المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417480
يتصفح الموقع حاليا : 264

البحث

البحث

عرض المادة

نظرة عامة لباقي كتب التفسير

نظرة عامة لباقي كتب التفسير

      بعد الدراسة السابقة لستة عشركتابا من كتب التفسير الشيعى ننظر في   " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " لأقابزرك الطهرانى ، لمزيد من التوضيح .

      في كتاب الذريعة نجد الإشارة إلى عدد كبير جداً من كتب التفسير الشيعى ، ونجد عنوان بعض هذه الكتب يغنى عن النظر فيها ، فهى مثل ما ذكرته من قبل عند الحديث عن كتاب " تأويل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة ".

     وبعض هذه الكتب لا يظهر أثر الإمامة في العنوان ولكن يظهر هذا الأثر عند الإشارة إلى موضوع الكتاب , ونذكر هنا عدداً من هذه الكتب التي حاول أصحابها إخضاع كتاب الله المجيد لأهوائهم ، كما نثبت شيئاً من تعليق صاحب كتاب  الذريعة . وترتيب الكتاب ألفبائى ، فلا حاجة لذكر الأجزاء والصفحات .

  • آيات الأئمة :

    فارسى ، في بيان الآيات المتعلقة بالإمامة ، وفضائل الأئمة ، لمؤلفه مير محمد على الأريجانى الطهرانى المتوفى بها سنة 1323.

  • آيات الأئمة :

    وذكر في حرف التاء بعنوان " تفسير آيات الأئمة " فارسى . قال صاحب الذريعة : في ذكر آيات تستخرج منها بالزبر والبينات أسماء الأئمة ، وبعض أوصافهم وخصوصياتهم ، للعالم الكامل ميرزا على نقى الهمدانى ، المتوفى عام 1297.

(3) الآيات البينات :

     أو : بيان الآيات بالزبر والبينات : قال : للمولى المعاصر يوسف بن أحمد بن يوسف الجيلانى النجفى ، استخرج فيه بالزبر والبينة أسامى المعصومين الأربعة عشر ، وبعض خصوصياتهم من ستين آية من آيات القرآن .

      قلت : مراده بالمعصومين الذين أشركهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، الأئمة الاثنا عشر ، والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها . ونلاحظ ثناءه على الضالين ، ورضاه وإعجابه بضلالهم ، ومشاركته لهم في الغلو والتضليل ، وهذا واضح بيّن ملازم لصاحب الذريعة ، وسيأتى ما يؤكد هذا .

 (4) آيات الحجة والرجعة :

      قال : في تفسير الآيات المتعلقة بهم ، مع بيان واف ، والنكات الدقيقة ، وذكر الروايات المروية عنهم في تفسيرها وتأويلها للعلامة الشيخ محمد على بن المولى حسن على الهمدانى الحاير ، المولود سنة 1293 . رأيت النسخة الأصلية عنده ، استخرج فيها 313 آية من القرآن الشريف على عدد أصحاب الحجة وأنصاره وقت ظهوره .

     قلت : يشير هنا إلى خرافة الإمام الثاني عشر التي ذكرتها في الجزء  السابق ، ومثل هذا كتاب " ما نزل من القرآن في صاحب الزمان " لأبى عبدالله الجوهرى أحمد بن محمد " انظر إيضاح المكنون 2 /421 " ، وغير هذا كتب أخرى سيأتى ذكرها .

  (5) الآيات النازلة في ذم الجائرين على أهل البيت :

         للمولى حيدر على الشروانى .

  (6) الآيات النازلة في فضائل العترة الطاهرة :

     قال : وهى 500 آية من القرآن في فضائل أمناء الرحمن ، جمعها مع تفسيرها وبيانها الشيخ تقى الدين عبدالله حاجى ... ويأتى في حرف الميم كتب كثيرة تحت عنوان ما نزل في أهل البيت ، أو في على ، أو في صاحب الزمان ، كلها في هذا الموضوع .

  (7) آيات الولاية :

     فارسى ، لميرزا أبى القاسم بن محمد الشيرازى .

