المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415344
يتصفح الموقع حاليا : 312

البحث

البحث

عرض المادة

نبذة عن إنجيل برنابا

إنجيل برنابا يعتبر من الأناجيل المحرَّم تداوُلُها إلى الآن بين المسيحيين، قال الأستاذ الباحث عبد الوهاب الشايع حفظه الله:

إنجيل برنابا هو أحد الأناجيل التي تم رفضها في مجمع نيقية، واعتُبرت مزيفة وغير قانونية، يجب إحراقها وعدم اطلاع المسيحيين عليها، وعقوبة من توجد بحوزته الإعدام.

ومؤلف هذا الإنجيل اسمه (برنابا) أحد تلاميذ السيد المسيح، وهو خال (مرقص) صاحب الإنجيل الذي يحمل اسمه. وهو رجل ثقة، فقد أرسله تلاميذ السيد المسيح إلى أنطاكية للتبشير هناك كما جاء في «أعمال الرسل» (11/22). وجاء عنه في أعمال الرسل (11/24) أنه كان «رجلًا صالحًا مملوءًا من الروح القدس والإيمان».

وقد أصدر البابا جلاسيوس الأول (492 - 496م) قرارًا يشمل قائمة بالأناجيل التي اعتبرها محرمة ولا يجوز اطِّلاع المسيحيين عليها، وكان من ضمنها إنجيل برنابا. وقد اختفى هذا الإنجيل ولم يظهر له أثر منذ ذلك الوقت حتى أواخر القرن السادس الميلادي، حيث يقال إن أحد الرهبان الكاثوليك في الفاتيكان، اسمه (فرامرينو) قرأ عن هذا الإنجيل، فأخذ يبحث عنه حتى وجده في مكتبة بابا الفاتيكان سكتس الخامس (1585 - 1590م) فأخذه خفية وقرأه فأسلم.([1])

ثم اختفت آثار هذا الإنجيل مرة أخرى، إلى أن وُجدت نسخة منه باللغة الإيطالية، عثر عليها (كريمر) أحد مستشاري ملك (بروسيا)([2]) سنة 1709م، ثم انتقلت هذه النسخة إلى البلاط الملكي في فينا، ومن هذه النسخة تُرجمت إلى اللغات الأخرى.

وقال أيضا حفظه الله:

تكرر ذكر اسم برنابا والأعمال التي قام بها في «أعمال الرسل»:

(4/36 و 37 ، 9/27 ، 13/1 و 13 - 15 و 46 - 51 ، 15/1 - 23، 26 - 35).([3])

يناقض إنجيل برنابا العقائد التي يؤمن بها المسيحيون اليوم فيما يلي:

  1. ينفي ألوهية السيد المسيح ويُـقرُّ بأنه نبي مرسل من الله.
  2. ينفي صَلب السيد المسيح ويُقرر أن الله E قد رفع السيد المسيح قبل أن يصل أعداؤه إليه، وأن الذي صُلِب هو أحد تلاميذه الذي خانه، واسمه (يهوذا الإسخريوطي) حيث أصبح شبيهًا بالمسيح، بالوجه والصوت والشخصية، فصُلِب مكانه.
  3. يَذكر([4]) أن الذي كان سيُذبح هو إسماعيل S وليس إسحاق S كما يزعم اليهود والنصارى.
  4. يَذكر أن السيد المسيح بشَّر برسول يأتي من بعده اسمه محمد H.
  5. يَذكر أيضًا أن المسيح المنتظر ليس عيسى ابن مريم، إنما هو محمد H. انتهى هنا كلام الأستاذ الباحث عبد الوهاب الشايع حفظه الله.([5])

ولما كان هذا الإنجيل - إنجيل برنابا - خاليًا من الخرافات العقائدية التي قررها بولس ومن بعده، فإن مجمع نيقية منع تداوُل هذا الإنجيل.

فانظر إلى أي حد وصلت الجُرأة على الله وعلى دينه بذاك المجمع والقائمين عليه وعلى رأسهم الطاغية قسطنطين!

وأما في العصر الحاضر فقد انتشر إنجيل برنابا، وهو مطبوع بتحقيق خليل سعادة، ويمكن الاطلاع عليه في شبكة المعلومات.

