المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415331
يتصفح الموقع حاليا : 266

البحث

البحث

عرض المادة

مصادرُ الصهاينةِ في وَحْشيَتِهم واستعلائهم

بقلم: أ. عبد المجيد فاضل 

أوَّلًا – التوراة والتِّلْمود:

أ) الفرق بين التوراة والتِّلْمود:

جاء في كتاب ”أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي“: "ولا تقتصر النصوص الدينية لدى الصهيونيين على أسفار التوراة فحسب، فالصهيونية تنتمي بعقيدتها إلى طائفة اليهود الربانيين الذين يؤمنون بالتلمود كتابًا مقدسًا، ويعتقدون أنه منزل من عند الله على موسى – عليه السلام – كالتوراة سواء بسواء، ولا يختلف عن التوراة إلّا في أنه أنزل على موسى مُشافهةً، بينما كُتِبَتْ نصوصُ التوراة على لوحين حجريين بيد القدرة الإلهية، وأكمل موسى – عليه السلام – تدوينها في كتاب". [أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي، علي محمد جريشه – محمد شريف الزيبق، دار الوفاء، الطبعة الثالثة 1399هـ-1979م، ص 157]

وانظر بحثاً بعنوان (من هم اليهود وما هي الديانة اليهودية؟) بقلم الدكتورة نزيهة أمعاريج، نُشِر بموقع «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» بتاريخ: 14/05/2023. رابط البحث: https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=29128

ب) قال الدكتور علي محمد زينو: «إن ما رآه العالَمُ من أحداث دمويَّة، وجرائمَ بربرية، اقْتَرَفَتْها أيدي الوُحُوش الصهاينة بحق أهلنا الصامدين في غزة - إنما هي أفعالٌ ناجمةٌ عن مبادئَ عقديَّةٍ، ودوافعَ دينيةٍ، وثمراتٌ للنبْتِ الصِّهْيوني النامي من جذورٍ توراتيَّةٍ وتِلْموديةٍ خبيثةٍ، افتراها قَتَلةُ الأنبياء والمرسلين وصدّقوها، وصارت نِبراسًا لأجيالِهم، ومنطلقًا لأفعالِهم، فهم – كما يأفكون – شعبُ الله المختار، وأبناءُ الله وأحباؤُه، وما عداهم حيوانات في صورٍ آدميةٍ، خُلِقوا لخدمتِهم، ووُجدوا ليكونوا عبيدًا لهم، لا إنسانيةَ فيهم، ولا حرمةَ لهم، ولا قيمةَ لأرواحهم ولا لدمائهم، ولا لأعراضهم وأموالهم.

لقد حكى الله – تبارك تعالى – عنهم ذلك بقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18].

وقد ورد في توْراتِهم الباطلة: ”أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُم“.

وقال الله عنهم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75].

وقد افتَرَوا في التوراة عنْ أفضليتهم: ”وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا الْتَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ، فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلَهُمُ الَّذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ“.  

”حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ“.

ونسبوا إلى النبي حزقيال: ”لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ“.

وقال تِلْمُودُهم: ”مِن العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر؛ لأنّ مَنْ يسفكْ دمَ الكافر يُقرِّب قربانا إلى الله“. (*)

وجاء في سفر إرميا: ”ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدم“.

وجاء في سفر يشوع: ”وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ – أي: قتلوهم – مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ“.

وجاء في سِفْر التثنية: ”حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ“.

وجاء في سفر التثنية: ” فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلًّا إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ“.

وجاء في سفر صموئيل الأول: ”فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا“». [بحث بعنوان «عقيدة القتل عند اليهود» نُشِر بتاريخ: 7/3/2009 ميلادي – 10/3/1430 هجري، بموقع: الألوكة]

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/5126

(*) هذا النص نسبه الدكتور علي محمد زينو إلى التوراة، وهو وهْمٌ منه، انظر النّصّ في كتاب (إسرائيل والتلمود، دراسة تحليلية)، تأليف: إبراهيم خليل أحمد (سابقا القس إبراهيم خليل فيلبس)، مكتبة الوعي العربي، عام النشر: 1967م، ص64.

 

ثانياً – المناهج الدراسية والأدب الصهيوني.

