المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417507
يتصفح الموقع حاليا : 222

البحث

البحث

عرض المادة

محمد بن العلقمي

هو مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن العلقمي توفي في سنة (656ﻫ) ([1]).

وقال ابن طباطبائي : [ كان رجلاُ فاضلاً كاملاً لبيباً كريماً وقوراً محباً للرئاسة كثير التحمل متمسكاً بقوانين الرئاسة خبيراً بأدوات السياسة ] ([2])   .

قال محمد مدرسي في كتابه عن الطوسي وحياته([3])  عن ابن العلقمي : [ وأقام عند خاله عضد الدين القمي الذي كان يشغل يومئذٍ منصب رئاسة دار الإنشاء  للحاكم العباسي , ثم أنتقل هذا المنصب بعد مدة إلى شمس الدين ناقد و أعيظ بعد فتره بابن العلقمي , ومات ابن الناقد الذي كان وزيراً سنة 642ﻫ وبعد وفاة المستنصر وتسلم المعتصم زمام الأمور فانتقلت الوزارة إلى ابن العلقمي الذي ظل فيها أربع عشرة سنة من سنة (642) إلى سنة (656) … إلى أن غزا هولاكو بغداد , ونسف قواعد الحكم العباسي , وقتل المستعصم وأسند إلى ابن العلقمي حكومة بغداد فظل فيها وبعد أشهر اعتلت صحته حتى أسلمه الداء إلى المنون ….وتولى نجله شرف الدين أبو القاسم على حكومة بغداد بعد أبيه ].

 

 

 

مكانة ابن العلقمي لدى الخليفة

تولى ابن العلقمي الوزارة مدة أربع عشرة سنة مما يدل على مكانته وتمكنه (642- 656) . ومع هذا يحاول بعض الشيعة من منطلق تبرير مواقف ابن العلقمي  من الخليفة عند سقوط بغداد أن يصف الوزير  بالضعف وعدم  التمكن  من التأثير على الخليفة  ولمعرفة مدى صحة هذا الرأي  نورد ما ذكره المؤرخون  عن مكانته لدى الخليفة

يقول ابن طباطبا المعروف بابن الطقطقي ([4]): [ وكان الخليفة يعتقد فيه ويحبه …] .

ويقول السيوطي: [ ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي … والعب بالخليفة كيف أراد ] ([5]) .

ومما يدل على  علو مكانته عند الخليفة ما ذكر الخونساري عن المراسلة التي بين الطوسي وابن العلقمي وطلب الطوسي من ابن العلقمي السعاية له للدخول على الخليفة مما يدل على علمه بمكانته , وكذلك موقف ابن العلقمي الذي لم يسع لتقريب الطوسي خوفاً على مكانته منه فلو لم تكن له مكانة لما خاف من قرب الطوسي . ([6])  .

ومما يدل أيضا على مكانته أن هولاكو لما راسل الخليفة من همدان طلب من الخليفة أن يرسل كل من الوزير ابن العلقمي وسليمان شاه و الدويدار لعلمه بمكانتهم ([7]). بل الوزير هو ارفعهم مكانة  بشهادة  الخليفة نفسه  سير الخليفة الوزير العلقمي وقال  لهولاكو أنت طلبت أحد ثلاثة و هاأنا قد سيرت إليك الوزير وهو أكبرهم …] ([8]).

ويقو ل عبدالله الشيرازي وهو شيعي : [ وكان الذي يدير الأمور وينظم الأعمال مؤيد الدين ابن العلقمي ] ([9]) .

 ومما يدل على علو هذه المكانة مجريات الأحداث , وبقاء الوزير مع الخليفة إلى أخر لحظة , وكون الخليفة خرج بعد مداولات الوزير مع هولاكو كل هذا يدل على بقاء هذه المكانة لدى الخليفة فلا يصح ما يقوله بعض الشيعة كابن الطقطقي ([10]), وجعفر خصباك ([11]).

من أنه لم يكن له لا حول ولا قوة ولم يكن مسموع الرأي عند الخليفة وكل هذا حتى لا يقع عليه مسؤولية ما حدث في بغداد بصفته وزير الخليفة والرجل الثاني في الدولة .

ب -مذهب  ابن العلقمي :

لم يذكر أحد أن ابن العلقمي ليس إماميا  ولذلك لن نكثر من النقول التي تثبت  هذه القضية

فممن عده من الإمامية  الخونساري [ ولما كان مؤيد الدين العلقمي  الذي هو  من أكابر الشيعية في ذلك الزمان …] ([12]).

وقال المجلسي ([13]): [ وكان رضي الله عنه إمامي المذهب صحيح الاعتقاد…]

وقد ترجم له في كتاب أعيان الشيعة (9/82) . ونكتفي بهذا

ثناء الشيعة عليه

جاء في أعيان الشيعة([14]): [ …وكان عالماُ فاضلاً أديباً …… وجاء في كتاب الإجازات من بحار الأنوار … ومات الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد العلقمي … وكان رحمه الله إمامي المذهب صحيح الاعتقاد رفيع الهمة …ولأجله صنف… ابن أبي الحديد شرح النهج ] وسبق قول الخونساري أنه من كبار الشيعة .