  1. شهادات مفكرين وعلماء مسيحيين على ضياع الإنجيل الأصلي، وتحريف الأناجيل الأربعة، وأن «العهد الجديد» من تأليف بولس
    • قال «اتيان دينيه»([6])، وهو الرسام الفرنسي الذي أسلم بعد دراساته الواسعة في الأديان: «إن الله سبحانه قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بلغته ولغة قومه، ولكن الذي لا شك فيه أن هذا الإنجيل قد ضاع واندثر، ولم يبق له أثر، أو أنه أُبِـيد».([7])

قال الباحث خالد أبو صالح بعدما نقل كلام «اتيان»:

«إن هذا التحريف - برأيي - هو الذي يجعل الغربيين لا يؤمنون بشيء مقدس، فيقولون: ليس هناك عندنا مقدس، حتى أنهم يتهكمون على المسيح نفسه ويسيئون إليه في الأفلام والصور والرسوم وغير ذلك.

ولو أن هؤلاء يملكون ما يملكه المسلمون من معرفة بكافة أحوال وتفاصيل حياة نبيهم لمَا قالوا ذلك، ولَـمَا تجرءُوا على الإساءة لنبيهم فضلًا عن الإساءة لنبي الإسلام».([8])

  • وقال «مايكل هارت»([9]): «إن القديس بولس هو الـمُطوِّر الحقيقي للنظرية المسيحية، وهو الـمُـغَـيِّـر لأصولها، وهو المؤلف لجزء كبير من العهد الجديد».

"St. Paul was the main developer of Christian theology، its principal proselytizer، and the author of a large portion of the New Testament".([10])

***

قال (وِل ديورانت)([11]): «وترجع أقدم النسخ التي لدينا من الأناجيل الأربعة إلى القرن الثالث، أما النسخ الأصلية فيبدو أنها كـُتـِـبت بين عامي 60م إلى 120م، ثم تعرَّضت بعد كتابتها على مدى قرنين من الزمان لأخطاء في النقل، ولعلَّها تعرَّضت أيضًا لتحريفٍ مقصود يُراد به التوفيق بينها وبين الطائفة التي ينتمي إليها الناسخ»([12])....

ويستطرد (وِل ديورانت) قائلًا: «ومِلاك القول، أن ثمَّة تناقضًا كثيرًا بين بعض الأناجيل والبعض الآخر، وأن فيها نقطًا تاريخية مشكوكًا في صحَّتها، وكثيرًا من القصص الباعثة على الرِّيبة والشبيهة بما يُروى عن آلهة الوثنيين. وكثيرًا من الحوادث التي يبدو أنها وُضِعت عن قصد لإثبات وقوع كثير من النبوءات الواردة في العهد القديم، وفقرات كثيرة ربما كان المقصود منها تقدير أساس تاريخي لعقيدة متأخرة من عقائد الكنيسة، أو طقس متأخر من طقوسها»....

إلى أن قال: «ويبدو أن ما تنقُله الأناجيل من أحاديث وخُطَب قد تعرَّضت لِمَا تتعرَّض له ذاكرة الأُمِّـيِّـين([13]) من ضعف وعيوب، ولِما يرتكبه النُّـسَّاخ من أخطاء وتصحيح».([14])

***

وقال الدكتور (جورج بردفورد كيرد)([15]) عن مخطوطات الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها:

«كان يـُـحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدٍ مُـجهدة لكَتَبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات أربعة آلاف وسبعمائة (4700) ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش ... ويستطرد قائلًا: إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافًا كبيرًا ولا يمكننا الاعتقاد بأن أيًّا منها قد نجا من الخطأ. ومهما كان الناسخ حيَّ الضمير فإنه ارتكب أخطاء، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نُقِلت عن نسخته الأصلية، وإن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرَّضت لتغييرات أخرى على أيدي المصحِّحين الذين لم يكن عملُهم دائمًا إعادةَ القراءة الصحيحة».([16])

