المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417457
يتصفح الموقع حاليا : 248

البحث

البحث

عرض المادة

التفسير الكاشف

التفسير الكاشف

       إذا كان التبيان للطوسى - كما رأينا - هو أكثر الكتب اعتدالاً أو أقلها غلواً، فإن عصرنا شهد بعض الكتب في التفسير الشيعى لا تقل عنه اعتدالا ، ولا تزيد عنه غلوا . من هذه التفاسير كتابان : أحدهما " التفسير الكاشف " للعالم الجعفرى اللبنانى المشهور : محمد جواد مغنية ، ومظاهر الاعتدال نراها فيما يأتى :

أولاً : في بيانه لمنهجه في التفسير ، حيث يقول :

      اعتمدت - قبل كل شىء - في تفسير الآية وبيان المراد منها على حديث ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها ترجمان القرآن ، والسبيل إلى معرفة معانيه :        ] وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [ ([1][493]).

       فإذا لم يكن حديث من السنة اعتمدت ظاهر الآية ، وسياقها ، لأن المتكلم الحكيم يعتمد في بيان مراده على ما يفهمه المخاطب من دلالة الظاهر ، كما أن المخاطب بدوره يأخذ بهذا الظاهر ، حتى يثبت العكس .

      وإذا أوردت آية ثانية في معنى الأولى ، وكانت أبين وأوضح ، ذكرتهما معاً، لغاية التوضيح ، لأن مصدر القرآن واحد ، ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض .

      وإذا تعارض ظاهر اللفظ مع حكم العقل وبداهته ، أولت اللفظ بما يتفق مع العقل باعتباره الدليل والحجة على وجوب العمل بالنقل .

      وإذا تعارض ظاهر اللفظ مع إجماع المسلمين في كل عصر ومصر على مسألة فقهية حملت الظاهر على الإجماع  ، كقوله تعالى    إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ    ([2][494]) ، حيث دلت " فاكتبوه " على الوجوب ، والإجماع قائم على استحباب كتابة الدين ، فأحمل الظاهر على الاستحباب دون الوجوب .

      أما أقوال المفسرين فلم أتخذ منها حجة قاطعة ، ودليلاً مستقلاً ، بل مؤيداً ومرجحاً لأحد الوجوه إذا احتمل اللفظ لأكثر من معنى ، فلقد بذل المفسرون جهوداً كبرى للكشف عن معاني القرآن وأسراره وإبراز خصائصه وشوارده ، وأولوا كتاب الله من العناية ما لم يظفر بمثلها كتاب في أمة من الأمم قديمها أو حديثها .

       وإن  في المفسرين أئمة كباراً في شتى علوم القرآن التي كانت الشغل الشاغل للمسلمين في تاريخهم الطويل ، فإذا لم تكن أقوال هؤلاء الأقطاب حجة ، كقول المعصوم ، فإنها تلقى ضوءاً على المعنى المراد ، وتمهد السبيل إلى        تفهمه ([3][495]).

ثانياً : في التزامه بهذا المنهج إلى حد كبير :

      مثال هذا ما ذكره في تفسير الفاتحة عند قوله تعالى : ] صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [ قال : " جاء في بعض الروايات أن المغضوب عليهم هم اليهود ، والضالين هم النصارى ، ولكن لفظ الآية عام لا تخصيص فيه ، ولا استثناء ، فكل مطيع تشمله نعمة الله ورحمته ، وكل عاص ضال ومغضوب عليه " ([4][496]).