1) المناهج الدراسية الصهيونية:

قال الأستاذ الدكتور مصطفى رجب: "لو أنصف العربُ لتبادلوا التهنئات بما تقرر في الجانب الغربي من الأرض من ضرورة تغيير المناهج الدراسية في الشرق الأوسط الكبير، فالمناهج فعلاً في حاجة إلى تغيير حازم جازم حاسم يقتلع جذور الإرهاب من نفوس الناشئة، ويغرس في نفوسهم المحبة والسلام وحسن الجوار. وأنا هنا أتكلم عن المناهج المقررة في ”إسرائيل“!! وليس عن المناهج العربية.

وفيما يلي نماذجُ من نصوصِ الكتب المقررة في ”إسرائيل“ حاليا أضعها بين يدي الأُسْتَاذة كوندوليزا رايس لكي تتأملها وترى إن كانت فعلاً تُدعِّم الإرهاب أم لا؟

إن وزارة التربية والتعليم والرياضة الإسرائيلية تختار نصوصًا مُعَيّنةً من العهد القديم (التوراة المزيفة) لتضعها في الكتب المقررة على تلاميذ المرحلة الابتدائية. فمن ذلك ما تفيض به كتب الدين المقررة حالياً، ومنها:

أ – ما ورد في كتاب الدين المقرر على الصف الرابع الابتدائي، ص 258 من سِفْر يَشُوع، إجماع 6 و 8 فقرة (21،2): "وصعد الشعب إلى المدينة، وأخذوا المدينة وضربوا كل ما فيها من رجل وامرأة، وطفل وشيخ، حتى الغنم والبقر والحمير بحد السيف، وحرَق – أي: يَشُوعُ عليه السلام – مكانَها، وكلَّ نفس فيها، ولم يُبْقِ فيها شاردًا. وفعل ذلك بِمَلِكِ (مَقِّيدَةَ) كما فعل بِمَلِكِ (أرِيحا) .. ثمَّ اجتاز يَشُوعُ بنُ نون (مَقِّيدَةَ) وكلُّ إسرائيل معه، إلى (لِبْنَةَ) وحارب (لِبْنَةَ)، فدفعها الرب أيضًا إلى بني إسرائيل مع مكانها، فضربها بحد السيف ... وفعل بِمَلِكِها كما فعل بِمَلِكِ أريحا..".

ب – ما ورد في كتاب الدين للصف الرابع، ص 304، من سفر القضاة، إجماع (1)، فقرة (8): "ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ".

ج – ما ورد في كتاب الدين المقرر على الصفين الخامس والسادس، ص 328، من سفر صموئيل الأول، إصحاح 7، فقرة (14): "فَذَلَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَلَمْ يَعُودُوا بَعْدُ لِلدُّخُولِ فِي تُخُمِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ صَمُوئِيلَ. وَالْمُدُنُ الَّتِي أَخَذَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ رَجَعَتْ إِلَى إِسْرَائِيلَ مِنْ (عَقْرُونَ) إِلَى (جَتَّ). وَاسْتَخْلَصَ إِسْرَائِيلُ تُخُومَهَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ".

د – ما ورد في كتاب الدين المقرر على الصف الثالث الابتدائي، ص 69 من سفر الخروج، إصحاح 6، فقرة 4، 8: " أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا...وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثًا".

غير أن تشويه صورة الإسلام والمسلمين يبدو أكثر وضوحًا في مقررات الاجتماعيات كالجغرافية والتاريخ، كما يظهر أيضًا كثقافة جانبية من خلال الموضوعات المختارة لكتب القراءة وكتب تعليم قواعد اللغة العبرية.

فعلى سبيل المثال نقرأ في كتاب الجغرافية المقرر على الصف الخامس (1) الابتدائي نصًّا من هذا النوع ص 71، 72 جاء فيه: ".. دين آخر ظهر في منطقتنا وتأثر باليهودية وهو الإسلام، إن الإسلام لم يولد على شواطئ البحر المتوسط، بل بالقرب منه.

وقد جاء مؤسِّسُه وهو النبيُّ محمد من مدينة مكة في العربية السعودية، وتقع تلك المدينة وهي مقدسة عند المسلمين، بالقرب من البحر الأحمر.

سافر محمد شمالاً وغربًا حيث كان يقود قوافل التجار، والتقى في رحلاته بيهودَ ونصارى، وتعرف على معتقداتهم وتقاليدهم.

