المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417506
يتصفح الموقع حاليا : 225

البحث

البحث

عرض المادة

هل ترك الرسول امته دون ان يعين لهم اماما ؟

هل ترك الرسول امته دون ان يعين لهم اماما؟

إن الذين يقولون بأن نصب الامام واجب على الله وأنه لطف الهي يتمتعون بقصور شديد في النظر، لأنه من غير المعقول أن يقتصر اللطف الالهي على جيل دون جيل ! هل يحابي الله بعض البشر على حساب البعض الآخر ؟ وهل يفضل جيلا على جيل ؟ وهل هذا من اللطف أن يخص الله الجيل الذي رباه الرسول بيديه على منهج القرآن بتعيين إمام له ثم تأتي الاجيال الاخرى ولا تجد من ينصب لها اماما؟

إن الذين قالوا باللطف الالهي في تعيين الائمة ثم حصروا عددهم في اثني عشر اماما  كانوا يظنون ان الارض  لن تعمر اكثر من مائتين وستين عاما والاّ أين الامام منذ الف ومائتي عام؟

ثم هل اقتصر اللطف الالهي على المسلمين ام شمل الامم السابقة ايضا ؟ فان كان قد شملهم هذا اللطف فاين فكرة الامامة في تراث الامم السابقة؟ سلمنا مع الشيعة جدلا بان لكل نبـي وصياً وماذا بعد ان يموت الوصي ؟ هل يحكم ابناؤه من بعده؟

ان الشخص الوحيد الذي عرف في الفكر الديني بأنه كان وصيا لنبـي هو يوشع بن نون ، وصي موسى،  ولكن التاريخ لا يروى لنا بأن ابناءه هم الذين تولوا الامامة من بعده .

بناءا عليه نسأل : هل يجوز أن يترك النبـي امته دون ان يعين لهم خليفة؟ نقول:  نعم وهذا هو الاصل لأن عمر الدنيا اوسع واطول من عمر إمام واحد او اثني عشر إماما ، وأنه ان لم يجز له أن يترك جيلا رباه هو بنفسه على الاسلام  بدون امام فكيف يجوز له أن يترك بقية الاجيال القادمة التي لاتجد من يربيها مثله من دون إمام ؟

هل جاء الرسول الى جيله فحسب أم الى البشرية  جمعاء والى يوم القيامة ؟  لو كان الرسول مرسلا الى جيله فقط ولم يكن خاتم الانبـياء لربما جاز في حقه أن نسأل كيف ترك امته بدون خليفة ؟  أما وهو رسول الله الى الناس جميعا الى قيام الساعة فكيف يحدد عدد الائمة باثني عشر ويترك بقية الاجيال بلا امام؟ هل يكفي هذا العدد لآلاف السنين؟

ان القول بضرورة تنصيب الائمة من قبل الله يتعارض مع عالمية الاسلام وخاتميته ، إذ لو كان نصب الامام من اختصاص الله او الرسول لأصبح ذلك تشريعا ولما جاز للمسلمين الخروج عنه واتباع اساليب اخرى لتنصيب الائمة والرؤساء وعُدّ ذلك الاسلوب الوحيد لتنصيب الحكام ، ولصودر حق الامة في اختيار أئمتها ، وعُد ذلك تكريسا للاستبداد لأنه  لم يكن حينئذ في وسع الامة تغيير ائمتها ولا مراقبتهم ولا محاسبتهم ،  ولما صلح الاسلام لهذا العصر الذي اصبح فيه العالم الاسلامي أقطاراً و دولاً إذ لا بد لكل عصر -على رأي الشيعة - من امام واحد منصوب من الله ، ففي أي قطر يكون ذلك الامام ؟

ان القول بضرورة تنصيب الائمة من الله  انتقاص من شأن البشر واتهامهم بالقصور العقلي وفقدان الاهلية حيث يعجزون عن اختيار حكامهم ولا يحق لهم مراقبتهم ومحاسبتهم .

من هنا نقول أن طبيعة الاسلام ترفض فكرة تنصيب الائمة من الله لأنها غير واقعية ، وغير قابلة للتطبيق ، ولا تصلح لمثل هذه الازمنة ، و منافية لروح الاسلام الذي كرم الانسان واحترم عقله.

 نعم يجب أن يترك الرسول لامته منهجا يسيرون عليه ، يختارون على اساسه ائمتهم ، ثم يحكم ائمتهم بذلك المنهج الذي تركه لهم . وهذا هو احد مقتضيات ختم النبوة الذي سنتحدث عنه فيما بعد وقد فعل ذلك وقال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا : كتاب الله وسنتي. نعم كتاب الله الخالد وسنته الخالدة ، لا أهل بيته الفانون  الذين لم تدم حياتهم سوى مائتين وستين سنة!

  • الخميس PM 02:05
    2021-05-20
  • 1014
Powered by: GateGold