المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417480
يتصفح الموقع حاليا : 254

البحث

البحث

عرض المادة

أسباب النزول

أسباب النزول :

      في ذكر القمي لأسباب النزول نرى أثر الإمامة واضحاً ، ولنضرب بعض الأمثلة :

1 ـ تحالف الصحابة مع إبليس :

      في سورة سبأ " الآية 20 " ] وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ    [  قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله ]  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ  في على   [  ([1][231])  بغدير خم فقال : " من كنت مولاه فعلى مولاه " ، فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر ، وحثوا التراب على رءوسهم ، فقال لهم إبليس : ما لكم؟ فقالوا : إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شىء إلى يوم القيامة . فقال لهم إبليس : كلا ، إن الذين حوله قد وعدونى فيه عدة لن يخلفونى ، فأنزل الله على رسوله ] وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ[  الآية ([2][232]) .

2 ـ البيعة يوم الغدير :

      وعن البيعة أيضاً عند قوله تعالى : ] فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى [  ([3][233]) يقول : كان سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى بيعة علىّ يوم غدير خم ، فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد الله أن يخبره ، رجعوا الناس فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الأشعرى ، ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول : ما نقر لعلى بالولاية أبداً ، ولا نصدق محمداً مقالته .. فصعد رسول الله المنبر وهو يريد البراءة منه ، فأنزل الله ] لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ    [  ([4][234]) فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمه ([5][235]) .

3 ـ مصير من غصبوا الولاية :

    وفى قوله تعالى : ] يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ   [ ([6][236])، قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم ، فيعرض عليهم أعمالهم ، فيحلفون به أنهم لم يعملوا فيها شيئاً كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا أن لا يردوا الولاية في بنى هاشم ، وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة !! فلما أطلع الله نبيه وأخبره ، حلفوا له أنهم لم يقولوا ذلك ، ولم يهموا به ، حتى أنزل الله على رسوله ([7][237]) : ]  يحلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ    [  ([8][238]) .

4 ـ القائم يطالب بدم الحسين :

      وفى سورة الحج ( الآية : 39 ) : ] أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ   [  .. قال : إن العامة ـ أي جمهور المسلمين ـ يقولون نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخرجته قريش من مكة ، وإنما هي للقائم إذا خرج يطلب بدم الحسين ([9][239]) .

      ولا يقتصر أثر عقيدة الإمامة ـ على مثل ما سبق مما يتصل بالإمامة والأئمة ، وإنما يتعداه إلى اتهام غيرهم ، ومحاولة سلب فضائلهم ، ولنذكر لهذا المثل التالى :

5 ـ حادث الإفك اتهام لأم المؤمنين لا تبرئة إلهية لها !!

      حادث الإفك معروف مشهور ، ونزل القرآن الكريم بتبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة ، فعز على القمي أن يبرئ الله تعالى صلحبه الجمل ،  وابنة أبى بكر أول من اغتصب الخلافة في رأيه ! ولهذا قام القمي بإفك جديد ، فجعل من الحديث عن الإفك اتهاماً للسيدة عائشة لا تبرئة لها !! فعند قوله تعـــالى :                ] إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ    [  ([10][240]) الآية  قال : فإن العامة رووا أنها نزلت في عائشة ، وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ، وما رمتها به بعض النساء المنافقات " .

      ثم ذكر رواية عن الإمام أبى جعفر أنه قال : " لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حزن عليه حزناً شديداً ، فقالت منافقة : ما الذي يحزنك عليه ؟ فما هو إلا ابن جريج ! فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وأمره بقتله " ([11][241]) .

        وفى سورة الحجرات ذكر قصة اتهام فلانة لمارية ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم علياً بأن يقتل جريجاً ، وأن هذا كان سبب نزول قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا  [  الآية ([12][242]) .

      وفى سورة التحريم قال عن كلمة " أبكاراً " التي جاءت في ختام الآية الخامسة " عرض عائشة لأنه لم يتزوج ببكر غير عائشة " ([13][243]) .

      وبعد هذا في نفس الصفحة ورد ما يأتى : " ثم ضرب الله مثلا فقال ] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا [([14][244]) فقال : والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة ، وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق … وكان فلان يحبها ، فلما أرادت أن تخرج إلى … قال لها   فلان : لا يحل لك أن تخرجى من غير محرم ، فزوجت نفسها من فلان " ([15][245]) .

      وإذا كان القمي ذكر بأن الخاصة ـ أي الشيعة ـ رووا أن فلانة ، وهى إحدى المنافقات ، جاءت بالإفك ، ولم يصرح باسمها ، فإن غيره من الجعفرية قد صرح باسمها وقال بأنها عائشة ([16][246]) . وضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط يعتبره الجعفرية تعريضاً بالسيدتين عائشة وحفصة من أمهات المؤمنين ([17][247]) ، والقمى هنا يؤكد أن الخيانة المرادة هي الفاحشة ، ثم مهد لإلصاقها بمن برأها الله تعالى !

 

  ([1][231])  " في على " زيادة من تحريفهم ، وقد ضمت الرواية إلى التحريف اتفاق الصحابة الكرام مع إبليس على نقض البيعة .

  ([2][232])  2 / 201 .

  ([3][233])  الآية 31 من سورة القيامة ، وهى وسبأ مكيتان ، وموقف الغدير بلا خلاف حتى بين الشيعة أنفسهم كان بعد حجة الوداع .

  ([4][234])  سورة القيامة الآية 16 وهى تتحدث عن القرآن الكريم ، فالآيات التالية لها هي  ] إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ   [ .

  ([5][235])  2 / 397 .

  ([6][236])  18 : المجادلة .

  ([7][237])  74 : التوبة .

  ([8][238])  2 / 358 .

  ([9][239])  2 / 84 ـ 85 .

  ([10][240])  سورة النور آية : 11 .

  ([11][241])  2 / 99 .

  ([12][242])  انظر 2 / 318 ـ 319 والآية هي " 6 " .

  ([13][243])  2 / 377 .

  ([14][244]) 10 : التحريم .

  ([15][245])  منقول بالنص وفيه النقط .

  ([16][246])  انظر تفسير شبر ص 338 .

  ([17][247])  بل يعتبره بعضهم تصريحاً لكفرهما ، قال المجلسى : " لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما ! " .   " بحار الأنوار 22 / 33 " .

 

  • الاثنين PM 05:53
    2021-04-26
  • 1042
Powered by: GateGold