المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417523
يتصفح الموقع حاليا : 249

البحث

البحث

عرض المادة

ايهما أهم : القرآن ام الامامة

ايهما أهم : القرآن ام الامامة

ثم هناك سؤال مهم جدا لم يطرأ لحد الآن على الاذهان  ولم يُطرح على الافهام ، لامن الشيعة ولا من السنة –حسب علمي- وهو : أيهما أهم : القرآن أم الامامة؟ لاأظن ان هناك من يجرؤ على القول بأن الامامة أهم من القرآن ، فإذا ساغ للنبـي أن يترك امته دون أن يجمع لها قرآنها الذي  انزله الله اليه ، الذي هو دستور حياتها فكيف لا يسوغ له أن يتركهم بلا امام ؟ ايهما اخطر شأنا: ترك الامة دون ان يعين لهم اماما أم دون أن  يوصيهم بجمع هذا القرآن بله جمعه لهم؟

لماذا لاتكون الوصية الاخيرة للرسول لامته أن يهتموا بجمع القرآن وهو اهم بكثير من تعيين الامام والذي حال دون بيانها -على زعم الشيعة- قول عمر : حسبنا كتاب الله فعلم الرسول ان كتاب الله لن يضيع فلم تبق حاجة بعدها لكتابة الوصية!

اذا كان الله قد أوكل الى هذه الامة جمع القرآن وهو دستور حياتها ومن اجَلِّ امور دينها، فكيف لا يُوكِل اليها نصب الامام وهو من امور دنياها؟

هناك سؤال مهم : لماذا لم يَشْرَع النبـي بجمع القرآن في حياته واوكل ذلك الى امته ؟ بل وحتى لم يأمرهم ولم يوصهم  صراحة بجمعه في كتاب واحد ، نعم أوصى بحفظه في الصدور وبتعلمه وتعليمه وتلاوته والاهتمام به ولكنه لم يجمعه ولم يأمر بجمعه من بعده في مصحف واحد، لأنه علم بأن امته ستجمعه وستهتم به لذا أراد الله أن يخص هذا الجيل بهذا الشرف، فإن كان للرسول الذي اصطفاه الله من بين خلقه أن ينال شرف نزول القرآن عليه فلتنل امته التي اصطفاها الله لصحبة نبـيه  شرف جمعه وتدوينه ، ويختلفوا بذلك عن الامم السابقة الذين استحفظهم الله كتب انبـيائهم فلم يرعوها حق رعايتها ولم يحفظوها، وليباهي الرسول بقية الانبـياء بامته التي حفظت بعده كتابه وتعاليمه.

نعم لقد اثبتت هذه الامة التي رباها الرسول بالقرآن نضجها وذلك باجتماعها فور وفاة الرسول على أفضلها و بمسارعتها الى جمع كتاب ربها ثم الشروع في نشر نور ذلك الكتاب في العالم . فهل مثل هذه الامة تحتاج الى أن يُعيَّن لها قيّما ؟ ان كان هذا الجيل قاصرا ولا يقدر على اختيار امامها فعلى بقية الاجيال وعلى البشرية وعلى العقل الانساني السلام !

ان الذي حدث في السقيفة هو غاية النضج ، وحري بالبشرية أن تقتدي بهم ، فإن ابابكر وعمر غلبا سعدا في عقر داره وبين انصاره والذي كان قاب قوسين أو أدنى من المبايعة له لا بشيء الاّ بقوة منطقهم وبقوة ايمان الانصار وسرعة انصياعهم للحق وتجردهم عن الهوى وعن حظوظ النفس. فلو كان الانصار ممن تغلبهم العصبية القبلية او الوطنية لما استبدلوا بسعد بن عبادة أحدا ولكنه الاخلاص للدين والتجرد عن الهوى هما اللذان رجحا كفة ابي بكر وكان هذا واضحا في كلام بشير بن سعد بأننا ما جاهدنا لننال به حظوظ الدنيا ولا خلافة نبـينا وانما جاهدنا لإرضاء ربنا ولرفع كلمته ونشر دينه .