***

وقال (جوستاف لوبون) ([17]): «وعلى ما نراه من معرفتنا بما فيه الكفاية لحياة كثير من مؤسسي الأديان كحياة محمد مثلًا، نرى حياةَ مؤسس النصرانية - السيد المسيح- مجهولةً تقريبًا، ولا تبحث عن حياة مؤسس النصرانية في الأناجيل، كما صُـنِع ذلك زمنًا طويلًا، وكما عدل العلم عن اعتقاد إمكانها في الوقت الحاضر، فهذه الأناجيل، وأقدمها إنجيل مرقص، الذي كُتِب بعد وفاة يسوع بنصف قرن على الأقل([18])، هي مجموعة من الأوهام والذكريات غير المحقَّقة التي بسطها خيال مؤلفيها التقي.

ورسائل القدِّيس بولس هي كما يبدو أقل الوثائق عدم صحة في تمثُّل أزمنة النصرانية الأولى، ولكن بولس إذْ لم يعرف يسوع، لم يستطع أن يتكلم عنه إلا سيَـرًا مع العنعنات والخيال.

وعلى ما نراه في تلك المصادر من نقص، فإننا نستشفُّ منها على الأقل ما كان يدور في زمن يسوع من المبادئ، ونعلم منها أن هذا الإلـٰه الـمُقبل - يسوع- لم يَـعُدَّ نفسه إلـٰها قطُّ، ولا مؤسِّسًا لدين جديد».([19])

***

وقال المهندس (أحمد عبد الوهاب): «لقد ظهرت الأناجيل بنصوص مختلفة، وكلَّما مرَّت عشرات من السنين ظهرت الأناجيل نفسُها بنصوص مخالفة لما عُرِفت به من قبل، وبالمثل كان الحال مع رسائل التلاميذ».([20])

 

([1]) نقلا من مقدمة مترجم إنجيل برنابا إلى اللغة العربية، خليل سعادة، تحقيق: سيف الله أحمد فاضل، ص 18 وما بعدها.

([2]) بلد تقع شرق ألمانيا.

([3]) «تاريخ النصرانية»، هامش ص 199.

([4]) أي إنجيل برنابا يَذكر ...

([5]) «تاريخ النصرانية»، ص 199 - 200.

([6]) اتيان رسام مستشرق فرنسي، ولد في باريس في 1861م، سافر إلى الجزائر وبقي فيها خمس سنوات، طرأ تحول كبير في حياة اتيان دينات في بداية من العام 1913م حينما أعلن إسلامه وغير اسمه من ألفونس اتيان دينات إلى «نصر الدين دينات»، ليصبح الرسام الفرنسي المسلم، وقد أحدث إسلامه ضجة في أوساط المعمِّرين الفرنسيين وفي أوساط الطبقة الفنية في فرنسا فاتهموه بالخيانة، ولكن نصر الدين دينات لم يعبأ بكل ما أوكل إليه من تهم وبكل الكلام الذي حِيك عنه، ذلك أنه اتخذ الإسلام دينًا بكل قناعة، وهو الأمر الذي أكسبه نوعًا من القوة. سافر دينات إلى مكة المكرمة عام 1929م لأداء فريضة الحج فأصبح الحاج نصر الدين.

توفي دينات في باريس، ثم نُقِل جثمانه إلى مدينة بو سعادة في الجزائر ودُفِن هناك، وهي المدينة التي طالما عشقها. المصدر: Wikipedia.org

([7])  «من أسرار عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم»، خالد أبو صالح، ص 43، نقلًا عن «خرافات التوراة والإنجيل»، توماس دوان، ص 321، 330.

([8]) «من أسرار عظمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) »، ص 44، الناشر: مدار الوطن للنشر – الرياض.

([9]) مايكل هارت، فيزيائي فلكي يهودي أمريكي، ولد سنة 1932، وهو صاحب كتاب «الخالدون المائة» الذي نقلنا منه كلامه، والاسم الأصلي للكتاب بالإنجليزية:

The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History

وفي هذا الكتاب رتب مايكل أسماء أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ بحسب عَظمة التأثير، وقد جعل على رأس قائمة المؤثرين في المرتبة الأولى شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد ضمت قائمته أسماء أنبياء كعيسى وموسى q، كما ضمت أسماء مؤسسي الديانات الوضعية ومبتكري أبرز الاختراعات والاكتشافات التي غيرت مسار التاريخ، مثل مكتشف الكهرباء ومخترع الطائرة وآلة الطباعة، وأيضًا أسماء كثير من المفكرين وغيرهم.