وقال فيه ابن أبي الحديد ([15]): [  وبعد فإن مراسم المولى الوزير الأعظم الصاحب الصدر الكبير المعظم العالم العادل المظفر المنصور المجاهد المرابط مؤيد الدين عضد الإسلام سيد وزراء الشرق والغرب أبي محمد ابن العلقمي …] أﻫ .

  • العلاقة بين الطوسي وابن العلقمي :

و مما يساعد في  فهم الاحداث التي جرت في بغداد  معرفة علاقة الرجلين ببعضهما  ومدى  التفاهم بينهما   ومعرفة  العامل المشترك بين أهدافهما  فهل توجد علاقة بين الرجلين وما طبيعة هذه العلاقة وما أهدافها

جاء في كتاب أعيان الشيعة : [ قال الخونساري في ترجمة نصير الدين الطوسي : ولما كان مؤيد الدين العلقمي الذي هو من أكابر الشيعة في ذلك الزمان وزير المستعصم الخليفة العباسي في بغداد أراد المحقق (الطوسي) دخول بغداد ومعارضته بما أختلج بداخله من ترويج المذهب الحق بمعاونة الوزير المذكور ] . فالعلاقة بينهما  موجودة بل والأهداف في خدمة المذهب  مشتركة وإلا لما باح له بذلك  ثم ذكر أن الوزير لم يسع لذلك خوفاً على منصبه .

ذكر هذه العلاقة  الخونساري في روضات الجنات (610)الطبعة الأولى كما في حاشية أعيان الشيعة , وذكرها  النوري الطبرسى في خاتمة المستدرك (2/442) وهو شيعي , وذكرها علي البروجردي في طرائق المقال (2/447) .

ومع هذا الموقف من ابن العلقمي – عدم السعاية له بالقدوم على الخليفة – إلا أن علاقته مع الطوسي لم تتأثر , ومما يدلنا على هذا أن الطوسي هو الذي – كما يقول الشيعة- رفع مكانة ابن العلقمي عند هولاكو حيث يقول ابن طباطبا – المعروف بابن الطقطقي – في كتابه الفخري في الآداب السلطانية : [ وكان الذي تولى تربيته في الحضرة السلطانية الوزير السعيد نصير الدين محمد الطوسي …] ([16]). 

وقد قال المترجم لابن العلقمي([17]): [ والأرجح أن شفاعة نصير الدين الطوسي كانت أهم سبب في نجاته ] .

ونحن هنا لا نناقش سبب نجاة ابن العلقمي بل فقط نثبت مدى العلاقة بين الشخصيتين .

بل قد ذكر المجلسي([18]) مراسلات بينهما تتعلق بالنظرة الشرعية – عند الشيعة – لسقوط الدولة العباسية و إعطائها مبررات و أسباب شرعية حيث يقول عند شرحه : [ لقول أبو جعفر عن العباسين : لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دماً حراماً ] .

قال المجلسي : [ ويحتمل أن يكون إشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارناً لانقضاء دولتهم كما يظهر مما كتب ابن العلقمي إلى نصير الدين الطوسي …] . وقد ذكر احتمال وقوع هذا الاتصال بينهما عارف تامر([19])     .      

ثانياً : المذهب الإمامي .

مر معنا أن الطوسي وابن العلقمي ينتسبان للمذهب الشيعي الإمامي الاثنى عشري الجعفري وكل هذا من مسميات هذا المذهب , وكان إظهار مذهب الرجلين مهماً جداُ ؛ لأن الخلفية الفكرية والثقافية والاجتماعية مهمة في دراسة آثار هذه الشخصية ومعرفة الدوافع التي وراء تصرفاته و المنطلقات التي يتحرك منها لأي عمل ومعرفة نظرته وتقيميه لما حوله من أفراد وجماعات وأمم وغير ذلك ومن هذه الأهمية أحببت أن أذكر بعض المسائل والعقائد  المهمة في المذهب الشيعي  والتي أزعم أنها تساعد في فهم مواقف الرجلين  , وكذلك يتضح منها موقف الشيعة مما نسب للطوسي أو ابن العلقمي من تهم  فمن العجب أن تعلم أنه مع اختلاف مواقفهم إلا أنها تنسجم مع عقائد ومبادئ هذا المذهب . وهذا سيظهر لك ان شاء الله بعد الاطلاع على كلام علمائهم

 

([1])    أعيان الشيعة : 9/82.

([2])    الفخري ص312.

([3])   ص 110 .

([4])   الفخري ص 313.

([5])   تاريخ الخلفاء ص 401 .

([6])  انظر أعيان الشيعة: 9/86  .

([7]) انظر :جامع التواريخ 268ص, ومختصر الدول لابن العبري ص235 .

([8])  انظر: مختصر الدول لابن العبري ص 236 , ونفسه في أعيان الشيعة: 9/88 .

([9])   انظر محكمة التاريخ ص 57 .

([10])  الفخرى  ص 313 و 308.

([11])  انظر: أعيان الشيعة:9 /99 .

([12])  انظر: أعيان الشيعة (9/68)   .

([13])  بحار الأنوار (14/31)  .

([14])   9/82  .

([15])  مقدمة شرح نهج البلاغة (1/3)   .

([16])  الفخري ص313  .

([17])  أعيان الشيعة (9/101)  .

([18])  بحار الأنوار (64/341)   .

([19])   نصير الدين الطوسي في مرابع ابن سينا ص 73   .

  • الاحد PM 12:39
    2021-05-23
  • 1383
Powered by: GateGold