ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
ما يتصل بعقيدة الإمامة
ما يتصل بعقيدة الإمامة
القمي يرى أشياء تتصل بعقيدته في الإمامة ، ولذا يضمنها تفسيره .فهو مثلا يؤمن بالرجعة ، أي رجعة الأئمة قبل يوم القيامة ، ورجعة من غصبوهم حقهم ـ على حد زعمه ـ ليقتص الأئمة من أعدائهم . وعلى هذا جعل من الأمور الأساسية التي اشتمل عليها القرآن الكريم الرد على من أنكروا الرجعة .
واستدل بقوله تعالى : ] وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا [ فقال : " أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويدع الباقين " ؟ ثم قال : ومثله كثير نذكره في مواضعه ([1][211]) .
ومن هذا الذي ذكره قوله تعالى ] إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ ([2][212]) . قال : يعنى الرجعة . يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين والأئمة ([3][213]) .
وفى سورة " ق " ( الآية 41 ) يقول : ] وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمــنَادِ [ باسم القائم واسم أبيه .. والصيحة ـ صيحة القائم من السماء ..والخروج الرجعة ([4][214]) .
وفى سورة النحل ( الآية 22 ) ] فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ [ قال القمي : يعنى أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق ] قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ [ يعنى أنها كافرة ] وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ [ يعنى أنهم عن ولاية على مستكبرون ([5][215]) .
ويستمر في تفسيره للسورة الكريمة فيقول : ] فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ [ من العذاب في الرجعة .. ] وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [ قال القمي : الكفار كانوا لا يحلفون بالله ، وإنما أنزلت في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا أنهم لا يرجعون ([6][216]) .
والقمى ممن ذهب إلى أن الوحى لم ينقطع بانتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى ، لأن الإمام يقوم مقامه ! فعند تفسيره لسورة القدر يقول : معنى ليلة القدر أن الله يقدر فيها الآجال والأرزاق ، وكل ما يحدث من موت أو حياة ، أو خصب أو جدب ، أو خير أو شر ، كما قال الله فيها ] فِيهَا يُفــرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [ إلى سنة .
وقال تعالى : ] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [ تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان ، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور([7][217]) .
ونسب للإمام أبى جعفر أنه سئل : " تعرفون ليلة القدر ؟ فقال : وكيف لا نعرف ليلة القدر والملائكة يطوفون بنا فيها " ([8][218]) .
وهـو يرى أن الأئمة يعلمون الغيب ، ولهذا نراه عند تفسير قوله تعالى : ] عَالِمُ الْغَيـبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [([9][219]) . يقول : يعنى علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منه ([10][220]) .
فعلم الغيب ليس خاصاً بالله تعالى والمصطفين من الرسل الكرام ، وإنما هوـ حسب افترائه ـ خاص بالإمام على مع الله عز وجل !
وحتى يظهر أن علم الأئمة يحيط بكل شىء يأتى بأشياء لا سبيل إلى العلم بها في ذلك الوقت ، وإن اكتشف بعضها في عصر الكشوف العلمية للكون ومظاهره .
وإذا كان كثير من الكشف العلمى يأتى بوجوه جديدة من وجوه الإعجاز القرآنى ، ويستحيل التناقض بين نظرية علمية صحيحة وبين القرآن الكريم ، إلا أن هذه الكشوف كشفت عن كذب القمي ومفترياته .
فهو ينسب للإمام على أنه قال : " الأرض مسيرة خمسمائة عام ، والشمس ستون فرسخاً في ستين فرسخاً ، والقمر أربعون فرسخاً في أربعين فرسخاً ، بطونهما يضيئان لأهل السماء ، وظهورهما يضيئان لأهل الأرض ، والكواكب كأعظم جبل على الأرض " ([11][221]) !
ويزعم أن الإمام على بن الحسين بين علة كسوف الشمسين بوجود بحر بين السماء والأرض ، إذا كثرت ذنوب العباد ، وأراد الله أن يستعتبهم بآية ، أمر الملائكة الموكلين فجعلوا الشمس أو القمر في ذاك البحر ([12][222]) .
وفى موضع آخر ينسب للأئمة أن الأرض على الحوت ، والحوت على الماء، والماء على الصخرة ، والصخرة على قرن ثور أملس ، والثور على الثرى ([13][223]).
وفى أول سورة الشورى ] حم عسق [ يقول : " قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر ، فخضرة السماء من ذلك الجبل " ([14][224]) .