      وعند تفسير الآيات من " 111 إلى 113 " من سورة البقرة ، أشار إلى أن اليهود والنصارى يكفر بعضهم بعضاً ، ثم وضع عنواناً نصه : " أيضاً المسلمون يكفر بعضهم بعضاً " ، وتحت هذا العنوان قال :

    وإذا كان اليهود بحكم الطائفة الواحدة ، لأن التوراة تعترف بعيسى ، والإنجيل يعترف بموسى ، فبالأولى أن تكون السنة والشيعة طائفة واحدة ، حقيقة وواقعة : لأن كتابهم واحد ، وهو القرآن ، لا قرءانان ، ونبيهم واحد ، وهو محمد ، لا محمدان ، فكيف إذن يكفر بعض من الفريقين إخوانهم في الدين؟

    ولو نظرنا إلى هذه الآية : ] وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ [ ([5][497]) ، ولو نظرنا إليها بالمعنى الذي بيناه ، واتفق عليه جميع المفسرين ، ثم قسنا من يرمى بالكفر أخاه المسلم ـ لو نظرنا إلى الآية ، وقسنا هذا بمقياسها لكان أسوأ حالاً ألف مرة من اليهود والنصارى ..لقد كفر اليهود النصارى وكفر النصارى اليهود ، ]  وَهُمْ يتْلُونَ الْكِتَابَ[ أي التوراة والإنجيل ، فكيف بالمسلم يكفر أخاه المسلم ، وهو يتلو  القرآن ؟ فليتق الله الذين يلوون ألسنتهم بالكتاب ، وقلوبهم عمى عن معانيه    ومراميه ([6][498]) .

      وفى تفسير سورة الأنفال " الآيات 72 : 75 " تحدث عن المهاجرين والأنصار فقال : ما قرأت شيئاً أبلغ من وصف الإمام زين العابدين " ع "  للمهاجرين والأنصار وهو يناجى ربه ، ويطلب لهم الرحمة والرضوان بقوله :

     " اللهم أصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا ، وأبلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوا وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له ، حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته ، وانتصروا به ، ومن كانوا منطوين على محبته ، يرجون تجارة لن تبور في مودته ... فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك ... وكانوا مع رسولك لك إليك " .

      وبعد أن ذكر الشيخ مغنية قول الإمام قال :

  ملحوظة : هذه المناجاة جاءت في الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة ، وتقدس كل حرف منها ، وهى رد مفحم لمن قال : إن الشيعة ينالون من مقام الصحابة ([7][499]).

     وفى تفسير سورة الرعد " الآيات 35 : 38 " قال تحت عنوان " الشيعة الإمامية والصحابة " : دأب بعض المأجورين والجاهلين على إثارة الفتن والنعرات بين المسلمين لتشتيت وحدتهم وتفريق كلمتهم ، دأبوا على ذلك عن طريق الدس والافتراء على الشيعة الإمامية ، وذلك بأن نسبوا إليهم النيل من مقام الصحابة ، وتأليه على ، والقول بتحريف القرآن الذي  يهتز له العرش ... وما إلى ذلك من الكذب والبهتان ...  وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ  ([8][500])  قال الطبرسي :  " يريد الله سبحانه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به ، وصدقوه وأعطوا القرآن ، وفرحوا بإنزاله " ... ولو كانوا ينالون من مقام الصحابة لاتجه شيخهم الطبرسي في تفسير هذه الآية إلى غير هذا الوجه([9][501]).

     وفى تفسير سورة التحريم يقول عن الآية الرابعة : ] إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا [ : أي مالت إلى الحق ، ثم يقول مشيراً إلى حفصة وعائشة من أمهات المؤمنين : فإن تابتا وأصلحتا فقد مال قلباهما إلى أمر الله والإخلاص لرسوله ، وإن أصرتا على التعاون ضد الرسول فإن الله وليه وناصره ، وأيضاً يعينه ويؤازره جبريل ، وجميع الملائكة والمؤمنين الصالحين ([10][502]) .

 

      وبعد تفسير سورة الليل يقول : قال الشيخ محمد عبده : روى المفسرون هنا أسبابأ للنزول ، وأن الآيات نزلت في أبى بكر ، ومتى وجد شىء من ذلك في الصحيح لم يمنعا من التصديق به مانع ، ولكن معنى الآيات لا يزال عاماً ([11][503]).

       من هذا نرى أن الشيخ مغنية في تفسيره يمثل جانب الاعتدال النسبى عند الجعفرية في المنهج والتطبيق ، وبالطبع لا يخلو تفسيره من التأثر بعقيدته في الإمامة ، فعلى سبيل المثال :

      نراه ينسب لأمير المؤمنين على بن أبى طالب - رضي الله عنه - أنه قال:   " ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق "([12][504]) ، وناقشنا هذا من قبل([13][505]) .

