المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415589
يتصفح الموقع حاليا : 374

البحث

البحث

عرض المادة

التطور النهائي في مزاعم القادياني

لقد ظل القادياني على مزاعمه المذكورة بأنه شبيه عيسى ومثيله، وذلك لأن صفات عيسى قد تجسدت فيه وذلك إلى زمن غير يسير . ثم نلحظ فيه تطورا ً آخر منذ عام 1901م تقريبا ً ، إذ أنه خطا خطوة أخرى في هذا المجال وادعى : أنه هو المسيح الموعود حقا ً من دون ريب بالمعنى المذكور وأنه شبيه الأنبياء لهذا السبب . وهذا الأمر يظهر لنا بوضوح في رسالة بعث بها إلى هيئة فكرية وتعليمية في الهند وهي ( ندوة العلماء ) وذلك في عام 1902م . لقد جاء في هذه الرسالة : فكما ذكرت مرارا ً أن الكلام الذي أتلوه هو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرآن والتوراة . وأنا نبي وبروري من أنبياء الله. ويجب على كل مسلم طاعتي في الأمور الدينية ويجب على كل مسلم بأني المسيح الموعود . وكل ما سعته دعوتي فلم يحكمني 0 أي يتخذني حكما ً فيما شجر بينهم من الخلافات ) ولم يؤمن بأني المسيح الموعود ، وبأن الوحي الذي ينزل عليّ من الله هو مثول ومحاسب في المساء وإن كان مسلما ً . لأنه قد رفض الأمر الذي وجب عليه قبوله في وقته . إنني لا أقتصر على قولي : إن كنت كاذبا ً لهلكت ، بل أضيف إلى ذلك ، أنني صادق كموسى وعيسى وداوود ومحمد صلى الله عليه وسلم . وقد أنزل الله لإثباتي وتصديقي آيات سماوية تربو على عشرة آلاف . وقد شهدني القرآن وحدد الأنبياء زمن بعثتي وهو هذا العصر الذي نعيش فيه . وقد شهدني كذلك القرآن وحدد عصري ، وشهدتني السماء والأرض والأنبياء جميعا ً . (2)  

 

  وبالإضافة إلى هذه العبارة ، فلدينا كتاب آخر ، طبع لأول مرة في عام 1903م وهو ( مواهب الرحمن ) الذي كرر فيه معظم ما زعمه في رسالته المذكورة إلى ندوة العلماء . وإليكم أهم ما ورد في هذا الكتاب : 

_____________

 (1) مواهب الرحمن لمرزا غلام أحمد قادياني ص 39 ــ 50 

 (2) تحفة الندوة للقادياني ص 4

  1- أعلم ان موضوع أمرنا هذا ، هي الدعوة التي عرضتها على الناس وقلت أني أنا المسيح الموعود والإمام المنتظر المعهود ، وحكمني الله ( اي جعلني حكما ً ) لرفع اختلاف الأمة ، وعلمني من لدنه ، لأدعوا الناس على البصيرة . (1)      

 

  2- هل غضبوا على ما قلت : أن عيسى مات ، وأني أنا المسيح الموعود الذي يحيي الأموات ؟ ولو فكروا في القرآن من غضبوا . ولو اتقوا لما تغيظوا . وأن موت عيسى خير لهم لو كانوا يعلمون . وأن الله أعطاهم مسيحا ً كما أعطى اليهود مسيحا ً ، ما لهم لا يفهمون . (2) 

 

  3- وأن ظهور المسيح من هذه الأمة ليس أمرا ً يعسر فهمه على ذوي الفطنة . بل تظهر دلالته عند التأمل والمقارنة . أعني عند موازنة السلسلة المحمدية بالسلسلة الإسرائيلية. ولاشك أن سيدنا محمد سيد الأنام وصدر الإسلام كان مثيل موسى . فاقتضت رعاية المقارنة أن يبعث في آخر زمن الأمة مثيل عيسى .

 

  وإليه أشار ربنا في الصحف المطهرة . فإن شئتم فكروا في سورة النور والتحريم والفاتحة . هذا ما كتب ربنا الذي لا يبلغ مبلغ علمه العالمون . فبأي حديث بعده يؤمنون ؟ 

 

  وأنه جعلني مسيحه وأيدني بآيات كبرى . وعطلت العشار وترون القلاص لا يركب عليها ولا يسعني. ورأيتم يا معشر الهند والعرب كسوف القمرين في رمضان فبأي آيات ربكما تكذبان ؟ (3)

 

  ومن الجدير بالملاحظة أن هذا التطور الأخير ليس بدعا ً ولام غيرا ً عن تطوراته الأولى والثانية .  بل هي الحلقة النهائية لنفس المزاعم . وذلك أنه في هذه المرحلة الأخيرة لم يأت بشئ جديد ، بل إنما يؤكد كونه المسيح بالتجسد . وفي المرحلة الاولى كان يعتبر نفسه مجرد مجدد ومهدي ، وفي المرحلة الثانية ظن ـــ بإيحاء  من بعض مريديه ـــ أنه شبيه عيسى ومثيله وفق نظرية التجسد ، ثم صار هذا الظن والتخمين يقينا ً وتأكيدا ً في هذه المرحلة النهائية . ولم يرتب أبدا ً في هذه المرحلة كونه مسيحا ً وفق نظرية التجسد ، وبما أن المسيح عليه السلام كان نبيا ً ، زعم أنه هو الآخر يشبه الأنبياء ، وإن لم يكن من الأنبياء حقيقة . وبالإضافة إلى هذا التأكيد واليقين زعم أن الله أعطاه آيات وبينات ومعجزات منها خسوف الشمس والقمر في رمضان لأجله على حد زعمه ، وأمور أخرى كثيرة . وكذلك توعد بالعقاب عند الله كل من عارضه وعانده ، ثم طبق على نفسه كل الآيات القرآنية التي جاءت في التنديد بالمشركين المعارضين للرسول عليه السلام وتهديدهم وإنذارهم بالعقاب الشديد .

 

       

_____________

 (1) مواهب الرحمن ص 12   

 (2) مواهب الرحمن ص 32  

 (3) نفس المصدر ص 33

  • السبت PM 05:50
    2021-07-03
  • 1195
Powered by: GateGold