     قال : فسر فيه إحدى وألف آية من كتاب الله العزيز النازلة : خمسمائة منها في حق أهل البيت وولايتهم باتفاق المفسرين - هكذا قال المفترون ! - والباقى حسب تفاسير أهل البيت الذين نزل فيهم القرآن ، وهم أعرف به ، من طرق أصحابنا الإمامية خاصة .

    قلت : إذن يقصد اتفاق المفسرين جميعاً لا مفسرى فرقته خاصة ! قدرة عجيبة على الافتراء !!

  (8) تأويل الآيات :

      لأبى إسحاق بن مجير الأصفهانى .

      وآخر : للسيد الأمير روح الأمين الحسينى الأصفهانى .

   (9) تأويلات القرآن :

      لكمال الدين أبى الغنائم عبدالرزاق الكاشانى ، المتوفى سنة 730 .

   (10) تأويل الآيات التي تعلق بها أهل الضلال :

      للمولى عبدالرشيد بن الحسينى بن محمد الإسترابادى .

      قال : وله كتاب " مناقب النبي والأئمة " .

      قلت : ماذا يريد بأهل الضلال ؟ لعله يقصد خير أمة أخرجت للناس كما سيظهر من موقفهم من قوله تعالى في سورة الليل ] وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَىالَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى[ ، حيث إنها نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه .

   (11) تأويل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة :

      فارسى ، لمحمد تقى بن محمد باقر الطهرانى الأصفهانى ، المتوفى سنة 1322 .

      قلت : سبق الحديث عن كتاب بالعربية يحمل العنوان نفسه .

  (12) تأويل الآيات الظاهرة في فضل العترة الطاهرة :

   للسيد شرف الدين على الحسينى الإسترابادى ، المتوفى سنة 940 .

   قال : جمع فيه تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت ، ومدح أوليائهم ، وذم أعدائهم من طرقنا ، وطرق أهل السنة ـ هكذا قال ! !  وينقل فيه عن كنز الفوائد للشيخ الكراكجى المتوفى سنة 449 ، وعن كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت لابن الجحام ، الذي سمع منه الدلعكبرى سنة 328 ، وعن كشف الغمة للأربلى المتوفى سنة 692 ، وعن كتب العلامة الحلى .

   (13) تأويل الآيات النازلة :

     قال : في فضل أهل البيت وأوليائهم ، يقرب من عشرين ألف بيت لبعض الأصحاب ... قال الفيض في أول كتاب الصافى : إن جماعة من أصحابنا صنفوا كتباً في تأويل القرآن على هذا النحو ، جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل آيه : إما بهم ، أو بشيعتهم ، أو بعدوهم ، على  ترتيب القرآن ، وقد رأيت منها كتاباً يقرب من عشرين ألف بيت .

   (14) تأويل ما نزل في النبي وآله .

   (15) تأويل ما نزل في شيعتهم .

   (16) تأويل ما نزل في أعدائهم :

     قال : هذه الثلاثة كلها لأبى عبدالله محمد بن العباس المعروف بابن الجحام ، الذي سمع منه الدلعكبرى سنة 328.

       وذكر الشيخ - أي الطوسى - في رجاله ثمانية كتب أخرى له أيضاً ، لكن النجاشى لم يذكر منها إلا كتاب " المقنع " و " والدواجن " و " ما نزل من القرآن في أهل البيت " ، وهذا الكتاب هو الذي مر أنه ينقل عنه السيد شرف الدين على في كتابه " تأويل الآيات الظاهرة " أحاديث كثيرة .

    (17) تفسير الآيات البينات النازلة في فضائل أهل بيت سيد الكائنات :

      فارسى ، للسيد مصطفى بن أبى القاسم الموسوى النجفى - ولد سنة 1320.

   (18) تفسير الأئمة لهداية الأمة :

     لمحمد رضا بن عبدالحسين النصيرى الطوسى ، عاش في القرن الحادى عشر. قال : وتفسيره هذا كبير ، يقال إنه في ثلاثين مجلداً .

    وديدن هذا المفسر أن يذكر عدة آيات ، مع ترجمتها إلى الفارسية ، ثم يشرع في تفسير الآيات على ما هو المأثور ، وترجمة الأحاديث بالفارسية ، ثم تفسيرها بالعربية . وينقل غالباً عن تفسيرى العياشى والبيضاوى ،وينقل عن كتب الاحتجاج للطبرسى ، وتمام تفسير الإمام العسكرى ، وتمام تفسير القمي ...إلخ .

