ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
القرآن كتاب تاريخ اثنى عشرى !!
القرآن كتاب تاريخ اثنى عشرى !!
عندما آلت الخلافة إلى الإمام على كرم الله وجهه ـ لم تسلم له ، وخاض عدة معارك ، ولاقى الشيعة بعد ذلك ما لاقوا في ظل الحكم الأموى . وقد تحدثت كتب التاريخ عن ذلك مفصلاً ، ولكن القمي يحاول أن يغير من طبيعة القرآن الكريم ليصله بكتب التاريخ عند الجعفرية ، فتسمع عن البصرة والجمل وبنى أمية من وجهة النظر الجعفرى ، ولنضرب لذلك الأمثال .
في سورة الأعراف ( الآية 40 ) :] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبــواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [ ولن يلج الجمل في سم الخياط ، فالكفار إذن لن يدخلوا الجنة ، ولكن القمي إذا به يقول " نزلت هذه الآية في طلحة والزبير والجمل جملهم " ([1][248]) !
ويقول أيضا : إن أصحاب الجمل نزلت فيهم ( الآية : 12 ) من سورة التوبة ] وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ [ الآية ([2][249]) .
وفى سورة النجم يقول بأن المؤتفكة هي البصرة ، وقال : ائتفكت بأهلها مرتين ، وعلى الله تمام الثالثة ، وتمام الثالثة في الرجعة ([3][250]) .
وفى سورة الحاقة يقول بأن البصرة أيضاً هي المؤتفكات ([4][251]) .
أما بنو أمية فإنا نصادفهم كثيراً ونحن نقرأ هذا التفسير العجيب ، وما دام ثلث القرآن في أعداء الجعفرية ـ كما زعموا ـ فلابد إذن أن يكون للأمويين نصيب كبير ! انظر مثلا تفسيره لقوله تعالى : ] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [ ([5][252]) .
يقول : نزلت في بنى أمية ، فهم أشر خلق الله ، هم الذين كفروا في باطن القرآن ، فهم لا يؤمنون ([6][253]) .
ولهذا نجد كثيرا من الآيات التي تتناول الكفار يجعلها لبنى أمية ([7][254]) .
والقمى عاش في العصر العباسى الأول ، والعلويون رأوا الحكم يذهب لغيرهم ، ثم لم يسلموا من ظلم ذوى القربى ، فالعباسيون ـ من وجهة النظر الجعفرية ـ لا يفترقون كثيراً عن الأمويين ، ولكن القمي لا يستطيع أن يصرح بهم عند الحديث عن كفرهم فيسميهم بنى السباع بدلاً من بنى العباس ([8][255]) .
وعندما تناول بعض الأحداث التاريخية الأخرى وضع قصصاً خيالية غريبة ، فمثلا عند قوله تعالى : ] فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [ ([9][256]) نراه يتحدث عن ذلك في خمس صفحات ، ويأتى بقصيدة يقول بأن السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله تعالى عنها ـ احتجت بها على الصديق ، وكذلك احتج الإمام على ، وخاف الصديق من ضياع الحكم نتيجة هذا الموقف ، فبعث إلى الفاروق الذي أشار بقتل على ! وأمر خالد بن الوليد بقتله فوافق خالد ، إلى آخر تلك الخرافة ([10][257]) .
وعندما تحدث عن صلح الحديبية قال " فلما . أجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلح أنكر عامة أصحابه ، وأشد ما كان إنكاراً فلان ، فقال يا رسول الله ، ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ فقال : بلى ! قال : فنعطى الذلة في ديننا ؟ قال : إن الله وعدنى ولن يخلفنى . قال لو أن معى أربعين رجلاً لخالفته " ([11][258]).
والمعروف أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ صاحب الجزء الأول من هذه المناقشة ، فافترى القمي هذه الزيادة المنكرة " لو أن معى أربعين رجلا لخالفته " ، وقال بأن عامة أصحابه الذين أنكروا الصلح أكثروا القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم . ويزيد فريته بأنهم حاربوا فعلاً، وهزموا هزيمة قبيحة ، إلى أن قام على بسيفه فتراجعت قريش ([12][259]) .
ثم يستمر ليقول بأن عامة الصحابة هؤلاء هم الذين عناهم الله تعالى بقوله : ] وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [ ([13][260]) .
وهكذا يستمر هذا القمي ليجعل عامة أصحاب بيعة الرضوان من أصحاب النار ، وهم الذين رضي الله عنهم بنص القرآن الكريم ، ويطعن في ترتيب آيات سورة الفتح ليصل إلى ضلاله ([14][261]) !
ونراه كذلك يخضع القرآن الكريم للحديث عن الفرق الأخرى ، فمثلا عند قوله تعالى ] وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُسْوَدَّوهــهُم مُّةٌ [ ([15][262]) يقول : " من ادعى أنه إمام وليس بإمام يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة …. وإن كان علوياً فاطمياً " ([16][263]) .
وكثير من فرق الشيعة قالت بعودة بعض الأئمة قبل يوم القيامة ، ومنهم من وقف عند إمام معين ، وقال بأنه لم يمت وإنما أظهر موته تقية ، إلى غير ذلك مما تذكره كتب التاريخ . وكان من صدى هذا أن بعض الأمويين قالوا بعودة رجل منهم أسموه السفيانى : فزاد بعض الجعفرية خرافة أخرى وهى أن المهدى عندما يرجع سيقابل جيش السفيانى ويهزمه ! وإذا بنا نجد هذا في تفسير القمي !
فعند قوله تعالى ] وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ [ ([17][264]) قال : هم والله أصحـاب القائم ، يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة ، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفيانى ، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم ، وهو قولــه ] وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ [ ([18][265]) يعنى بالقائم([19][266]) .
وفى قوله تعالى : ] أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا[ ([20][267]) قال يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفيانى ([21][268]) .
وبهذا يصبح تفسير القمي مرجعاً من مراجع التاريخ لغلاة الجعفرية !
([2][249]) انظر 1 / 283 ، وتكملة الآية الكريمة ] وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ [ .
([3][250]) انظر 2 / 340 ـ 341 .
([5][252]) الأنفال : الآية 55 .
([7][254]) انظر مثلاً : ج 1 ص 156 ، 196 ، 211 ، 371 ، و ج 2 ص 68 ، 80 ، 123 ، 242 ، 243 ، 255 ، 384 .
([9][256]) سورة الروم الآية 38 .
([10][257]) انظر 2 / 155 : 159 .
([11][258]) 2 / 311 ـ 312 . وفى الأصل : فقال نعم !
([13][260]) انظر 2 / 315 ، والآية الكريمة ـ هي السادسة من سورة الفتح .
-
الاثنين PM 05:57
2021-04-26 - 1169