المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417499
يتصفح الموقع حاليا : 225

البحث

البحث

عرض المادة

الذين قالوا بأولوية علي للخلافة

هناك حقيقة لا يدركها الشيعة أو لا يريدون أن يعترفوا بها وهي أن الغالبية العظمى من الصحابة الذين عاشروا جميع الخلفاء وعرفوهم ما كانوا يفضلون أحداً على أبي بكر وعمر ، فالعبرة إذاً بتقويم هؤلاء ، أما الذين لم يعاصروا أبا بكر وعمر وعاصروا علياً فقط فمن الطبيعي أن يفضلوه على على غيره من الصحابة لأنهم لم يروا أفضل منه ، فقد كان علي يمتاز بصفات كل واحدة منها كانت كفيلة بأن تأسر من يعاشره وتأخذ بتلابيب قلبه ، فإنه بالاضافة الى كونه إبن عم رسول الله  وربيبه وحبيبه وزوج احب بناته اليه ووالد سبطيه ، كان مثالا للعلم والزهد والتقوى والشجاعة والبلاغة . إذاً من الطبيعي جداً أن يعجب هؤلاء به ويفضلوه على غيره من الصحابة ، لا سيما الذين لم يعاصروهم ، ويعتقدوا أنه لا يمكن أن يكون من بينهم من يَفْضُلُه ، ولذلك ما كانوا يقتنعون بإقرار علي بأفضلية أبي بكر وعمر ، وكان هذا الاقرار يزيدهم إعجاباً به وحباً له ، وكانوا يرون ذلك من تواضعه ، ويضيفونه الى فضائله! وهذا هو طبيعة الاتباع ، قد يؤدي الانصاف والتواضع لدى متبوعيهم الى زيادة الاعجاب بهم وزيادة تعظيمهم ، وتفضيلهم على من يُقر المتبوع بأفضليتهم.

    إذاً ، لا عجب في أن  يفضل التابعون علياً على أبي بكر وعمر اللذين لم يعاصروهما ، ولكن مع ذلك لم يحدث هذا الامر، لأن فضل أبي بكر وعمر كان قد طبق الآفاق ولم يكن في وسع أحد مهما بلغ من العظمة أن يحجبه، فبقي الناس يفضلون أبا بكر وعمر على غيرهما من الصحابة إلاّ قلة من المأسورين بحب علي ، أو المغرضين الذين كانوا يرمون من وراء ذلك الى أهداف أخرى كما فعل عبد الله بن سبأ الذي كان ينشر أكاذيب عن علي وينشر فكرة الوصاية ثم فكرة الوهية علي مما اضطر عليا الى معاقبته ونفيه الى المدائن ، ولولا توسط بعض المقربين اليه قتله. وبعض الذين غالوا فيه قتلهم علي بنفسه . وقد ابتُلي علي رضي الله عنه بفريقين ، فريق غالى في حبه وتعظيمه حتى رفعوه الى مقام الالوهية ، وغالى فريق ثاني في بغضه حتى كفروه كالخوارج . أما أهل السنة ، فلا أقول إنهم توسطوا بين المغالاة في التعظيم والمغالاة في البغض لأنهم أصلاً لا يبغضونه ، بل يحبونه حباً جمّاً ويعدون حبه عبادة وبغضه معصية كبيرة ويعدونه من كبار الصحابة ومن سادات أهل بيت النبـي ورابع الخلفاء الراشدين .

   خلاصة القول ، إن الذين كانوا يفضلون عليا على أبي بكر وعمر  قليل منهم  كانوا من الصحابة مع بعض أقاربه ، منهم المقداد ، وعمار ، أما أبو ذر فلم يورد عنه ما يدل على تفضيله عليا عليهما ، وانما نال اعجاب الشيعة لموقفه من معاوية ومن الخليفة عثمان ، وأما سلمان فهو الآخر لم يورد عنه ما يدل على تفضيله عليا على ابي بكر وعمر وكان من ولاة عمر رضي الله عنهم اجمعين. أما من غير الصحابة فما فضله على ابي بكر وعمر الاّ الذين عاشروه واُعجبوا به وقاتلوا معه ، ثم ما لبثوا أن انقسموا على أنفسهم ، فقسم منهم ، وهم الخوارج ، غالى في بغضه حتى خرجوا عليه وكفّروه لأتفه الاسباب ، وقسم غالى في تعظيمه ورفعه فوق مقام البشر ، والقسم الثالث ، أي الذين بقوا معه ،أتْـعبوه وأذاقوه الأمرّين ، وجرّعوه الآلام ، وملئوا قلبه غيظا وقيحا كما يقول هو في نهج البلاغة ، لكثرة مخالفاتهم له وعصيانهم لأوامره .

      بقيت هناك طائفة اخرى من الذين كانوا يدعون تفضيل علي على ابي بكر وعمر ، ويدّعون أحقيته بالخلافة، وهم أصحاب المآرب الشخصية الذين جعلوا من حبهم لعلي و آل البيت والانتصار لهم وسيلة لكسب الانصار و مطية للوصول الى أطماعهم السياسية . والذين وصلوا الى الحكم من هؤلاء عن طريق ادعاء أحقية علي بالخلافة لو كان علي حياً ما سلموه الخلافة ، كالعباسيين الذين وصلوا الى الحكم تحت مظلة أحقية أهل البيت بالخلافة ولم يعلنوا عن أنفسهم لإيهام الناس بأنهم من أبناء علي ، فلما وصلوا الى الحكم فتكوا بذرية علي وقلبوا لهم ظهر المجن! 

  • الاحد PM 12:20
    2021-05-23
  • 811
Powered by: GateGold