     كما نراه يتحدث عن عصمة أهل البيت ([14][506]) ، وعن الإمامة وفكرة العصمة ([15][507]). ويتحدث عن المهدى المنتظر في أكثر من  موضع ([16][508]) ، غير أنه كان يذكر بعض الأحاديث التي صحت عن طريق أهل السنة([17][509]).

      ويتحدث عن التقية ويقول : " من خص التقية بالشيعة فقط ، وشنع بها عليهم ، فهو إما جاهل ، وإما متحامل " ([18][510]) .

ويفصل القول في الحديث عن الخمس ، ويهاجم أبا سفيان وحفيده يزيد ، ذاكرا قول الشاعر :

فابن حرب للمصطفى وابن هند

لعلى وللحسين يزيد([19][511])

     وفى تفسير سورة آل عمران " الآيات 33 : 37 " يضع هذا العنوان : " فاطمة ومريم " ، ويذكر تحته حقاً وباطلاً ، ويشير إلى أن فاطمة كمريم ، وعلى كزكريا ، كان كلما دخل عليها وجد عندها رزقاً من عند الله تعالى ([20][512]) .

     وفى تفسير سورة النساء " الآيتين 95 ، 96 " يتحدث عن تفسير الآيتين ، وتحت عنوان : " على وأبو بكر " ، يجادل ليصل إلى أفضلية على بحهاده وعلمه ، وفى آخر جدله العقيم يقول : منزلة على من العلم لا تدانيها منزلة واحد من الصحابة على الإطلاق ، وكفى شاهداً على ذلك ما تواتر عن الرسول الأعظم " أنا مدينة العلم وعلى بابها " . وقد حفظ التراث الإسلامى من علم على ما لم يحفظه لأبى بكر ، ولا لغيره من الصحابة ([21][513]) .

       وفى سورة المائدة : وعند تفسير الآية الثالثة من السورة ، تحت عنوان " إكمال الدين وإتمام النعمة " ، نراه يتظاهر بأنه يعرض رأى كل من الشيعة والسنة فقط ، لينتهى من هذا إلى خلافة على ‍‍! ويشير إلى كتاب الغدير ككتاب قيم ، وأن هذا الكتاب ذكر رواة حديث الغدير ، وهم 120 صحابياً ، 840 تابعاً ، 360 إماماً وحافظاً للحديث ، وفيهم الحنفى والشافعى وغيرهما ، كل ذلك نقله عن كتب     السنة ([22][514]).

      وعند تفسير الآية الخامسة والخمسين من السورة ] إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ[ يذكر كغيره أنها نزلت في على بن أبى طالب ([23][515]).

      ثم يعود إلى الغدير عند تفسير الآية السابعة والستين من سورة المائدة أيضاً ] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...[ويذكر أن الشيعة استدلوا بأحاديث رواها أهل السنة ([24][516]).

      وعند تفسير الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب :]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ يذكر ما ذهب إليه الشيعة ، وبين  أدلتهم ، محاولاإثبات صحة ما ذهبوا إليه ([25][517]).

      وفى سورة الشورى ، عند تفسير الآية الثالثة والعشرين : ]  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [ ، يقول عن البحر المحيط : هم على وفاطمة والحسن والحسين ، ويقول أيضاً : ونقل بعض المفسرين رواية ، في سندها  معاوية ، ومؤدى هذه الرواية أن معنى الآية : قل يا محمد لقريش : ناشدتكم الرحم أن لا تؤذونى . ثم أخذ يناقش ليثبت أنها في الأربعة ([26][518]) .

هذه بعض الأمثلة التي تبين أثر الإمامة في هذا التفسير ، ومع هذا كله فالشيخ مغنية يمثل جانب الاعتدال إلى حد ما في عصرنا الحديث ، وتفسيره يبين منهجه الذي يمثل الحق في بعض جوانبه ، غير أنه لا يخلو من الغلو والضلال.