    و" مختصر تفسير الأئمة " .

    لمؤلف الأصل ، وهو فارسى محض ، في ست مجلدات .

   (19) تفسير أبى الجارود :

   قال : اسمه زياد بن منذر ، المتوفى سنة 150 ، وتنسب إليه الزيدية  الجارودية، ويروى تفسيره عن الإمام الباقر أيام استقامته .

   قلت : يقصد قبل أن يصبح زيدياً ، ولعل الصواب : أيام ضلاله البعيد ،والإمام الباقر رضي الله عنه برىء مما في هذا التفسير ؛ فالقمى أخرجه في تفسيره الذي تحدثنا عنه بالتفصيل .

    (20) تفسير الحافظ محمد بن مؤمن النيسابورى :

      ذكر المؤلف أنه استخرج تفسيره من اثنى عشر تفسيراً 

      قال صاحب الذريعة : ويأتى كتاب : " نزول القرآن في شأن على  " للشيخ محمد بن مؤمن الشيرازى ، والظاهر أنه هو الحافظ المذكور .

   (21) تفسير المصابيح بما نزل من القرآن في أهل البيت :

     لأبى العباس أحمد بن الحسن الإسفرائينى .

   (22) تفسير المنشى :

       قال : لعله للأمير محمد رضا الحسينى منشى الممالك ، المعاصر للشيخ الحر ، والساكن بأصفهان حين تأليف " الأمل " سنة 1097 ، وصفه فيه بأنه كبير أكثر من ثلاثين مجلداً ، عربى وفارسى ، جمع فيه الأحاديث وترجمتها ، ويظهر من بعض هذه الخصوصيات أنه غير تفسير الأئمة السابق ذكره ، وإن شاركه في بعضها .

  (23) تفسير النعمانى :

      قال : هو أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جعفر ، تلميذ ثقة الإسلام الكلينى . جعل مقدمة تفسيره روايات رواها بإسناده إلى الإمام الصادق ، وهى التي دونت مفردة مع خطبة مختصرة وتسمى بـ " المحكم والمتشابه " ، طبعت في إيران ، وقد أوردها بتمامها العلامة المجلسى في مجلد القرآن من البحار .

     قلت : الكلينى ، الذي يراه الشيعة ثقة الإسلام ، بينت مدى ضلاله وافترائه في الجزء الثالث ، وهو تلميذ القمي الذي سبق الحديث عن تفسيره ، ويأتى النعمانى ليكمل سلسلة الضلال ، وعلامتهم المجلسى تحدثنا عنه في هذه الدراسة من قبل ، ويبقى تقديرنا وإجلالنا للعالم العابد المجتهد الإمام الصادق ، المبرأ مما نسبه إليه هؤلاء الضالون .

  (24) تفسير ميرزا هادى :

      قال : ابن السيد على ، من احفاد مير كلان الهروى البجستانى الخراسانى الحائرى المعاصر، وهو تكميل لتفسير على بن إبراهيم القمي بإيراد الأحاديث المروية ، من طرق العامة - أي غير فرقته - المطابقة لروايات الأئمة المذكورة في تفسير القمي .

     قلت : وأى روايات تطابق ما جاء في تفسير هذا الضال ما لم تكن من الروايات الموضوعة ؟

   (25) تفسير آية ] وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ [ " 124 : سورة البقرة " :

      قال : للمولى محمد رفيع الكيلانى ، المتوفى بها سنة 1161 ، وتفسيره هذا جزء لطيف في الإمامة ، وإثبات عصمة الإمام .

     قلت : ذكرت أقوالهم في هذه الآية الكريمة ، وبينت بطلان ما ذهبوا إليه في الجزء السابق ،  وبينت أن العصمة التي جعلوها لأئمتهم لم يصل إليها خير البشر وهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام .

  (26) تفسير آية ] إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ [ " 69: آل عمران " :

     لميرزا محمد التنكابنى ، قال في قصصه إنه يقرب من ألف بيت .