وفي الدين الجديد – الذي أسسه محمد – هناك أمور كثيرة تشير إلى معتقدات وتقاليد موجودة في اليهودية والنصرانية. إن المسلمين من أتباع محمد خرجوا في حملات احتلال حيث قاموا باحتلال القدس التي كانت مقدسة بالنسبة لهم. وتوجهوا في حملات الاحتلال بالأساس إلى دول تقع جنوب البحر المتوسط، ولكنهم وصلوا أيضًا إلى الهند شرقًا".

وفي نفس الكتاب (ص 179) نقرأ تحريضًا ضد التوجه الإسلامي الذي ظهر في الجزائر في التسعينيات من القرن العشرين، حيث يقول مؤلفو الكتاب المذكور:

"تعاظم في السنوات الأخيرة في الجزائر، وبشكل كبير جدًّا، الإيمان الديني بالإسلام. وقد أسهم في ذلك كل من اليأس من الوضع الاقتصادي، والبطالة، والسكن الحقير، وانعدام الأمل في الحياة.

إن الكثيرين من سكان الجزائر يؤمنون بأن الخلاص سيأتي إليهم من الدين الإسلامي.

وبدأ الكثيرون من أوساط جيل الشباب، والقاطنين في المناطق الفقيرة، يحملون السلاح. إنهم مهتمون بإيصال رجال الدين إلى السلطة، ويأملون أن يقوم رجال الدين بتحسين حالة السكان.

وللأسف الشديد إن ذلك الهيجان قد حقق العكس حيث يلحق الضرر بالاقتصاد والمجتمع".

وواضح من هذه النصوص أن مناهج التعليم الإسرائيلية تعمل - في جميع المقررات - على تحقيق عدة أهداف:

الأول: غرس العزة في نفوس أطفال اليهود.

الثـاني: إشعار هؤلاء الأطفال بالتميز العرقي تحت مقولة (شعب الله المختار).

الثالث: تأكيد رخص أموال الآخرين وأعراضهم ودمائهم مما يجعل قتل غير اليهود لا يهز شعرة في رأس أي يهودي يتخرج في ظل هذه المناهج.

الرابـع: أن الاعتقاد بتقدم اليهود وتخلف المسلمين يجب أن يتحول إلى عقيدة لا تتزعزع.

الخامس: أن قيم القوة والشجاعة والنبل والتقدم لا ترتبط إلا بأشخاص اليهود، وأن ما يقابلها من الضعف والجبن والنذالة والتخلف لا يفارق أي عربي أو مسلم.

وتتكاتف المقررات الدراسية جميعًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، بل إن الأنشطة المدرسية المصاحبة للتدريس كالوسائل التعليمية والرحلات وأوجه الترفيه كالمسرح والسينما والقصص وغيرها، كل ذلك يؤدي إلى النتيجة ذاتها التي تبتغيها المناهج الدراسية.

والعجيب أن القوة المسيطرة الآن، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتوجه إلى "إسرائيل" لتنقية مناهجها من هذه الخُدَع والدسائس والأكاذيب، والدعوات المفضوحة للقتل والعنف، بل إنها على العكس من ذلك توجهت إلى الدول العربية والإسلامية لكي "تطور" مناهجها لتتواءم مع ما يسمونه عصر "السلام". فهل تريد الدولة العبرية السلام بهذه المناهج الدموية؟!! [مقال الأستاذ الدكتور مصطفى رجب، -نُشِر في صحيفة الشرق القطرية، بتاريخ: 4/4/2005 ونُشِر في موقع “المعركة“، ضِمْن ملف ”الصهيونية وتمظهراتها“].

(*) الدكتور مصطفى رجب أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة – جامعة اليرموك – الأردن.

رابط المقال: http://alma3raka.net/spip.php?page=article&id_article=168

2) الأدب الصهيوني:

 أمّا في مجال القصة، فإنّ قصة “الأمير والقمر“ – مثلاً –  للكاتب الصهيوني يورى ايفانز، هي مثال لقصة من قصص الأدب (الصهيوني)، التي يُوظِّفها لشحن قلوب أطفال اليهود داخل الأرض المحتلة، بالكره للفلسطينيين والتفكير في القضاء عليهم.

هذه القصة، ترجَمها: محمد الظاهر، كما يأتي:

" قالت الصغيرة لي: من الذي سرق القمر؟

قلت: العرب.

قالت: ماذا يفعلون به؟

قلت: يعلقونه للزينة على حوائط بيوتهم!

قالت: ونحن؟

قلت: نحوله إلى مصابيح صغيرة تضيء أرض إسرائيل كلها.