 الحيثية الخامسة :

والحيثية الخامسة هي طريقة اعتراض علي على مبايعة ابي بكر ،  ففيها هي الاخرى دليلٌ كافٍ على عدم وجود نص او بيعة ، فلننظر كيف:

بعض المؤرخين – لاسيما الشيعة منهم- يروون ان عليا حين سمع بخبر السقيفة ومبايعة ابي بكر واستمع الى حجج الاطراف المتنازعة قال تعقيبا على احتجاج المهاجرين واستدلالهم على الانصار بقرابتهم لرسول الله وكونهم من قومه : لقد ذكروا الشجر ونسوا الثمر! اي اذا كانوا هم من نفس شجرة الرسول فنحن من ثمار تلك الشجرة ، اي نحن اقرب الى رسول الله منهم ، وكان الاولى بهم ان كانت هذه حجتهم في نيل الخلافة ان يسلموها إلينا لأناّ اهل بيت النبـي ، ونحن أولى بوراثة رسول الله منهم! هذه الرواية حتى لو كانت صحيحة فهي تدل على عدم وجود نص او بيعة لأنه لو كان هناك نص او بيعة لقال علي : ولكن القرآن الكريم والرسول الامين (a ) قد حسما هذه المسألة ولم يتركا مجالا للاجتهاد!  لا ان ينهج نفس منهج  المهاجرين في الاستدلال ويذكر قرابته من رسول الله (a ) .

لماذا ابتلع علي هذه الجرعة المُرّة بهذه السهولة ؟ لماذا لم يجمع الناس في المسجد او في اي مكان آخر ويذكِّرهم بالنصوص الواردة بحقه وببيعة يوم الغدير؟ لماذا لم يذهب الى سعد بن عبادة ليعاتبهم ويوبخهم على عملهم ذلك ، والذي ادى الى تفويت الفرصة عليه؟ لماذا لم يذهب الى مكة او يبعث بالرسل الى المدن والقبائل ؟ ما معنى هذا الاستسلام السريع للامر ؟ هل كان جبانا وخوارا الى هذا الحد؟ ام كان ضعيفا ؟

لايجد الشيعة جوابا على هذه الاسئلة الاّ القول بأن عليا كان مكروها من قبل قريش لأنه قتل صناديدهم ! وهذا يكذبه التاريخ والعقل والمنطق واقوال ومواقف علي واهل بيته كما قلنا سابقا . ان اكبر قبيلتين من قبائل قريش أبدوا مساندتهم لعلي وهما بنو هاشم المتمثل بالعباس وبنو امية المتمثل بابي سفيان . اما الانصار ولا سيما الخزرج كانوا سيقفون حتما الى جانبه انتقاما لزعيمهم سعد بن عبادة الذي خسر في السقيفة وعدّ ذلك اهانة له!.

اذا كان قول الشيعة صحيحا في شأن النص والبيعة لاستطعنا القول اذاً بأن التاريخ لم يشهد أضيع لحقه من علي ولا اخمل منه في المطالبة به !  وليس حقه هو فحسب بل حق الاسلام والمسلمين ! فلوكان الامر شيئا من امور الدنيا او شيئا يخصه هو لأُعذر في تهاونه في المطالبة به ، امّا وأن الامر أمر ديني و يتعلق بمصير الامة والدين اللذين تركهما الرسول امانة في عنقه بصفته اماما معينا من الله ، فما كان يحق له ان يسكت عن المطالبة بها بتلك السهولة. ان عليا لم يفعل شيئا ولم يحرك ساكنا  حتى نرى حجم ردود افعال المخالفين كي نقول مع الشيعة انه سكت عنها حرصاً على مصير الاسلام والمسلمين وحفاظاً على وحدة الامة !

ان ما يقوله الشيعة من ان عليا سكت على ذلك حرصا على الاسلام تبرير واه جدا لأن الامامة في اعتقاد الشيعة ركن من اركان الدين وان اكبر مصيبة اصابت الامة الاسلامية في نظر الشيعة هي غصب الخلافة عن علي وصرفها الى غيره! اذن أي فتنة كان يخشاها علي لو طالب بحقه ووقف في وجه الغاصبين  اكبر من فتنة اغتصاب الخلافة وتغيير الدين؟ والمشكلة انه لم يفعل شيئا حتى نُسلِّم مع الشيعة بانه خاف الفتنة !  انه لم يختبر الناس حتى يعلم ردود افعالهم ومواقفهم ، وانما كل ما فعله هو معاتبة ابي بكر على ابرام الامر دون علمه وانه احتج عليهم بالمنطق الذي اتبعوه في اثبات احقيتهم بالخلافة ! أما مقاطعته لابي بكر بعد ذلك فلم يكن للخلافة كما سنبـينه فيما بعد وانما كان لحرمان فاطمة من ارض فدك او لانشغاله بتمريضها!  أهذا هو موقف من يعتقد انه صاحب الحق وانه منصوص عليه من الله ورسوله وان الامر تكليف رباني وليس اجتهادا بشريا؟.