     قلت : قد يبدو عجيباً أن نورد هذا الكتاب في هذا الموضع ، فما علاقة الإمامة بالحديث عن بيت الله الحرام بمكة المكرمة ـ زاده الله تعظيماً وتشريفاً ؟!

     ولكنى وجدتهم يقولون هنا : " وفيه بيان تأويله بكربلاء " !

فذكرنى هذا بقول شاعر هؤلاء القوم الذي ذكره صاحب كتاب الأرض والتربية الحسينية :

ومن حديث كربلا والكعبة

      بان لكربلا علو الرتبة

ولنا أن نسأل : أفيكون التقريب وداره بالقاهرة لنؤمن بهذا الكفر الصراح ؟ أم يجب أن يكون في طهران لتنقية عقيدتهم حتى يكونوا مثلنا ؟

 

(27) تفسير آية التطهير] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ " 33 : الأحزاب " :

      ذكر صاحب الذريعة أربعة كتب بهذا العنوان ، أحدها فارسى . وقولهم في هذه الآية الكريمة ناقشته بتوسع في الجزء السابق .

  (28) تفسير آية ""وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى"" :

          ذكر صاحب الذريعة كتابين بهذا العنوان .

     قلت : الذي دفعهم للكتابة هو ما روى أن الآية الكريمة وما بعدها نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، كما روى البزار عن ابن الزبير ، والحاكم عن الزبير ، وابن أبى حاتم عن عروة . وخير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما ثبت بالتواتر عن على نفسه رضي الله عنهما - يعتبر في نظر هؤلاء القوم مغتصباً للخلافة ، ولذلك جعلوه تحت الآيات التي تتحدث عن الكفار والمنافقين ، والجبت والطاغوت ، وأرادوا أن يبعدوا عنه هذه الآيات الكريمة من سورة الليل .

  (29) تفسير آية الكرسى :

      لعطاء الله بن محمود الحسينى .

      قلت : لا يبدو أي نوع من الربط بين آية الكرسى التي يتحدث فيها رب العزة عن نفسه ، وبين الإمامة ، غير أننى وجدت في الذريعة القول بأن في هذا التفسير دلالة على تشيع المؤلف ، وقوة فهمه ، وكثرة علمه ، وأنه لا يبعد أن يكون من علماء الدولة الصفوية . ورأينا من قبل أن بعض هؤلاء رفع الأئمة لمرتبة الألوهية ، كما أننا نعرف ما أصاب الإسلام على يد الدولة الصفوية الشيعية .

  (30) تفسير آية ] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ " 110 : آل عمران " :

     لحسين بن دلدار على .

     قلت : مر من قبل تحريفهم لهذه الآية الكريمة ، حيث ذكروا أنها نزلت هكذا " كنتم خير أئمة ..." ، وجعلوها لأئمتهم .

 

*****

       هذه بعض كتب التفسير التي ذكرها صاحب الذريعة في الهمزة تحت كلمة " آيات " ، وفى التاء تحت كلمتى " تأويل " و " تفسير " . ونجد غير هذه الكتب في مواضع أخرى ، فمثلاً نراه يقول في الجزء الرابع ص 318 : " تفسير نور الأنوار ومصباح الأسرار " ، و " نور التوفيق " ، و " نور الثقلين " ، كلها تأتى - أي تأتى في النون .  ويقول في الجزء نفسه " ص 268 " : " تفسير تنزيل الآيات الباهرة " ، وكذا " التنزيل " متعددا ، و " التنزيل في أمير المؤمنين " ، و " التنزيل من القرآن " ، و " التنزيل والتعبير " ، يأتى الجميع بعنوان : " التنزيل " .

      وقال في الجزء الثالث بعد الحديث عن " تأويل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة " :

     قد ذكرنا في الجزء الأول آيات الأئمة ، وآيات الفضائل ، والآيات النازلة في فضائل العترة الطاهرة ، وآيات الولاية ، وغيرها . ويأتى في حرف الميم ما يقرب من عشرين كتاباً من تأليفات قدماء المحدثين ، بعنوان ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ، أو في أهل البيت ، أو في الحجة ، أو في الخمسة وغيرها ، وكل واحد من هذه الكتب يصح أن يعد من كتب الحديث ، لأنه دون فيه نوع خاص من الأحاديث ، أي خصوص ما روى عنهم عليهم السلام في بيان الآيات التي نزلت في فضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم ، ويصح أن يعد من كتب التفسير : لأنه يذكر فيه تفسير تلك الآيات وتأويلها ، وشرحها ، وبيان المراد منها ، ولا سيما مع ترتيب تلك الآيات في أكثر هذه الكتب على ترتيب سور القرآن من سورة فاتحة الكتاب إلى سورة الناس كما هو الترتيب في كتب التفاسير . والداعى إلى إفراد القدماء والمتأخرين هذا النوع من الأحاديث واستقلالها بالتأليف هو تخصيص النصف أو الثلث أو الربع من الآيات الشريفة التي وردت أخبار كثيرة على اختلافها في التعبير بأنها نزلت في أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ومواليهم وأعدائهم ، وقد أورد الفيض بعضها بالمقدمة الثالثة في أول الصافى ، وذكر وجه عدم التنافى بينها ، ودون كل منهم ما وصل إليه من هذا النوع من الحديث ليعرف الناس تفاصيلها .

        قلت : سبق الحديث عن كتاب الصافى ، وبيان ما وصل إليه من ضلال وتضليل . وما يقوله صاحب الذريعة هنا يؤكد ما قلته عن صاحب تفسير الصافى وأمثاله من غلاة الشيعة الاثنى عشرية . ومن يقرأ الذريعة يلحق مؤلفها بهؤلاء الغلاة الضالين ، وقوله آنفاً خير شاهد .

       وبعد كل ما سبق أعتقد أن معالم التفسير الشيعى الاثنى عشرى قد اتضحت إلى حد كبير ، فدراستنا لستة عشر كتاباً من القرن الثالث إلى العصر الحديث بينت اتجاهات التفسير خلال هذه القرون . ونظرتنا إلى ثلاثين كتاباً مما جاء في كتاب الذريعة ، جعلت الصورة أكثر وضوحاً ، وهذه الكتب منها ما كان في النصف الأول من القرن الثاني ، وهو تفسير أبى الجارود ، ومنها ما هو في العصر الحديث . وتفسير أبى الجارود الذي نقله القمي يشير إلى أن حركة التشكيك والتضليل بدأت مع بداية عصر التدوين ، والتفاسير الحديثة الكثيرة تشير إلى استمرار هذه الحركة الضالة ، وعدم توقفها .

     وإلى جانب الثلاثين كتاباً ، ذكرت إشارة صاحب الذريعة لعشرين كتاباً في موضع واحد ، وتعليقه على ما جاء بها ، وهذا يدل على ضخامة هذه الحركة الضالة ، وربما يعطى السمة الغالبة للتفسير الشيعى ، نسأل الله تعالى الهداية والرشاد .

   

       الحمد لله الذي أعاننا ، وهدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله .

       وبعد أن تم بتوفيق الله - عز وجل - ما أردنا من بيان التفسير وأصوله عند أهل السنة ، وعند الشيعة الاثنى عشرية ، أقدم هنا موجزاً للبحث ، وأشير إلى نتائجه .

  قسمت هذا البحث قسمين :

 القســم الأول  : تحدثت فيه عن التفسير وأصوله عند أهل السنة.

 والقسـم الثاني   : جعلته لبيان التفسير وأصوله عند الشيعة.

والقسم الأول يضم ثمانية فصول :

في الفصل الأول تحدثت عن علم التفسير ، وبينت المراد من التفسير  والتأويل.

    وفى الفصل الثاني تحدثت عن تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالسنة المطهرة هي المبينة للقرآن الكريم ، وجمعت أحاديث التفسير ، الصحيح منها والحسن ، دون الضعيف والموضوع ، فبلغت خمسة وثلاثين ، وذكرت بعض الملاحظات في ضوء ما جمعت ، وأشرت إلى أن الشيعة أشركوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في العصمة من رأوهم أئمة لهم ، فجعلوا أقوالهم كأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم بلا أدنى فرق .

