده زنديق لأنه احتج بالقدر على المعصية واسقط اختياره مطلقا تحت ستار القدر فأزال اللائمة عن نفسه فى ركوب المآثم بغواية الشيطان وتسويله وتأويله الباطل (1) .

    ومن جملة ما تقدم فى هذا المبحث نخلص إلى القول بأن أوائل  الصوفية يقررون فى إرادة الإنسان الأمور الآتية :

أولا : وجود الإرادة الحرة كمصدر أصيل لأفعال الإنسان ، وأنها ذاتية منه بمعنى أنها مصدر أول وأصيل لكل الحركات والسكنات فى أعمال القلوب والجوارح ومصدر للنيات والرغبات والقصود وجميع الاختيارات الإنسانية .

ثانيا : أن هذه الإرادة إرادة مختارة وليست مجبرة أو مسيرة فالأسلوب العام الذى سلكه أوائل الصوفية يثبت الاختيار ويؤكده ، فهم يطرحون أمام الإرادة الإنسانية طريقين يختار العبد بينهما ، طريق يؤدى إلى الدنيا بصفة عامة وطريق يؤدى إلى الآخرة ، ودور هذه

ــــــــــــــــــــــــ

1- السابق ص 550 بتصرف .

      الإرادة يكاد ينحصر فى الاختيار بين الأفعال التى يحصل بها الصوفى الدنيا أو الأفعال التى يفوز بها بالآخرة .

ثالثا : وجود الضدين اللازمين والضروريين لصحته عقلا حيث أثبتوا وجود شيئين مطروحين فى آن واحد إذا مال إلى  أحدهما حتما سيفارق الآخر ، فهما فعلان أو سلوكان يدل اختيار العبد لأحدهما دون الآخر على رغبة فيه تجاهه وإرادة وإيثار وحب .

رابعا : أن الإرادة الإنسانية اختيارها ليس اختيارا مطلقا فلا يستطيع أن يختار على التفويض بين جميع الأشياء فى آن واحد وإنما الاختيار محدود بطريقتين لحظة حدوثه ، وهذا ما استدل له المحاسبى بقوله تعالى (1) : { ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه } (2) .

خامسا : أن منهج أغلب الأوائل فى التجرد عن الإرادة إنما هو مقصد شرعى يؤدى إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويثبت أصالة الإرادة فى الإنسان مع إعلان أغلبهم البراءة ممن استغل اسقاط الإرادة فى التحلل من الشرع والاحتجاج بالقدر على الجبر وفعل المعاصى .

ــــــــــــــــــــــــ

1- انظر القصد والرجوع إلى الله ص 95 .

2- الأحزاب / 4 .

 

سادسا : اتفاق المبادئ بين أوائل الصوفية وأهل السنة فى كون الدليل الشرعى هو الحجة فى هذا الباب ، وهذا بين واضح من خلال ما تقدم وما ذكـره ابن تيميـة وأبوعثمان الصابونى وغيرهما (1) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــ

1- انظر عقيدة أصحاب الحديث لأبى عثمان الصابونى ص 78 ، وما بعدها ضمن مجموعة بعنوان عقيدة الفرقة الناجية ، إعداد عبد الله حجاج القاهرة سنة 1400 هـ وانظر الصفدية لشيخ الإسلام ابن تيمية حـ 1 ص 55 وما بعدها ، والاستقامة لابن تيمية حـ 1 ص 86 : 102 .

 

  • الاثنين PM 04:28
    2021-08-16
  • 1218
Powered by: GateGold