ايهما اهم : الخلافة ام فدك ؟ (فاطمة اكثر تمسكا بحقها من علي):

      ان كان ما يقوله الشيعة او حتى بعض الروايات السنية صحيحا من ان فاطمة قاطعت ابا بكر بسبب حرمانها من نصيبها من فدك فهذا يعني انها كانت احرص على حقها في ارض فدك من علي على حقه في الخلافة التي تعد من اوجب حقوق الاسلام والمسلمين عليه !  ويبدو من مبايعة علي لأبي بكر بعد موت فاطمة ان موقفه كان تابعا لموقف فاطمة وان امتناعه عن مبايعته او مقاطعته اياه كان بسبب حرمان فاطمة من فدك لا بسبب غصب الخلافة منه وان ارض فدك كانت اهم عند فاطمة من الخلافة عند علي! .

ولاهمية موقف فاطمة نتحدث عنه بشيء من التفصيل:

نقول للشيعة: انكم تقولون ان الامامة امر عظيم وانها ركن من اركان الدين وانها كالنبوة شأن الهي ، اي ان الامام كالنبـي يعينه الله ولا يختاره الناس ! اذن فان جرم الذين اغتصبوها من الامام المعين كبير جدا ويتناسب مع حجم الامامة ، وهذا نؤيدكم فيه ان كانت الامامة كما تقولون ، ولكن ما حكم الامام الذي اغتصبت منه الامامة اذا تقاعس عن المطالبة بها ولم يبذل جهدا في سبيل منع اغتصابها منه أو في سبيل استردادها من الغاصبين ؟ أليس جرمه بحجم جرم من اغتصبت الخلافة منه؟

ان ما فعله علي بعد تولي ابي بكر الخلافة لا يتفق بحال من الاحوال وحجم القضية،  بل يبدو ان الامامة كانت عنده اهون من ارض فدك عند فاطمة ! ففاطمة رضي الله عنها قاطعت ابابكر بسبب حرمانها من ارض كانت ترى أن رسول الله أقطعها إيّاها ولم تكلم ابابكر بسببها الى أن ماتت ، بينما علي لم يفعل ذلك ، وانما كان تابعا لفاطمة فهو الآخر قاطعهم الى ان ماتت فاطمة ، وبعد موتها صالحهم !  اي ان مقاطعته لهم كانت لأجل فاطمة بسبب حرمانها من ارض فدك لا بسبب غصب الخلافة منه ! فبدلا من ان تقاطعهم فاطمة بسبب غصب الخلافة من علي نراها تغضب بسبب  حرمانها من ارض فدك ولم تذكر قضية الخلافة لا من قريب ولا من بعيد ، وكان الاولى بها ان تغضب لله بسبب غصب الخلافة عن علي اكثر من غضبها لنفسها بسبب غصب ارض فدك منها!. والادهى من ذلك هو غضب علي لغضبها، فبدلا من ان تغضب هي لعلي نرى عليا هو الذي يغضب لها، ويقاطع ابا بكر من اجلها ، اي من اجل ارض فدك لا من اجل الخلافة  !!!!

فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : أيهما اعظم واهم عند فاطمة وعلي : الخلافة ام فدك؟

وايهما اكبر اثما و جرما عندهما : غصب الخلافة التي هي امر ديني-على زعم الشيعة- وتتوقف عليه مصالح الاسلام والمسلمين ام ارض فدك التي هي شأن دنيوي وتخص فاطمة فقط؟

لاشك ان الامامة اهم واعظم ليس من فدك وحدها بل ومن الحجاز وما فيها ، بل ومن الدنيا وما فيها ان كانت كما يقول الشيعة امرا الهيا وركنا من اركان الدين ، اذن كيف تُسوِّغون غضب فاطمة لغصب فدك وعدم غضبها لغصب الخلافة؟ بل واكثر من ذلك متابعة علي لها بسبب غصب فدك منها وعدم متابعتها هي لعلي بسبب غصب الخلافة منه!  ماهي قيمة ارض فدك قياساً الى الامامة حتى يغضبا لفدك ولا يغضبا للخلافة المغتصبة؟ هل يعقل ان تكون ارض فدك اهم عند فاطمة ، بنت الرسول وسيدة نساء العالمين ، من الامامة ؟  هل يعقل ان يكون امر دنيوي تافه اهم عند فاطمة من امر ديني عظيم؟ اللهم هذا شيء لايقول به من عرف الاسلام وعرف فاطمة ومن حكّم عقلَه ودينَه على هواه .

من هذا يتبين ان غضب فاطمة لفدك ومتابعة علي لها يدل دلالة واضحة وقاطعة على عدم كون الامامة امراَ الهيا وعلى عدم وجود نص ووصية في حق علي وعدم وجود بيعة في اعناق الناس له والاّ لكان غضب فاطمة بسببها لا بسبب فدك وهي من هي في مكانتها ودينها ..

مرة اخرى نتساءل: ألا يعد سكوت علي على غصب الخلافة خذلانا للحق وتضييعا للامانة التي اُلقيت على عاتقه والمهمة التي اُوكلت اليه ؟   أهكذا تصان الامانة و يكون الدفاع عن الحق ؟ أهكذا يكون تحمل المسؤولية ؟

ما اضيعك لحقك وحق الاسلام والمسلمين يا علي لو صح ما يقوله الشيعة في الامامة والخلافة !!!

اذا كان ما يقوله الشيعة في الامامة والخلافة حقا فعلي هو اول المضيعين لهذا الحق  واول المفرطين فيه واكثر المتهاونين  في حق الاسلام والمسلمين !

كان من المفروض ان يقيم الدنيا ولا يقعدها و يتحرك يمينا وشمالا ولا يترك وسيلة الاّ اتبعها، كأن يتصل بالناس ويذكّرهم بالنص والبيعة ويطلب مناصرتهم له حتى اذا تأكد من خذلان الناس له ووقوفهم الى جانب ابي بكر وعمر ورأى تماوت ابي بكر وعمر على الخلافة واستعدادهم للتضحية بمصير الاسلام والمسلمين من اجلها لجأ الى الله واعتذر اليه بعدم القدرة على تحقيق امره وحق له بعد ذلك ان يلزم  بيته ويمتنع عن مبايعتهم فيكون بذلك قد اقام الحجة على الناس وبرّأ ذمته امام الله . اما ان يسكت ولا يحرك ساكنا ثم يبايع ابابكر ومن بعده عمر ثم عثمان فهذا إما تهاون منه عن المطالبة بالحق و خذلان منه للحق  أو انه دليل على عدم وجود نص وبيعة والاّ لاستحق اللوم من الله ومن المسلمين الى يوم القيامة !.

لو كان ما يقوله الشيعة في الامامة صحيحا لحق لي ان اقول بأني ما رأيت صاحب حق سكت عن حقه كعلي ، ولا صاحب حق اضيع لحقه من علي ! واي حق؟ حق اوجبه الله له واكّده رسوله بأخذ البيعة له في غدير خم !

ان الناس لايسكتون عن حقوق اوجبها لهم آباؤهم او قومهم ويطالبون بها اذا اغتصبت . اما علي فانه يسكت عن حق اوجبه له الله ورسوله. فأي اضاعة بعد هذه الاضاعة واي تفريط بعد هذا التفريط؟ !

ان سعد بن عبادة رشحه بعض افراد قومه للخلافة ، وحين غلبه ابو بكر عليها وحرمه منها غضب عليهم وظل مقاطعا لهم الى أن مات ، وعلي ينتدبه الله للخلافة  ويأخذ رسول الله البيعة له ثم يُغتصب منه فلا يقاطع ولايراجع بشأنها ، بل يصالح و يبايع  وفوق ذلك يؤازر ويصاهر  !