     وفى الفصل الثالث تحدثت عن تفسير الصحابة ، أعلم الناس بالقرآن ، وأشرت إلى ما يأخذ حكم المرفوع من تفسيرهم ، ثم جمعت بعض ما صح من تفسيرهم ، وبينت خصائصه ، ثم تحدثت عن التدوين ، وأثبت أن كتاب تنوير المقباس ليس صحيح النسبة لابن عباس ، ومن الخطأ شيوعه ، وطبعه مرات على أنه تفسير ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ، وختمت الفصل بإشارة سريعة لموقف الشيعة من

ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ، وختمت الفصل بإشارة سريعة لموقف الشيعة من تفسير الصحابة الكرام .

    وجعلت الفصل الرابع لتفسير التابعين ، فبينت أنهم أكثر حاجة للتفسير من الصحابة ، وأشرت إلى مدارس التفسير في عصرهم ، وإلى بدء التدوين ، ثم تحدثت عن تفسير مجاهد ، وبينت خصائص تفسير التابعين من خلال النظر في تفسيره .

        ثم رأيت أن يكون الفصل الخامس وقفه لبيان أحسن طرق التفسير عند الجمهور ، وفى هذه الوقفة بيان لقيمة التفسير المأثور عن التابعين ، وحديث عن الإسرائيليات ، والتفسير بالرأى ، وهو ما كان يلزمنا أن نبينه بعد الحديث عن تفسير التابعين ، فأغنت الوقفة عن التكرار . ورأيت أن أنسب ما أثبته في هذا الفصل هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو أيضاً ما قاله الحافظ ابن كثير ، وحاول الالتزام به في تفسيره .

      وفى الفصل السادس : تحدثت عن التفسير في القرن الثاني ، وبينت منهجه ، وتناولت ثلاثة كتب ظهرت في هذا القرن ، وهى : تفسير مقاتل بن سليمان ، ولم أقف عنده ؛ حيث إن مؤلفه مجروح ، وتفسير يحيى بن سلام ، الذي يعتبر حلقة الاتصال بين القرنين الأول والثالث ، ومعانى القرآن للفراء ، الذي يعد نموذجاً للتفسير العقلى .

      والفصل السابع : جعلته للقرن الثالث ، وتفسير الطبري ، وقد وقفت طويلاً عند شيخ المفسرين الإمام الطبري ، وعند كتابه الذي يعتبر أفضل ما كتب في مجال التفسير .

     والفصل الثامن أشرت فيه إلى كتب التفسير بعد الطبري . وبينت إمكان الاستغناء عن الوقوف عندها ، لا لأنه يطول جداً فقط ، ولكن أيضاً لأن التفسير المأثور - بعد الطبري - الذي هو حجة يستمد أساساً من مصدرين رئيسين ، هما : كتب الحديث والآثار ، وكتاب تفسير الطبري . وكان هذا الفصل ختاماً للقسم الأول في التفسير وأصوله عند أهل السنة .

     وانتقلت بعد هذا إلى القسم الثاني الذي جعلته للتفسير وأصوله عند الشيعة الاثنى عشرية ، وتحت هذا القسم سبعة فصول ، تسبق بكلمة تمهيدية فيها إشارة إلى أننى بمراجعة التفسير عندهم ، أصوله وكتبه ، رأيت أن عقيدتهم في الإمامة كان لها أكبر الأثر في وضع الأصول ، وفى تناولهم لكتاب الله العزيز ، وأن بيان هذا الأثر يكفى في مجال التفسير المقارن ؛ فحيث لا يوجد أثر لعقيدتهم في الإمامة يصبح تفسيرهم كتفسير غيرهم ، وبقدر وجود هذا الأثر بقدر افتراقهم عمن سواهم.

 

    والفصل الأول جعلت عنوانه : " القرآن الصامت والقرآن الناطق " ، حيث جعلوا القرآن الكريم صامتاً لا ينطق ! والإمام هو القرآن الناطق ، فلا يؤخذ القرآن إلاَّ عن طريقه ! والإمام كالنبى في عصمته وعلمه ! وأشرت إلى مذهب الإخباريين الذين يقفون عند الأخبار دون إعمال للعقل ، والأصوليين منهم الذين خالفوا الإخباريين ، وذكرت قول بعضهم بالنسخ بعد عصر النبوة ، وأن الحكم يمكن ألاَّ يبين في وقته من باب التقية ، أو من باب التدرج في التشريع ، فيمكن - بحسب زعمهم - ألاَّ يبين الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأحكام ، ويتركها لأئمتهم الاثنى عشر لبيانها في وقتها المناسب !! هكذا زعموا !

