المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412627
يتصفح الموقع حاليا : 309

البحث

البحث

عرض المادة

قصة إسلام عبدالواحد من الإكوادور

بحث عن التوحيد 4 سنوات حتى هداه الله للإسلام

 

إن أعظم ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى، وهو الأساس في حلول الطمأنينة في القلوب، والسكينة في النفوس، فألوهية الله ودينه وقرآنه هو مصدر السعادة الحقيقي، الذي يبحث عنه الكثيرون، ولكن أكثرهم يَضِلُّون الطريق ويُصِرُّون على البقاء في الظلمات، ولكن مَن امتلأ قلبه رضًا بربوبية الله تعالى ووحدانيته، فقد وصل إلى أرفع درجات الطمأنينة والإيمان.

 

"عبدالواحد" كان يعيش حياته في دولة "الإكوادور"، يعتنق الديانة النصرانية، وسط أسرته الكاثوليكية، التي تذهب إلى الكنيسة باستمرار لأداء شعائر ديانتهم.

 

كان يَلفِت انتباهَه أنهم يقولون: إن الله "واحد"، ويؤمنون أنه "ثالث ثلاثة"، فبدأ يفكر ويبحث في الدين الحق، وزاد شكه في هذا الدين النصراني؛ لأنه لم يكتشف هذا السر، ولم يعرف الحقيقة: هل الله واحد مثلما يقولون بألسنتهم، أم ثلاثة مثلما يُطبِّقون بأفعالهم وعبادتهم؟ ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الحقيقة.

 

بداية نود التعرف عليك.

♦ اسمي عبدالواحد، من دولة الإكوادور، من أمريكا اللاتينية، أبلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة، وأسلمت منذ ثلاث سنوات.

 

كيف كنت تعيش حياتك قبل دخولك الإسلام؟

♦ كنت أعتنقُ الدين المسيحي كما هو الحال مع أكثر اللاتينيين، فقد ولدنا على الدين المسيحي الكاثوليكي، وكان أبي دائمًا ما يتكلم معي عن الإيمان بإله واحد، وكان يأخذني إلى الكنيسة، لكني عندما كنتُ صغيرًا لم أكن أهتم كثيرًا بالأديان، وبعد أن غيَّر والداي دينَهما وأصبحا بروتستانتيينِ، بدأت بقراءة الإنجيل والذهاب إلى الكنيسة، واعتدت الذهاب إلى الكنيسة، وكنت مسيحيًّا نشطًا، كنت أشارك في كل النشاطات في الكنيسة، ولكن كان لدي مشكلة في الإيمان بالمسيحية؛ لأنهم كانوا يقولون: إن الله واحد، وفي الوقت نفسه يدَّعون أنه ثالث ثلاثة؛ لذا كان من الصعب عليَّ أن أفهم وأؤمن بهذه العقيدة، فبدأت بقراءة الإنجيل وأصول الديانة المسيحية.

 

ما الذي كان لا يعجبك في المسيحية؟

♦ عندما اعتدتُ الذهاب إلى المكتبة للبحث في الإنترنت عن العقيدة المسيحية، وجدت أسفارًا كثيرة عن الكنيسة، منها أن أول مَن اعتنقوا الديانة المسيحية كانوا يؤمنون بإله واحد، ولكن أكثر المسيحيين الآن يؤمنون بأن الله ثلاثة: الأب والابن والروح القدس؛ لذلك كان لدي مشكلة مع هذا الاعتقاد؛ لأن ما وجدته في الكتب والإنترنت أن هذا ليس صحيحًا، وأن أتباع عيسى عليه السلام كانوا من البداية يعتقدون في إله واحد على الطريقة الإسلامية، لم أعد أذهب إلى الكنيسة بعد ذلك، وبدأت بالابتعاد عن أصدقائي من المسيحيين؛ لأنهم كانوا لا يهتمُّون بإعادة التفكير فيما يُؤمِنون به، فهم يتبعون أشخاصًا يخبرونَهم بما ينبغي أن يؤمنوا به.