 خمسة وعشرون عاماَ تغتصب منه الخلافة فلا يراجع بشأنها احدا ولا يذكّر بها بشرا ! مامعنى ان يسكت كل هذه المدة الطويلة عن المطالبة بهذا الحق؟ ألم يكن الأجدر به ان يطالب به في كل مناسبة ؟ لو أن غيره اغتُصب حقُّه لاغتنم كل فرصة بالتذكير به والمطالبة به !.  كان المفروض  ان يذهب الى ابي بكر في مرضه ويذكره بوصية رسول الله (a ) ويذكره ببيعة الغدير ويخوفه سخط الله وسخط رسوله ويذكِّره ساعة لقائه  رسول الله على هذه الحالة ويحثه على رد الامانة الى اهلها ليذهب الى الله نقي الثوب وقد برّأ ذمته . أما انه لم يفعل ذلك فليس لنا تفسير له الا عدم وجود نص بحقه ، ولابيعة في اعناق الناس له والا لعد متهاونا و مضيعا لحقه وحق الاسلام!.

وان كان فاته الذهاب الى ابي بكر في مرضه للمطالبة بحقه فما الذي منعه من الذهاب الى عمر عندما تولى الامر بعد ابي بكر فيطالبه برد الحق الى اهله ؟ وان كان يخشى من مطالبته بحقه في مقتبل خلافة عمر فما الذي منعه من المطالبة به حين طُعِن عمر واصبح على ابواب الآخرة ولم يبق له طمع في الدنيا وقد علم انه لا يريد أن يورثها احدا من اولاده او ذويه ؟ لماذا لم يذهب اليه ويذكره بالآخرة وباللحظات التي سيقـف فيها بين يدي الله ، وكيف سيجيب رسول الله على اغتصابه حق علي ومخالفته لأمر الله ورسوله ؟ لماذا لم يطالبه برد الحق الى صاحبه بدلا من جعله شورى بين ستة من الصحابة احدهم هو ؟

كيف رضي علي بأن يكون احد الستة الذين رشحهم عمر للخلافة؟ كيف يترك حكم الله ويرضى بحكم عمر؟ الم يحكم الله له ان يكون هو الخليفة وعمر يحكم له بان يكون من بين الستة المرشحين للخلافة؟ لماذا لم يذكرهم بحكم الله؟  ان القول بالامامة على الطريقة الشيعية يعرض عليا الى انتقادات كثيرة وتحمله من المسؤولية مثل ما على الذين اغتصبوا حقه ! هؤلاء باغتصابهم لحقه وهو بتهاونه وسكوته على ذلك !

ثم حين جعل عمر الامر شورى في هؤلاء الستة لم يُذكِّرهم علي بالنص والبيعة ولم يخوفهم عقاب الله ولم يطلب من الاربعة الذين انسحبوا منها أن يرُدّوها الى صاحبها ويُذكِّروا عثمان بها ويثنونه عن المطالبة بها . والذين استشارهم عبد الرحمن بن عوف حول عثمان وعلي لم يقل واحد منهم ان هذا الامر قد حسمه القرآن و حسمه رسول الله في غدير خم وأن أبابكر وعمر قد خالفا القرآن والرسول و اغتصبا حق علي في الخلافة وقد آن الأوان أن تردوا اليه حقه.

كان يفترض ان تبقى المسألة حية في ذهن علي على الدوام ويُذكّر بها في كل فرصة سنحت له كما هي حية في ذهن الشيعة ويذكرونها دوما ، لا ان يذهل عنها خمسةً وعشرين عاما لا يذكّر بها احدا ولا يطالب بها منذ اجتماع السقيفة الى ان استشهد عثمان  ثم يأتيه الناس ليردوا اليه حقه المغتصب فيقول اذهبوا والتمسوا غيري فاني لكم وزيرا خير لكم مني اميرا !

ان الشيعة على ما يبدو اكثر تفهما لقضيتهم من علي واكثر احساسا منه بأهميتها ، لذلك تراهم يبقونها حية ماثلة امام اعينهم في كل لحظة وكل مناسبة ولا يذهلون عنها ساعة من ليل أو نهار !

  • الخميس PM 02:09
    2021-05-20
  • 922
Powered by: GateGold