المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417464
يتصفح الموقع حاليا : 243

البحث

البحث

عرض المادة

طرق التغرير والتضليل

طرق التغرير والتضليل :

      والقمى قد خالف ظاهر القرآن الكريم ، وحرف معانيه إلى جانب القول بتحريف نصه ، وأتى بما لا يحتمله كتاب الله تعالى بل يعارضه ، وخالف ما أجمعت عليه الأمة في أكثر الآيات وما يتعلق بها ، وجعل أكثرها ـ مكية ومدنية ـ متعلقة ببيعة غدير خم التي قال الجعفرية أنفسهم بأنها بعد حجة الوداع . وزعم أن صفوة هذه الأمة كفار ومشركون ومنافقون ، إلى غير ذلك مما يبرأ منه الإسلام والعقل السليم .

      ورأينا من قبل كيف حاول صاحب التفسير المنسوب للإمام العسكرى أن يغرر بضعاف العقول ، وجهلة القوم ، ليؤمنوا بخرافاته ، ويسيروا في ظلمات ضلاله . والقمى هو الآخر قد حاول القيام بنفس الدور فسلك لذلك عدة طرق :

      1 ـ جل آرائه نسبها للأئمة وعلى الأخص الإمامان الباقر والصادق . كما أشرنا في مقدمة الحديث عن الكتاب .

      2 ـ ذهب إلى أن القرآن الكريم لا يفهم معناه ولا يدرك مراده إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الأئمة .

      نسب للإمام على ـ كرم الله وجهه ـ أنه قال : " ذلك القرآن فاستنطقوه ، فلن ينطق لكم ، أخبركم عنه ، إن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتى إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم ، وبيان ما أصبحتم فيه مختلفين ، فلو سألتمونى عنه لأخبرتكم عنه لأنى أعلمكم " ([1][269]) ونسب للإمام الصادق أنه قال : إن الكتاب لم ينطق ، ولن ينطق، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم . هو الناطق بالكتاب ، قـــال الله ] هَذَا  بكتابنا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ    [  فقال أحدهم : إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال الإمام : هكذا والله نزل بها جبريل على محمد ، ولكنه فيما حرف من كتاب الله تعالى ([2][270]) .

      ونسب للإمام الباقر أنه قال : " القرآن ضرب فيه الأمثال للناس ، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا " ([3][271]) .

      وذهب إلى أن من لا يقبل تأويل الكتاب فهو مشرك كافر ([4][272]) .

      3 - وضع أسساً غريبة للتفسير ، فإلى جانب القول بأن القرآن أصابه التحريف ، ولا يؤخذ تأويله إلا عن طريقهم ، نراه يذهب إلى أن هناك آيات لا يعرف تأويلها إلا بعد وقت نزولها ! ويتحدث عن هذا النوع فيقول : " وأما ما تأويله بعد تنزيله فالأمور التي حدثت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من غصب آل محمد حقهم ، وما وعدهم الله به من النصر على أعدائهم ، وما أخبر الله به من أخبار القائم وخروجه ، وأخبار الرجعة والساعة " ([5][273]) .

      ويذهب إلى أن هناك آيات " مما خاطب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمعنى لأمته ، وهو قول الصادق : إن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بإياك أعنى واسمعى يا جارة " ([6][274]) .

      وذهب إلى ما هو أبعد من هذا ، فقال بأن هناك " ما هو مخاطبة لقوم ومعناه لقوم آخرين ! فقوله ] وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ  أنتم يا معشر أمة محمد فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا    [  ، فالمخاطبة لبنى إسرائيل ، والمعنى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ([7][275]) " .

      وبهذه الأسس استطاع أن يحرف القرآن الكريم نصاً ومعنى ليصل إلى ضلاله .

      4 - وقد ذهب إلى تكفير غير المعتنقين عقيدته في الإمامة ، الرافضين لتحريفه ، لم ينس ـ من وقت لآخر في تفسيره ـ بيان أن  الشيعة سيدخلون الجنة حتى فساقهم العصاة !