 

وماذا فعلت حتى تقطع هذه الشكوك؟

♦ كنت أبحث عن عبادة الإله الذي كان يعبده جميع الأنبياء: إبراهيمُ، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وموسى، وعيسى، ولكني لم أجد هذا الإله في الكنيسة؛ لذا بدأتُ أشعر بالوحدة في قلبي لعدم حصولي على ما كنت أريده وأبحث عنه، وبدأت أدعو الله على طبيعتي، فكنت أقول: "يا إله إبراهيم، إن كنتَ موجودًا، فأرشدني إلى الطريق الصحيح، أنا أريد أن أعرفك أكثر"، أثناء هذا الوقت شاهدت فيلمًا في التلفاز كان يعرضُ معلومات عن الإسلام والمسلمين، وسمعت في هذا الفيلم عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعن القرآن، وكنت أتساءل: ما هذا الدين؟ ورأيت أيضًا في الفيلم أن النساء يرتدين الحجاب، وهذا لفت انتباهي؛ لأنه كان كسائر الأديان السابقة التي عرفت عنها معلومات من الإنترنت والكتب، ورأيته اليوم في عصرنا هذا.

 

وما هو السبب المباشر الذي من خلاله اقتنعت بالإسلام؟

♦ بعد أن شاهدتُ هذه الأشياء، بدأت في البحث عن القرآن وما هو، ولكن كان من الصعب الحصول على مصحف، ولكني بحمد الله وجدت ترجمة للقرآن بلغتي الإسبانية، وبدأت بقراءة الجزء الأول منه وبدأت بالفاتحة، وكان لهذا الجزء تأثير عميق في قلبي، وعندما قرأت أول سورة "الفاتحة"، لمسَتْ آيةُ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] قلبي كثيرًا؛ لأني كنت أدعو كثيرًا بهذه الآية، وعندما قرأتُها شعرت أنني قد وجدت ضالَّتي، وشعرت أن هذا القرآن هو الكتاب الذي كنتُ أبحث عنه منذ زمن طويل.

 

قرأتُ القرآن لمدة أربع سنوات، وخلال هذه الفترة كنت أتلقَّى بعض الرسائل من القرآن تستدعي انتباهي، وكنت كل مرة أقرأ فيها القرآن أشعر وكأن أحدًا يمسك بأذني وينبهني لأستدعي مزيدًا من الاهتمام لهذه الآية وهذه الرسالة، وكانت بعض الآيات تقول: إن مَن خلق جميع البشر هو إله واحد، وإننا يجب أن نعبد هذا الإله، ليس على طريقتنا ولا على طريقة تفكيرنا، ولا على طريقة ما نعتقد أنه صحيح، ولكن على طريقة هذا الإله الواحد الذي يُخبرنا كيف نعبده.

 

وماذا فعلت بعد أن أصبحت مقتنعًا بالإسلام؟

♦ بدأت أبحث في شبكة الإنترنت عن وجودِ مسلمين في البلد الذي أقيم فيه؛ حيث إني كنت أعتقد أنه لا وجود للمسلمين إلا في أماكن محددة؛ كإفريقيا مثلاً أو في السعودية، ولم أعتقد أبدًا أن أجد مسلمين في بلدي، ولكن الحمد لله وجدت بعض الصفحات على الإنترنت تُؤكِّد وجود مسلمين في مدينتي، وأخذت العنوان واتَّجهت إلى هذا المكان، وكان صباح الجمعة، وذهبت إلى صلاة الجمعة، وبعد الصلاة وجدت بعض الأشخاص المسلمين يحاولون شرح الإسلام لي، وقالوا لي: إن لدي اختيارين؛ إما أن أدخل في دين الإسلام في الحال، أو أن أترك هذا الموضوع حتى أستطيع أن أتخذ قراري، وبدأت أفكر في اختياراتي، ولكني كنت على يقين أني إذا وضعت قدمي خارج هذا المسجد لن أعتنق دين الإسلام أبدًا؛ لأن هناك إغراءات عديدة في هذا العالَم، وهناك شيطان قد يمنعني من التقرب إلى الله؛ لذا تذكرت ذلك وقلت: لا، أنا أريد أن أصبح مسلمًا الآن.