ومنذ ذلك الوقت، والصغيرة تحلم بالقمر، وتكره العرب، لأنهم سرقوا حلمها وحلم أبنائها.

هذا الصباح جاء أمير صغير إلى بيتنا وقال: هل تقبلونني ضيفا؟

رضينا به، لكن الصغيرة قالت: على أن تقول لنا من أنت؟

قال: أنا فارس من فرسان الأرض، محارب قديم في أرض إسرائيل. مِتُّ صغيراً، لكنني أخرج مرة في كل عام، أطوف في هذه الأرض، وأسأل إن كان شعبي يسكنها أم لا.

قالت الصغيرة: نحن شعبك، وأنا حبيبتك أيها الأمير.

قال الأمير: ما أروعك.. أطلب منك الملجأ ليلة واحدة، فتفتحين لي قلبك، أنتِ يهودية حقا.

قلت: نعم، كلنا هنا شعب إسرائيل.

ضرب الأمير برمحه وقال: إذن نحقق الحلم الآن أستطيع أن أعود إلى قبري مرتاح البال.

تشبثت به الصغيرة، وقالت: لا.. لم يتحقق الحلم بعد.

قال الأمير: كيف.

قالت الصغيرة: لقد سرقوا القمر.

قال الأمير (وهو يضرب برُمْحه مرة ثانية): من؟

قالت الصغيرة: العرب.

بصق الأمير على الأرض قال: الجبناء، كلهم لصوص وقتلة، لكن لا بأس.

سألت الصغيرة: وماذا سنفعل؟

قال الأمير: انتظري الليلة، سأعود لك بالحلم الجميل.

انتظرت الصغيرة، ألقت رأسها على إطار النافذة.

وظلت تنظر إلى السماء.

ومرت الساعات، ونام الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، ولكن الصغيرة ظلت تنتظر، لم تيأس ولم تستسلم للنوم، لأنها تعرف أن أطفال شعب إسرائيل لا يكذبون.

بعد منتصف الليل بقليل، انشقت الغيوم فجأة، ورأت الصغيرة القمر لأول مرة، رأته جميلا ورائقا، حدّقت فيه طويلا، ثم ركضت إلي وقالت: استيقظ يا أبى، استيقظ، وقادتني إلى النافذة وقالت: أنظر يا أبى، هل هذا وجه الأمير الصغير؟

قلت: يا بنتي، الذي سرق القمر هو الذي قتل الأمير الصغير.

لم تبك الصغيرة، فقد تحقق حلمها وأشرق القمر على أرض إسرائيل.

* ترجم النص الأستاذ محمد الظاهر، وقدَّم له الناقد طراد الكبيسي في مجلة الأقلام العراقية 1979م.

رابط المقال: https://alantologia.com/blogs/14917/

قال الكاتب “السيد نجم“ – في تعليقه على هذه القصة –: "تلك القصة مُعبَّأة بالأفكار والأهداف التربوية المعلوماتية، والتي يرى الكاتب العبري غرسها في الطفل العبري، منها:

.."البحث عن الذات" العبرية، والتي يستشعر الكاتب ضياعها أو الخوف على ضياعها.

.. "أن اليهود ضحايا التاريخ"، وما صنع فيهم يجب الانتباه له وألا يتكرر.

.. "الاستيطان" وأنها واجبة عليهم وحق يجب غرسه في الأجيال الجديدة.

.. "الآخر العربي الحقير، الذي يجب قهره"، وهو ما بدا في القصة من خلال.. خروج الأمير الصغير لمحاربة العرب، أن العرب يسرقون الحلم والنور (رمز القمر)، كما أن العرب سفهاء (يستخدمون القمر للزينة على جدران بيوتهم).

.. ربط "اليهودي" أو المنتمي إلى ديانة سماوية، بفكرة "الصهيوني" العنصري أو المنتمي.

.. مع تكريس فكرة "كره العرب" و "تعبئة الجيل الجديد بالأفكار الصهيونية" و "القتل هو الحل، مع عدم الرغبة في القتل، بل ضرورة يجب على اليهودي ممارستها".

في دراسة تحليلية على شريحة سنية من العاشرة حتى الثالثة عشر، للِعَيِّنة عشوائية عددها 520 تلميذا، نفذها البروفسور "أدير كوهين" تحت عنوان بَحْثِيٍّ: "انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري" (تم البحث عام 1985م).. انتهى البحث بالنتائج التالية:

.. شيوع فكرة "الخوف من العربي"، فأكثر من 75% من العينة وصفت العربي ب "خاطف الأطفال" و "المخرب" و "المجرم"، و "القاتل".