    والفصل الثاني جعلته للظاهر والباطن ، فأشرت إلى الخلاف عندهم حول حجية الظواهر ، وإلى اللجوء للتأويل تأييداً للعقيدة ، وإلى حقيقة الباطن عندهم ، وقرب قولهم من الإسماعيلية الباطنية ، وبعده عن قول الجمهور ، ثم أشرت إلى قولهم بأن ثلث القرآن ، أو ربعه ، في الأئمة ، وثلثه ، أو ربعه ، في مخالفيهم !

      والفصل الثالث أو جزت فيه الحديث عن قول غلاتهم بتحريف القرآن الكريم، فبينت سبب لجوئهم لهذا القول ، حيث عز عليهم أن يخلو كتاب الله المجيد من ذكر أئمتهم وعقيدتهم ، وتحثدت عن أشهر كتاب عندهم في هذا المجال ، وهو " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "  ، وذكرت بعض أسماء القائلين بالتحريف ، ويدخل فيهم - بكل أسف - أكبر علمائهم الأعلام ! كالقمى ، صاحب كتاب من أهم كتب التفسير عندهم ، يرون صحة كل ما جاء به ، وتلميذه الكلينى ، صاحب الكافى ، كتاب الحديث الأول عندهم كالبخارى عندنا ،  والعياشى،  وغيرهم . وبينت أن من أنفسهم من - الشيعة تصدوا لحركة الغلاة قديماً وحديثاً ، غير أن المحدثين منهم وقعوا في تناقض عجيب أشرت إليه .

       وبدأت بعد هذا في دراسة كتب التفسير الشيعى ، فجعلت الفصل الرابع لكتب القرن الثالث ، وهى أقدم كتب وصلت إليها ، وتغنى عما سبقها : مثال هذا تفسير أبى الجارود  الذي يعدونه تفسير الإمام الباقر - وحاشاه ، والذى كان في أواخر القرن الأول وأوائل الثاني ، هذا التفسير لم أعثر عليه ، غير أن القمي في القرن الثالث نقله في تفسيره .

      وتحدثت في هذا الفصل عن ثلاثة كتب :

      الكتاب الأول : تفسير الحسن العسكرى ، وهو يمثل الغلو والضلال والخرافات ، فهو يكفر الصحابة الكرام ، وعلى الأخص أبو بكر وعمر ، ويتهمها والصحابة بالنفاق والكذب إلى جانب الكفر ، ويذكر أن منكر ولاية على كافر ، وأن موسى  دعا لهذه الولاية ، ويذكر أن علياً له معجزات كثيرة ، ويأتى بقصص خرافية لا تصلح إلاَّ للأطفال ليبين ما زعمه من معجزات ، ثم يصدر صكوك الغفران لمن آمن بخرافاته وضلاله وسار خلفه في ظلمات هذا الكفر .

      ولذلك ذكرت تنزيه الإمام العسكرى - فيما أرى - من أن يكون صاحب هذا الكتاب ، وأشرت إلى أن هذا الرأى يراه أيضاً بعض الشيعة ، ولكن شيعة الأمس واليوم منهم من يرى صحة نسبة الكتاب للإمام !

      ولو صحت النسبة لقلنا بكفره  لا بإمامته .

      والكتاب الثاني هو تفسير القمي ، وقد أطلت الوقوف عند هذا الكتاب ، فله ولصاحبه المنزلة العليا عند الشيعة ، غلاتهم ومعتدليهم ، الإخباريين والأصوليين ، في عصرنا وما قبله ، وهذا أمر نجد له ما يبرره عند الغلاة الضالين ، ولكن لم نجد له تفسيراً عند المعتدلين نسبيا ودعاة التقريب .

     فالكتاب محشو بتحريف القرآن الكريم نصاً ومعنى ، تنزيلاً وتأويلاً ، والطعن في الصحابة ، وجعل الأئمة هم المراد من كلمات الله البينات ، وما يتصل بعقيدة الإمامة كالرجعة ، ونزول الوحى على الأئمة وعلمهم للغيب .