 

ألم تخف من ردة فعل عائلتك بعد أن يعلموا أنك دخلت الإسلام؟

♦ لا، بل دفعت نفسي للدخول في الإسلام ولا يهم ما سيحدث في المستقبل، ولا يهمني ما سأواجهه، وأخذت قراري بالدخول في الدين الإسلامي، وآمنت أن هذه الرسالة التي قرأتُها في القرآن الكريم نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وعرَفتُ أن هذا صحيح؛ لأن الإنجيل بذاته في بعض أجزائه يُؤكِّد ما يقوله القرآن، وكان هذا مما لفت انتباهي، وبعد اعتناقي للإسلام ذهبت إلى المنزل والمصحف في يدي، ولكني لم أُظهِره لعائلتي؛ لأنهم كانوا لا يعلمون شيئًا عن هذا الكتاب.

 

ما الذي تغير في حياتك بعد دخولك الإسلام؟

♦ بعد إسلامي أصبح لدي أصدقاء من المسلمين من باكستان، تقابلتُ معهم كثيرًا خلال هذه الأيام، وعندما عرَفَتْ عائلتي بهذا، بدؤوا يسألونني عن سبب وجودي مع هؤلاء الناس، وهم مختلفون عني في الثقافة والديانة، ولكني التزمت الصمتَ ولم أقل شيئًا على الإطلاق، ولكن لا زلت أقابلهم، ولأني مسلم فأردتُ أن أكون وسط المسلمين، ولكني لم أشرح لعائلتي هذا.

 

ما الذي فعلتْه عائلتك بعد ما علموا بخبر إسلامك؟ وكيف عرَفوا؟

♦ بعد أن عرَفَت عائلتي بشأن اعتناقي للإسلام، وأخي أخبر أمي، فهي لم تكن مرحِّبة بالأمر في البداية، وقالت لي: إنني يمكنني أن أعتنق أي دين آخر ما عدا الإسلام، فكانت لحظة صعبة بالنسبة لها أن تعرف أني مسلم، وأيضًا بالنسبة لوالدي الذي يقيم في أمريكا، وأكثر الناس هناك لديهم فكرة سيئة عن الإسلام والمسلمين؛ لأن الإعلام يُظهر أن المسلمين إرهابيون وقَتَلة، ولكن مع الوقت حاولت أن أُقنِع والدتي بالإسلام، ولكنها لم تقبل، والآن بعد اعتناقي الإسلام أشعر بالسعادة؛ لذا أدعو الله أن يبقيني على الطريق الصحيح، وأتمنى أيضًا أن يهدي الله باقي عائلتي ويعتنقوا الإسلام.

 

هل أسلم أحد من عائلتك بعدما دخلت أنت الإسلام؟

♦ نعم، فقد اعتدتُ الذهاب إلى المسجد في رمضان، وكنت أصطحب أخي، وكان أحد الإخوة من المصلين يشرح له الإسلام بالتفصيل، وانبهر كثيرًا بما عرَفه، واعتنق الإسلام والحمد لله، وأصبحنا الآن في العائلة اثنين مسلمين، وبدأت أنا وأخي نشرح الإسلام لعائلتنا، ومع مرور الوقت بدأت أمي وجدَّتي تبدوان أكثر راحةً مع فكرة الإسلام والمسلمين، وبدأتا بالذهاب إلى المسجد ليعرفا أكثر عن الإسلام، والآن أنا أتمنى أن يهدي الله قلبَيْهما إلى الإسلام والنطق بالشهادتين، وعندها سأشعر بالسعادة، مع أنني أشعر بالسعادة الآن؛ لأن الله – عز وجل – أرشدني للإسلام أنا وأخي، ولكني سأكون أكثر سعادة عندما تصبح عائلتي كلها مسلمة.

 

ما الكلمة التي توجهها للمسلمين من خلال قصة إسلامك؟

♦ أوجه كلمة للمسلمين وأقول لهم: ابقوا على الطريق الصحيح؛ لأن الله الآن يرينا الطريق الذي يجب أن نتبعه.

 

  • الاربعاء PM 09:02
    2015-06-03
  • 3807
Powered by: GateGold