4 ـ نفى العلم عمن اشتهروا به من غيرهم :
والقمى لا يكتفى بمثل هذه المفتريات ليبين إحاطة الأئمة بكل شىء علماً ، ولكن تحدث عن غيرهم ممن لهم مكانتهم العلمية لينفى عنهم ما اشتهروا به من العلم ، حتى لا يبقى في المجال العلمى إلا أئمة الجعفرية !
فمثلا ابن عباس اشتهر بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن ، انظر إلى هذا القمي وهو يتحدث عن ابن عباس ، بل عن أبيه عم الرسول صلى الله عليه وسلم :
نسب للإمام أبى جعفر الباقر أنه قال : جاء رجل إلى أبى على بن الحسين فقال : إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت ، وفيمن نزلت ، فقال أبى : سله فيمن نزلت ، ] وَمَن كَانَ فِي هـــذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً [ ([15][225]) وفيمن نزلت : ] وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ [ ([16][226]) وتستمر الرواية لتذكر بأن الرجل ذهب إلى ابن عباس فسأله ، فلم يجبه ، بل أورد أسئلة أخرى ، فبين الإمام سبب النزول بقوله : بأن الآية الأولى نزلت في ابن عباس وفى أبيه ، والثانية نزلت في أبيه ([17][227])! !
5 ـ أحكامهم الفقهية كالمتعة والخمس :
ثم لا ينسى القمي ما ارتبط بعقيدته من الأحكام الفقهية ، فيعرضها بطريقة يأباها كتاب الله تعالى ، ففى سورة مريم " الآية 83 " : ] أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا [ قال : نزلت في مانعى الخمس والزكاة ([18][228]).
وفى سورة ق " الآية 26 " : ] الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [ قال : "هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس " ([19][229]) .
وفى سورة النساء يحرف الآية الرابعة والعشرين فيقول ] فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ إلى أجل مسمى فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [ ويعقب بقوله : فهذه الآية دليل على المتعة ([20][230]) .
([1][211]) الموضع السابق ص 24 .
والآية هي رقم 83 : النمل ومعناها أنهم يحشرون فوجاً ، أي زمراً ، فلا يبقى أحد ، ونحن مأمورون بالإيمان بيوم القيامة ، لا بيومين : يوم لأئمة الجعفرية ويوم للقيامة .
(انظر مناقشة هذه العقيدة وبيان بطلانها بالأدلة العقلية والنقلية في مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 200 : 203 ) .
([7][217]) انظر 2 / 431 . والآية الكريمة التي استدل بها هي الرابعة من سورة الدخان . ونصها ] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [ وليس فيها " إلى سنة " كما ذكرها .
([12][222]) انظر 2 / 14 ـ 15 .
([13][223]) انظر 2 / 58 ـ 59 .
([14][224]) 2 / 268 ، وفى سورة " ق " قال " ق : جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج " ( 2 / 323 ) .
ومما يضحك ـ ومن شر البلية ما يضحك ـ أن نجد في عصرنا من يؤمن بهذه الخرافات والأكاذيب ، بل يتخذ منها دليلاً على علم الأئمة وعصمتهم !! " انظر مثلاً ج 2 حاشية ص 15 ـ 16 ، 58 ـ 59 " والروايات لو ثبتت لأثبتت لأهل البيت وحاشاهم ـ الجهل والافتراء ! ولكن ما أكثر المتظاهرين بحب آل البيت وآل البيت منهم براء !
وأظن أن هنا كذلك سبباً دفيناً ، فالتاريخ يذكر لنا تنازعاً حدث بين العباس وابن أخيه على ـ رضي الله تعالى عنهما ، ويذكر لنا أيضاً أن ابن عباس تولى إمارة البصرة في خلافة ابن عمه الإمام على ، ثم ترك البصرة مغاضباً ، وتبادل مع ابن عمه رسائل اتهامات : فلعل القمي سمع بهذا فرأى أن يأتى بهذه الفرية ليهاجم من تجرأ على المعصوم أبى الأئمة !
] انظر متنازع العباس وابن أخيه في صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد والسير باب حكم الفئ . وانظر الكتب المتبادلة بين الإمام على وابن عمه في أنساب الأشراف للبلاذرى 1 / 192 ـ 194، وفى " على وبنوه " لطه حسين ص 125 ـ 128 ، وانظر أحد كتب الإمام هذه في نهج البلاغة ص 323 ـ 324 [ .
([20][230]) 1 / 136 ، ونص الآية الكريمة ] فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً [ .
-
الاثنين PM 05:50
2021-04-26 - 1398