انظر ترجمته في Wikipedia.

([10]) From: "The 100، a Ranking of the Most Influential Persons in History"، by Michael H. Hart.

([11]) «وِل ديورانت»، (1885 – 1981م)، فيلسوف ومؤرخ وكاتب أمريكي، من أشهر مؤلفاته كتاب «قصة الحضارة»، والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه. (المصدر: Wikipedia).

([12]) «قصة الحضارة» (11/207).

([13]) الأميين أي الذين لا يقرؤون ولا يكتبون.

([14]) «قصة الحضارة» (11/210).

([15]) زميل الأكاديمية البريطانية، (1917 – 1984م)، كان قسيسًا إنجليزيًّا، وعالمًا باللاهوت، ومن علماء الإنجيل. إلى وقت وفاته كان أستاذًا لتفسير الكتاب المقدس في جامعة أكسفورد. المصدر: (Wikipedia).

([16]) «القديس لوقا» (ص 32)، نقلًا من كتاب: «المسيح في مصادر العقائد المسيحية»، للأستاذ أحمد عبد الوهاب، ص 41، نقلًا من «تاريخ النصرانية»، ص 196 - 197.

([17]) جوستاف لوبون (1841 – 1931م)، طبيب ومؤرخ فرنسي، عُـنِـيَ بالحضارة الشرقية. من أشهر كتبه «حضارة العرب»، و «حضارات الهند» و «الحضارة المصرية» و «حضارة العرب في الأندلس» و «سر تقدم الأمم». هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتَدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. عُرف بأنه أحد أشهر فلاسفة الغرب الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، فلم يَسِر على نهج مؤرخي أوربا الذين صار من تقاليدهم إنكارُ فضل الإسلام على العالم الغربي. لكن لوبون الذي ارتحل في العالم الإسلامي وله فيه مباحث اجتماعية، أقرَّ أن المسلمين هم مَن مدَّنوا أوربا؛ فرأى أن يُبعث عصر العرب الذهبي من مرقدِه، وأن يُبديه للعالم في صورته الحقيقية؛ فألف عام 1884م كتاب «حضارة العرب» جامعًا لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم، وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها، وقدَّمها للعالم تقديم الـمَدِين الذي يدين بالفضل للدائن. توفي جوستاف بفرنسا عام 1931م. المصدر: wikipedia

([18]) قوله (وفاة يسوع) هو بحسب اعتقاده الذي نشأ عليه كرجل مسيحي، وإلا فالحق أنه لم يمت، بل هو حي في السماء، رفعه الله إليه لَـمَّا همَّ اليهود بقتله، وسيرجع في آخر الزمان حكمًا عدلًا، ويحكم المسلمين أربعين سنة بشريعة الإسلام، لأنه مسلم مثلهم، صدَّق محمدًا H، واتبعه كما أمر الله بذلك جميع الأنبياء وأخذ عليهم الميثاق في اتباعه، ولم يحصل هذا الشرف إلا للمسيح، لأنه هو الوحيد من الأنبياء الذي سيدرك زمن محمد O حيًّا، وإلَّا فالأنبياء قبله قد ماتوا ولم يدركوا محمدًا O. انظر للتوسع كتاب: «ستون دليلًا على تكريم الإسلام لمريم العذراء، وابنها المسيح عيسى ابن مريم»، تأليف: ماجد بن سليمان الرسي.

([19]) «حياة الحقائق» (ص 62 - 63)، نقلًا من «تاريخ النصرانية»، ص 197.

([20]) «المسيح في مصادر العقائد المسيحية»، للأستاذ أحمد عبد الوهاب، ص 39، نقلًا من «تاريخ النصرانية»، ص 197.

  • السبت PM 02:29
    2023-09-23
  • 999
Powered by: GateGold