 

   ([1][493]) سورة الحشر : الآية 7  .

   ([2][494])  282  : سورة البقرة ، والآية كتبت في التفسير الكاشف خطأ حيث سقط منها " إلى أجل مسمى " .

   ([3][495])  1 / 16 .

  ([4][496])  1 / 35 .

  ([5][497])  سورة البقرة : الآية 113 .

  ([6][498])  1 / 180 .

  ([7][499]) 3 / 515  .

  ([8][500]) سورة الرعد : الآية 36 .

  ([9][501])  4 / 412 .

    نلاحظ على إخواننا الشيعة الذين يتجهون نحو الاعتدال والابتعاد عن الغلو ، أنهم يتجاهلون الواقع ويقعون في التناقض ، والصحابة الكرام ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ، لهم مقام معلوم عند الله تعالى ، وعند جمهور المسلمين . وما نقله الشيخ مغنية مدحاً في الصحابة هو عين الحق بلا أدنى ريب ، ولكننا نلاحظ أن ما ذكره في تفسير سورتى الأنفال والرعد كأنما جاء للدفاع عن الشيعة لا الصحابة ! فالشيخ مغنية نفسه أثنى على كتاب بحار الأنوار للمجلسى أيما ثناء ، ورأينا من قبل في دراستنا لهذا الكتاب أن صاحبه يرى تحريف القرآن الكريم ، ويكفر الصحابة وعلى الأخص الخلفاء الراشدون الثلاثة . وأشرت من قبل بعد دراسة     تفسير القمي الضال المضل إلى التناقض الذي وقع فيه السيد أبو القاسم الخوئى – مرجع الشيعة السابق بالعراق – حيث ذهب إلى صحة جميع روايات هذا التفسير ، والخوئى يقطع بعدم تحريف القرآن الكريم ، والقمى يجزم بتحريفه ، ويكفر الصحابة ويلعنهم ، والكلينى صاحب كتاب الكافى أعظم كتاب عندهم – ذهب مذهب شيخه القمي في التكفير والتحريف .

     فكان على الشيخ مغنية – وأمثاله ممن ينشدون الاعتدال – ألا يتجاهلوا الواقع ، وألا يقعوا في التناقض ، كان عليهم إذن أن يهاجموا القمي والكلينى والعياشى والمجلسى   وأمثالهم ، ويبينوا أن هؤلاء ليسوا من شيعة الإمام زين العابدين ، وغيره من الأئمة الأطهار ، فضلاً عن أن يكونوا من أعلام الشيعة الثقات ، كان عليهم هذا بدلاً من أن يهاجموا من يذكر الواقع والحقيقة !!  

   ([10][502])  7 / 364 .

   ([11][503])  7 / 576 .

   ([12][504])  1 / 10 ، 1 /39 .

   ([13][505])  راجع ص 135 وما بعدها .

   ([14][506])  انظر 1 /88 .

   ([15][507])  1 / 196 - 199 .

   ([16][508])  انظر 1 / 206 ، 5 / 57 ، 5/ 302 .

   ([17][509])  ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو داود في سننه ، واعترف الشيخ مغنية بصحته ، وهو :   " قال رسول الله r : لو لم يبق من الدنيا إلاَّ يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتى ، يواطئ اسمه اسمى ، واسم أبيه اسم أبى ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " " 5/302 " ، والشيخ مغنية هنا وقع في التناقض الذي أشرنا إليه من قبل ، لأن هذا الحديث الشريف يخالف عقيدته في المهدى ، حيث يعتقد أنه محمد بن الحسن العسكرى ، وليس محمد بن عبدالله الذي سيبعث قبيل الساعة . 

  ([18][510])  وانظر بحث التقية والأسباب التي جعلتها مبدأ خاصاً بالشيعة في الفصل الخامس من الجزء السابق.

  ([19][511]) انظر 3 / 482-484  .

  ([20][512]) انظر 2 / 50-51 .

  ([21][513]) انظر 2 / 414 – 416.