 

      وفى أسباب النزول يزعم تحالف الصحابة مع إبليس ، ويشير إلى البيعة يوم الغدير ، ومصير  من غصبوا الولاية بزعمه ، وأن القائم سيطالب بدم الحسين ، ويجعل حادث الإفك اتهاماً لأم المؤمنين لا تبرئة إلهية لها ، ونراه يحيل كتاب الله تعالى إلى كتاب في التاريخ للشيعة الاثنى عشرية ، فترى أصحاب الجمل  والبصرة ، وتسمع عن بنى أمية وبنى السباع ؛ أي العباس ، والاتفاق على قتل علىّ ، وكفر أصحاب بيعة الرضوان ، وتجد الحديث عن الفرق الأخرى ، وعن القائم وجيش السفيانى .

      ثم تراه يسلك طرقاً مختلفة للتغرير بضعاف العقول ، وإضلال خلق الله من جهلة القوم .

      وهذا الكتاب الذي جمع كل هذه المصائب والرزايا يعتبر من أهم مصادر التفسير المأثور عند الشيعة الاثنى عشرية ، فانظر وتأمل وقارن !!

      وهو الذي وقع في أيدى المستشرقين فاتخذوه سلاحاً لضرب الإسلام ، والطعن في المعجزة الكبرى ، ومع هذا فصاحب التفسير ينتسب للإسلام !!

      والكتاب الثالث هو تفسير العياشى ، وهذا الكتاب كسابقه منزلة ومنهجاً وأهدافاً ، وقد بينت هذا .

       وبعد الفصل الرابع جعلت الفصل الخامس لتفسير التبيان للطوسى ، وتفاسير الطبرسي .

 

       والطوسى والطبرسى يمثلان جانب الاعتدال النسبى والبعد عن الغلو إلى حد ما بينت أصول التفسير عندهما ، والفرق بينهما وبين الجمهور ، ومع الاعتدال النسبى ، ظهر أثر الإمامة في اللجوء للتأويل استدلالاً للعقيدة ، وفى ذكرهما للقراءات الموضوعة والشاذة ذات الصلة بالمذهب ، وفى روايتهما لأسباب   النزول ، وفى جعلهما الأئمة هم المراد من كلمات الله تعالى عند تأويل بعض الآيات ، ورأيت أن شيخ الطائفة الطوسى أكثر اعتدالاً وأقل غلواً من الطبرسي.

 

     والفصل السادس جعلته للحديث عن كتب التفسير بعد الطوسى والطبرسى ، تحدثت فيه عن عشرة كتب تمثل الاتجاهات المختلفة للتفسير ، فبعد الطوسى والطبرسى وجدنا منهم من يسير في طريق الغلو والضلال ، ويستمد التفسير من كتب القرن الثالث الثلاثة ، وما شابهها ككتاب الكافى للكلينى ، ومنهم من سلك طريق الاعتدال النسبى والبعد عن الغلو والتطرف إلى حد ما ومنهم من اقترب من أحد الطريقين مبتعداً عن الآخر .

      والكتب العشرة تبين هذه الاتجاهات ، وثلاثة منها تبين اتجاه التفسير في العصر الحديث .

      وختمت هذا القسم بالفصل السابع الذي خصصته لنظرة عامة لباقى كتب التفسير من خلال كتاب " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " ، وذلك حتى نستكمل ما أردنا بيانه . وجدت في الذريعة عشرات من كتب التفسير الشيعى يدل العنوان نفسه على غلو المؤلف وضلاله ، وكتباً أخرى يظهر فيها هذا الأثر عندما يتحدث عنها صاحب كتاب الذريعة . وهذا القدر الهائل من الكتب الضالة يشير إلى ضخامة حركة الغلاة ، ومدى تأثيرها في الوسط الشيعى الاثنى عشرى ، بل ربما يعطى السمة الغالبة للتفسير الشيعى ، وقد أشرت لهذا في ختام الفصل .

     بعد هذا كله أعتقد أن الصورة أصبحت واضحة تماماً ، ولسنا في حاجة إلى مزيد بيان .

    ومما أمرنا بتلاوته :

 رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ 

                   " 89 : الأعراف "

  • الاثنين PM 06:19
    2021-04-26
  • 914
Powered by: GateGold