المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417463
يتصفح الموقع حاليا : 235

البحث

البحث

عرض المادة

البيان في تفسير القرآن الكريم

البيان

       والكتاب الثاني الذي يمثل جانب الاعتدال ، والبعد عن الغلو إلى حد ما ظهر في عصرنا هذا ، هو " البيان " في تفسير القرآن " ألفه السيد أبو القاسم الموسوى الخوئى " ، المرجع السابق للجعفرية بالعراق . ومع أن الكتاب لم يظهر منه إلاَّ المجلد الأول الذي يشمل المدخل وتفسير الفاتحة ، إلاَّ أننا انتهينا إلى هذا الرأى لما يأتى :

      أولا ً: جاء في مقدمة الكتاب : " سيجد القارئ إني لا أحيد في تفسيرى هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته ، وما ثبت بالتواتر أو بالطرق الصحيحة من الآثار الواردة عن أهل بيت العصمة من ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما استقل به العقل الفطرى الصحيح الذي جعله الله حجة باطنة كما جعل نبيه - صلى الله عليه وعلى آله-وأهل بيته المعصومين عليهم السلام حجة ظاهرة ، وسيجد القارئ أيضاً إني كثيراً ما أستعين بالآية على فهم أختها ، وأسترشد القرآن إلى إدراك معاني القرآن ، ثم أجعل الأثر المروى مرشداً إلى هذه الاستفادة ([1][519]).      وفى بيانه لأصول التفسير قد فصل ما أجمله هنا ([2][520]).

   ثانيا :  أنه قد أسهب وأفاض في إثبات صيانة القرآن الكريم من التحريف([3][521]) ، وهو لا يكفر المخالفين لطائفته ، بل يرى ويروى أن الإسلام يدور مدار الإقرار بالشهادتين ([4][522]).

      ثالثاً :   أنه أفاض كذلك في الحديث عن حجية ظواهر القرآن ([5][523]).

     رابعاً :  أنه التزم بمنهجه هذا في تفسيره لفاتحة الكتاب ، والقارئ لتفسيره يلمس هذا بوضوح .

       ومع هذا فأثر الإمامة نراه في قوله بصحة إطلاق الأسماء الحسنى على الأئمة([6][524]) ، وبوجوب طاعتهم والخضوع لهم والتوسل بهم ([7][525])، وفضل السجود على التربة الحسينية ([8][526]) وجواز تقبيل قبورهم وتعظيمها ([9][527]) ، وأن عبادتهم لله تعالى لا يرقى إليها إلاَّ المعصوم ([10][528])، وأنهم المأذون لهم في الشفاعة فيشفعون للشيعة ، فلا يردهم ربهم عز وجل ([11][529]) .

      هذا ما جاء في ثنايا تفسيره تأثراً بعقيدته ، وهو لا ينزله عن مرتبة الطوسى في تبيانه . وبالطبع نتمنى أن يجعلوا ما يتصل بالإمامة في كتب أخرى غير كتب التفسير ، ولكن السيد الخوئى إذا أتم تفسيره على المنهج الذي بينه فإنه أفضل بكثير من الكتب المنتشرة في الوسط الجعفرى الآن .

      وبعد : فهذه الكتب تمثل منهجين مختلفين في التفسير عند شيعة اليوم ، يبين أحدهما أن الوسط الجعفرى لما يتطهر من أولئك الذين يخضعون كتاب الله العزيز لأهوائهم وشهواتهم تأثراً بعقيدتهم في الإمامة ، ويكشف الآخر عن وجود من ينشد الاعتدال ، ويحكم العقل لا الهوى إلى حد ما ، وإن لم يخل من الغلو والضلال .

 

  ([1][519])  ص 22 .

  ([2][520])  انظر ص 421 : 427 .

  ([3][521])  راجع ص 215 : 278 .

  ([4][522])  راجع ص 509 ، 563 ، 564 .

  ([5][523])  انظر ص281 -291 .

  ([6][524])  انظر ص 461 .

  ([7][525])  راجع ص 499 ، 501 ، 502 .

  ([8][526])  راجع ص 505 .

  ([9][527])  انظر 508 .

  ([10][528])  انظر ص 510 .

  ([11][529])  انظر ص 515 .

  • الاثنين PM 06:16
    2021-04-26
  • 1123
Powered by: GateGold