.. أكثر من 80% من العينة وصفت العربي ب "في وجهه ندبة", "يلبس كوفية"، "راعى البقر"، "يعيش في الصحراء"، "قذر"...الخ

.. الجهل بحقيقة العرب كأفراد وشعب، من الأطفال من وصفه "العرب لهم ذيول"، "العرب لهم شعر أخضر".. الخ.

.. حوالي 90% من أطفال العَيِّنة يرون أنه ليس للعرب حق في البلاد، لذا يجب قتلهم أو ترحيلهم بعيدا.

.. الغالبية من أطفال العَيِّنة لا يعرفون أسباب النزاع بين العرب وبينهم.. وكان سمة الإجابة العامة هي: إن العرب ينْوُون قتلهم، وتشريدهم من بلادهم، واحتلالهم، بل ورميهم في البحر.

.. مفهوم "السلام" عند أطفال العينة، هو سيطرة الإسرائيليين على أرض إسرائيل الكاملة". ]مقال للكاتب نُشِر بموقع (ديوان العرب) بعنوان «ترجمة الأدب العبري.. قضية!» بتاريخ: الاثنين 3 أيار (مايو) 2010].

(*) الكاتب “السيد نجم“ مصري الجنسية، حاصل على بكالوريوس طب وجراحة الحيوان عام 1971، وعلى ليسانس الآداب، تخصص قسم الفلسفة عام 1980.

وأمّا في مجال القصيدة، فهناك مثلاً قصيدة بعنوان (حكاية). وفي هذه القصيدة – كما جاء في موقع ”ألف“ – «يتحدث الكاتب عن القتل والرعب، وأسطورة الحق الصهيوني في فلسطين.

(زئيف) طفل عاش على أرض فلسطين "منذ آلاف السنين" ومات "منذ آلاف السنين"، ولا أحد يدري كيف مات: جوعاً أو تحت التعذيب أو برمح طائش .. إلخ. والسبب هم الفلسطينيون، هذا ما أراد أن يوحي به كاتب القصيدة، كما أوحى بقدم اليهودي في فلسطين، منذ آلاف السنين، ثم يأتي القصد، السم الذي يصب في الأدب ويقدم للأطفال، وهو: اقتلوا.. اقتلوا.. فإذا أراد الأطفال ألا يموتوا مثل زئيف فإن عليهم أن يصوبوا بنادقهم نحو الفلسطينيين.

(حكاية) للشاعر الصهيوني (رافي دان)

"زئيف، هل تعرفون زئيف؟

لا ليس حياً الآن

أجل، طفل صغير، صغير لم يكبر

منذ آلاف السنين

أجل، منذ آلاف السنين

انصتوا جيداً وافهموا القصة..

زئيف طفل

لم يكبر بعد. عاش على هذه الأرض

أحبها

وحين حاصر الغزاة المدينة

مات..

كيف مات

لا أحد يدري

هل مات من الجوع

أم تحت التعذيب

برمح طائش

أم تحت حوافر الخيول..

لا أحد يعرف

لكن، هل تريدون أن تموتوا مثل زئيف؟

لا.

"إذن صوبوا بنادقكم تجاه الشرق !!".

انظروا كيف استطاع الكاتب اليهودي في نهاية (قصيدته إن صح التعبير) إيصال فكرة حمل البندقية إلى الأطفال وتصويبها إلى صدور الفلسطينيين...

ما أرجوه من شعرائنا هو تسخير إمكانياتهم الإبداعية لخلق حالة جديدة لأدب أطفال جديد بحيث يكون باستطاعته درء ما تطلقه تلك البندقية لا أكثر». [انظر: مقال بعنوان «أدب الأطفال الصهيوني.. وأدب أطفالنا على المحك»، نُشِر بتاريخ: 2010-03-31، في موقع ”ألف“]/ رابط المقال:

https://aleftoday.org/article.php?id=5682

 

وكتبه: أ. عبد المجيد فاضل/ بتاريخ: الجمعة 29 جمادى الآخرة 1445 هـ – 12 ديسمبر 2023 م

  • الاربعاء PM 04:46
    2024-01-17
  • 413
Powered by: GateGold