ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
أسباب النزول
أسباب النزول :
في ذكر القمي لأسباب النزول نرى أثر الإمامة واضحاً ، ولنضرب بعض الأمثلة :
في سورة سبأ " الآية 20 " ] وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ [ قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله ] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ في على [ ([1][231]) بغدير خم فقال : " من كنت مولاه فعلى مولاه " ، فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر ، وحثوا التراب على رءوسهم ، فقال لهم إبليس : ما لكم؟ فقالوا : إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شىء إلى يوم القيامة . فقال لهم إبليس : كلا ، إن الذين حوله قد وعدونى فيه عدة لن يخلفونى ، فأنزل الله على رسوله ] وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ[ الآية ([2][232]) .
وعن البيعة أيضاً عند قوله تعالى : ] فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى [ ([3][233]) يقول : كان سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى بيعة علىّ يوم غدير خم ، فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد الله أن يخبره ، رجعوا الناس فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الأشعرى ، ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول : ما نقر لعلى بالولاية أبداً ، ولا نصدق محمداً مقالته .. فصعد رسول الله المنبر وهو يريد البراءة منه ، فأنزل الله ] لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [ ([4][234]) فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمه ([5][235]) .
وفى قوله تعالى : ] يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ [ ([6][236])، قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم ، فيعرض عليهم أعمالهم ، فيحلفون به أنهم لم يعملوا فيها شيئاً كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا أن لا يردوا الولاية في بنى هاشم ، وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة !! فلما أطلع الله نبيه وأخبره ، حلفوا له أنهم لم يقولوا ذلك ، ولم يهموا به ، حتى أنزل الله على رسوله ([7][237]) : ] يحلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ [ ([8][238]) .
وفى سورة الحج ( الآية : 39 ) : ] أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [ .. قال : إن العامة ـ أي جمهور المسلمين ـ يقولون نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخرجته قريش من مكة ، وإنما هي للقائم إذا خرج يطلب بدم الحسين ([9][239]) .
ولا يقتصر أثر عقيدة الإمامة ـ على مثل ما سبق مما يتصل بالإمامة والأئمة ، وإنما يتعداه إلى اتهام غيرهم ، ومحاولة سلب فضائلهم ، ولنذكر لهذا المثل التالى :
5 ـ حادث الإفك اتهام لأم المؤمنين لا تبرئة إلهية لها !!
حادث الإفك معروف مشهور ، ونزل القرآن الكريم بتبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة ، فعز على القمي أن يبرئ الله تعالى صلحبه الجمل ، وابنة أبى بكر أول من اغتصب الخلافة في رأيه ! ولهذا قام القمي بإفك جديد ، فجعل من الحديث عن الإفك اتهاماً للسيدة عائشة لا تبرئة لها !! فعند قوله تعـــالى : ] إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ [ ([10][240]) الآية قال : فإن العامة رووا أنها نزلت في عائشة ، وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ، وما رمتها به بعض النساء المنافقات " .
ثم ذكر رواية عن الإمام أبى جعفر أنه قال : " لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حزن عليه حزناً شديداً ، فقالت منافقة : ما الذي يحزنك عليه ؟ فما هو إلا ابن جريج ! فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وأمره بقتله " ([11][241]) .
وفى سورة الحجرات ذكر قصة اتهام فلانة لمارية ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم علياً بأن يقتل جريجاً ، وأن هذا كان سبب نزول قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا [ الآية ([12][242]) .
وفى سورة التحريم قال عن كلمة " أبكاراً " التي جاءت في ختام الآية الخامسة " عرض عائشة لأنه لم يتزوج ببكر غير عائشة " ([13][243]) .
وبعد هذا في نفس الصفحة ورد ما يأتى : " ثم ضرب الله مثلا فقال ] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا [([14][244]) فقال : والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة ، وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق … وكان فلان يحبها ، فلما أرادت أن تخرج إلى … قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجى من غير محرم ، فزوجت نفسها من فلان " ([15][245]) .
وإذا كان القمي ذكر بأن الخاصة ـ أي الشيعة ـ رووا أن فلانة ، وهى إحدى المنافقات ، جاءت بالإفك ، ولم يصرح باسمها ، فإن غيره من الجعفرية قد صرح باسمها وقال بأنها عائشة ([16][246]) . وضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط يعتبره الجعفرية تعريضاً بالسيدتين عائشة وحفصة من أمهات المؤمنين ([17][247]) ، والقمى هنا يؤكد أن الخيانة المرادة هي الفاحشة ، ثم مهد لإلصاقها بمن برأها الله تعالى !
([1][231]) " في على " زيادة من تحريفهم ، وقد ضمت الرواية إلى التحريف اتفاق الصحابة الكرام مع إبليس على نقض البيعة .
([3][233]) الآية 31 من سورة القيامة ، وهى وسبأ مكيتان ، وموقف الغدير بلا خلاف حتى بين الشيعة أنفسهم كان بعد حجة الوداع .
([4][234]) سورة القيامة الآية 16 وهى تتحدث عن القرآن الكريم ، فالآيات التالية لها هي ] إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [ .
([10][240]) سورة النور آية : 11 .
([12][242]) انظر 2 / 318 ـ 319 والآية هي " 6 " .
([15][245]) منقول بالنص وفيه النقط .
([16][246]) انظر تفسير شبر ص 338 .
([17][247]) بل يعتبره بعضهم تصريحاً لكفرهما ، قال المجلسى : " لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما ! " . " بحار الأنوار 22 / 33 " .
-
الاثنين PM 05:53
2021-04-26 - 1554