      والحديث الذي ذكر أنه متواتر ، قال عنه الدار قطنى في العلل : هذا حديث مضطرب غير ثابت ، وقال الترمذى : منكر ، وقال البخاري : ليس له وجه صحيح ، وقال يحيى بن معين : كذب لاأصل له ، وذكره ابن الجوزى في الموضوعات " انظر كشف الخلفاء 1 /203 – 205 وراجع فيه الآراء المختلفة حول هذا الحديث ، وانظر أيضاً : فيض القدير 3/47046 ، والمقاصد الحسنة 97 ، وذكرت تخرج الحديث من قبل .*

      *وروى الإمام البخاري بسنده عن محمد بن الحنفية قال : " قلت لأبى : أي الناس خير بعد رسول الله r ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال " ثم عمر " قال ابن تيمية : قد روى هذا عن على من نحو ثمانين طريقا ، وهو متواتر عنه . " انظر جامع الرسائل1 / 261 " واذكر هذا هنا من باب التذكير ، فليس هنا مجال لمناقشة مثل هذه الآراء .  

   ([22][514])  انظر 3 /13-15 ، وراجع ما كتبته فيما سبق عن الغدير في الفصل الثالث من الجزء الأول ، وفيه إشارة لكتاب الغدير المذكور ، وبعض أكاذيبه وافتراءاته ، وإثبات أن حديث الغدير في التمسك بالكتاب والعترة كوفى المنشأ ‍‍! ‍‍! ليس له طريق إلاَّ عن المجروحين من شيعة الكوفة!

   ([23][515]) انظر 3 / 81 –83 وانظر مناقشة ما ذهبوا إليه في الجزء السابق .

   ([24][516]) انظر 3 / 96 – 99  .

   ([25][517]) انظر 6 / 216 – 218 .

   ([26][518]) انظر 6 /522 –523 .

وما ذكره عن البحر المحيط  لا يمثل رأى أبى حيان ، ولا يبين أنه يرى صحة هذا الخبر ، فأبو حيان جمع أخباراً – صحيحة أو غير صحيحة – وأثبتها في تفسيره ، ومنها هذا الخبر الذي لا يقبل ، فالسورة مكية ، أي أنها نزلت قبل أن يولد الحسن والحسين بسنوات ، أما إذا أردنا أن نبحث عن الصحيح فإنا نرى الإمام البخاري يروى في صحيحه بسنده عن ابن عباس – رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله } إلا المودة في القربى { فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد r ، فقال ابن عباس : عجلت ، إن النبي rلم يكن بطن من قريش إلاَّ كان له فيهم قرابة ، فقال:   إلاَّ أن تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة ، " كتاب التفسير – سورة حم عسق – باب } إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي  الْقُرْبَى {.

     وقال ابن حجر في فتح البارى في شرحه لهذا الخبر : قال ابن عباس : عجلت : أي أسرعت في التفسير ، وهذا الذي جزم به سعيد بن جبير قد جاء عنه من روايته عن ابن عباس مرفوعاً، فأخرج الطبري وابن أبى حاتم ، من طريق قيس بن الربيع ، عن الأعمش عن سعيد بن جبير ،* *  عن ابن عباس قال : لما نزلت قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ الحديث ، وإسناده ضعيف ، وهو ساقط لمخالفته هذا الحديث الصحيح .

    أما ذكر الشيخ مغنية لمعاوية ، يريد أن يلمزه ، ففيه بعد عن الحق ، فعلى الرغم مما حدث بينه وبين سيدنا على لم يرد عن طريقه حديث واحد فيه طعن للإمام على ، وكل الأحاديث التي صحت عن طريق معاوية ليس فيها أي مطعن ، وقد جمع ابن الوزير- وهو من علماء الشيعة الزيدية - ما روى عن طريق معاوية في الصحاح الستة ، وأثبت صحته من طرق ليس فيها معاوية . رضي الله عنه ." انظر الروض الباسم في الذب عن سنة أبى القاسم 2/114 - 119" .

  • الاثنين PM 06:10
    2021-04-26
  • 1148
Powered by: GateGold