 فمثلاً في قوله تعالى: ]  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ  [ ([8][276]) الآية ، يقول بأن الله سبحانه وتعالى يدفع بمن يعمل كل فريضة من الشيعة عمن لا يعملها ، ولو أجمعوا على الترك لهلكوا ([9][277]) . وفى سورة طه " الآية 108 "       ]    وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا    [  يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لعصاة الشيعة ، فكلهم يدخل الجنة ([10][278]) .

وفى سورة المؤمنون " الآية : 100 " : ]  وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  [ يقول : البرزخ هو أمر بين أمرين ، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة .. وهو قول الصادق : والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ ، فأما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم ([11][279]) .

      وفى سورة غافر " الآية الثالثة " ] غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ  [  قال : ذلك خاصة لشيعة أمير المؤمنين ([12][280]) .

      وفى سورة ق " الآية 24 " : ] أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ  [  يقول بأن الآية الكريمة مخاطبة للنبى صلى الله عليه وسلم وعلى ، ويبين أنهما في منزلة خاصة دون الخلق جميعا ؛ وأن رضوان يأتى بمفاتيح الجنة فيأخذها الرسول صلى الله عليه وسلم ويعطيها علياً وكذلك يفعل مالك بمفاتيح جهنم ، فيأخذ على المفاتيح ويقعد إلى شفير جهنم ، فتنادى : ياعلى جزنى ، قد أطفأ نورك لهيبى ! فيقول لها على : ذرى هذا وليى ، وخذى هذا عدوى ! فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى من غلام أحدكم لصاحبه ([13][281]) .

      وفى سورة الرحمن " الآية 39 " : ] فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ  [  قال :       " منكم " ، يعنى من الشيعة . معناه أنه من تولى أمير المؤمنين ، وتبرأ من أعدائه عليهم لعائن الله ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ، ثم دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا ، عذب لها في البرزخ ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه يوم القيامة ([14][282]) .

      وفى سورة الحاقة " الآية 19 " : ] فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ   [   قال : كل أمة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم ، وهو قوله تعالى ] وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ  [   ([15][283]) ، وهم الأئمة                       ]   يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ  [  فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم فيمرون إلى الجنة بلا حساب ، ويعطون أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرون إلى النار بلا حساب " ([16][284]) .

 

  ([1][269])  المقدمة ص 3 .

  ([2][270])  انظر 2 / 95 ، ونص الآية الكريمة ] هَذَا كـتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ     [  " الجاثية : 29 " فحرف الآية الكريمة لأنها تعارضت مع ما ذهب إليه .

  ([3][271])  2 / 425 .

  ([4][272])  انظر 2 / 260 .

  ([5][273])  مقدمة تفسيرة ص 14 .

  ([6][274])  مقدمة تفسيرة ص 14 .

  ([7][275])  نفس المقدمة ص 16 ، والآية هي الرابعة من سورة الإسراء ، والتحريف واضح .

  ([8][276])  40 : الحج .

  ([9][277])  1 / 83 .

  ([10][278])  انظر 2 / 64 : 65 .

  ([11][279])  2 / 94 .

  ([12][280])  2 / 254 .

  ([13][281])  انظر 2 / 324 ـ 326 .

  ([14][282])  2 / 345 .

  ([15][283])  46 : الأعراف .

  ([16][284])  2 / 384 .

      ذكرنا من قبل عند الحديث عن التحريف قول السيد أبى القاسم الخوئى ـ المرجع الأعلى للجعفرية بالعراق : إن الروايات التي ذكرها القمي في تفسيره صحيحه ، فهى ثابتة وصادرة من الأئمة المعصومين ، وانتهت إليه بوساطة المشايخ والثقات من الشيعة ! ولا ندرى كيف يمكن الجمع بين هذه الروايات الصحيحة في نظر السيد الخوئى وبين ما ذهب إليه هو من القول بعدم تحريف القرآن الكريم ، وغير ذلك مما يتعارض مع هذه الروايات ؟ !

  • الاثنين PM 05:58
    2021-04-26
  • 889
Powered by: GateGold